البلاد ـ جدة

بدأت المملكة العربية السعودية في الاستثمار السياحي للمواقع الأثرية العريقة كـ”العلا” التي تحتضن إرثًا حضاريًا يمتد إلى 7000 عام ، حيث أنشئت “الهيئة الملكية لمحافظة العلا” . وتنظم الهيئة حزمة واسعة من الأنشطة السياحية في محافظة العلا، تشمل مواقع الحِجر وجبل عِكمة ومملكة دادان، التي يجري فيها فريق من علماء الآثار عمليات تنقيب واسعة لاستكشاف المزيد عن هذه الفترة الزمنية الغامضة من التاريخ البشري في العلا.

ويخوض السائح خلال زيارته موقع الحِجر تجربة فريدة يكتشف خلالها أسلوب الحياة النبطية القديمة، حيث تسلط الزيارة الضوء على أهم المواقع الأثرية بالحِجر مثل مدفن لحيان بن كوزا، وجبل إثلب، والديوان، والجبل الأحمر والبئر، ومدينة دادان القديمة، عاصمة إمبراطورية دادان ولحيان وأكثر المدن تقدمًا خلال الألفية الأولى ما قبل الميلاد.

وتزخر المملكة بالعديد من المواقع والمعالم التاريخية التي تم الاعتراف بها من قبل “اليونسكو”؛ كونها ذات قيمة ثقافية وطبيعية مهمة، وتتطلب جهودًا لحمايتها والحفاظ عليها.

وتذكّر هذه المواقع بتاريخ المملكة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، وتعطي لمحةً عن أنماط الحياة والممارسات والمعتقدات القديمة، وتظهر التراث الثقافي الغني للمملكة، وتُسهم في صناعة السياحة في البلاد وجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
ولهذه المواقع قيمة بيئية كبيرة، حيث تعد موطناً لأنواع فريدة من النباتات والحيوانات النادرة، كما أنها توفّر وظائف بيئية مهمة، مثل: تنظيم تدفق المياه، والحفاظ على جودة التربة، وهي في الأساس مورد ثمين يجب حمايته والحفاظ عليه للأجيال القادمة.


وسجلت “منظمة اليونسكو” ستة مواقع في المملكة، وصنّفتها ضمن “مواقع التراث العالمي” في المملكة، وأول هذه المواقع هو موقع الحجر الأثري “مدائن صالح”، ويقع في المنطقة الشمالية الغربية من المملكة في “محافظة العلا” بمنطقة المدينة المنورة، وكانت مسكناً للأنباط الذين اشتهروا بمهاراتهم الهندسية، وهي مركز تجاري منذ الألفية الأولى قبل الميلاد، ويحتوي الموقع على العديد من النقوش والقبور المنحوتة في الحجر الرملي ورسومات الكهوف التي تقدّم نظرةً فاحصةً للحضارة النبطية التي سيطرت على جزء كبير من المنطقة في العصور القديمة، وهو أول موقع في المملكة سُجّل في قائمة التراث العالمي في عام 2008م.

و سُجّل “حي الطريف” في محافظة الدرعية، كموقع تراثي في عام 2010م، وهو مجمع تاريخي يعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وكان الموقع مركزًا سياسيًا واقتصاديًا مهمًا خلال السنوات الأولى للمملكة، ويضم العديد من القصور والمساجد والمباني الإدارية، – بما في ذلك مسجد الإمام محمد بن سعود، وقصر الأمير محمد بن سعود، وقصر سعد بن سعود -، والتي تعكس التراث الثقافي الغني لهذه المدينة التي بُنيت على ضفاف واحة الدرعية. واستثمرت المملكة، في السنوات الأخيرة، موارد كبيرة في ترميم وتطوير حي الطريف بهدف الحفاظ على تراثه الفريد وتعزيز أهميته الثقافية، وشمل ذلك تنفيذ مبادرات سياحية جديدة، مثل: الجولات المصحوبة بمرشدين، والفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز تجربة الزائر، وإبراز التاريخ والثقافة الغنية لهذه المنطقة.

وأما منطقة جدة التاريخية التي كانت مركزاً تجارياً مهماً وميناءً للحجاج في العصور القديمة، فتحتوي على مزيج من المباني التقليدية، والهياكل الحجرية المرجانية، والمنازل الإسلامية القديمة، ومنها: مسجد الرحمة، وبيت نصيف، ومتحف جدة، وتم إدراجها في قائمة التراث العالمي في عام 2014م، من منطلق أنها منطقة قديمة تنصهر فيها الثقافات، وتتضح فيها التأثيرات الثقافية المختلفة، مما حدى بها لتكون منطقة جذب سياحي للزوار من جميع أنحاء العالم.

وتُعد مواقع جبة وراطا والمنجور ” الشويمس” في منطقة حائل، من أهم وأكبر المواقع الأثرية في السعودية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وتضم أكبر مجموعة من الفن الصخري في العالم، بأكثر من عشرة آلاف صورة منحوتة لمشاهد الصيد والحيوانات والشخصيات البشرية، وتوفر هذه الصور نظرة على أسلوب حياة الإنسان في عصور ما قبل التاريخ بشبه الجزيرة العربية، ومن أكثر العناصر شيوعاً في الفن الصخري في حائل هو تصوير الإبل، مما يوحي بالدور المهم الذي لعبه هذا الحيوان الضارب في جذور التاريخ، وهي رابع المواقع الأثرية التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو في عام 2015.

أما “واحة الأحساء” الواقعة في الجزء الشرقي من المملكة، فقد أُدرجت في “قائمة اليونيسكو” في عام 2018م؛ وتضم الواحة مجموعة من المواقع، مثل: الحدائق وقنوات الري وعيون المياه العذبة والآبار وبحيرة الأصفر ومبان تاريخية ومواقع أثرية تقف شاهدًا على استيطان البشر واستقرارهم في منطقة الخليج منذ العصر الحجري الحديث حتى يومنا هذا، ويتمثّل ذلك في الحصون التاريخية المتبقية والجوامع والينابيع والعيون والقنوات وغيرها من نظم إدارة المياه.

وتعدّ واحة الأحساء أكبر واحات النخيل في العالم؛ إذ يصل عدد أشجار النخيل فيها إلى 2.5 مليون شجرة موزعة على مساحة تتجاوز 85.4 كيلو متر مربع في وسط الصحراء، وهي وجهة تاريخية وسياحية استثمرت المملكة فيها عدة مبادرات لتطوير البنية التحتية للمنطقة وإمكاناتها السياحية.


وأضافت “اليونسكو” “منطقة حمى” عام 2021م إلى “قائمة التراث العالمي”، وهي منطقة قابعة على طرق القوافل القديمة التي كانت تعبر جنوب شبه الجزيرة العربية إلى شمالها، وتتضمن مجموعة كبيرة من النقوش التي تصوِّر صيد الحيوانات، وأساليب الحياة لثقافة امتدت نحو 7 آلاف عام دون انقطاع، وكان المسافرون والجيوش، التي تحل هذا المكان، على مرِّ العصور يتركون خلفهم الكثير من الكتابات والنقوش الصخرية التي بقي معظمها محفوظًا على حاله وهي نقوش مسندية وآرامية ونبطية وعربية جنوبية وثمودية ويونانية وإسلامية.

تجدر الإشارة إلى أنّ تصنيف الموقع كتراث عالمي لليونسكو ليس مجرد مكانة يتبوأها الموقع المختار، إنما يأتي مصحوبًا بالتزامات قانونية للبلد المعني، مما يستوجب على البلدان اتخاذ إجراءات لحماية هذه المواقع والمحافظة عليها، ويجب أن تقدم تقارير دورية لليونسكو عن التدابير المتخذة تجاهها.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: قائمة التراث العالمی هذه المواقع فی عام

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يكشف عن عدد الأهداف التي قصفها جنوب لبنان السبت

القدس (CNN)-- قال الجيش الإسرائيلي، إن قواته قصفت نحو 180 هدفا في جنوب لبنان، السبت، بينما أفادت وسائل إعلام لبنانية، بوقوع غارات إسرائيلية في منطقة واسعة بجنوب وشرق لبنان.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن القوات الجوية الإسرائيلية "استهدفت آلافا من منصات الإطلاق التي كانت جاهزة للاستخدام الفوري لإطلاق النار باتجاه الأراضي الإسرائيلية".

وأوضح: "بالإضافة إلى ذلك، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي عددا من المناطق في جنوب لبنان".

وأكد الجيش الإسرائيلي، أنه "سيواصل العمل على تفكيك وإضعاف قدرات حزب الله والبنية التحتية للإرهاب".

وفي الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام لبنانية، السبت، بوقوع غارات إسرائيلية في منطقة واسعة بجنوب وشرق لبنان. وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسمية إن المناطق التي تعرضت للقصف شملت مواقع بالقرب من جزين، وجنوب مدينة صيدا، ووادي البقاع الغربي.

وأضافت الوكالة الوطنية للإعلام أن طائرات حربية إسرائيلية "نفذت سلسلة غارات مكثفة على عدة مرات، استهدفت الوادي بين بلدتي أنصار والزرارية (جنوب صيدا)، وواديا مجاورا بالقرب من بلدة زفتا، ومنطقة أخرى قرب دير الزهراني، جنوب شرق صيدا.

وأوضحت الوكالة أن "الطائرات الإسرائيلية أطلقت عددا من صواريخ جو- أرض، مما تسبب بحدوث انفجارات قوية، وتصاعد سحب من الدخان الكثيف فوق معظم بلدات منطقتي النبطية وإقليم التفاح".

وأفادت الوكالة أن الغارات تسببت أيضا في اندلاع حرائق في الغابات، حيث تحاول فرق الدفاع المدني إخمادها.

وقالت خدمة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية إن "عددا" من الحرائق اندلعت في منطقة صفد وبيت هليل في شمال إسرائيل بعد إطلاق صواريخ من لبنان.

وزعم حزب الله اللبناني أنه أطلق عدة قذائف على إسرائيل، السبت، بما في ذلك استهداف ثكنات للجيش الإسرائيلي في بيت هليل بصواريخ كاتيوشا.

مقالات مشابهة

  • عاجل| نتنياهو: نحن نقوم بدراسة "خطة الجنرالات" التي تقضي بإعلان شمال غزة منطقة عسكرية
  • 5 من أفضل الكتب التي شكّلتها القوائم
  • الجيش الإسرائيلي يكشف عن عدد الأهداف التي قصفها جنوب لبنان السبت
  • قائمة فريق يد الأهلي في كأس العالم للأندية "سوبر جلوب"
  • في اليوم العالمي للسلام.. الحوار الوطني: جميعنا ننحاز للقيم التي تحقق العدالة
  • 31 أستاذا بجامعة كفر الشيخ ضمن قائمة ستانفورد لأفضل 2% من علماء العالم
  • روسيا تضيف 47 دولة على قائمة الدول التي تفرض قيما هدامة غير تقليدية
  • المملكة تحتل الأولى على مستوى العالم في ترابط الطرق
  • السعودية… آمالٌ تُفعّلها المساعي لالتحاق مواقع بقائمة التراث العالمي