صحيفة الاتحاد:
2024-09-22@23:18:07 GMT

الإمارات وأميركا.. «الاستدامة» هدف استراتيجي

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

يوسف العربي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الإمارات: «قمة المستقبل» فرصة لخلق مسار مشترك لكوكبنا جدل «المناظرة الثانية» يتصاعد.. هاريس تقبل وترامب يرفض زيارة رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة تابع التغطية كاملة

تتميز العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية بالتطور المستمر في جميع المجالات، وتعد الاستدامة هدفاً استراتيجياً مشتركاً للبلدين.


وتساهم الجهود الإماراتية الأميركية في مجالات الطاقة المتجددة في دعم المساعي لتحقيق الأهداف البيئية العالمية عبر رؤى ومشاريع عملاقة تجمع الطرفين. 
ويدرك الجانبان أنّ نجاح العمل المناخي يعتمد جوهرياً على تعزيز أمن الطاقة العالمي، وتسهيل الاستفادة من خدماتها وتوفيرها بأسعار مناسبة، وأن المسار الأسرع والأكثر موثوقية للوصول إلى الحياد المناخي، يقتضي تسريع الاستثمار في تقنيات وموارد الطاقة النظيفة.
وتواصل الإمارات والولايات المتحدة الأميركية جهودهما للتنسيق والعمل معاً ضمن رؤية مشتركة في مجال الاستدامة، ويعمل الجانبان على دعم مشروعات الطاقة المستدامة ذات الجدوى الاقتصادية والبيئية في الدول النامية، بتوفير الخبرة الفنية، والمساعدة في إدارة المشروعات، وتوفير التمويل.
الأهداف العالمية
لا شك في أن خفض الانبعاثات وصولاً للحياد المناخي يستدعي تضافر جهود كل الدول والجهات المطورة والمستهلكة والمستثمرين من أجل تحقيق الأهداف العالمية الطَّموحِ المنشودة. وتعد الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين البلدين لاستثمار 100 مليار دولار في قطاع الطاقة النظيفة، مثالاً يحتذى به للتعاون الدولي الوثيق لدعم جهود الاستدامة. 
وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمشاريع الطاقة النظيفة الناجمة عن هذه الشراكة 100 جيجاواط في الإمارات والولايات المتحدة، ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035؛ بهدف تعزيز أمن الطاقة، ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة، ودعم العمل المناخي.
وتسهم هذه الشراكة بدور كبير في تحقيق تقدم ملموس؛ لأنها تستند إلى مبادئ وأسس وخطط واقعية وعملية ذات جدوى اقتصادية تسهم في تحقيق الأهداف المنشودة، إضافة إلى دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي الشامل والمستدام.
وتهدف الشراكة، التي تستمد أسسها من العلاقة الوثيقة بين البلدين على مدى خمسة عقود، إلى توسيع الاستثمار في المبادرات العملية والتقنيات الواعدة، بالتركيز على أربع ركائز أساسية هي الابتكار في الطاقة النظيفة والتمويل ونشر الحلول والتقنيات، وتعزيز سلاسل الإمداد، و إدارة انبعاثات الكربون والميثان، وتقنيات الطاقة النووية المتقدمة، مثل المفاعلات النمطية الصغيرة، وخفض انبعاثات القطاعات الصناعية وقطاع النقل.
وتهدف إلى خلق فرص لإطلاق استثمارات مشتركة ومجدية اقتصادياً في الدول الناشئة والنامية، بالتركيز على دفع مسيرة العمل المناخي العالمي.
ويسهم التحالف الاستراتيجي الوثيق بين الإمارات وأميركا، في دعم الانتقال في قطاع الطاقة العالمي وبناء مستقبل أكثر استدامة.
ركائز أساسية 
 تعمل الإمارات والولايات المتحدة في إطار الركائز الأربع الأساسية لهذه الشراكة على تطوير مشروعات الطاقة النظيفة في دولة الإمارات والولايات المتحدة والدول الأخرى وتمويلها ونشرها، والاستثمار في تعزيز مرونة وموثوقية سلاسل الإمداد وتحفيز الاستثمار في التعدين الأخضر، لإنتاج ومعالجة المعادن والمواد الأخرى اللازمة لتمكين الانتقال في قطاع الطاقة. وتساعد الشراكة على تسريع وتيرة الاستثمار في حلول خفض الانبعاثات في مجال الوقود التقليدي، والتوسع في تطوير تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، وتحقيق التقدم في قياس وإدارة انبعاثات غاز الميثان، بما يشمل تعزيز أثر البرامج المحلية الهادفة إلى خفض انبعاثات الميثان.
ولهذه الشراكة دور رئيس في الارتقاء بمنظومة الأمن والسلامة في الطاقة النووية، بما يشمل أمن سلاسل الإمداد المرتبطة بها وتشجيع الاستفادة من الطاقة النووية كونها تعد مصدراً مستداماً للطاقة النظيفة ومحركاً أساسياً في تقليل الانبعاثات الكربونية. 
نتائج ملموسة 
من المؤكد أن الشراكة ستحقق نتائج ملموسة في خفض الانبعاثات الكربونية في جميع القطاعات الصناعية بحلول 2030، وتوسيع نطاق استخدام الوقود النظيف في قطاعات النقل لمسافات طويلة، مثل قطاع الطيران وقطاع الشحن البحري، وتحفيز التحوّل إلى الطاقة الكهربائية، ورفع كفاءة استهلاك الطاقة كونها مُحركات أساسية لخفض الانبعاثات.
وبذلت دولة الإمارات جهوداً رائدة لمواكبة الانتقال في قطاع الطاقة، واستثمرت ما يزيد على 50 مليار دولار خلال عشر سنوات في تقنيات وحلول الطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم.
مرحلة أولى 
تم تشكيل لجنة مشتركة لإدارة الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية والمتعلقة باستثمار 100 مليار دولار لتنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاوات في أنحاء العالم بحلول عام 2035، حيث تم البدء بتخصيص 20 مليار دولار مرحلة أولى لتمويل مشروعات للطاقة النظيفة والمتجددة تبلغ طاقتها الإنتاجية 15 جيجاوات في الولايات المتحدة قبل عام 2035. 
وستكون المرحلة الأولى بقيادة شركة مصدر ومجموعة من المستثمرين الأميركيين من القطاع الخاص. 
«أدنوك» تستحوذ على 35% من مشروع لإنتاج الهيدروجين في أميركا
 وُقعت اتفاقية شراكة بين «أدنوك» و«إكسون موبيل»، تستحوذ بموجبها «أدنوك» على %35 من مشروع منشأة لإنتاج الهيدروجين والأمونيا منخفضي الكربون في منطقة «باي تاون» بولاية تكساس الأميركية. وتُعد الاتفاقية استثماراً كبيراً في مجال إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة يدعم تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة العالمي.
 وتسهم الاتفاقية في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة من القطاعات التي يصعب الحدّ من انبعاثاتها، بما في ذلك الصناعة، والطاقة، والنقل، إلى جانب تلبية الطلب المتزايد على أنواع الوقود منخفضة الكربون.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أميركا الولايات المتحدة رئيس الدولة زيارة رسمية محمد بن زايد الطاقة المتجددة الطاقة الاستدامة الإمارات والولایات المتحدة خفض الانبعاثات الطاقة النظیفة فی قطاع الطاقة الاستثمار فی

إقرأ أيضاً:

سباق استراتيجي على «الذهب الأبيض»

طه حسيب (أبوظبي)

أخبار ذات صلة بطارية نووية صغيرة تعد بتوفير الطاقة دون انقطاع لعقود «العملية 404» تؤدي إلى حكم غير مسبوق لمكافحة «القرصنة الرياضية»

في غمرة السباق العالمي على مصادر الطاقة المتجددة، وفي خضم مساعي التحول في قطاع الطاقة، يزداد الطلب على معادن نادرة باتت هي عصب التحول الأخضر، خاصة الليثيوم، العنصر الرئيسي في إنتاج بطاريات السيارات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية. ولا يقل الليثيوم في أهميته الاستراتيجية عن النفط والغاز في ميزان القوة الدولية، والآن تزداد أهمية مناجم الليثيوم في البرازيل، وغيرها من دول أميركا اللاتينية التي تمتلك 65 في المئة من احتياطيات الليثيوم العالمية، وظهرت احتياطيات المعدن في أفغانستان، وتقدر قيمتها حسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية بتريليون دولار، علماً بأن سعر الطن المتري من كربونات الليثيوم بلغ قبل عامين 80 ألف دولار أميركي، لكن السعر تراجع ليبلغ 14 ألف دولار في المتوسط. 80 % من إنتاج الليثوم العالمي مصدره أربعة بلدان: الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي، أو ما يعرف بـ «مثلث الليثيوم» في أميركا الجنوبية وأستراليا. وتتسع خريطة إنتاج الليثيوم مع ظهور مخزونات جديدة من المعدن الذي يصفه البعض بـ«الذهب الأبيض»، فبعدما كانت مناطق إنتاجه في أستراليا وتشيلي والصين والأرجنتين، تظهر نقاط جديدة على هذه الخريطة عبر اكتشافات حديثة في المكسيك وكندا وبوليفيا وبيرو والولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا وصربيا وتايلاند والمملكة المتحدة ومنطقة سيبيريا الروسية، الأمر الذي يعزز الأهمية الاستراتيجية لهذه الدول ويضعها على خريطة معادن الطاقة المتجددة وما يرتبط بها من قطاعات صناعية مبتكرة. وتبرز الدول المنتجة لليثيوم كساحة تنافس دولية، إذ يحظى الليثيوم بأهمية خاصة بوصفه «سلاح استراتيجي» لكونه يُستخدم في عددٍ من الصناعات الأساسية، ومن ثم يعد مكوناً مهماً في الاقتصاد العالمي، وبما يعزز التنافس الواسع عليه. ولا تتطابق خريطة الدول المنتجة لليثيوم مع خريطة احتياطياته المؤكدة، التي تتصدرها بوليفيا بـ 21 مليون طن متري، تليها الأرجنتين بـ21 مليون طن مترى، ثم الولايات المتحدة الأميركية بـ12 مليون طن مترى، وتمتلك تشيلي 11 مليون طن تليها أستراليا (7.9 مليون طن متري) والصين (6.8 مليون طن)، وذلك علماً بأن أكبر الدول المنتجة للمعدن، وفق معطيات عام 2022 هي: أستراليا تليها تشيلي والصين والأرجنتين والبرازيل وزيمبابوي والبرتغال وكندا. وأكد تقرير للبنك الدولي أن إنتاج المعادن الرئيسية، بما في ذلك الليثيوم، ينبغي أن يشهد ارتفاعاً بنسبة 500% بحلول عام 2050 لتلبية الطلب المتزايد على تقنيات الطاقة النظيفة. وكان المدير العالمي للطاقة والصناعات الاستخراجية في البنك، ريكاردو بوليتي، واضحاً في رؤيته المتمثلة في أن العمل المناخي الطموح سيجلب طلباً كبيراً على هذا النوع من المعادن. ووفقًا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، يحتاج قطاع الطاقة النظيفة إلى ما يصل إلى 50 منجماً جديداً في أقل من عقد من الزمان - وهو مطلب كبير بالنظر إلى ديناميكيات جانب العرض. وتتوقع شركة ماكينزي آند كومباني زيادة الطلب العالمي على الليثيوم بنسبة 20% سنوياً حتى عام 2030. وتشير تسلا إلى أن الشركة ستحتاج إلى 1000 كيلو طن من مكافئ كربونات الليثيوم (LCE) سنوياً بحلول عام 2030، أو 16 ضعف الطلب في عام 2022، (كيلوطن هي وحدة قياس وزن تعادل 1000 طن).

مقالات مشابهة

  • الإمارات والولايات المتحدة.. حقبة جديدة من استثمارات المستقبل
  • الإمارات وأميركا.. تبادل الخبرات الأكاديمية
  • الإمارات وأميركا.. تعزيز الأمن الغذائي
  • الإمارات وأميركا.. رؤى مشتركة لاستكشاف الفضاء
  • «أبوظبي للتنمية» يطلق برنامجاً للتوعية بالاستدامة
  • يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ: زيارة رئيس الدولة لواشنطن تسلط الضوء على 50 عاماً من الشراكة
  • سباق استراتيجي على «الذهب الأبيض»
  • خبراء: زيارة رئيس الدولة للولايات المتحدة محطة تاريخية ترسخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • «ديوا» تبحث مع وفد إيطالي التعاون بمجالات الاستدامة