يمثل أحد أهم مظاهر التحول التنموي والحضاري الكبير.. الحراك الثقافي في المملكة.. تحولات جذرية وانطلاقة عالمية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
البلاد ــ جدة
تحتفي المملكة قيادةً وشعبًا باليوم الوطني الـ 94 للمملكة، ويستذكر أبناء الوطن ومن يقيمون على أرضه اليوم، هذه المناسبة الوطنية وهم ينعمون برخائه، ويتمتعون بنموه، معتزين بشموخه، ومتفاخرين بإنجازاته، وطامحين لمستقبل يحقق أحلامهم ويرسم طريقًا ذا خطى ثابتة للأجيال المتعاقبة، تحت ظل قيادة حكيمة سارت بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، وسخرت كل السبل لراحة المواطن والمقيم، ليعيشوا بكرامة وعزة وسلام وأمان.
وفي هذا السياق، فإن المملكة حققت قفزات نوعية على الأصعدة كافة؛ الاقتصادية والتعليمية والصحية والتقنية والثقافية، وإذا نظرنا إلى الحراك الثقافي نجد أن النقلة النوعية في الحراك الثقافي الوطني، تمثل إحدى أهم مظاهر التحول التنموي والحضاري الكبير، الذي تشهده المملكة منذ إطلاق رؤيتها الطموحة” المملكة 2030″.
وبعد أن كان تطوير واستثمار المواقع الأثرية الضاربة في عمق التاريخ وفتحها للسياح من جميع دول العالم، إضافة إلى وجود معاهد وأكاديميات للفنون بخبرات عالمية ودور سينما بأحدث التقنيات، ودعم المواهب الشابة من خلال التبني والابتعاث للدراسة المختصة، من الأحلام والأمنيات التي تراود المبدعين والمبدعات في مختلف المجالات، أصبحت اليوم حقائق على أرض الواقع، جعلت السعودية تحتل موقعًا ثقافيًا متقدمًا بين نظيراتها في دول العالم.
بدأت الانطلاقة في الثاني من يونيو عام 2018 بميلاد وزارة الثقافة بأمر ملكي؛ ليترأسها صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان كأول وزير لها، بحيث تعنى بالمشهد الثقافي على الصعيدين المحلي والدولي، وتحرص على الحفاظ على التراث التاريخي للمملكة مع السعي لبناء مستقبل ثقافي غنيّ، تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون.
إستراتيجية ثقافية
وبعد عشرة أشهر من التأسيس، أطلقت وزارة الثقافة الإستراتيجية الخاصة بها، وحددت ضمن رؤيتها وتوجهاتها 16 قطاعًا فرعيًا تتركز عليها جهودها وأنشطتها، وهي: التراث، والمتاحف، والمواقع الثقافية والأثرية، والمسرح والفنون الأدائية، والمهرجانات والفعاليات الثقافية، والكتب والنشر، وفنون العمارة والتصميم، والتراث الطبيعي، والأفلام، والأزياء، واللغة والترجمة، وفنون الطهي، والأدب، والمكتبات، والفنون البصرية، والموسيقى.
من خلال حزمة أولى مكونة من 27 مبادرة، عكست وزارة الثقافة دورها وشكل حضورها، وترجمت إستراتيجيتها عبر خطوات عملية وخطة شمولية تمثلت في: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وصندوق” نمو” الثقافي، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وبرنامج الابتعاث الثقافي، وبينالي الدرعية، والفرقة الوطنية للمسرح، والفرقة الوطنية للموسيقى، ومركز موحد للخدمات والتراخيص الثقافية، وبيوت الثقافة، وأكاديميات الفنون، ومبادرة الكتاب للجميع، والجوائز الثقافية، ومجلات الآداب والفنون، والمتاحف المختصة، والأرشيف الوطني للأفلام، وبرنامج التفرغ الثقافي، وبرنامج ترجم، والمهرجانات الثقافية، وبرنامج ثقافة الطفل، وتوثيق التراث الشفهي وغير المادي، ومعرض الفن المعاصر السنوي، وتطوير المكتبات العامة، وأسابيع الأزياء، ومهرجان الطهي الوطني، والفن في الأماكن العامة، وإقامة الفنان، ومدينة الثقافة السعودية، إلى جانب رعاية المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية”.
11 هيئة ثقافية
وتزامن الرابع من فبراير عام 2020 مع موافقة مجلس الوزراء على إنشاء 11 هيئة ثقافية جديدة؛ تتولى مسؤولية إدارة القطاع الثقافي السعودي بمختلف تخصصاته واتجاهاته، وتكون كل هيئة مسؤولة عن تطوير قطاع محدد، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري، وترتبط تنظيميًا بوزير الثقافة. والهيئات الجديدة هي: هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة الأزياء، وهيئة الأفلام، وهيئة التراث، وهيئة فنون العمارة والتصميم، وهيئة الفنون البصرية، وهيئة المتاحف، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة المكتبات، وهيئة الموسيقى، وهيئة فنون الطهي.
مبادرات ثقافية..
قدمت وزارة الثقافة منذ تأسيسها عددًا من المبادرات النوعية، لعل أبرزها تسمية عام 2020 بـعام الخط العربي احتفاءً بالخط العربي، وتقديرًا لما يمثله من أهمية في التعبير عن مخزون اللغة العربية، وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، ثم تم تمديده ليشمل عام 2021، بسبب الظروف الاستثنائية وما شهده العالم من جائحة كورونا.
وخلال عامي 2020 و2021 أطلقت عدة مبادرات لخدمة الخط العربي، منها منصة مختصة بالخط العربي تعريفًا وتعليمًا، ونشرت سلسلة “خطاطون” عبر عشرة مقاطع بصرية تعكس حضور الخط العربي في تشكيل الهوية والحضارة، كذلك عقدت شراكات مع جهات حكومية بتفعيل المبادرة من خلال تعريب قمصان لاعبي أندية الدوري السعودي للمحترفين، وعبر “كأس السعودية”، وجداريات الخط العربي، وكذلك تطبيق الهوية البصرية لعام الخط العربي على طائرات الخطوط السعودية وطيران ناس، وبالشراكة مع مؤسسة البريد السعودي تم إصدار طوابع بريدية، أيضًا صمم ختم “عام الخط العربي” بالتعاون مع وزارة الداخلية ليكون على جوازات سفر القادمين إلى المملكة، ومن جانب آخر نظمت المعرض العالمي للخط العربي، ومعرض “رحلة الكتابة والخط”، علاوة على المسابقات والبرامج التفاعلية ومنصة الخطاط.
مجال الموسيقى
شهد عام 2020 نقلة نوعية غير مسبوقة في مجال الموسيقى، وذلك بعد إنشاء هيئة مختصة في هذا المجال تحت اسم “هيئة الموسيقى” بدأت أعمالها بالتعاون مع إحدى الشركات المختصة، فأطلقت منصة “أبدع” التي تمنح تراخيص لمزاولة المهن الثقافية والفنية، وقدمت ثلاث رخص لممارس العزف الموسيقي وممارس إدارة الصوتيات الموسيقية وممارس الإنتاج الموسيقي، إضافة إلى توفير منصة للترخيص للمعاهد التدريبية والتي نتج عنها إصدار أول رخصتين للتدريب الموسيقي في المملكة. وأطلقت الهيئة برنامجًا تدريبيًا افتراضيًا لصناعة الموسيقى، يتضمن مسارات تعليمية وتدريبية في عدد من التخصصات الموسيقية، كذلك أعلنت عن بدء استقبال طلبات الموسيقيين والعازفين الراغبين في الانضمام للفرقة الوطنية للموسيقى، كما قدمت هدية “موسيقى الفروسية” لنادي سباقات الخيل في النسخة الثانية من “كأس السعودية”، كذلك أغنية تشجيعية خاصة قدمت للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، ضمن مشواره في التصفيات المؤهلة لكأس العالم القادمة.
أبعاد عالمية
مزجت الأهداف التي وضعت للهيئات الثقافية الجديدة في المملكة بين البعدين المحلي والعالمي، ففي الجانب المحلي تركز على خدمة المثقف والباحث والمبدع في جميع مجالات الفنون والآداب وفي الجانب العالمي، تكشف للعالم إبداعات أبناء الوطن، إضافة إلى الإرث التاريخي العريق الذي تختزنه أرضها. فبعد إنشاء هيئة الأدب والنشر والترجمة، أعلنت عن مبادرتها لإثراء المحتوى العربي، وتعزيز التبادل الثقافي بين اللغة العربية ونظيراتها في العالم من خلال مبادرة” ترجم”، التي تعدّ واحدة من حزمة المبادرات الأولى التي أعلنت عنها وزارة الثقافة في حفل إطلاق رؤيتها وتوجهاتها. في حين أعلنت المسار الثاني من مبادرة ترجم، وهي مشروع “ترجمة الدوريات الأكاديمية”، الذي تسعى الهيئة من خلاله إلى إثراء المحتوى المعرفي العربي من خلال ترجمة الدوريات الأكاديمية في المجالات الثقافية والاجتماعية والإنسانية. كما أعلن عن إطلاق مبادرة “المرصد العربي للترجمة”؛ بهدف تنسيق الجهود العربية في مجال الترجمة ودعم مسيرتها. إلى جانب الإعلان عن إنشاء دار النشر السعودية. كما نظمت الهيئة سلسلة من اللقاءات الأدبية الافتراضية في عام 2021م.
تأهيل المبدعين
ركزت الإستراتجية الثقافية الجديدة في المملكة على جانب التأهيل والتدريب للموهوبين والمبدعين، فأطلقت وزارة الثقافة برنامج “الابتعاث الثقافي” الذي يتم بموجبه ابتعاث الطلاب والطالبات الموهوبين في مجالات فنية وأدبية للدراسة في أعرق الجامعات العالمية؛ مثل جامعة كولومبيا، وجامعة جورج تاون، وجامعة السوربون، إلى جانب كلية لندن الجامعية، وجامعة كارنيغي ميلون، وكلية بارسونز للتصميم، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة نورث وسترن، ومدرسة مانشستر للعِمارة، ومعهد برات في أمريكا، وكلية رويال هولواي بجامعة لندن، وجامعة ولاية ميشيغان .
ويدرس هؤلاء الطلاب والطالبات في تخصصات تشمل الآداب واللغات واللغويات، وعلم الآثار، وفنون الطهي، وفنون العمارة، وصناعة الأفلام، والمكتبات والمتاحف، وتصميم الأزياء، والمسرح، والفنون البصرية، والموسيقى، والتصميم.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة الخط العربی فی المملکة من خلال
إقرأ أيضاً:
"إي أسواق مصر" تساهم في افتتاح "البوابة العظيمة" في الأهرامات بتوجيهات وزارة السياحة
ساهمت شركة "إي أسواق مصر" التابعة لمجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، في افتتاح "البوابة العظيمة" بمنطقة الأهرامات على طريق الفيوم، بتوجيهات من وزارة السياحة والآثار، حيث قامت "إي أسواق مصر" بتجهيز كافة الأعمال الفنية والتقنية لعمليات الحجز والدخول، وذلك في إطار جهودها لتطوير ورقمنة المواقع السياحية والأثرية الكبرى، وضمن دورها الرائد في تحقيق مستهدفات الدولة للتحول الرقمي الشامل لقطاع السياحة.
وقد قامت شركة "إي أسواق مصر" بتجهيز أنظمة رقمية متطورة وقنوات حجز مختلفة بدءًا من الحجز الإلكتروني للمواقع الأثرية من خلال المنصة الرقمية لوزارة السياحة والآثار، وصولًا إلى إصدار تذاكر إلكترونية ذكية من خلال منافذ البيع المتضمنة 10 أجهزة مختلفة، من بينها جهاز مخصص لذوي الهمم، وقد تم تصميم هذه الأنظمة المتطورة لاستيعاب ما يقارب 60،000 زائر يوميًا، بما يضمن دخولًا سهلًا وسلسًا لجميع الفئات وبما يعزز من تجربة الزوار الشاملة والمتميزة.
كما تساهم شركة "إي أسواق مصر" أيضًا، في تطوير وتسهيل خول الزوار من خلال بوابة العظيمة بالأهرامات بسلاسة من خلال تشغيل 12 بوابة إلكترونية بأحدث التقنيات مخصصة لدخول الزوار وتشمل البوابات ماسحًا ضوئيًا للرموز الشريطية أو رموز الاستجابة السريعة (QR) بالإضافة إلى القارئ اليدوي موزعة على11 بوابة إلكترونية مخصصة لدخول الزوار، وبوابة مخصصة لدخول ذوي الهمم، بهدف تسهيل إجراءات الدخول لجميع الفئات بما يتماشى مع معايير الإتاحة والتكامل المجتمعي.
وقامت الشركة بإضافة وتشغيل ماكينات الخدمات الذاتية (Self-Service Kiosk)، التي تتيح للزوار شراء التذاكر إلكترونيًا بسهولة وسرعة، دعمًا لجهود التحول الرقمي وتحسين تجربة الزائر، حيث تأتي هذه الخطوة في إطار خطة الدولة للارتقاء بالخدمات السياحية في المواقع الأثرية، وتعزيز تجربة الزائرين من مختلف أنحاء العالم.
وصرح إبراهيم سرحان، رئيس مجلس إدارة مجموعة “إي فاينانس” للاستثمارات المالية والرقمية، بأهمية التحول الرقمي في دعم القطاع السياحي لتقديم خدمات تتماشى مع أعلى المعايير العالمية التي تناسب الأفواج السياحية الوافدة من الدول المتقدمة، بل ونقل صورة مشرفة للإدارة والتنظيم المصري الرقمي المتطور لكافة المناطق والمزارات السياحية، بحيث يحصل السائحون على خدمات رقمية متطورة.
وأعرب عن ثقته الكبيرة في دعم التحول الرقمي في قطاع السياحة لعمليات الإدارة والحوكمة والتنظيم والتطوير الداخلي ومتابعة وتحصيل الإيرادات الخاصة بالتذاكر مع انضباط وزيادة الإيرادات بالعملات المختلفة سواء تم دفعها من داخل مصر أو من خارجها عبر مختلف الوسائل الرقمية المتاحة.
يذكر أن شركة "إي أسواق مصر" تسعى إلى تطوير قطاع السياحة في مصر عبر رقمنته وأتمتة خدماته، وتوظف أحدث التقنيات العالمية، وذلك في إطار مواكبة التحول الرقمي المتسارع عالميًا. وتعمل الشركة على الترويج لتجارب سياحية متنوعة من خلال بوابات إلكترونية متقدمة ومنصات تجارة رقمية وخدمات مؤتمتة بالكامل.
وقد أطلقت "إي أسواق مصر" منصة "آثار مصرEgymonuments"، التي تمكّن الزوار من حجز زياراتهم لأكثر من 100 موقع أثري ومتحف بإشراف وزارة السياحة والآثار، وذلك بطريقة تفاعلية وسهلة. وتتكامل هذه المنصة مع بوابات دخول رقمية مدعومة بالتقنيات الحديثة وأجهزة ذكية تُتيح تجربة دخول سلسة، بهدف تحسين تجربة السائح وجعل رحلته إلى مصر أكثر راحة ومتعة.
وقد تأسست شركة "إي أسواق مصر" في عام 2020، كشركة رقمية رائدة متخصصة في تقديم الحلول الذكية ومنصات السوق الرقمية، وهي معنية بخدمة قطاعات استراتيجية تُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري.
وتركّز "إي أسواق مصر" على تطوير وتشغيل وإدارة المنصات الرقمية، بهدف تحويل العمليات التجارية التقليدية إلى نموذج رقمي متكامل. وانطلاقًا من حضورها القوي في قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا الزراعية، والإقراض الرقمي، والتجارة الإلكترونية، وقطاع السياحة، توظف "إي أسواق مصر" أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال التحول الرقمي، بهدف تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد وتحويلها إلى سلاسل قيمة تدعم النمو الاقتصادي وتحقق الاستدامة.