الإمارات وأميركا.. تعزيز الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT
هالة الخياط (أبوظبي)
تمتلك الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية سجلاً حافلاً في الابتكار المناخي الذي يساهم في تحفيز النمو الاقتصادي المستدام، حيث سخرتا مواردهما الطبيعية، وأوجدتا ركيزة راسخة من الحلول في مواجهة التغير المناخي في مختلف القطاعات. وتعد الشراكة القائمة بين البلدين في مجال المناخ، وما نتج عنها من مبادرات ومشاريع عديدة، نموذجاً رائداً للعمل المشترك من أجل عالم آمن مناخياً ينعم بالتنمية والازدهار الاقتصادي المستدام.
نظراً لأن القطاع الزراعي وإنتاج الغذاء يقف وراء أكثر من ثلث الانبعاثات العالمية، تعاونت الإمارات مع الولايات المتحدة للإعلان عن «مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ» العالمية خلال «كوب 26» بهدف تكثيف وتسريع الجهود العالمية للابتكار والاستثمار في البحث والتطوير ضمن جميع جوانب التقنيات الزراعية الذكية.
وتهدف مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ، الإماراتية - الأميركية المشتركة، إلى تشجيع العمل المناخي الذي يسهم بإحداث نقلة نوعية في القطاع الزراعي، ودعم الزراعة لتصبح واحدةً من حلول التصدي للأزمة المناخية، وتعزيز مرونتها، وخلق فوائد مشتركة من العمل المناخي.
وتهدف الإمارات، من خلال هذه المبادرة، إلى دعم الاستثمارات الزراعية الملحّة، ومعالجة تحديات الغذاء العالمية، وزيادة النمو الاقتصادي المستدام، بالإضافة إلى تعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الزراعي، وتوفير فرص عمل أكبر في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر اليوم أكثر من ملياري فرصة عمل ويوفر الغذاء لكل سكان الكوكب. وأعلنت مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ» في ديسمبر الماضي، خلال فعاليات COP28، عن زيادة الاستثمارات بنسبة تجاوزت الضعف، من 8 مليارات دولار في المؤتمر السابق COP27 إلى 17 مليار دولار في COP28. وتشمل هذه الاستثمارات ما يزيد على 12 مليار دولار من الشركاء الحكوميين في أستراليا، والبحرين، وبنغلاديش، والبرازيل، وكندا، وكولومبيا، والدنمارك، وجمهورية الدومينيكان، والمفوضية الأوروبية، وفنلندا، وألمانيا، وغواتيمالا، وهندوراس، والمجر، وأيرلندا، وإسرائيل، واليابان، وليتوانيا، والمكسيك، والمغرب، وهولندا، ونيوزيلندا، والفلبين، وجمهورية كوريا، ورومانيا، وسنغافورة، وإسبانيا، والسويد، وأوكرانيا، والولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، وأوروغواي، وفيتنام، وما يزيد على 5 مليارات دولار من استثمارات القفزات الابتكارية.
وشهدت مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ» تحقيق 27 قفزة ابتكارية، وهي مبادرات يقودها ويمولها الشركاء ذاتياً لتحقيق نتائج سريعة في ابتكار النظم الزراعية والغذائية. أخبار ذات صلة الإمارات: «قمة المستقبل» فرصة لخلق مسار مشترك لكوكبنا جدل «المناظرة الثانية» يتصاعد.. هاريس تقبل وترامب يرفض زيارة رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة تابع التغطية كاملة
محفظة متنوعة
تلتزم كل من الإمارات وأميركا بإيجاد سبل جديدة للتعاون لدعم التعهد العالمي لتحقيق الحياد المناخي، ويعطي البلدان الأولوية للاستثمار في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة لأنها تنطوي على إمكانات نمو عالية وتوفر حلولاً مؤثرة عالمياً لمشكلة التغير المناخي. ورسخت الإمارات مكانتها الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة، بالمساهمة بدور فاعل في دفع عجلة نمو القطاع في العالم بما يتماشى مع توجهات القيادة الرشيدة الرامية إلى نشر التقنيات النظيفة وحلول الطاقة المتجددة على أوسع نطاق، وتعزيز الجهود العالمية في مجال العمل المناخي، والمضي قدماً في تنفيذ مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وتنشط شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في سوق الطاقة المتجددة الأميركي من خلال محفظة متنوعة من مشاريع الطاقة المتجددة تشمل طاقة الشمس والرياح، ونظم بطاريات تخزين الطاقة بإجمالي قدرة إنتاجية يبلغ 1.8 جيجاواط.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات أميركا الولايات المتحدة رئيس الدولة زيارة رسمية محمد بن زايد التغير المناخي الأمن الغذائي الطاقة النظيفة الزراعة الابتکار الزراعی للمناخ الطاقة المتجددة العمل المناخی
إقرأ أيضاً:
علي النيادي: الإمارات نموذج رائد باحتضان ثقافة الابتكار
أكد علي سعيد النيادي رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن دولة الإمارات نموذج رائد في احتضان ثقافة الابتكار والإبداع وتبني نهج ثابت تسعى من خلاله لتعزيز مكانتها كمركز عالمي في هذا المجال، وإبراز التزامها بدعم وترسيخ الابتكار كركيزة أساسية لتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر.
وقال بمناسبة شهر الابتكار، إن الابتكار ليس مجرد أداة لتحقيق التنمية، بل هو نهج شامل يمكّننا من مواجهة التحديات المتزايدة التي يشهدها العالم بوتيرة متسارعة، ففي عصر التحولات الكبرى، بات الابتكار ضرورة ملحّة لتحسين جودة الحياة وضمان استدامة الموارد والخدمات الحيوية، وفي مجال إدارة الطوارئ والأزمات، يعد الابتكار أحد أعمدة نجاحنا، حيث يسهم في تعزيز الجاهزية، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وضمان استمرارية الأعمال في مواجهة الأزمات.
وبين أن التطور التكنولوجي المتسارع في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات الضخمة، يتيح لنا إمكانات هائلة لتعزيز قدراتنا، ولذلك نعمل في الهيئة على بناء بنية تحتية رقمية متقدمة تدعم تطبيق الحلول الابتكارية، مما يفتح آفاقاً جديدة لتطوير أنظمتنا وتعزيز مرونتها وكفاءتها.
وزاد: نؤمن في الهيئة بأن الابتكار هو نتاج فكر مشترك وجهود تعاونية، ولهذا نحرص على تعزيز الشراكات الفعّالة مع الجهات الحكومية والخاصة محلياً ودولياً، مما يتيح لنا تبادل المعرفة والخبرات وتبني أفضل الممارسات العالمية.
وختم، يمثل شهر الابتكار أكثر من مجرد مناسبة سنوية، فهو محطة دائمة لتجديد التزامنا بتعزيز ثقافة الابتكار وجعلها نهجاً أساسياً يعكس رؤيتنا في جميع مجالات العمل والحياة، وبإلهام من قيادتنا الرشيدة، نمضي بثقة نحو مستقبل مشرق يكون فيه الابتكار ركيزة للتميز والريادة.