صحيفة الاتحاد:
2025-07-12@07:22:52 GMT

الإمارات وأميركا.. رؤى مشتركة لاستكشاف الفضاء

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

آمنة الكتبي (دبي)
قطاع الفضاء أحد المحاور الأساسية للتعاون بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، ورغم حداثة دخولها مجال استكشاف الفضاء، حققت الإمارات نجاحات كبيرة بفضل الشراكات مع دول رائدة في هذا القطاع، وعلى رأسها الولايات المتحدة. 
وتعد الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، من الشراكات الاستراتيجية، والتي لم تقتصر على التعاون التكنولوجي والعلمي فحسب، بل أصبحت رمزاً للتعاون الدولي في مجالات الابتكار والاستكشاف، وتجتمع لتحقيق رؤية مشتركة لاستكشاف الفضاء الخارجي والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لتطوير الاقتصاد المعرفي.

وتتشارك الإمارات مع الولايات المتحدة الأميركية في أولوياتها الداعمة للاستكشاف السلمي للفضاء الخارجي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين، ودعم الرؤية المشتركة والاستراتيجية الإماراتية لتعزيز السلامة والأمن في مجال الفضاء، إضافة إلى توسيع نطاق البحث العلمي الدولي، وتطوير تقنيات جديدة تسهم في تحسين حياة البشر.
وتتمثل  أوجه التعاون الفضائي بين الإمارات والولايات المتحدة في أربع اتفاقات أو شراكات استراتيجية، بدأت في أكتوبر 2020 بإعلان «ناسا» انضمام دولة الإمارات كعضو مؤسس لاتفاقية «آرتميتس» التي تستهدف تشكيل بيئة آمنة وشفافة، وتسهل عمليات الاستكشاف والأنشطة الفضائية العلمية والتجارية، بما يصب في خدمة البشرية أجمع، إذ أوضحت «ناسا» أنها اختصت الإمارات لتكون من بين أوائل المنضمين إلى هذه الاتفاقية الدولية، نظراً لامتلاكها برنامجاً سلمياً واعداً وطموحاً لاستكشاف الفضاء، ولدورها الريادي إقليمياً ودولياً في هذا المجال المهم، إضافة إلى ما يميز قطاعها الفضائي الوطني من بنية تشريعية شفافة، تخاطب المستقبل، وتحفز النمو، وتلهم الأجيال.

وتطورت أوجه التعاون الفضائي الإماراتي والأميركي لدرجة الشراكة الاستراتيجية، حين أعلنت الإمارات انضمام الولايات المتحدة كشريك استراتيجي للإمارات في مشروع استكشاف المريخ، وبرنامج رواد الفضاء، ومشروع استكشاف حزام الكويكبات، التي تعد أول مهمة من نوعها على الإطلاق لدراسة سبعة كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس، بهدف تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في دولة الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم.
وتهدف المهمة، التي تمتد لنحو 13 عاماً، إلى بناء فهم أعمق لخصائص الكويكبات وأصولها وتكوينها وتطورها، وفتح آفاق جديدة لفهم أكثر عن تشكيل نظامنا الشمسي، والتعرف إلى أصولها الغنية بالمياه كمورد قابل للاستخدام، وتقييم وجود المواد العضوية والمتطايرة في حزام الكويكبات، كما وتتعاون مهمة مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين لتطوير الأجهزة العلمية للمركبة الفضائية «MBR Explorer»، التي ستنطلق في مارس 2028، لتقطع مسافة خمسة مليارات كيلومتر، إلى جانب ستة شركاء أميركيين لنقل المعرفة داخل الإمارات. تتنوع بين جامعات ومؤسسات بحثية وشركات، من بينها جامعتا «أريزونا وكولورادو بولدر»، وذلك من خلال مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP)، والتي تعد الشريك الأساسي المعني بنقل المعرفة لتصميم البعثات وتطوير المركبات الفضائية واختبار النظام، والتي كانت شريك نقل المعرفة لمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل».
وانضمت الولايات المتحدة الأميركية في  ديسمبر 2023 بجانب 20 وكالة فضاء عالمية إلى التعهد الذي قادته دولة الإمارات خلال استضافتها أعمال القمة العالمية للمناخ (كوب 28)، بشأن دعم أجندة المناخ العالمية، الذي ألزم وكالات الفضاء المشاركة بـ تعهدات جادة بالعمل على تسريع العمل المناخي من خلال تمويل برامج المناخ، وتعزيز الأبحاث المتعلقة بالمناخ، وغيرها من الإجراءات للوفاء بالالتزامات التي تم الإقرار بها في اتفاق باريس عام 2015، بما يدعم الخروج بالتزام جماعي لدعم الجهود المبذولة في التصدي لتغير المناخ.
 واثمر التعاون الفضائي الإماراتي والأميركي بداية العام الجاري من خلال انضمام دولة الإمارات رسمياً إلى اتفاق «المحطة الفضائية القمرية» بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، لتصبح أول دولة عربية تنضم لهذا المشروع العلمي العالمي لبناء محطة الفضاء القمرية، تمهيداً لإرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى القمر.

أخبار ذات صلة الإمارات: «قمة المستقبل» فرصة لخلق مسار مشترك لكوكبنا جدل «المناظرة الثانية» يتصاعد.. هاريس تقبل وترامب يرفض زيارة رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة تابع التغطية كاملة

ووفقاً لهذا الاتفاق تتولى دولة الإمارات تطوير وحدة كاملة ضمن المحطة تزن 10 أطنان، وسيتم إنشاء مركز عمليات فضائية في الدولة للمحطة الجديدة، ومركز عالمي لتدريب رواد الفضاء أيضاً على أرض الدولة.
وبالتعاون مع الشركات الأميركية، تتطلع الإمارات إلى توسيع استخدام الأقمار الصناعية المصغرة، وهي تقنية فضائية متقدمة تستخدم في مجالات الاتصالات ورصد الأرض، وتعمل دولة الإمارات على إطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية بالتعاون مع شركات أمريكية، مما سيمكنها من تعزيز خدماتها التقنية وتطوير بنيتها التحتية الفضائية، ويسهم التعاون يسهم في دفع عجلة الابتكار ويضع الإمارات في موقع متقدم بين الدول التي تمتلك قدرات متطورة في مجال الأقمار الصناعية.
 بالإضافة إلى المشاريع التقنية، يشهد التعاون الإماراتي والأميركي في مجال التدريب الفضائي تطوراً ملحوظاً، فقد أرسلت الإمارات رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، حيث تلقوا تدريبات مكثفة بالتعاون مع وكالة «ناسا». هذا التعاون يعزز من قدرات الإمارات على إعداد وتدريب كوادر محلية قادرة على قيادة مشروعات فضائية مستقبلية.
تعاون فضائي
وتبرز أهمية التعاون الفضائي في تطوير القدرات البشرية والعلمية، حيث يشجع هذا التعاون على تبادل الخبرات وتعزيز الابتكار المحلي، ما يسهم في بناء جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على مواكبة التطورات العالمية في هذا القطاع الحيوي، حيث تجسد العلاقات الإماراتية الأميركية في قطاع الفضاء شراكة استراتيجية قائمة على الثقة المتبادلة والابتكار العلمي، من خلال المشاريع المشتركة، مثل استكشاف المريخ والقمر، وبرامج الأقمار الصناعية، والتدريب الفضائي.  وتواصل الإمارات والولايات المتحدة توسيع آفاق التعاون بما يخدم تطلعات البلدين لتحقيق تقدم كبير في استكشاف الفضاء،  حيث تعد هذه الشراكة ركيزة أساسية لرسم مستقبل مشترك في مجال الفضاء، مما يمهد الطريق أمام الإمارات لتحقيق طموحاتها في أن تصبح قوة فضائية رائدة على الساحة العالمية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أميركا الولايات المتحدة رئيس الدولة زيارة رسمية محمد بن زايد الفضاء الولایات المتحدة الأقمار الصناعیة التعاون الفضائی حزام الکویکبات استکشاف الفضاء دولة الإمارات فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

«دو» و«هواوي» تعلنان تجديد شراكتهما الاستراتيجية لتطوير الكفاءات الإماراتية

دبي (الاتحاد)
 أعلنت «دو» تجديد شراكتها الاستراتيجية مع شركة «هواوي»، والتي تهدف إلى تعزيز جهود التوطين في دولة الإمارات من خلال تمكين الكفاءات الوطنية وصقلها بالمهارات التقنية المتقدمة، وتطوير المواهب الإماراتية في عدد من المجالات التكنولوجية.
 ويسعى الجانبان من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية إلى زيادة مستوى جاهزية الكوادر العاملة، وترسيخ الابتكار في قطاع الاتصالات والخدمات الرقمية، بما يدعم التطلعات الريادية لـ «دو» نحو بناء مستقبل أكثر استدامة.

أخبار ذات صلة ديوكوفيتش «الرابع عشر» يصعد إلى نصف نهائي ويمبلدون «هنا الشارقة».. مرسم حر يبرز إبداعات الصغار

وترتكز الشراكة بين «دو» و«هواوي»، على تاريخ طويل من التعاون في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوير الشبكات، حيث من المقرر أن تركز «هواوي»، في مرحلتها الجديدة على تزويد موظفي «دو»، بمن فيهم القيادات الواعدة، بالمهارات الأساسية وأحدث التقنيات المتطورة والبرامج التدريبية وورش العمل المتخصصة في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، وشبكات الجيل الخامس، وحلول الحوسبة السحابية، بما ينسجم مع أهداف «دو» في مجال التحول الرقمي.
وقال فهد الحساوي، الرئيس التنفيذي لـ «دو»: هناك رؤية مشتركة للشركتين الرائدتين لدعم استراتيجية التوطين في دولة الإمارات، حيث نعمل بفخر على مواصلة تعزيز هذه الشراكة طويلة الأمد، ويعكس تجديد التعاون الأهداف المشتركة لبناء جيل جديد من الكفاءات الوطنية القادرة على المنافسة، والمزودة بمهارات رقمية عالمية، بما يسهم في تعزيز التميز التقني داخل الشركة وعلى مستوى المنطقة.
ويشمل نطاق التعاون تنفيذ عدد من المبادرات ضمن خطة التدريب السنوية المشتركة (ATP)، مثل البرامج التخصصية، وبرامج القيادة التنفيذية، وسلسلة من المحاضرات والورشات المتخصصة في تقنيات المعلومات والاتصالات وتسهم هذه البرامج في رفع كفاءة الموظفين على جميع المستويات، وتعزيز الابتكار، والاستجابة بمرونة للتحديات المتزايدة في هذا القطاع.
ومن جانبه، قال ديفيد تاو، الرئيس التنفيذي لشركة «هواوي» في دولة الإمارات: يُشرفنا التعاون مع (دو) في دعم جهود التوطين والمساهمة في تشكيل مستقبل الابتكار الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال برامج التدريب المُتخصصة وورش تطوير المهارات، نعمل على تمكين موظفي (دو) من اكتساب المعرفة اللازمة في أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، بما يعزز من دورهم في منظومة التكنولوجيا المتقدمة في الدولة.
ومنذ عام 2021، قدّمت مبادرات مثل برنامج هواوي لتطوير المتدربين فرصاً للخريجين الجدد لاكتساب المعرفة الأساسية في تقنيات محورية مثل الجيل الخامس والحوسبة السحابية، ويأتي تجديد الشراكة في إطار مواصلة برامج تطوير المواهب في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي أُطلقت في عام 2022، تأكيداً على الرؤية المشتركة بين الجانبين لجذب الكفاءات الإماراتية وتنميتها والحفاظ عليها، باعتبارها عنصراً محورياً في تحقيق أهداف «دو» في مجال التوطين والتحول الرقمي والنمو المستدام.
وخلال المرحلة المقبلة، تواصل «دو» و«هواوي»، التزامهما المشترك بتعزيز الخبرات التقنية التي من شأنها رسم ملامح مستقبل خدمات الاتصالات، وترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات، ودعم رؤيتها في أن تصبح مركزاً عالمياً للابتكار والتنافسية.

مقالات مشابهة

  • وفد إماراتي يبحث في هولندا وبلجيكا تعزيز التعاون في التقنيات المتقدمة
  • نهيان بن مبارك يستقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الدولة
  • وزراء ومسؤولون: الشراكة الاقتصادية مع أذربيجان تعزز التعاون الاستراتيجي
  • وزير العدل: الإمارات ماضية في تعزيز التعاون القضائي الدولي
  • الإمارات وتشاد تبحثان تعزيز التعاون في القطاع المالي
  • مليونا زائر لجناح الإمارات في «إكسبو 2025 أوساكا»
  • سفير الإمارات يقدم أوراق اعتماده إلى رئيس جزر فانواتو
  • «دو» و«هواوي» تعلنان تجديد شراكتهما الاستراتيجية لتطوير الكفاءات الإماراتية
  • الإمارات تبحث التعاون مع باكستان في المجالات المالية
  • صقر غباش: رفع اسم الإمارات من الدول عالية المخاطر في غسل الأموال ثمرة جهود دبلوماسية بقيادة عبدالله بن زايد