تقرير- أمير السني:
العلاقات الإماراتية الأمريكية، من العلاقات الدولية البارزة والمتينة في الشرق الأوسط، حيث تجمع بين الولايات المتحدة والإمارات شراكة استراتيجية تمتد لعقود طويلة، في كثير من المجالات.
البدايات
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والولايات المتحدة، منذ إعلان الاتحاد عام 1971، ومنذ ذلك الوقت تطورت العلاقات، وصارت الولايات المتحدة أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، وتتنوع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث يشمل التعاون الكثير من القطاعات، مثل الطاقة، التكنولوجيا، والطيران.


والشركات الأمريكية الكبرى مثل «بوينغ»، و«لوكهيد مارتن»، و«جنرال إلكتريك»، تمتلك وجوداً قوياً في السوق الإماراتي. في المقابل، تستثمر الإمارات بشكل كبير في السوق الأمريكية، بخاصة عبر صندوقها السيادي «مبادلة» الذي يستثمر في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والبنية التحتية، في الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين حافظت الدولتان على علاقة ثابتة وقوية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 23 مليار دولار.
زيارة تاريخية
توطدت العلاقات الإماراتية الأمريكية بزيارة مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، التاريخية إلى الولايات المتحدة، عام 1990. وهذه الزيارة من أبرز المحطات في تعزيز العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة، حيث جاءت في مرحلة كانت فيها المنطقة تشهد تحولات سياسية كبيرة، أبرزها أزمة الخليج بعد غزو العراق للكويت.
والتقى الشيخ زايد خلال زيارته، الكثير من المسؤولين الأمريكيين، من بينهم الرئيس جورج بوش الأب، وبحثا القضايا الإقليمية والدولية التي كانت تهم البلدين، مثل الأمن في منطقة الخليج، والأزمات التي كانت تهدد استقرار المنطقة. وناقش تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث كانت الإمارات تسعى لتوسيع علاقاتها التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة.
كما تطرقت المحادثات إلى قضايا التعاون العسكري والأمني، في ظل التحديات التي كانت تواجه المنطقة آنذاك، لا سيما تهديدات النظام العراقي بقيادة صدام حسين، وعززت هذه الزيارة العلاقات المتينة بين البلدين، وأظهرت الإمارات حليفاً استراتيجياً للولايات المتحدة في منطقة الخليج.
أسست هذه الزيارة لشراكة متينة بين الإمارات والولايات المتحدة على مدى العقود التالية، وأصبحت الإمارات حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وكانت الزيارة خطوة مهمة في تطوير العلاقات التي استمرت في النمو بقوة، حتى يومنا هذا، حيث باتت الإمارات واحدة من أقرب الشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في المنطقة.
علاقات متينة
توجت العلاقات الإماراتية الأمريكية بزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، وهو أول رئيس أمريكي يزور دولة الإمارات عام 2008. وكانت الزيارة جزءاً من جولة إقليمية أوسع في الشرق الأوسط لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتعاون في الأمن ومحاربة الإرهاب. وأكد بوش خلال زيارته العلاقات المتينة بين الولايات المتحدة والإمارات، وألقى خطاباً في أبوظبي تحدث فيه عن القضايا الإقليمية والتحديات الأمنية.
شراكات استراتيجية
شهدت العلاقات الأمريكية الإماراتية تعزيزاً مستمراً على مدى السنوات الأخيرة، مع توقيع الاتفاقيات التي تشمل مجالات واسعة من التعاون، بما في ذلك الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي. كما تُعد الإمارات شريكاً في استراتيجيات الولايات المتحدة لاحتواء التغيّر المناخي وتعزيز التنمية المستدامة.
واتسعت مجالات التعاون لتشمل أموراً كثيرة في الزراعة، والمناخ، والطاقة، وحتى الفضاء.
استضافة عالمية
شهد عام 2023، مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات مع توسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية وتعميقها في مجالات حيوية متعددة، عبر سلسلة من المبادرات المناخية الثنائية التي تضافرت جهودها خلال مؤتمر «COP28».
وعلى الجانب الاقتصادي العالمي، باتت العلاقات الإماراتية – الأمريكية تشكل ثقلاً متزايداً على المسرح الدولي، وفي إشارة واضحة لذلك، وجّه الرئيس الأمريكي جو بايدن الشكر، لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، سبتمبر/ أيلول 2023، لدوره الكبير في اتفاق مشروع الممر الاقتصادي الطموح، للربط بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، الذي قال عنه بايدن إنه «سيغير قواعد اللعبة».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الولايات المتحدة الأمريكية العلاقات الإماراتیة الولایات المتحدة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة

15 مارس، 2025

بغداد/المسلة: تخطط السلطات الأمريكية لتشديد قواعد دخول مواطني عدة دول عربية إلي الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز”.

وستؤثر قواعد الدخول الجديدة إلى الولايات المتحدة على 43 دولة، وذكرت التقارير أن وزارة الخارجية اقترحت تصنيف هذه الدول إلى ثلاث فئات.

سيتم منع مواطني الدول المدرجة في المجموعة الأولى من عبور الحدود الأمريكية، وهي اليمن وليبيا وسوريا والصومال والسودان، بالإضافة إلى أفغانستان وبوتان وفنزويلا وإيران وكوريا الشمالية وكوبا.

أما الفئة الثانية فتفرض قيود كبيرة على زيارتها الولايات المتحدة، وتشمل 10 دول هي روسيا وبيلاروس هايتي ولاوس وميانمار وباكستان وسيراليون وتركمانستان وإريتريا وجنوب السودان.

وتضم المجموعة الثالثة دولا يفرض حظر جزئي أو كامل على دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة، وهي أنغولا وأنتيغوا وبربودا وبنين وبوركينا فاسو وفانواتو وغامبيا وجمهورية الدومينيكان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي والرأس الأخضر وكمبوديا والكاميرون والكونغو وليبيريا وموريتانيا وملاوي ومالي وساو تومي وبرينسيبي وسانت كيتس ونيفيس وسانت لوسيا وتشاد وغينيا الاستوائية.

وفي الوقت نفسه، أوضحت الصحيفة أن القوائم الثلاث تم تدبيجها من قبل وزارة الخارجية قبل عدة أسابيع، ومن الممكن إجراء تغييرات عليها.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • 80 عاماً من الطاقة النووية.. حلمٌ مصري يتحقق عبر شراكة استراتيجية مع روسيا
  • الإمارات والولايات المتحدة.. شراكة تنشد التنمية وتعزيز الاستقرار العالمي
  • الإمارات وأمريكا.. شراكة للتنمية وتعزيز الاستقرار العالمي
  • الإمارات والولايات المتحدة..شراكة استراتيجية تعزز التنمية والاستثمار
  • الإمارات وأميركا.. شراكة اقتصادية تصنع المستقبل
  • الإمارات وأميركا.. رؤى مشتركة للسلام والاستقرار
  • 54 عامًا على تأسيس العلاقات العُمانية التونسية
  • ارتفاع عدد قتلى العاصفة القوية التي ضربت الولايات المتحدة إلى 28
  • السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عربية من دخول الولايات المتحدة
  • تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين منظمة إرهابية يكشف استراتيجية روسيا في اليمن