صحيفة الاتحاد:
2025-03-07@02:45:43 GMT

الإمارات وأميركا.. رؤى مشتركة لاستكشاف الفضاء

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

آمنة الكتبي (دبي)
قطاع الفضاء أحد المحاور الأساسية للتعاون بين الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، ورغم حداثة دخولها مجال استكشاف الفضاء، حققت الإمارات نجاحات كبيرة بفضل الشراكات مع دول رائدة في هذا القطاع، وعلى رأسها الولايات المتحدة. 
وتعد الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية، من الشراكات الاستراتيجية، والتي لم تقتصر على التعاون التكنولوجي والعلمي فحسب، بل أصبحت رمزاً للتعاون الدولي في مجالات الابتكار والاستكشاف، وتجتمع لتحقيق رؤية مشتركة لاستكشاف الفضاء الخارجي والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة لتطوير الاقتصاد المعرفي.

وتتشارك الإمارات مع الولايات المتحدة الأميركية في أولوياتها الداعمة للاستكشاف السلمي للفضاء الخارجي، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين، ودعم الرؤية المشتركة والاستراتيجية الإماراتية لتعزيز السلامة والأمن في مجال الفضاء، إضافة إلى توسيع نطاق البحث العلمي الدولي، وتطوير تقنيات جديدة تسهم في تحسين حياة البشر.
وتتمثل  أوجه التعاون الفضائي بين الإمارات والولايات المتحدة في أربع اتفاقات أو شراكات استراتيجية، بدأت في أكتوبر 2020 بإعلان «ناسا» انضمام دولة الإمارات كعضو مؤسس لاتفاقية «آرتميتس» التي تستهدف تشكيل بيئة آمنة وشفافة، وتسهل عمليات الاستكشاف والأنشطة الفضائية العلمية والتجارية، بما يصب في خدمة البشرية أجمع، إذ أوضحت «ناسا» أنها اختصت الإمارات لتكون من بين أوائل المنضمين إلى هذه الاتفاقية الدولية، نظراً لامتلاكها برنامجاً سلمياً واعداً وطموحاً لاستكشاف الفضاء، ولدورها الريادي إقليمياً ودولياً في هذا المجال المهم، إضافة إلى ما يميز قطاعها الفضائي الوطني من بنية تشريعية شفافة، تخاطب المستقبل، وتحفز النمو، وتلهم الأجيال.

وتطورت أوجه التعاون الفضائي الإماراتي والأميركي لدرجة الشراكة الاستراتيجية، حين أعلنت الإمارات انضمام الولايات المتحدة كشريك استراتيجي للإمارات في مشروع استكشاف المريخ، وبرنامج رواد الفضاء، ومشروع استكشاف حزام الكويكبات، التي تعد أول مهمة من نوعها على الإطلاق لدراسة سبعة كويكبات في حزام الكويكبات الرئيس، بهدف تسريع تطوير قطاع الفضاء الخاص في دولة الإمارات والقدرات الوطنية في مجالات الابتكار والتطوير التكنولوجي المتقدم.
وتهدف المهمة، التي تمتد لنحو 13 عاماً، إلى بناء فهم أعمق لخصائص الكويكبات وأصولها وتكوينها وتطورها، وفتح آفاق جديدة لفهم أكثر عن تشكيل نظامنا الشمسي، والتعرف إلى أصولها الغنية بالمياه كمورد قابل للاستخدام، وتقييم وجود المواد العضوية والمتطايرة في حزام الكويكبات، كما وتتعاون مهمة مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين لتطوير الأجهزة العلمية للمركبة الفضائية «MBR Explorer»، التي ستنطلق في مارس 2028، لتقطع مسافة خمسة مليارات كيلومتر، إلى جانب ستة شركاء أميركيين لنقل المعرفة داخل الإمارات. تتنوع بين جامعات ومؤسسات بحثية وشركات، من بينها جامعتا «أريزونا وكولورادو بولدر»، وذلك من خلال مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP)، والتي تعد الشريك الأساسي المعني بنقل المعرفة لتصميم البعثات وتطوير المركبات الفضائية واختبار النظام، والتي كانت شريك نقل المعرفة لمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل».
وانضمت الولايات المتحدة الأميركية في  ديسمبر 2023 بجانب 20 وكالة فضاء عالمية إلى التعهد الذي قادته دولة الإمارات خلال استضافتها أعمال القمة العالمية للمناخ (كوب 28)، بشأن دعم أجندة المناخ العالمية، الذي ألزم وكالات الفضاء المشاركة بـ تعهدات جادة بالعمل على تسريع العمل المناخي من خلال تمويل برامج المناخ، وتعزيز الأبحاث المتعلقة بالمناخ، وغيرها من الإجراءات للوفاء بالالتزامات التي تم الإقرار بها في اتفاق باريس عام 2015، بما يدعم الخروج بالتزام جماعي لدعم الجهود المبذولة في التصدي لتغير المناخ.
 واثمر التعاون الفضائي الإماراتي والأميركي بداية العام الجاري من خلال انضمام دولة الإمارات رسمياً إلى اتفاق «المحطة الفضائية القمرية» بجانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، لتصبح أول دولة عربية تنضم لهذا المشروع العلمي العالمي لبناء محطة الفضاء القمرية، تمهيداً لإرسال أول رائد فضاء إماراتي عربي إلى القمر.

أخبار ذات صلة الإمارات: «قمة المستقبل» فرصة لخلق مسار مشترك لكوكبنا جدل «المناظرة الثانية» يتصاعد.. هاريس تقبل وترامب يرفض زيارة رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة تابع التغطية كاملة

ووفقاً لهذا الاتفاق تتولى دولة الإمارات تطوير وحدة كاملة ضمن المحطة تزن 10 أطنان، وسيتم إنشاء مركز عمليات فضائية في الدولة للمحطة الجديدة، ومركز عالمي لتدريب رواد الفضاء أيضاً على أرض الدولة.
وبالتعاون مع الشركات الأميركية، تتطلع الإمارات إلى توسيع استخدام الأقمار الصناعية المصغرة، وهي تقنية فضائية متقدمة تستخدم في مجالات الاتصالات ورصد الأرض، وتعمل دولة الإمارات على إطلاق سلسلة من الأقمار الصناعية بالتعاون مع شركات أمريكية، مما سيمكنها من تعزيز خدماتها التقنية وتطوير بنيتها التحتية الفضائية، ويسهم التعاون يسهم في دفع عجلة الابتكار ويضع الإمارات في موقع متقدم بين الدول التي تمتلك قدرات متطورة في مجال الأقمار الصناعية.
 بالإضافة إلى المشاريع التقنية، يشهد التعاون الإماراتي والأميركي في مجال التدريب الفضائي تطوراً ملحوظاً، فقد أرسلت الإمارات رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية، حيث تلقوا تدريبات مكثفة بالتعاون مع وكالة «ناسا». هذا التعاون يعزز من قدرات الإمارات على إعداد وتدريب كوادر محلية قادرة على قيادة مشروعات فضائية مستقبلية.
تعاون فضائي
وتبرز أهمية التعاون الفضائي في تطوير القدرات البشرية والعلمية، حيث يشجع هذا التعاون على تبادل الخبرات وتعزيز الابتكار المحلي، ما يسهم في بناء جيل جديد من العلماء والمهندسين القادرين على مواكبة التطورات العالمية في هذا القطاع الحيوي، حيث تجسد العلاقات الإماراتية الأميركية في قطاع الفضاء شراكة استراتيجية قائمة على الثقة المتبادلة والابتكار العلمي، من خلال المشاريع المشتركة، مثل استكشاف المريخ والقمر، وبرامج الأقمار الصناعية، والتدريب الفضائي.  وتواصل الإمارات والولايات المتحدة توسيع آفاق التعاون بما يخدم تطلعات البلدين لتحقيق تقدم كبير في استكشاف الفضاء،  حيث تعد هذه الشراكة ركيزة أساسية لرسم مستقبل مشترك في مجال الفضاء، مما يمهد الطريق أمام الإمارات لتحقيق طموحاتها في أن تصبح قوة فضائية رائدة على الساحة العالمية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أميركا الولايات المتحدة رئيس الدولة زيارة رسمية محمد بن زايد الفضاء الولایات المتحدة الأقمار الصناعیة التعاون الفضائی حزام الکویکبات استکشاف الفضاء دولة الإمارات فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

في كلمتها في القمة العربية غير العادية في القاهرة... الإمارات تحدد ثوابت سياستها بشأن القضية الفلسطينية

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة في كلمتها في الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي عقدت في القاهرة في الرابع من مارس 2025، أن هذه القمة الاستثنائية تنعقد في لحظة مفصلية وبالغة الأهمية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تتطلب منا معالجات مسؤولة ومواقف جريئة وقرارات حاسمة لمواجهة تحديات صعبة تهدد القضية الفلسطينية واستقرار المنطقة وأمنها كما تتطلب مساراً مختلفاً يغلّب الحلول السياسية والسلمية للصراع بدلاً من المواجهات والدمار.

وشددت دولة الإمارات العربية المتحدة في كلمتها على أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتوخي الحكمة لتجنب المخاطر وتوسيع حلقة الصراع والمواجهات في ضوء ما شهده قطاع غزة والأرض الفلسطينية المحتلة منذ السابع من أكتوبر من عام 2023، وما استجد من مواقف على الرغم من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بتاريخ 15 يناير 2025، بجهود مشكورة من جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية.

وجددت الإمارات إدانتها لاستمرار العنف والهجمات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، واستنكارها لتلك الأعمال إضافة إلى جميع التصريحات والإجراءات الاستفزازية التي تستهدف الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها التصريحات غير المقبولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وأكدت الإمارات رفضها القاطع للممارسات الإسرائيلية التي تعد انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على الأرض الفلسطينية المحتلة.

كما شددت الإمارات على رفضها بشكل قاطع جميع المحاولات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم، والتي تعد غير مقبولة وتمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي كما أنها غير قابلة للتنفيذ وتشكل تهديداً لاستقرار وسيادة أشقائنا في مصر والأردن، واستفزازاً وتأجيجاً للرأي العام العربي والمسلم، ومدعاة لمزيد من عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة.

وأشارت دولة الإمارات في كلمتها في القمة إلى أن الشهور الماضية قد أثبتت بما شهده قطاع غزة من موت ودمار غير مسبوقين، أن الحلول المؤقتة مصيرها الفشل، لذا فإنه غير مجد ولا مقبول العودة إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل السابع من أكتوبر 2023، ولذلك من المهم الدفع بعملية تؤمن حلاً مسؤولاً ومستداماً ليس فقط لمستقبل قطاع غزة وإنما للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بشكل عام يوفر أفقاً سياسياً على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، تعيش بأمن وسلام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.

أخبار ذات صلة «الاتحاد لحقوق الإنسان» تختتم المعرض الرياضي في «الأمم المتحدة» 27 لاعباً في قائمة «الأبيض» لمباراتي إيران وكوريا الشمالية

وأكدت الإمارات إنه لن يكون متاحاً العمل على الاستقرار وإعادة البناء في غزة من دون ربط ذلك بأفق للحل السياسي، فلا تهجير سكان غزة مقبولاً، كما أنه من غير المقبول بقاء القطاع من دون سلطة وطنية فلسطينية شرعية كفوء ومسؤولة وقادرة على حصر السلاح بيدها وتأمين الأمن والاستقرار وسيادة القانون.

وفي هذا السياق قالت الإمارات في كلمتها:«نرى أهمية حشد الجهود العربية والإقليمية والدولية خلف هذا المسار، وتأمين المشاركة الفاعلة لتحقيق ذلك، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة الأميركية بما يؤدي إلى حل مستدام يوفر الاستقرار والازدهار للمنطقة ويحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق».

وأكدت الإمارات أنها لن تدخر أي جهد في دعم الأشقاء الفلسطينيين وتسخير أي توجه أو تحرك دبلوماسي لرفع معاناتهم مشيرة إلى أن الجهود الإماراتية في هذا الشأن تتسق مع الثوابت التاريخية في سياستها الخارجية المتمثلة في التزامها بتعزيز السلام والعدالة، وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وستواصل دولة الإمارات العمل بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم السلام والتعايش عبر التوصل إلى حلول سياسية دائمة للصراعات في المنطقة من خلال الحوار والتفاهم.

وأضافت: «لن ندخر جهداً في استمرار توفير الدعم الإنساني والإغاثي للأشقاء الفلسطينيين، فعملية «الفارس الشهم 3» مستمرة وستتواصل لتوفير المستلزمات المنقذة للحياة في قطاع غزة، وبكل الطرق البرية والبحرية والجوية…وهذا تأكيد للنهج الأساسي للسياسة الخارجية لدولة الإمارات ولعلاقاتها الخارجية في بذل المساعي لخلق الاستقرار وبناء الازدهار في المجال الإقليمي والدولي وإيلاء الشؤون الإنسانية أولوية خاصة».

وعبرت الإمارات في كلمتها عن التطلع إلى خروج القمة بإجماع عربي على العمل المشترك لتجاوز الصعوبات والتحديات القائمة وتحقيق تطلعات شعوبنا للأمن والاستقرار والازدهار.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة ورئيس أفريقيا الوسطى يبحثان علاقات التعاون بين البلدين
  • إسرائيل وأمريكا تجريان أول مناورات مشتركة منذ هجوم حماس
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي: سلاحا الجو الإسرائيلي والأميركي أجريا مناورات مشتركة في إطار تعزيز التعاون
  • أشادوا بريادتها.. علماء من مصر يطلعون على تجربة "الشؤون الإسلامية"
  • الإمارات تحدد ثوابت سياستها بشأن القضية الفلسطينية
  • في كلمتها في القمة العربية غير العادية في القاهرة... الإمارات تحدد ثوابت سياستها بشأن القضية الفلسطينية
  • الإمارات والمملكة المتحدة تعززان التعاون في الأمن المالي
  • الولايات المتحدة: لن نتسامح مع أي دولة تتعامل مع الحوثيين
  • الإمارات والمملكة المتحدة تعززان التعاون في مجال مكافحة التدفقات المالية غير المشروعة
  • الإمارات وبريطانيا تعززان التعاون لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة