يمانيون:
2024-09-22@23:27:26 GMT

ثورةُ 21 سبتمبر استعادةُ الهُــوِيَّة اليمنية

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

ثورةُ 21 سبتمبر استعادةُ الهُــوِيَّة اليمنية

صالح القحم

شهدت اليمن ثورةً أحدثت تحولًا جذريًّا في الوعي والتغيير السياسي والاجتماعي. جاءت ثورة 21 سبتمبر كردٍ فعلٍ طبيعي على تراكماتٍ من الانحرافات السياسية والخيانة الوطنية. عبرت عن تطلعات الشعب اليمني في استعادة الهُــوِيَّة والقدرة على مواجهة التحديات. من خلال هذه الثورة، أدرك الشعب مقدار الانحراف الذي تعاني منه سلطاته وأنظمته السياسية، مما دفعهم للانتفاض ضد الفساد والهيمنة الخارجية.

تنوعت دوافع الثورة وأسباب اندلاعها، حَيثُ شهد الشعب اليمني تدهورًا مُستمرّا في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. تزامن ذلك مع فقدان الثقة في السلطة القائمة وظهور علامات واضحة للخيانة الوطنية. سعى اليمنيون لانتزاع حقوقهم الأَسَاسية واستعادة كرامتهم، وهو ما اعتبرته الثورة فرصة مثالية للتعبير عن مطالبهم. ومن هنا، انفجرت الأوضاع وتمكّن الشعب من تشكيل حركة فاعلة أمام الجميع.

لقد كشفت الثورة عن انحرافاتٍ جسيمة في تحَرّكات السلطات، والتي تسببت بخيانة الأمانة والمسؤوليات الموكلة إليها. ظلت هذه الأنظمة مرتبطة بأجندات خارجية تؤثر على سيادة البلاد. هذه الخيانات لم تكن وليدة اللحظة، بل كانت عبارة عن سلسلة متكرّرة من التحديات والانكسارات. استطاعت الثورة أن تضع الأمور في نصابها وتظهر مدى الفساد المستشري في كُـلّ مؤسّسات الدولة.

أزالت الثورة كُـلّ الأقنعة عن المنافقين والعملاء لأعداء اليمن، مما ساعد الشعب على الفرز بين المخلصين والخائنين. ولقد عمدت هذه الثورة إلى كشف الأبعاد الحقيقية للسلوكيات والولاءات. أضحت العملية الثورية فرصة لرصد الخونة وتحجيم تأثيراتهم. هذا الكشف ترتب عليه تعزيزٌ للروح الوطنية وتقوية الصفوف بين أبناء الشعب.

كان لهذه الثورة دورٌ رئيسي في إعادة تجسيد قيم الحرية والاستقلال لدى الشعب اليمني. جاءت لتأكيد أن لكل فرد حقٌ في العيش بحرية وكرامة. تحرّر الناس من القيود المفروضة، وانتشر الوعي بأهميّة السيادة والتمييز بين الحق والباطل. هذا الوعي كان دافعًا مهمًا لاستعادة الهُــوِيَّة والتراث الديني والسياسي للشعب اليمني.

تميزت هذه الثورة بركائز أَسَاسية جعلت منها علامة فارقة في تاريخ الشعوب. أولها المنهج الفكري، الذي ساعد في توجيه الثورة نحو أهدافها النبيلة. بالإضافة إلى القيادة الحكيمة التي عرفت كيف تتعامل مع التحديات المعقدة بحنكة وجسارة. والأهم من ذلك، كان الشعب نفسه هو محور الثورة، ما زاد من قوتها وتأثيرها.

أعادت الثورة تشكيل الوعي الجماهيري، حَيثُ أصبح الشعب أكثر إدراكًا لأهميّة الجهاد والتضحية. تعززت الروح الجهادية في نفوسهم، مما أَدَّى إلى تصعيد روح التضامن والمقاومة. تصاعدت القصص البطولية التي ألهمت المستقبل وتعزيز الثقة في القدرات العسكرية. هذه الروح كانت الوقود الذي عزز من انطلاقاتهم في ميادين الشرف.

ارتبطت الثورة ارتباطا وثيقًا بالقيم الإيمانية، واستمدت منها قوتها. كان الإيمان بالله دافعًا رئيسيًّا للاستمرارية والنجاح، حَيثُ وجد الثوار في ذلك عزاءً ونصرة. القيم الدينية شكلت جوهر حركتهم وتعزيز انتمائهم إلى الجهاد؛ مِن أجلِ الحق. هذا الارتباط أعطى للحركة قوة إضافية في مواجهة التحديات والصعوبات.

برزت الابتكارات العسكرية كجزء حاسم من استراتيجيات الرد والردع في الثورة. تمكّن المجاهدون من تطوير قدراتهم العسكرية بممارسات جديدة ومبتكرة. ساعد هذا التطور في تأمين الانتصارات الكبيرة وضمان ردع الأعداء. بمشاركة أبناء اليمن، حقّقت الثورة انتصارات شبه إعجازية كانت تجسد القوة والعزيمة في مواجهة الصعاب.

يمكن القول إن هذه الثورة لم تكن مُجَـرّد حدث عابر، بل هي علامة مضيئة في تاريخ اليمن المعاصر. أثبتت قدرة الشعب اليمني على المقاومة والابتكار وسط التحديات. تتلخص أهميتها في نجاحها في استئصال الأنظمة الفاسدة واستعادة القيم الوطنية. ستظل هذه الثورة ملهمة للأجيال القادمة في سعيهم نحو الحرية والعدالة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الشعب الیمنی هذه الثورة

إقرأ أيضاً:

ثورة 21 من سبتمبر ستواصل المسار حتى تحرير كافة المناطق اليمنية المحتلة

رفع رئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة، غالب مطلق برقية تهنئة إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، بمناسبة العيد العاشر لثورة 21 سبتمبر المجيدة.

وعبر رئيس مكون الحراك باسمه ونيابة عن كافة قيادات وأعضاء ومنتسبي مكون الحراك الجنوبي، عن أحر التهاني والتبريكات لقائد الثورة ورئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى ورئيس وأعضاء حكومة التغيير والبناء بهذه المناسبة.

وأشار إلى أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر جسدت إرادة وتطلعات أبناء الشعب اليمني نحو الحرية والاستقلال، كما جسدت في الوقت نفسه حكمة وحنكة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في قيادة هذه الثورة وتحقيق أهدافها.. معتبرا صمود الشعب اليمني والتفافه حول قيادته إنجازا نوعيا لهذه الثورة.

وأكد مطلق أن الشعب اليمني سيواصل مساره التحرري حتى تحرير كافة المناطق اليمنية المحتلة وتخليص أبنائها من ويلات الاحتلال وأدواته.. سائلا المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة وقد تحقق لليمن كل ما يصبو إليه من نصر وتمكين.

 

سبأ

مقالات مشابهة

  • دور ثورة 21 سبتمبر في استعادة القرار اليمني والسيادة الوطنية
  • وزير الإعلام: ثورة الـ 21 من سبتمبر كانت لحظة مفصلية في تأريخ الشعب اليمني
  • محافظ لحج : ثورة 21 سبتمبر جسدت الوعي الشعبي اليمني في مواجهة قوى الاستكبار
  • محافظ لحج : ثورة 21 سبتمبر منجز استثنائي في حياة الشعب اليمني الصامد
  • محافظ المهرة: ثورة 21 سبتمبر ستظل ملهمة للأجيال اليمنية نحو الحرية والنهوض بالوطن
  • محافظ المهرة: ثورة 21 سبتمبر ستظل ملهمة للأجيال اليمنية
  • محمد علي الحوثي: ثورة 21 سبتمبر جاءت لتبني الجيش اليمني الذي فشل أبناء السفارات في بنائه
  • عُباد : ثورة 21 سبتمبر حررَّت القرار اليمني من الهيمنة الخارجية
  • ثورة 21 من سبتمبر ستواصل المسار حتى تحرير كافة المناطق اليمنية المحتلة