يمانيون – متابعات
أعلن حزبُ الله اللبناني عن بدء معركة “الحساب المفتوح”، وطال قصفُه شمالي فلسطين المحتلّة شركةَ “رفائيل” المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية وقاعدة ومطار “رامات ديفيد” وأَدَّى لخسائرَ مادية وبشرية في جانب الكيان.

في التفاصيل؛ أكّـد نائبُ الأمين العام لحزب الله الشيخ “نعيم قاسم” أن “إسرائيل” استهدفت “المدنيين والأطفال والمسعفين والصيدليات والبيوت وكل حياة شريفة آمنة ولم تستهدفْ المقاتلين فقط، وحتى هذا لا يبرّر لها استهدافَ المدنيين”.

وَأَضَـافَ “عدنا أقوى والميدان سيشهد بذلك”، وتابع “سيموت العدوّ رعبًا ويتفكك جمعه ولم يحقّق أهدافه”، وشدّد على أن العدوّ “لم يتمكّن من تحقيق أهدافه في فلسطين والمقاومة مُستمرّة”، وبيّن أن “أمريكا غارقة في العدوان والإبادة مع “إسرائيل” ولا ينفع الدجل الذي تمارسه”.

وقال سماحته: “لن توقفنا التهديدات ولا نخشى أخطر الاحتمالات، ونحن مستعدون لمواجهة كُـلّ الاحتمالات العسكرية”، مؤكّـداً أن “جبهة الإسناد في لبنان مُستمرّة إلى أن تتوقف الحرب على غزة ولن يعود سكان الشمال بل سيزداد النزوح وسيتوسع الإسناد والحل “الإسرائيلي” يزيد مأزقهم فاذهبوا إلى غزة وأوقفوا الحرب”.

وأوضح الشيخ قاسم أنّه “لسنا بحاجةٍ إلى إطلاق التهديدات ولن نحدّدَ كيفيةَ الرد على العدوان، فلقد دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح”، مُشيراً إلى أنهُ “ليلة أمس قدّمنا دفعةً على الحساب في معركة الحساب المفتوح وراقبوا الميدانَ لينبئَكم عن دفعات الحساب”.

ماذا يعني “الحساب المفتوح”؟

ويشير مصطلح “الحساب المفتوح” إلى مرحلة جديدة من الصراع، حَيثُ لا توجد قيود على الردود العسكرية لحزب الله ضد كيان الاحتلال، وهذا يعني أن الحزب قد يتبنى استراتيجيات أكثر إيلاماً وشمولية في ردوده على الهجمات الصهيونية.

هذا التصعيد يأتي في وقتٍ حساس، حَيثُ تشهد المنطقة توترات متزايدة بين كيان الاحتلال وقوى وفصائل الجهاد والمقاومة في لبنان وفلسطين، واستهداف قادة عسكريين في حزب الله يعكس محاولة الكيان تقويض قدرات الحزب العسكرية وإضعاف تأثيره في المنطقة، وخَاصَّة فيما يتعلق بإسناده لجبهة غزة.

وبحسب مراقبين؛ إعلانُ حزب الله عن “الحساب المفتوح” يأتي في سياق توترات إقليمية متزايدة، حَيثُ تشهد المنطقة صراعات متعددة تشمل “فلسطين وسوريا واليمن والعراق”، وهذه التوترات قد تؤدِّي إلى تدخُّلات إقليمية ودولية من قِبَلِ إيران والقوى الأُخرى مثل “أمريكا وروسيا”؛ ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري.

المقاومة تمطرُ بالصواريخ قاعدة “رامات ديفيد” ومصانعَ “رفائيل” الصهيونية:

وقصفت المقاومةُ الإسلاميةُ بعشرات الصواريخ، قاعدة ومطار “رامات ديفيد” بعشرات من الصواريخ من ‏نوع “فادي1” و”فادي2″، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة التي استهدفت مختلف ‏المناطق اللبنانية والتي أَدَّت إلى ارتقاء العديد من الشهداء المدنيين، وعاودت المقاومة استهداف نفس القاعدة المذكورة للمرة الثانية خلال الساعات الأولى من فجر الأحد.

هذا التطور أثار موجة من التحليلات لكثير من الخبراء والمحللين في العالم؛ حول أثر تلك الهجمة الصاروخية من قبل حزب الله على مسار إسناد غزة التي يتبعها الحزب منذ الـ8 من أُكتوبر الماضي؛ دعماً لقطاع غزة وإسناداً لمقاومتها.

في هذا السياق، يرى خبراء عسكريون أن حزب الله يحاول أن يختبر “إسرائيل” ما بين رَدٍّ قاسٍ منتظر من جهته، وبين استمرار حرب الاستنزاف التي يخوضها ضدها منذ نحو عام، وسيحاول المحافظة على وتيرة الهجمات اليومية التي انتهجها، في إطار تثبيت قواعد الاشتباك التي رسمها منذ بدء معركة إسناد “طوفان الأقصى”.

واعتبر الخبراء أن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لم “يتزحزح” عن مواقفه بشأن وقف القتال في قطاع غزة ولم يغير رأيه؛ ما يعني أن فشل “إسرائيل” في تصعيد العمليات العسكرية في لبنان وممارسة ضغوط عسكرية إضافية عليه؛ لكي يقبل بالتراجع.

واعتبر اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي “جاك ناريا” أن “حزب الله يعلم جيِّدًا ما يفعله، هو يريد جرّ جيش الاحتلال إلى المنطقة التي يتفوّق فيها وهي جنوب لبنان”.

ونقلت قناة “كان” العبرية عن المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال قوله: إنه “إذا وقعت حرب مع لبنان فَــإنَّ مدينة تل أبيب ستبدو مثل مستوطنة سديروت في جنوب إسرائيل”.

لم يغفل البعض في “إسرائيل” ما قد يحدث في الجبهات الأُخرى، ومنهم “يوسي ميلمان” الذي تساءل في حال صمود الجيش والجبهة الداخلية، وقدرتهما على خوض الحرب على جبهتين، فهل توجد ضمانة أن تقتصر الحرب على هذه الجبهات فقط؟.. إن الضفة الغربية تغلي فعلاً، ومع الزيت الذي يُصب على نارها، نتيجة إرهاب المستوطنين، فهي على وشك أن تشهدَ إطلاق الانتفاضة الثالثة”.

وفيما حذر مراسل موقع والا العبري الصحفي “أودي سيغال” من حصول مفاجآت، وقال: إن “الجميع ينظر إلى الجو والبر، ولكن على جيش الاحتلال أن يتأهب للمفاجآت التي قد تأتي من البحر أيضاً”.

أعاد طرح السؤال: “كيف يمكن إعادة سكان الشمال؟، فما حدث صباح اليوم يعتبر ارتفاعاً في مستوى التصعيد، والسؤال الكبير الذي نسأله لأنفسنا صباح اليوم، ولا نملك إجَابَة عليه؛ لأَنَّ القيادة لا تشرح ذلك، كيف يمكن لهذا الشيء إعادة سكان الشمال لمنازلهم؟”، وعَلَّقَ بالقول: “نتنياهو حاول إرجاعَ مِئة ألف شخص إلى مساكنهم في الشمال.. لكنه لا يدرك أنه يهجّر مليونَي إسرائيلي”.

أهميّة الأهداف التي قصفها حزب الله ومكانتها للكيان:

في الإطار؛ عرض الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية “حزب الله” مشاهد مصورة، تظهر رصداً جوية لقاعدة “رامات ديفيد”، كانت قد قامت به مسيرات المقاومة “الهدهد” قبل أسابيع قليلة.

وتضم هذه القاعدة مجموعة من الاختصاصات الجوية، تتوزع بين مقاتلات حربية، ومروحيات قتالية، ومروحيات للنقل والإنقاذ، بالإضافة إلى مروحيات استطلاع بحري، ومنظومات حرب إلكترونية هجومية، وتحتوي التشكيلات العضوية الشاغلة، 3 أسراب قتالية، وهي “الوادي 109″، و”المعركة الأولى 101″، و”العقرب 105”.

كما تحوي هذه التشكيلات، على “سرب الاستخبارات البحري، حماة الغرب 193″، و”سرب الحرب الإلكترونية 157″، يضاف إليها 4 أسراب أركانية لمهام خدمات الدعم والصيانة والإدارة.

ومُجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة “رفائيل” المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة “زوفولون” شمال ‏مدينة “حيفا”، ودوَّت صافرات الإنذار في 74 مستعمرة صهيونية، بعمق 60 كلم داخل الأراضي المحتلّة وُصُـولاً إلى “العفولة”، ودوَّت صافرات الإنذار 7 مرات متتالية في المستعمرات التي تبعد عن الحدود اللبنانية أكثر من 70 كلم انتظارًا للصواريخ القادمة من لبنان.

ويرى مراقبون أن إطلاق المقاومة الصواريخ واستهدافها القواعدَ العسكرية، يؤكّـد فشلَ أهداف الحملات الجوية العنيفة التي ينفّذها العدوّ عبر طائراته الحربية على الأودية في جنوب لبنان، كما كشفت زيفَ ادِّعاءاته الكاذبة بتدمير منصات الإطلاق، وتزيح الستارة عن بعضٍ جديد من بأس المقاومة وقدرتها على إيلام العدوّ بالقدر الذي تتطلبه طبيعة المواجهة.

وسائل إعلام العدو: حزبُ الله اختار بعناية الهدفَ الذي وجّه نيرانه إليه

في السياق؛ أكّـدت وسائل إعلام عبرية، تعليقاً على القصف الصاروخي الذي نفّذته المقاومة الإسلامية في لبنان الأحد، أنّ حزب الله “يشلّ الشمال”، وأقرّ إعلام الاحتلال بمقتل مستوطن زعم أنها في “حادث طريق”، أثناء فراره من صواريخ حزب الله، في إحدى مستوطنات الشمال، ووقوع 4 إصابات بنيران حزب الله، بينما أعلن مستشفى “رمبام” في حيفا المحتلّة وصول أكثر من 10 إصابات.

ويُضاف إلى ذلك تضرّر مبنيين في “كريات بياليك”، حَيثُ تحدثت منصة إعلامية إسرائيلية عن احتراق منازل بأكملها في المستوطنة والمنطقة المحيطة بها.

واعترف أَيْـضاً بسقوط صاروخ في منطقة “الكريوت”، شمالي حيفا، واندلاع حرائق في المدينة ومحيطها من جراء الصليات الصاروخية التي أطلقها حزب الله.

وأشَارَت وسائل إعلام عبرية إلى إطلاق حزب الله أكثر من 120 صاروخاً في اتّجاه الشمال، خلال الساعات الماضية، متحدثةً عن وقوع نحو 30 عملية إطلاق منذ الصباح على “الكريوت”، شمالي حيفا المحتلّة.

ولفتت إلى دوي صفارات الإنذار من دون توقف في الشمال، وفي عدة مناطق صناعية، وشدّدت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنّ حزب الله “اختار بعناية الهدف الذي يوجّه نيرانه إليه، والرسالة المضادة التي يريد إيصالها”.

وادعت أن منظومة الدفاع الجوي “القبة الحديدية” تمكنت من اعتراض العديد منها، بينما عملت فرق الإطفاء على إخماد الحرائق التي اندلعت نتيجة لذلك.

دلائل العملية والحرب النفسية التي يشنها الحزب:

ويرى خبراء عسكريون أن هذا الهجوم يظهر أن حزب الله يمتلك قدرات صاروخية متقدمة تمكّنه من استهداف مواقعَ حساسة داخل “إسرائيل”؛ ما يعكس تطورًا في قدراته العسكرية، كما أن هذا الهجوم يعكس استراتيجية الردع المتبادل بين حزب الله والكيان، حَيثُ يسعى كُـلّ طرف إلى إظهار قوته وقدرته على الرد على أي هجوم.

وإذ جاءت هذه التطورات لتضيف بُعداً نفسيًّا جديدًا للمستوطنين بفقدانِ الأمل والشعور بعدم الأمان، أبلغ العديد من المستوطنين في أرجاء الكيان الصهيوني عن رسائل تلقوها على هواتفهم صباحَ الخميس الفائت، جاء فيها “قولوا وداعًا لأحبّائكم، لكن لا تقلقوا، بعد ساعات قليلة ستعانقونهم في الجحيم”.

وجاء في رسالة أُخرى، على ما أورد موقع “إسرائيل نيوز 24”: “يتمتع الهاكر بإمْكَانية الوصول الكامل إلى أجهزتكم، ويمكنك العودة إلى إعدادات المنتج”، وبحسب الموقع، خلال الليل تمّ تلقّي العديد من الرسائل التي كتب فيها “تنبيه الطوارئ، يجب الدخول إلى المكان المحمي”.

وعليه؛ يعتقد الخبراء أن التصعيد الأخير يحمل عدة سيناريوهات محتملة، فإما أن يكون تصعيداً محدوداً، يقتصر على عمليات عسكرية محدودة بين حزب الله وإسرائيل، دون أن يتطور إلى حرب شاملة، أَو ربما أن يتطور ليؤدي إلى حرب شاملة تشمل دخول قوى إقليمية ودولية، أَو أن القوى الدولية قد تتدخل للوساطة ومحاولة تهدئة الأوضاع؛ ما يؤدي إلى اتّفاقيات تهدئة وإيقاف العدوان على غزة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحساب المفتوح جیش الاحتلال رامات دیفید العدید من حزب الله فی لبنان المحتل ة

إقرأ أيضاً:

أمر أساسي أبقى إسرائيل في لبنان.. معهد في تل أبيب يكشف

نشر معهد "ألما" الإسرائيلي للدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً جديداً تحدث فيه عن الساحات التي تواصل إسرائيل خوض حربٍ فيها لاسيما في غزة ولبنان وسوريا.   ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنهُ "على الرغم من الاختلافات الكبيرة في السياسة الإسرائيلية تجاه ساحات غزة وجنوب لبنان وجنوب سوريا، هناك خط منطقي مشترك يوحّد خطوات العمل الإسرائيلية في كل هذه الساحات وهو حرمان العدو من قدراته ومنع الحشد العسكري، وذلك لضمان عدم ظهور جيش مُسلح منظم قادر على الغزو الشامل للأراضي الإسرائيلية، إلى جانب إطلاق الصواريخ المكثف".   وأكمل: "في الأشهر الأخيرة، اختارت إسرائيل تطبيق ثلاثة نماذج مختلفة على الساحات الثلاث المذكورة أعلاه. في غزة، حيث يُحافظ الجيش الإسرائيلي بالفعل على محيط أمني بعمق كيلومتر تقريباً على طول الحدود مع القطاع - وهي منطقة خالية تقريباً من أي منشآت - وحيث منع الجيش الإسرائيلي أي غزاويّ من الدخول، يبدو أن إسرائيل اختارت مسار العودة التدريجية إلى السيطرة الأمنية الإقليمية المباشرة".   وتابع: "يبدو أن احتلال الأراضي، وتفكيك آليات العدو والبنية الأساسية (الأذرع العسكرية والحكومية لحماس)، وإقامة حكومة عسكرية مؤقتة بحكم الأمر الواقع، تشكل أهدافاً واقعية لإسرائيل في غزة".   وقال: "بحلول كتابة هذه السطور، كان الوجود البري للجيش الإسرائيلي في جنوب ووسط وشمال القطاع يتوسع تدريجياً، مع توقف مؤقت محتمل في النشاط العسكري لفحص ما إذا كان من الممكن التوصل إلى صفقة جديدة مع حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن. كذلك، تعاونت الحكومة الإسرائيلية رسمياً مع دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسماح بالهجرة الطوعية لسكان غزة. وفي 30 آذار الماضي، أعلن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، تعيين نائب المدير العام لوزارة الدفاع، العقيد (احتياط) يعقوب بليتشتين، رئيساً لهيئة المغادرة الطوعية لسكان غزة".   وبحسب بيان وزارة الدفاع، "ستعمل المديرية، من بين أمور أخرى، على إعداد وتمكين المغادرة الآمنة والمراقبة لسكان غزة للهجرة الطوعية إلى دول ثالثة، بما في ذلك تأمين عبورهم، وإنشاء طريق عبور وتفتيش المشاة عند المعابر المحددة في قطاع غزة، بالإضافة إلى تنسيق إنشاء البنية التحتية للسماح بالمرور عبر البر والبحر والجو إلى دول المقصد".   وأردف: "ليس من الواضح ما هي نسبة سكان غزة الذين سيختارون الهجرة في نهاية المطاف، لكن إصرار إسرائيل على تولي السيطرة الأمنية وحرية العمليات في كل أنحاء القطاع واضح. ويبدو أن سيطرة إسرائيل على المساعدات الإنسانية، لمنع حماس من الاستيلاء عليها لاستخدامها الخاص - وهو العامل الذي سمح لنظام حماس بالبقاء حتى الآن - مطروح على الطاولة أيضاً".   ووفق التقرير فإنه "في ما خصّ لبنان، اختارت إسرائيل حالياً نموذجاً مختلفاً تماماً، وهو غارات جوية ومدفعية عن بُعد على أهداف لحزب الله، بهدف منعه من إعادة بناء بنيته التحتية. وفعلياً، يقترن هذا بوجود بري محدود قرب الحدود، يتمثل في خمس نقاط عسكرية منتشرة في أنحاء القطاع".   وتابع: "في سوريا، تحتفظ إسرائيل بوجود بري في شكل 9 نقاط مراقبة في المنطقة العازلة، ووجود انتقائي خارج المنطقة العازلة من خلال الغارات، وتنفذ ضربات جوية عبر الأراضي السورية لمنع قدرات نظام الأسد السابق من الوقوع في أيدي عناصر مسلحة مُتحالفة مع النظام الجديد، في حين تعمل على تنمية تحالف مع السكان الدروز في جنوب البلاد".   وقال: "ما تشترك فيه الساحات الثلاث هو مبدأ إنكار القدرات: لا مزيد من إدارة الصراع، ولا مزيد من الردع المتبادل، ولا مزيد من الاحتواء، بل عمليات نيران منسقة ومنهجية واضحة لمنع إعادة بناء العدو وحشده وإعادة تنظيمه".   وأردف: "تتعلَّق الاختلافات في المقام الأول بطبيعة العدو، ومساحة الأرض، وطبيعة السكان، ومستوى السيادة في المنطقة المعنية، والصلة بالدول الأجنبية. كل هذا، بالإضافة إلى أن أعنف هجوم على الشعب اليهودي منذ المحرقة انطلق من غزة، دفع الحكومة الإسرائيلية إلى إعطاء الأولوية لغزة من حيث الموارد العسكرية ومواصلة المناورات البرية المكثفة هناك".   واستكمل: "في كل المجالات، تعمل إسرائيل على منع إعادة تأهيل القوى ذات الفكر المتطرف، انطلاقاً من إدراكها أن مفهوم الردع غير موجود لديها. مع هذا، ليس هناك ما يضمن قبولها لهذا المفهوم مستقبلاً، وليس هناك ما يضمن حتى أن تتمكن إسرائيل من فهم نواياها".   وقال: "لقد دفع فشل المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية ومجتمع الاستخبارات في السابع من تشرين الأول 2023 القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين إلى إعادة التفكير في منع التهديدات من جذورها، والالتزام بالقضاء على القدرات العملياتية للعدو على نطاق واسع بالقرب من الحدود - كما انعكس في استنتاجات التحقيقات التي أجراها جيش الدفاع الإسرائيلي مؤخراً".   واعتبر التقرير أنَّ "قطاع غزة ساحة استثنائية"، وقال: "لقد اختارت إسرائيل اقتلاع نظام حماس أيضاً، وهو قرارٌ تجسّد منذ 21 شباط بسلسلة غارات جوية استهدفت القيادة السياسية لحماس، في إطار مبدأ تفكيك جميع بنى حماس التحتية. ويجري القضاء على قيادة حماس الإدارية المدنية وقواتها الداخلية بالتزامن مع هجمات على أهداف عسكرية معروفة. كذلك، يُعدّ منع شاحنات المساعدات الإنسانية جزءًا من تفكيك نظام حماس في قطاع غزة".   وأضاف: "على النقيض من ذلك، يُمثل لبنان الطرف الآخر من الطيف السياسي، إذ تشن إسرائيل حملة غارات جوية هناك - دقيقة ومتكررة، ولكن بحضور محدود للغاية على الأرض حتى كتابة هذه السطور. وحزب الله، الذي قاد المحور الإيراني في المنطقة قبل الحرب، لا يزال صامتاً ولا يرد على سلسلة من التصفيات والقصف التي استهدفت أهدافه، بما في ذلك استهدافان في الضاحية الجنوبية ببيروت خلال الأيام الأخيرة. ففي 28 آذار، قُصف مبنى تابع لوحدة حزب الله 127 (الوحدة الجوية) رداً على إطلاق صواريخ على كريات شمونة، وفي 1 نيسان، قُتِل عنصر بارز في حزب الله من الوحدة 3900 ، المسؤول عن التخطيط لهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين بالتعاون مع حماس".   ويقول التقرير إن "الوضع في لبنان قبل 7 تشرين الأول 2023 - حيث ترددت إسرائيل في استئصال قدرات حزب الله الهجومية، بل وترددت في القيام بما هو أقل من ذلك في أماكن مثل جنوب لبنان وبيروت - لم يعد قائماً. ورغم أن الوجود العسكري للجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية لا يزال محدوداً، إلا أنه ذو أهمية، إذ يُشكل شريطاً أمنياً ضيقاً ورداً فورياً على خطر غزو واسع النطاق للجليل".   وأضاف: "هل ستصل إسرائيل إلى حدّ اضطرارها لشنّ غارات برية في جنوب لبنان، على غرار ما تفعله في المنطقة (أ) من الضفة الغربية أو جنوب سوريا؟ مع مرور الوقت، قد يكون الجواب نعم. في الوقت نفسه، يُكافح الجيش اللبناني حالياً لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يُلزم حزب الله بالابتعاد عن جميع المناطق جنوب نهر الليطاني. أما قوة اليونيفيل الدولية، فهي عاجزة تماماً وغير فعّالة في المساعدة على تطبيق القرار 1701، تماماً كما كانت قبل الحرب".   وأردف: "إذا فشلت هذه المهمة، فمن المرجح أن تضطر إسرائيل إلى تطبيق نموذج الغارات المتكررة كما تفعل في الضفة الغربية وسوريا. مع ذلك، من المرجح ألا تحتل إسرائيل أراضٍ أو توسّع سيطرتها لتشمل منطقة أمنية كما فعلت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. ستفضل تركيز جهودها البرية واسعة النطاق على غزة، حيث لا توجد دولة ذات سيادة، ومساحتها أصغر بكثير من مساحة لبنان. في الوقت نفسه، تفضل إسرائيل منح الدولة اللبنانية ذات السيادة والحكومة الجديدة فرصةً لتكوين ضغط داخلي على حزب الله وتنميته".   واستكمل التقرير بالقول: "يُمثل جنوب سوريا نموذجاً ثالثاً. فبعد انهيار نظام الأسد في كانون الأول 2024 وصعود النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، بدأت إسرائيل سياسةً مختلطة وهي مزيج من النشاط الجوي المكثف، والتواجد البري في تسع نقاط على الجانب السوري من المنطقة منزوعة السلاح، والغارات الانتقائية، وبناء علاقات مع الجهات الفاعلة المحلية".   وبحسب التقرير، لقد لوحظ أنه "في هذه المرحلة، لا توجد جهة مسؤولة من الجانب السوري تعمل على حفظ الأمن في منطقة الحدود مع إسرائيل"، وأضاف: "بناءً على ذلك، أنشأت إسرائيل 9 مواقع في جنوب سوريا، وتعمل في الوقت نفسه على تحديد مواقع الأسلحة والمعدات العسكرية من النظام السابق وتدميرها قبل وصولها إلى أيدي العناصر المعادية".   وأردف: "لا تسعى إسرائيل إلى زعزعة استقرار النظام السوري الجديد أو إضعافه، بل تراقب التطورات عن كثب وتحافظ على علاقاتها مع الطائفة الدرزية في جنوب سوريا. وفي شباط 2025، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستحمي المدنيين الدروز في سوريا من أي تهديد، وفي ذلك الشهر، كرّر وزير الدفاع يسرائيل كاتس هذا الالتزام في عدة تصريحات علنية". المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة قوة لـ"حزب الله" تُرعب إسرائيليين.. معهد في تل أبيب يكشف مكانها Lebanon 24 قوة لـ"حزب الله" تُرعب إسرائيليين.. معهد في تل أبيب يكشف مكانها 09/04/2025 22:58:33 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا كشف تقرير إسرائيليّ بشأن لبنان؟ نصيحة جديدة لـ"تل أبيب"! Lebanon 24 ماذا كشف تقرير إسرائيليّ بشأن لبنان؟ نصيحة جديدة لـ"تل أبيب"! 09/04/2025 22:58:33 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "حركة التغيير": تبقى الفكرة اللبنانية الأساس والمنطلق لكل مقارباتنا السياسية Lebanon 24 "حركة التغيير": تبقى الفكرة اللبنانية الأساس والمنطلق لكل مقارباتنا السياسية 09/04/2025 22:58:33 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير من تل أبيب: إسرائيل تصرّ على التطبيع مع لبنان Lebanon 24 تقرير من تل أبيب: إسرائيل تصرّ على التطبيع مع لبنان 09/04/2025 22:58:33 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص صحافة أجنبية قد يعجبك أيضاً لمن لديه دولار في لبنان.. عملة أخرى مناسبة لـ"الإدخار" Lebanon 24 لمن لديه دولار في لبنان.. عملة أخرى مناسبة لـ"الإدخار" 15:36 | 2025-04-09 09/04/2025 03:36:17 Lebanon 24 Lebanon 24 فرنجية: نرفض "حرب الإسناد" وندعم رئيس الجمهورية Lebanon 24 فرنجية: نرفض "حرب الإسناد" وندعم رئيس الجمهورية 15:00 | 2025-04-09 09/04/2025 03:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 طائرة "آباتشي" تقصف ياطر الجنوبية.. صواريخ تطال المنازل Lebanon 24 طائرة "آباتشي" تقصف ياطر الجنوبية.. صواريخ تطال المنازل 14:56 | 2025-04-09 09/04/2025 02:56:23 Lebanon 24 Lebanon 24 أبو الحسن بحث مع وزير الأشغال العامة في ملفات إنمائية مهمة Lebanon 24 أبو الحسن بحث مع وزير الأشغال العامة في ملفات إنمائية مهمة 14:55 | 2025-04-09 09/04/2025 02:55:17 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية 14:52 | 2025-04-09 09/04/2025 02:52:28 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة "شيف" لبنانيّة شهيرة تُعلن عن خطوبتها... من هو عريسها؟ (فيديو) Lebanon 24 "شيف" لبنانيّة شهيرة تُعلن عن خطوبتها... من هو عريسها؟ (فيديو) 07:08 | 2025-04-09 09/04/2025 07:08:02 Lebanon 24 Lebanon 24 "خرابة بيوت".. إعلامية لبنانية باعترافات مُفاجئة عن حياتها المهنية والشخصية (فيديو) Lebanon 24 "خرابة بيوت".. إعلامية لبنانية باعترافات مُفاجئة عن حياتها المهنية والشخصية (فيديو) 02:45 | 2025-04-09 09/04/2025 02:45:07 Lebanon 24 Lebanon 24 النائب للعميد المتقاعد: اتمنى ان تنسحب Lebanon 24 النائب للعميد المتقاعد: اتمنى ان تنسحب 01:45 | 2025-04-09 09/04/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "خانني 17 مرة واعترف بذلك يوم الطلاق".. ممثلة تركية شهيرة تُفجر مُفاجأة عن زوجها السابق Lebanon 24 "خانني 17 مرة واعترف بذلك يوم الطلاق".. ممثلة تركية شهيرة تُفجر مُفاجأة عن زوجها السابق 02:01 | 2025-04-09 09/04/2025 02:01:58 Lebanon 24 Lebanon 24 وكأنها في العشرينات.. فنانة لبنانية معروفة تُفاجئ الجمهور بإطلالتها الأخيرة شاهدوا كيف أصبحت (صور) Lebanon 24 وكأنها في العشرينات.. فنانة لبنانية معروفة تُفاجئ الجمهور بإطلالتها الأخيرة شاهدوا كيف أصبحت (صور) 02:11 | 2025-04-09 09/04/2025 02:11:43 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب ترجمة "لبنان 24" أيضاً في لبنان 15:36 | 2025-04-09 لمن لديه دولار في لبنان.. عملة أخرى مناسبة لـ"الإدخار" 15:00 | 2025-04-09 فرنجية: نرفض "حرب الإسناد" وندعم رئيس الجمهورية 14:56 | 2025-04-09 طائرة "آباتشي" تقصف ياطر الجنوبية.. صواريخ تطال المنازل 14:55 | 2025-04-09 أبو الحسن بحث مع وزير الأشغال العامة في ملفات إنمائية مهمة 14:52 | 2025-04-09 مقدمات نشرات الأخبار المسائية 14:47 | 2025-04-09 إليكم الرقم.. كم بلغت كلفة "مطبوعات" الانتخابات البلدية؟ فيديو اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُطلق صيحة استغاثة بشأن الاعتداءات على المستشفيات في مناطق النزاع Lebanon 24 اللجنة الدولية للصليب الأحمر تُطلق صيحة استغاثة بشأن الاعتداءات على المستشفيات في مناطق النزاع 04:11 | 2025-04-09 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "جزيرة صغيرة في اليونان".. فنانة لبنانية تكشف عن مهر تلقته لقاء عرض زواج (فيديو) Lebanon 24 "جزيرة صغيرة في اليونان".. فنانة لبنانية تكشف عن مهر تلقته لقاء عرض زواج (فيديو) 03:34 | 2025-04-09 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "خرابة بيوت".. إعلامية لبنانية باعترافات مُفاجئة عن حياتها المهنية والشخصية (فيديو) Lebanon 24 "خرابة بيوت".. إعلامية لبنانية باعترافات مُفاجئة عن حياتها المهنية والشخصية (فيديو) 02:45 | 2025-04-09 09/04/2025 22:58:33 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • “قيلولة القهوة”.. سر الطاقة الذي لا يعرفه الكثيرون!
  • إذاعة فرنسا: اتهامات بالفساد تطال مؤسسة "القرض الحسن" التابعة لحزب الله كشفت إذاعة فرنسا الدولية عن فضائح مالية جديدة تطال حزب الله، في ظل الانهيار الاقتصادي الحاد الذي يشهده لبنان، لتضع مؤسسة "القرض
  • السودان الجديد الذي يسوق له “دقلو” هو ارض جدباء بلا سكان ولا بنى تحتية
  • تصعيد مضاعف في الجنوب الأمامي فما الذي تريده إسرائيل مجدداً؟
  • أمر أساسي أبقى إسرائيل في لبنان.. معهد في تل أبيب يكشف
  • مركز الهدهد يدين العدوان الأمريكي على التراث الثقافي واستهدافه قلعة “نقم”
  • مركز الهدهد يُدين العدوان الأمريكي على التراث الثقافي اليمني واستهداف قلعة “نقم”
  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
  • تصعيد إسرائيلي في لبنان والجيش يدعوه للانسحاب من المناطق التي يحتلّها
  • استجابةً للتحديات التي تواجه صناعتها... إطلاق تجمّع منتجي الدراما في لبنان