العلماء يكتشفون متغيرا جينيا يبدو أنه يحد من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب!
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
يقاوم جزء ضئيل من الناس بشكل طبيعي عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، ويريد العلماء أن يفهموا السبب.
اكتشف فريق دولي من الباحثين متغيرا جينيا جديدا لدى الأشخاص من أصول إفريقية يبدو أنه يقيد تكاثر فيروس نقص المناعة البشرية بعد ظهور العدوى.
وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها، فإن هذا الاكتشاف يعد خطوة كبيرة إلى الأمام في أبحاث فيروس نقص المناعة البشرية، التي أهملت السكان الأفارقة لفترة طويلة.
ويقول عالم الأمراض ومعد الدراسة سيمون مالال من جامعة Murdoch في بيرث بأستراليا: "قد تفسر النتائج سبب انخفاض الحمل الفيروسي لدى بعض الأشخاص في هذه المجموعات، ما يبطئ تكاثر الفيروس وانتقاله".
وهذا الاكتشاف، بفضل تحليل مشترك لما يقرب من 3900 فرد، يمكن أن يمهد الطريق أيضا لتطوير عقاقير جديدة مضادة للفيروسات كما فعلت المتغيرات الجينية المحددة سابقا.
ويؤثر فيروس نقص المناعة البشرية اليوم على حوالي 39 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن من الواضح أن الفيروس لا يؤثر على الجميع بنفس الطريقة. ولكن بصرف النظر عن المثقوبة الجينية في جين واحد يسمى CCR5، فإن المتغيرات الجينية الأخرى المعروفة التي يعتقد أنها تمنح بعض المقاومة لفيروس نقص المناعة البشرية لم تصمد دائما أمام التدقيق عندما حاول العلماء تكرار النتائج.
علاوة على ذلك، أجريت الدراسات الجينية بشكل أساسي على السكان القوقازيين المنحدرين من أصل أوروبي، بينما تحدث معظم الإصابات في إفريقيا، وتؤثر بشكل كبير على الأشخاص من أصل أفريقي.
إقرأ المزيد الباحثون ينشؤون قاعدة بيانات لأكثر جيناتنا غموضا!وبدأ الباحثون مؤخرا في دراسة السكان الأفارقة. ففي عام 2021، تم الكشف عن المتغيرات الجينية في بوتسوانا والتي يبدو أنها تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية أو تؤدي إلى تطور المرض.
وفي هذه الدراسة الجديدة التي أجريت على الأفارقة المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية -1 - النوع الأكثر شيوعا من الفيروسات - وجد الباحثون عكس ذلك: مجموعة من 16 متغيرا جينيا يبدو أنها تحد من تكاثر فيروس نقص المناعة البشرية.
وتتجمع المتغيرات حول جين موجود على الكروموسوم 1 يسمى CHD1L. وقد تصدّر أحد البدائل الجينية قائمة المتغيرات المرتبطة بمستويات منخفضة من الفيروس في أكثر فترات العدوى المزمنة.
وهذه أخبار جيدة لأن هذا المستوى، المعروف باسم الحمل الفيروسي المحدد، هو مؤشر على خطر انتقال العدوى واحتمال تطور المرض في حالات العدوى المزمنة بفيروس نقص المناعة البشرية.
ويقول بول ماكلارين، عالم الأبحاث في المختبر الوطني الكندي للأحياء الدقيقة لعلم الوراثة لفيروس نقص المناعة البشرية: "من خلال دراسة عينة كبيرة من الأشخاص من أصل أفريقي، تمكنا من تحديد متغير جيني جديد لا يوجد إلا في هذه المجموعة السكانية والذي يرتبط بانخفاض الأحمال الفيروسية لفيروس نقص المناعة البشرية".
ويقدر مكلارين وزملاؤه أن ما بين 4 و13% من الأشخاص من أصل أفريقي يحملون البديل الأعلى مرتبة في CHD1L.
وعلى الرغم من أن الباحثين لا يعرفون حتى الآن كيف يتحكم CHD1L في الحمل الفيروسي، إلا أنهم حريصون على اكتشاف ذلك لأنه قد يؤدي إلى خيارات علاج جديدة.
وتقول هارييت جروم، عالمة الفيروسات بجامعة كامبريدج: "في كل مرة نكتشف شيئا جديدا حول مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية، نتعلم شيئا جديدا عن الفيروس وعن الخلية".
وبعد التحقيق أكثر قليلا، وجد الباحثون أن تكاثر فيروس نقص المناعة البشرية يتزايد إذا تم إيقاف CHD1L في الضامة، وهو مستودع معروف لفيروس HIV-1. ومع ذلك، لم يكن هناك أي تأثير في الخلايا التائية، وهي نوع آخر من الخلايا المناعية، يتكاثر فيها فيروس نقص المناعة البشرية عادة.
وعلى الرغم من الاكتشاف الواعد، يدرك الباحثون جيدا أن المقاومة الجينية لفيروس نقص المناعة البشرية تنطوي على الأرجح على تفاعل معقد بين اثنين أو أكثر من المتغيرات الجينية، بدلا من نزوة استثنائية واحدة.
ولا يزال من غير الواضح أيضا مقدار مساهمة الجينات في التباين في عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
نُشرت الدراسة في مجلة Nature.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الايدز بحوث فيروسات فیروس نقص المناعة البشریة على الرغم من الأشخاص من من أصل
إقرأ أيضاً:
«الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة».. ندوة بمكتبة الإسكندرية
نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال قطاع البحث الأكاديمي، اليوم الإثنين، ندوة حول الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل المتغيرات المعاصرة، بالتعاون مع المؤسسة الصديقية للخدمات الثقافية و الاجتماعية، تلاها جلسة حوارية تحدث فيها الشيخ الحبيب علي الجفري، وأدار الحوار كلاً من الشيخ محمد الكتاني، والشيخ مصطفى ثابت.
افتتح الندوة الدكتور محمد سليمان، رئيس قطاع التواصل الثقافي و القائم بأعمال نائب مدير مكتبة الإسكندرية، ونقل ترحيب الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، بالضيوف و الحضور، مؤكدًا أن المكتبة أرادت أن تكون ملتقى فكري وثقافي إيمانًا منها بأن المجتمعات لا تنهض إلا من خلال جهود أبنائها مشدداً على أهمية الندوة في ظل الوضع الذي يشهده العالم وتأثيره على الهوية التي تتعرض للعبث، وهو ما يتطلب وجود مرجعية وطنية للحفاظ على الهوية، وهذه مسؤولية تقع على عاتق كل المؤسسات الثقافية والوطنية بالدولة.
من جانبه، أكد الشيخ الحبيب علي الجفري، أن مصر تحمل راية العلم والثقافة، فهي منارة لمن يحيط بها وكذلك العالم أجمع، متحدثًا عن مفهوم مصطلح الهوية الذي يعتبر مصطلح معاصر مأخوذ من كلمة "هو"، وهوية الإنسان تعني حقيقته المطلقة وصفاته الجوهرية التي يتميز بها عن غيره.
وأضاف الجفري أن سؤال الهوية أصبح سؤال العصر في العالم أجمع، حيث أوصل الإغراق في نسبية الأشياء والأفكار والأمور العالم إلى حالة اللامنهجية، وأصبح هناك حالة من الفوضى نتاج ما بعد الحداثة، وأدت "العدمية" التي نشأت إلى حالة الفوضى التي يعيشها المجتمع الإنساني اليوم على الرغم من النجاحات التي حققتها في العلوم الأخرى.
وتابع: "نعيش في مرحلة انتقالية من فلسفة إلى أخرى وهذه التغييرات لا تحدث في البشرية إلا كل ٤٠٠ عام، ولابد أن نكون شركاء في صناعة الفكر وعدم التوقف عند استقبالها فقط كما حدث في المراحل السابقة، خاصة في ظل الارتباك الذي تشهده المنطقة وصل إلى تحدي وجود خلال العشر سنوات الماضية".
وتحدث الجفري عن مفهوم اللغة وعلاقته بالهوية، مؤكدًا أن اللغة تشكل وجدان الإنسان ومنهجيته في التفكير، ورغم مطالبته بتعليم الطلاب ٥ لغات أجنبية بداية من مرحلة المتوسط، ناشد الآباء والأمهات ألا يتحدثون مع أبناءهم إلا باللغة العربية، فاللغة ليست كلمات وقواعد فقط ولكنها معرفة وذوق وبدون ذلك يصعب علينا معرفة تاريخنا وديننا ولن يكون لنا مستقبل.
وأشار الجفري إلى أن الحالة العبثية التي يعيشها العالم اليوم والاختلاف الكبير في الهوية تتطلب المشاركة في صناعة المستقبل، خاصة فيما يخص الذكاء الاصطناعي الذي سوف يشهد تطورًا هائلاً لا يمكن تصوره خلال العشر سنوات المقبلة، وكل من لم يكون مشاركًا فيه سيكون عبدًا لصانعيه.
واختتم الجفري بالتأكيد على أن مصر دولة كبيرة أكبر مما يظن الجميع وقد تحملت الكثير، موجهًا حديثه للمصريين "لا تصدقوا من يحاول تقزيم دورها وبشكل خاص موقفها تجاه القضية الفلسطينية فقد قدمت ١٠٠ ألف شهيد في سبيلها، أعرفوا يا مصريين قيمة بلدكم فالله تفضل عليكم أن جعلكم مصريين".
من جانبه، قال الشيخ محمد الكتاني، إن قضية الهوية قديمة أعيد إثارتها عقب ظهور العولمة، التي تقوم على إزالة الفوارق وإحداث الامتزاج وعدم التباين بين المجتمعات، لصالح قوى معينة تسعى لأن يندمج العالم كله في بوتقة واحدة لا يعتز فيها أحد بهويته مضيفاً أن الهوية ناشئة عن الانتماء إذا لم يكن الإنسان منتمي إلى شيء لن تتضح هويته، منتقدًا عدم وضوح الرؤية عند الكثير من المتحدثين عن قضية الهوية، لذا تحتاج إلى جهود كبيرة لإبرازها في الثوب الذي يليق بها، ومحذرًا من خطورة محاولة تغيير الهوية.
فيما قال الشيخ مصطفى ثابت، إن سؤال الهوية و الانتماء شاغل للعقل البشري والدول، وفي مصر كان هذا السؤال شاغل المفكرين والكتاب وخاصة مع بداية القرن العشرون، ومع ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماع أعيد السؤال مرة أخرى.