صحيفة الاتحاد:
2025-01-19@02:30:41 GMT

الإمارات وأميركا.. رؤى مشتركة لاستكشاف الفضاء

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

آمنة الكتبي (دبي)
قطاع الفضاء أحد المحاور الأساسية للتعاون بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، ورغم حداثة دخولها مجال استكشاف الفضاء، حققت الإمارات نجاحات كبيرة بفضل الشراكات مع دول رائدة في هذا القطاع، وعلى رأسها الولايات المتحدة. 
وتعد الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، من الشراكات الاستراتيجية، والتي لم تقتصر على التعاون التكنولوجي والعلمي فحسب، بل أصبحت رمزاً للتعاون الدولي في مجالات الابتكار والاستكشاف، وتجتمع لتحقيق رؤية مشتركة لاستكشاف الفضاء الخارجي والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لتطوير الاقتصاد المعرفي.

وتتشارك الإمارات مع الولايات المتحدة الأميركية في أولوياتها الداعمة للاستكشاف السلمي للفضاء الخارجي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين، ودعم الرؤية المشتركة والاستراتيجية الإماراتية لتعزيز السلامة والأمن في مجال الفضاء، إضافة إلى توسيع نطاق البحث العلمي الدولي، وتطوير تقنيات جديدة تسهم في تحسين حياة البشر.
وتتمثل  أوجه التعاون الفضائي بين الإمارات والولايات المتحدة في أربع اتفاقات أو شراكات استراتيجية، بدأت في أكتوبر 2020 بإعلان «ناسا» انضمام دولة الإمارات كعضو مؤسس لاتفاقية «آرتميتس» التي تستهدف تشكيل بيئة آمنة وشفافة، وتسهل عمليات الاستكشاف والأنشطة الفضائية العلمية والتجارية، بما يصب في خدمة البشرية أجمع، إذ أوضحت «ناسا» أنها اختصت الإمارات لتكون من بين أوائل المنضمين إلى هذه الاتفاقية الدولية، نظراً لامتلاكها برنامجاً سلمياً واعداً وطموحاً لاستكشاف الفضاء، ولدورها الريادي إقليمياً ودولياً في هذا المجال المهم، إضافة إلى ما يميز قطاعها الفضائي الوطني من بنية تشريعية شفافة، تخاطب المستقبل، وتحفز النمو، وتلهم الأجيال.

وتطورت أوجه التعاون الفضائي الإماراتي والأميركي لدرجة الشراكة الاستراتيجية، حين أعلنت الإمارات انضمام الولايات المتحدة كشريك استراتيجي للإمارات في مشروع استكشاف المريخ، وبرنامج رواد الفضاء، ومشروع استكشاف حزام الكويكبات، التي تعد أول مهمة من نوعها على الإطلاق لدراسة سبعة كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس، بهدف تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في دولة الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم.
وتهدف المهمة، التي تمتد لنحو 13 عاماً، إلى بناء فهم أعمق لخصائص الكويكبات وأصولها وتكوينها وتطورها، وفتح آفاق جديدة لفهم أكثر عن تشكيل نظامنا الشمسي، والتعرف إلى أصولها الغنية بالمياه كمورد قابل للاستخدام، وتقييم وجود المواد العضوية والمتطايرة في حزام الكويكبات، كما وتتعاون مهمة مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين لتطوير الأجهزة العلمية للمركبة الفضائية «MBR Explorer»، التي ستنطلق في مارس 2028، لتقطع مسافة خمسة مليارات كيلومتر، إلى جانب ستة شركاء أميركيين لنقل المعرفة داخل الإمارات. تتنوع بين جامعات ومؤسسات بحثية وشركات، من بينها جامعتا «أريزونا وكولورادو بولدر»، وذلك من خلال مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP)، والتي تعد الشريك الأساسي المعني بنقل المعرفة لتصميم البعثات وتطوير المركبات الفضائية واختبار النظام، والتي كانت شريك نقل المعرفة لمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل».
وانضمت الولايات المتحدة الأميركية في  ديسمبر 2023 بجانب 20 وكالة فضاء عالمية إلى التعهد الذي قادته دولة الإمارات خلال استضافتها أعمال القمة العالمية للمناخ (كوب 28)، بشأن دعم أجندة المناخ العالمية، الذي ألزم وكالات الفضاء المشاركة بـ تعهدات جادة بالعمل على تسريع العمل المناخي من خلال تمويل برامج المناخ، وتعزيز الأبحاث المتعلقة بالمناخ، وغيرها من الإجراءات للوفاء بالالتزامات التي تم الإقرار بها في اتفاق باريس عام 2015، بما يدعم الخروج بالتزام جماعي لدعم الجهود المبذولة في التصدي لتغير المناخ.
 واثمر التعاون الفضائي الإماراتي والأميركي بداية العام الجاري من خلال انضمام دولة الإمارات رسمياً إلى اتفاق «المحطة الفضائية القمرية» بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، لتصبح أول دولة عربية تنضم لهذا المشروع العلمي العالمي لبناء محطة الفضاء القمرية، تمهيداً لإرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى القمر.

أخبار ذات صلة الإمارات: «قمة المستقبل» فرصة لخلق مسار مشترك لكوكبنا جدل «المناظرة الثانية» يتصاعد.. هاريس تقبل وترامب يرفض زيارة رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة تابع التغطية كاملة

ووفقاً لهذا الاتفاق تتولى دولة الإمارات تطوير وحدة كاملة ضمن المحطة تزن 10 أطنان، وسيتم إنشاء مركز عمليات فضائية في الدولة للمحطة الجديدة، ومركز عالمي لتدريب رواد الفضاء أيضاً على أرض الدولة.
وبالتعاون مع الشركات الأميركية، تتطلع الإمارات إلى توسيع استخدام الأقمار الصناعية المصغرة، وهي تقنية فضائية متقدمة تستخدم في مجالات الاتصالات ورصد الأرض، وتعمل دولة الإمارات على إطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية بالتعاون مع شركات أمريكية، مما سيمكنها من تعزيز خدماتها التقنية وتطوير بنيتها التحتية الفضائية، ويسهم التعاون يسهم في دفع عجلة الابتكار ويضع الإمارات في موقع متقدم بين الدول التي تمتلك قدرات متطورة في مجال الأقمار الصناعية.
 بالإضافة إلى المشاريع التقنية، يشهد التعاون الإماراتي والأميركي في مجال التدريب الفضائي تطوراً ملحوظاً، فقد أرسلت الإمارات رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، حيث تلقوا تدريبات مكثفة بالتعاون مع وكالة «ناسا». هذا التعاون يعزز من قدرات الإمارات على إعداد وتدريب كوادر محلية قادرة على قيادة مشروعات فضائية مستقبلية.
تعاون فضائي
وتبرز أهمية التعاون الفضائي في تطوير القدرات البشرية والعلمية، حيث يشجع هذا التعاون على تبادل الخبرات وتعزيز الابتكار المحلي، ما يسهم في بناء جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على مواكبة التطورات العالمية في هذا القطاع الحيوي، حيث تجسد العلاقات الإماراتية الأميركية في قطاع الفضاء شراكة استراتيجية قائمة على الثقة المتبادلة والابتكار العلمي، من خلال المشاريع المشتركة، مثل استكشاف المريخ والقمر، وبرامج الأقمار الصناعية، والتدريب الفضائي.  وتواصل الإمارات والولايات المتحدة توسيع آفاق التعاون بما يخدم تطلعات البلدين لتحقيق تقدم كبير في استكشاف الفضاء،  حيث تعد هذه الشراكة ركيزة أساسية لرسم مستقبل مشترك في مجال الفضاء، مما يمهد الطريق أمام الإمارات لتحقيق طموحاتها في أن تصبح قوة فضائية رائدة على الساحة العالمية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أميركا الولايات المتحدة رئيس الدولة زيارة رسمية محمد بن زايد الفضاء الولایات المتحدة الأقمار الصناعیة التعاون الفضائی حزام الکویکبات استکشاف الفضاء دولة الإمارات فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

الإمارات ضمن قائمة الـ35 دولة التي تمتلك أكبر الأساطيل البحرية العالمية

حلت دولة الإمارات ضمن قائمة الـ 35 دولة التي تمتلك أكبر الأساطيل البحرية العالمية من حيث الأوزان والحمولات، وفقًا لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد” لعام 2024، إلى جانب ثلاث دول عربية أخرى هي السعودية وعُمان وقطر.
وذكر المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن 10 موانئ خليجية للحاويات صنفت ضمن قائمة الـ 70 ميناء الأكثر كفاءة عالميًا لعام 2024، من بين 405 موانئ في العالم.
وأفاد المركز بأن نسبة الأسطول التجاري الخليجي للسفن تمثل 54.2% من إجمالي الأسطول العربي للسفن التجارية لعام 2023، فيما تظهر البيانات أن معظم دول مجلس التعاون تجاوزت المتوسط العربي في مؤشر الربط بشبكة الملاحة البحرية المنتظمة، حيث سجلت 100.5 في عام 2023، وبلغ عدد الموانئ البحرية الرئيسية الخليجية أكثر من 25 ميناء في عام 2024.
وفيما يتعلق بإنتاجية الحاويات، ظهر ميناءان خليجيان في قائمة الموانئ ذات الإنتاج الكبير، التي تنتج أكثر من 4 ملايين حاوية، و8 موانئ ضمن قائمة الإنتاج المتوسط، التي يتراوح إنتاجها بين 0.5 إلى 4 ملايين حاوية.
وأشار المركز، إلى التطور المستدام الذي تشهده البنية التحتية للمحطات والموانئ البحرية الرئيسية، ما يجعلها مراكز لوجستية عالمية رائدة.
وأكد المركز أن الملاحة البحرية والموانئ الخليجية تؤدي دورًا إستراتيجيًا حيويًا كأحد المراكز الأساسية لعمليات شركات النقل البحري والخدمات اللوجستية العالمية.

ويُعتبر مركز العمليات البحري الموحد من أبرز إنجازات التعاون الوثيق بين دول المجلس؛ إذ يسهم في حماية المياه الإقليمية وضمان حرية الملاحة، ما يعزز الأمن والاستقرار في منطقة مجلس التعاون.


مقالات مشابهة

  • الإمارات وفرنسا تبحثان تعزيز التعاون في مكافحة الجرائم المالية
  • تنويه إلى مواطني الإمارات الموجودين في الولايات المتحدة
  • العراق يبلغ الولايات المتحدة بتطلعه لتعزيز التعاون مع أمريكا في عهد ترامب
  • وزير الخارجية: سيتم عقد منتدى الأعمال لاستكشاف مجالات التعاون بين مصر ونيجيريا
  • وفد إماراتي يلتقي مسؤولين في الحكومة الفرنسية لتعزيز التعاون
  • الإمارات ضمن قائمة الـ35 دولة التي تمتلك أكبر الأساطيل البحرية العالمية
  • الإمارات ضمن 35 دولة تملك أكبر الأساطيل البحرية العالمية
  • «الإمارات للألمنيوم» تحتفل بإطلاق «محمد بن زايد سات»
  • بعد نجاح الهند في تحقيقه.. ماذا تعرف عن الالتحام الفضائي وكيف يحدث؟
  • رئيس جامعة القاهرة يستقبل الشيخ الدكتور عمار بن ناصر المعلا ملحق التعليم وعلوم التكنولوجيا لدولة الإمارات بالقاهرة والوفد المرافق من سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة