الإمارات وأمريكا تمضيان معاً نحو المستقبل
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
أكد يوسف مانع العتيبة، سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ومارتينا سترونغ، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة، أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، اليوم الاثنين، ويلتقي خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، تسلط الضوء على مسيرة خمسين عاماً من الشراكات بين البلدين، أسهمت في تحقيق الازدهار، والأمن، والتقدم العلمي.
قال العتيبة ومارتينا سترونغ، في مقال مشترك تحت عنوان «الشراكة الإماراتية - الأمريكية.. التزام دائم بمسار التقدم والابتكار»، بمناسبة الزيارة، إن البلدين يواصلان العمل معاً على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويقفان جنباً إلى جنب لدعم الحلول الدبلوماسية متعددة الأطراف، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة في غزة والسودان.
وأوضحا أن التعاون المشترك في مجالي الدفاع ومكافحة الإرهاب، يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلدين، والعالم، وأشارا في هذا الصدد إلى وقوف القوات المسلحة الإماراتية إلى جانب القوات الأمريكية في ستة صراعات مختلفة، على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، ما أسهم في تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين.
رؤية مشتركة
وأشار العتيبة ومارتينا سترونغ، إلى أنه مع استمرار هذه الشراكات، تتطلع الإمارات والولايات المتحدة إلى تحقيق رؤية مشتركة لمستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً للمنطقة، وتعزيز التعاون بينهما خلال الأعوام الخمسين المقبلة.
وأشارا إلى أنه في عام 1974، قام وفد من وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، يضم عدداً من رواد الفضاء والعلماء، بزيارة إلى العاصمة أبوظبي، قدّم خلالها شرحاً وافياً حول مهمات برنامج «أبولو» للوصول إلى سطح القمر، أمام الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وفي تلك الفترة لم يكن أحد يتخيل أن الإمارات ستصبح شريكاً رئيسياً في برنامج «أرتميس» الذي تقوده «ناسا»، والذي يهدف لإعادة البشر إلى سطح القمر، حيث تسهم بدور فاعل في هذا البرنامج من خلال دعم مشروع محطة الفضاء القمرية «Gateway»، الذي سيصبح أول محطة فضاء في مدار القمر.
التكنولوجيا المتقدمة
أوضح السفيران، أنه في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، نرى أن المسار الإماراتي - الأمريكي، يتحرك بحيوية وسرعة قلّ نظيرها، حيث يشترك وادي السيليكون الأمريكي وواحة السيليكون الإماراتية، في مشاريع بحثية وابتكارية تهدف لتعزيز الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، وتمتد من المختبرات إلى قاعات الاجتماعات، ومنشآت الإنتاج المتقدمة، فيما تُعد الرحلة على طول شارع الشيخ زايد، من أبوظبي إلى دبي، روتيناً مألوفاً لدى أي مسؤول تنفيذي أمريكي، والذي لابد له أن يمر بجانب اللوحات الإعلانية ل«جوجل»، و«ميتا»، و«آي بي إم»، و«مايكروسوفت» التي تضيء جانبي الطريق.
وأشارا إلى ما أعلنته شركة «MGX» للاستثمار التكنولوجي في أبوظبي، الأسبوع الجاري، عن شراكة جديدة مع مايكروسوفت وشركة «بلاك روك» الاستثمارية الأمريكية، وآخرين، لإطلاق منصة استثمارية جديدة في مجال البنية التحتية التكنولوجية.
الحواسيب الفائقة
كما شهد العام الماضي تعاوناً بين شركة «Cerebras» من وادي السيليكون مع مجموعة «G42» الإماراتية، لنشر عدد من أسرع الحواسيب الفائقة في العالم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا وتكساس، فيما يسهم استثمار شركة «مبادلة» في شركة غلوبل فاوندريز التي تتخذ من نيويورك مقراً لها في توسيع صناعة أشباه الموصلات الأمريكية، وخلق آلاف الوظائف في اقتصاد المنطقة القائم على الابتكار والإبداع. وبجانب ذلك، تتعاون «G42» مع مايكروسوفت آزور لإطلاق منصة حوسبة سحابية جديدة في دولة الإمارات، إضافة إلى شراكات أخرى مع شركات تكنولوجية رائدة مثل «Nvidia»، و«AMD»، و«VAST»، و«Qualcomm»، لتطوير البنية التحتية للتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات.
وقال العتيبة ومارتينا سترونغ، إن بلدينا يدركان أهمية التعاون في مجال التكنولوجيا والعلوم والالتزام بتوسيع نطاق هذا التعاون عبر مبادرات جديدة، تشمل تعزيز معايير حماية البيانات والتكنولوجيا الحساسة، وتعميق التعاون في مجال الأبحاث والتعليم، وإطلاق برامج تهدف إلى تقليص الفجوة الرقمية من خلال توفير تقنيات أساسية متاحة للجميع، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن والخصوصية.
التعاون النووي
وأكدا أنه كما هي الحال بالنسبة لاتفاقية التعاون النووي بين الإمارات والولايات المتحدة، ربما تكلل هذه الجهود المشتركة «المعيار الذهبي» الجديد لتأمين، وتسريع ولادة الجيل القادم من التكنولوجيا المتقدمة، ففي عام 2009، أتاحت «اتفاقية 123» التاريخية لدولة الإمارات تطوير برنامجها لإنتاج الطاقة النووية السلمية، الذي يزود حالياً مراكز البيانات في سائر أنحاء الدولة بطاقة نظيفة، وكهرباء منخفضة الانبعاثات.
وشدّدا على أن زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، تأتي أيضاً استكمالاً لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28»، الذي استضافته دولة الإمارات في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، والذي شكّل مرحلة فارقة في مسار التعاون الإماراتي - الأمريكي في مواجهة أزمة المناخ، وتسريع وتيرة الانتقال إلى الطاقة النظيفة.
وأكدا أن التكنولوجيا المتقدمة والعمل المناخي يسهمان في فتح آفاق جديدة للتجارة والأعمال، بعدما جذبا العديد من الشركات الأمريكية، والمستثمرين ورواد الأعمال إلى دولة الإمارات، التي أصبحت بفضل موقعها الإستراتيجي مركزاً عالمياً للأعمال، والإعلام، والثقافة، وبوابة رائدة إلى الأسواق سريعة النمو في الشرق الأوسط، وإفريقيا، والهند، وآسيا.
وأشارا إلى أن أكثر من 1500 شركة ومؤسسة أمريكية تعمل في دولة الإمارات، ما يعزز من نموها الاقتصادي وتنويع مصادرها، وخلق فرص عمل جديدة، فيما يقيم فيها أكثر من 50 ألف مواطن أمريكي.
التجارة الثنائية
وأوضح السفيران، أن التجارة الثنائية والتعاون، على مدى العقود الخمسة الماضية، أسهمت في تحقيق الكثير من المنافع للبلدين، وأسفرت عن استثمارات إماراتية تجاوزت تريليون دولار في مختلف قطاعات الاقتصاد الأمريكي، ما يجعل الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بعدما تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 31 مليار دولار في عام 2023.
وقالا في ختام مقالهما، إنه وكما ألهمت مهمة «أبولو» أجيالاً من العلماء والمهندسين، فإن دولة الإمارات والولايات المتحدة ستمضيان معاً، نحو المستقبل من خلال برنامج «Gateway»، وغيره من المشاريع الطموحة، وليس أبلغ من مقولة المغفور له الشيخ زايد، لدى هبوط أول مركبة على سطح القمر حيث قال، «إذا شاء الله، فإن الإنسان يستطيع أن يحقق أي شيء، ولا شيء مستحيل». (وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الإمارات الولايات المتحدة الأمريكية التکنولوجیا المتقدمة دولة الإمارات فی مجال
إقرأ أيضاً:
السعودية والبرازيل تبحثان تعزيز التعاون المشترك بين البلدين
بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، خلال لقائه الثلاثاء، بوزير خارجية البرازيل ماورو فييرا، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، ومناقشة المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، فقد تم خلال اللقاء الذي جرى في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية على هامش انعقاد قمة دول مجموعة العشرين، التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء مجلس التنسيق السعودي البرازيلي، استكمالًا لما تم الاتفاق عليه بين قيادتي البلدين أثناء زيارة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى السعودية في 30 نوفمبر العام الماضي.