شارك في الحدث رفيع المستوى «بناء عالم أفضل معًا» .. الربيعة: المملكة ملتزمة بالمساهمة في الجهود الإنسانية الحالية والمستقبلية
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
نيويورك- واس
جدد معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، التزام المملكة العربية السعودية، ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة بالمساهمة في الجهود الإنسانية الحالية والمستقبلية، حيث نفذ المركز منذ إنشائه في عام 2015م أكثر من (3,000) مشروع في (102) دولة بتكلفة بلغت (7) مليارات دولار أمريكي، بالتعاون مع (192) منظمة إنسانية.
جاء ذلك خلال مشاركته في الحدث الجانبي رفيع المستوى حول (بناء عالم أفضل معًا، مستقبل العمل الإنساني)، وذلك على هامش مؤتمر قمة المستقبل المنعقد، ضمن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ 79 في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الدكتور عبدالله الربيعة في كلمة له: إننا في هذا الحدث المهم نسعى لاستكشاف التحديات والفرص المتاحة لتعزيز مستقبل العمل الإنساني، ولتوحيد جهودنا وإرادتنا لتحقيق التوافق بين العمل الإنساني العالمي والمبادئ الراسخة لميثاق الأمم المتحدة، وأهداف التنمية المستدامة.
وتحدث معاليه عن التحديات والأزمات غير المسبوقة التي تعترض العمل الإنساني مثل: انتهاكات القانون الإنساني الدولي، والنزوح، والصراعات، والكوارث الطبيعية، التي تتطلب وجود آليات فعالة للاستجابة لها، لتجنب زيادة الضغوط على نظام تقديم المساعدات الإنسانية.
حلول مستدامة
وأضاف: إننا ندرك أن تحقيق نتائج مستقبلية ناجحة يتطلب تطبيق حلول مستدامة من خلال إجراءات مبتكرة واستباقية، والالتزام بالمسؤولية أمام السكان المتضررين؛ حيث يعمل المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام) على سبيل المثال – وهو أحد برامج المركز النوعية على تطهير الأراضي اليمنية من الألغام الخطيرة – لتوفير حاضر ومستقبل أكثر أمانًا لجميع اليمنيين، وساعدت إزالة أكثر من 460 ألف لغم في دعم تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، من خلال تعزيز السلامة العامة، وتحسين فرص الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم وسبل العيش.
وأشار معاليه إلى أن هذا الحدث يعد فرصة للتفكير في كيفية استجابة النُهج متعددة الأطراف لهذه التحديات، وتعزيز جهودنا المشتركة لبناء عالم أفضل، ولهذا السبب يلتزم المركز بتطبيق نهج الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام في جهوده الإنسانية، فهذا الإطار المتكامل ضروري لفهم الطبيعة المعقدة للتدخلات الإنسانية.
وفي ختام كلمته، أوضح معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة، أن العمل يدًا بيد يمكننا به تخفيف المعاناة الإنسانية، وتمكين المجتمعات، ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمات، وتعزيز احترام القانون الإنساني الدولي والمبادئ الإنسانية الدولية؛ ليتمكن الجميع من الحصول على فرص متساوية، والتطلع لعالم أفضل.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: العمل الإنسانی
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يكتب: الإمام الطيب قائد الأزهر في زمن التحديات وصوت الحكمة في عالم مضطرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. الحمد لله الذي أفاض بنعمه على عباده، وهي نعم إنْ تُعدَّ لا تُحصى. ومنها أن قيّض سبحانه للأمة علماء ربانيين يضيئون دربها بالعلم والحكمة، ويبنون بالعلم والتحصين الفكري أسباب المنعة للدين وأتباعه، ويحملون بالفقه الواسع والعلم المتبحر راية الوسطية والاعتدال.
والأزهر ليس كمثله مؤسسة، فهو أقدم جامعات الدنيا استمرارًا في أداء رسالته، وقد حباه الله بشيوخ أجلاء، وقدّر للعالمين خيرًا عميمًا من علمائه الأكفاء. وقد تسلم شيوخه الأكابر راية العلم وأمانة المسئولية عالمًا تلو عالم على مر نحو من 1085 عامًا، وصولًا إلى إمامنا وشيخنا فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الطيب. وها هي خمسة عشر عامًا تمر منذ تولي فضيلته مشيخة الأزهر الشريف.
وهي خمسة عشر عامًا من العطاء المستمر، والجهود الحثيثة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز قيم السلام والتسامح، وحمل هموم الأمة والدفاع عن قضاياها العادلة، والصدوع بكلمة الحق في القضايا المصيرية على الساحة الدولية. وفي هذه المناسبة المباركة، أتشرف بأن أتقدم -بالأصالة عن نفسي ونيابة عن وزارة الأوقاف جمعاء- بأسمى معاني التقدير والإجلال لفضيلته، اعترافًا بدوره الرائد ومكانته السامية، وتقديرًا لما قدمه من جهود خالدة ستظل علامة مضيئة في تاريخ الأزهر والأمة الإسلامية.
لقد شهد الأزهر الأنور في عهد فضيلة الإمام الأكبر نهضةً متكاملةً امتدت إلى كل المجالات، فحرص على تطوير منظومة التعليم الأزهري بكل مراحلها، فجعلها تواكب العصر دون أن تحيد عن ثوابتها الراسخة، وسعى إلى الارتقاء بالمناهج العلمية، وتعزيز دور البحث العلمي، وربط العلوم الشرعية بالقضايا المعاصرة، فجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين آفاق التطور ومآرب المصلحة العامة، حتى يبقى الأزهر الشريف نبراسًا علميًّا يهدي البشرية إلى صراطٍ مستقيم.
أما على صعيد إعداد الدعاة وتأهيل الأئمة، فلم يدخر فضيلته جهدًا في تذليل الصعاب أمامهم وتأهيلهم بأحدث العلوم والمعارف، عبر برامج تدريبية مكثفة داخل مصر وخارجها، ليكونوا قادرين على التصدي للأفكار الهدامة، ونشر خطاب ديني مستنير، يُعلي من قيم التعايش السلمي، ويفند مزاعم الغلو والتطرف. واقترن ذلك بإيفاد الكفايات العلمية لنشر رسالة الأزهر بين العالمين في المواسم الدينية وخارجها.
وأما على الصعيد الإنساني والإغاثي، فلفضيلة الإمام الأكبر مواقف مشرفة خالدة، تجسد رسالة الأزهر العامر في نصرة المظلومين والمستضعفين، إذ أطلق حملات إغاثية شاملة لدعم اللاجئين والمنكوبين في فلسطين وسوريا واليمن وميانمار وإفريقيا، وغيرها من المناطق التي كابدت ويلات الحروب والصراعات والنزاعات.
ومما زاد تلك القوافل والحملات تميزًا أن ظهر فيها الزي الأزهري بين القائمين على توزيعها وإيصالها في بعض الأماكن، وازدانت كذلك بسيدات الأزهر الفضليات اللاتي حمّلهن فضيلة الإمام الأكبر المسئولية إلى جانب رجال الأزهر، فأضحى للأزهر في المحافل الدولية صوت من أجل نصرة المقهورين وإغاثة الملهوفين، ولم تكن مواقفه مجرد بيانات أو تصريحات، بل كانت خطوات عملية، تمثلت في دعم مباشر لمشاريع الإغاثة، ورعاية للأسر المتضررة، واستقبال الدارسين من أبناء تلك المناطق وممن تقطعت بهم سبل التعليم والعيش، وتقديم المساندة الإنسانية دون تمييز.
وما فتئ فضيلة الإمام الأكبر يبث رسالة الأزهر في الخارج كما في الداخل، ففي رحلاته الخارجية كان صوت الأزهر حاضرًا في المحافل الدولية، إذ حمل قضايا الأمة إلى كل مكان، وانبرى مدافعًا عن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، محذرًا من محاولات تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومؤكدًا أن القدس ستظل عربية إسلامية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كما نهض فضيلته بدور بارز في مكافحة ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين، فكان خطاب فضيلته واضحًا في تفنيد المزاعم التي تربط الإسلام بالعنف والتطرف، بل خاطب قادة العالم بلغتهم، كاشفًا زيف الاتهامات وتهافتها، ومفندًا الاتهامات الباطلة، ومقدمًا الصورة الحقيقية للإسلام بوصفه دين رحمة وسلام، وساق في سبيل ذلك التعاليم النبوية الإنسانية الخالدة، وبسط معاني القرآن الكريم، واستدل بالتراث المضيء للمسلمين، بما يؤكد أن الإسلام جاء ليقيم العدل ويحفظ كرامة الإنسان في كل زمان ومكان.
وعلى الصعيد الوطني، لم يدخر فضيلة الإمام الأكبر جهدًا في تعزيز الوحدة الوطنية، فظل امتدادًا لنهج الأزهر الأصيل في مواجهة دعاة الفُرقة والانقسام، داعيًا إلى التماسك المجتمعي، ومؤكدًا أن التنوع سنة الله في كونه، وأن قوة الوطن في وحدة أبنائه، وأن الإسلام يحض على التآخي والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، لا فرق بينهم على أساس من الدين أو العرق أو اللون أو الغنى؛ فضلًا عن إذكاء دور "بيت العائلة المصرية" الذي يتناوب فضيلته على رئاسته مع قداسة بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية.
وللأزهر في عهد فضيلة الإمام دور فاعل في مواجهة التطرف الفكري ودعاته، ومواجهة حبائلهم الشيطانية، وتجلى ذلك في جهود جبارة من بينها إطلاق عدد من البرامج والمبادرات الفكرية والثقافية التي تصدت للفكر المنحرف، وواجهت خطاب الكراهية بالبيان والحجة والبرهان، مقدمةً خطابًا دينيًّا يقوم على العلم الراسخ والتحليل الموضوعي، مترفعًا عن آفات الجمود والتعصب، ومستعينًا بأكابر العلماء والأساتذة والباحثين لتأصيل الخطاب العلمي وبثه عبر قنوات الإعلام التقليدي والجديد. وليس ببعيد عن ذلك إحياء هيئات علمية وإنشاء مراكز ومراصد متخصصة في درء التطرف وخطابه في الداخل والخارج.
وبالحديث عن المجال الاجتماعي والتنموي، فالواقع شاهد على حرص فضيلة الإمام الأكبر على أن يكون للأزهر دور بارز في دعم المستحقين، فوجه بإطلاق جمهرة من المبادرات الخيرية، من بينها تقديم الدعم إلى القرى الفقيرة، وتوفير منح تعليمية للطلاب غير القادرين، والمساهمة في علاج المرضى، وتعظيم دور بيت الزكاة والصدقات المصري الواقع تحت إشراف فضيلته، إيمانًا بأن رسالة الأزهر لا تقتصر على التعليم والدعوة، بل تمتد إلى خدمة المجتمع والمساهمة في تنميته بكل جهد ممكن.
لقد تجلى -بشواهد الواقع- أن مسيرة الإمام الأكبر خلال هذه السنوات الخمس عشرة جديرة بأن تكون نموذجًا يُحتذى في مجال القيادة الدينية الحكيمة، ذلك بأنه جمع بين الأصالة والمعاصرة، وأثبت قدرة الأزهر على التجدد والانطلاق في كل عصر، دون أن يتخلى عن الثوابت أو أن يفرط في مبدأ، أو أن يحيد عن النهج القويم.
إن هذه الذكرى العطرة إذ تظلنا بكريم ظلها فإننا نستقبلها بأسمى آيات التقدير والإجلال إلى فضيلة الإمام الأكبر، قولًا وعملًا، معنى ومبنى، لفظًا وشعورًا؛ سائلين المولى عز وجل أن يمد في عمره، وأن يبارك جهوده ويجزيه خير الجزاء على ما قدم، وأن يحفظه ذخرًا للأمة الإسلامية، ليظل الأزهر الشريف قلعةً للوسطية، ومنارةً للعلم، وحصنًا منيعًا في وجه التحديات.
حفظ الله شيخنا الأجلّ فضيلة الإمام الأكبر، وأدام الأزهر الشريف سامقًا ساميًا، ووفقنا جميعًا إلى خدمة الوطن والدين والأزهر والإنسانية بصدق وإخلاص.
د. أسامة الأزهري وزير الأوقاف