صحيفة المناطق السعودية:
2025-03-15@13:35:04 GMT

العرضة السعودية.. فنٌّ تراثيٌّ فريدٌ

تاريخ النشر: 23rd, September 2024 GMT

المناطق_واس

تتنوع الفنون التراثية وأشكالها الفلكلورية في أنحاء المملكة الغنية بالموروثات الثقافية، فلكل منطقة فنون ثقافة شعبية متناغمة مع طبيعتها، ومن أشكال تلك الفنون، الفن التراثي الشعبي “العرضة السعودية”، التي تتميز بجمال الأداء، والأهازيج ذات العمق التاريخي والتراثي.

وتعد العرضة صورة من صور التلاحم الخالدة بين القيادة والشعب يؤديها الرجال، إذ تبعث فيهم روح الحماس مستعرضين أمام قائدهم الوفاء وحب الوطن.

أخبار قد تهمك بالعرضة السعودية والفعاليات.. محافظة الحريق تحتفل باليوم الوطني 22 سبتمبر 2024 - 10:52 مساءً “إبداع بلا حدود” .. معرض سعودي آرت يضيء احتفاءً بالوطن 21 سبتمبر 2024 - 11:37 مساءً

وكانت العرضة وسيلة التجهيز للحرب، إذ يقوم القائد باستعراض جنوده للتأكد من الجاهزية الكاملة لخوض غمار المعركة، ورفع الروح المعنوية للمقاتلين، في أداء مهيب متزن يثير العزائم ويحيي في النفوس مشاعر الشجاعة، ولا سيما شجاعة الفرسان، ولها حضورٌ بعد عودة الجنود منتصرين.

وقد حضرت العرضة في ملحمة توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود – رحمه الله – حيث كان حريصًا على أدائها قبيل انطلاق عمليات التوحيد.

وتمتاز العرضة السعودية بالهيبة والوقار، ترتب صفوفها، وترفع الراية والسيوف، مشكلة مشهدًا بصريًا جميلًا، متمثلًا في وحدة الزي، وتختتم بـ “الزمية” (تحت بيرق سيدي سمع وطاعة)، ومن أركانها: (البيرق، المحورب، الصفوف، القصيدة والملقن، الطبول، سبحة الدير، السلاح، أزياء العرضة، الزمية).

وفي ظل استتباب الأمن بعد ذلك أصبحت العرضة تعبر عن الفرح، ورمزًا ثقافيًا عريقًا يُفتخر به، تؤدى في المناسبات الرسمية، ويُستقبل بها كبار ضيوف الدولة من رؤساء دول وغيرهم.

وتنقسم العرضة في أدائها إلى مجموعتين، الأولى مجموعة منشدي قصائد الحرب، والثانية مجموعة حملة الطبول، حيث يتوسط حامل العلم صفوف المجموعتين ليبدأ منشدو القصائد في أداء الأبيات وترديدها، يليها الأداء مع قرع الطبول لترتفع السيوف.

وتبدأ العرضة السعودية بالحوربة أو الشوباش وهي مرحلة الإعلان عن بدء العرضة عن طريق شاعر يمتلك صوتًا جهوريًّا يردد شطرًا من الأبيات الشعرية الحماسية ينادي فيه العارضين ليجتمعوا في صفين متقابلين ويكـون متوسـط عددهـم مـن 40 إلـى 50 عارضًا، ويكـون الصـف متزنـًا لا يسـوده أي خلـل، متماسـكين بأيـدي بعضهـم بعضـًا، وقد يكون الصف على شكل دائرة يمسك كل عارض منهم بيد الآخر، ويردد كل صف مجتمعين شطر البيت أو البيت كاملًا.

ويتبع أهل الصفوف نظامًا موحدًا، فعند تلقي أهل الصف البيت الأول من القصيدة، يبدؤون بما يعرف بـ«النزر» وهو الميلان للجهة اليمنى، والجهة اليسرى دون تراقص، وعندما يلقي الشاعر الشطر الثاني من القصيدة، يبدأ قرع الطبول، فيبدأ أهل الصف في التمايل يمنة ويسرى على شكل اهتزاز بثني الركبة يمينًا ثم ثنيها يسارًا.

وفي هذه الأثناء يحمل أهل الصف سيوفهم بأيديهم ليؤدوا بها عدة حركات مثل: رفعها للأعلى أو إنزالها للأسفل، ورفعها باستمرار أو وضعها على الكتف، ويؤدون تلك الحركات بالسيف في نسق واحد لا يمكن لأحدهم أن يخالفه، وعادة يرفعون سيوفهم للأعلى عند إلقاء شعر فيه مفاخرة بالوطن والقائد.

ويستخدم في العرضة نوعان من الطبول هما: الكبيرة “التخمير”، والصغيرة “التثليث”، وتقرع بعصا معقوفة من طرفها، وتغلف الطبول من الوجهين بجلد البعير، ويكسى الإطار بقطعة من القماش، وتُزين بخيوط ملونة تكسبها جمالًا، في حين يؤدي قارعو الطبول الصغيرة حركات متناسقة يرفعون فيها الطبل باليد اليسرى ثم ينزلونها إلى الأسفل وإلى الأمام مع القفز إلى أعلى قفزتين متتاليتين ثم الجلوس جلسة القرفصاء، فالوقوف، ويحركون أجسامهم يسارًا ويمينًا مع رفع القدمين وثني الركبتين.

وكان الفـارس يشـارك فـي أداء عرضـة الخيـل مـن خـلال عرضـه علـى صهـوات الجيـاد، وتسـمى “بالحـدوة” ويعـود اسـمها فـي الأصـل إلـى حـداء الخيـل، حيـث ينفـرد الفـارس فـي بـدء تلـك العرضـة، وهـو يحـدو علـى صهـوة جـواده؛ بهـدف تعريـف نفسـه، متجاذبـًا الأصـوات مـع الفرسـان الآخريـن بفخـر وحماسـة، ويطلـق عليـه “الحـادي” ثـم ينضـم بعـد ذلـك إلـى صفـوف العرضـة ويشـاركهم وهـو علـى صهـوة جـواده.

وتعد «نخوة العوجا» أشهر قصائد العرضة السعودية، ويعود ارتباطها إلى أسرة آل سعود قبل قيام الدولة السعودية الأولى، ثم ارتبطت بجميع ما ينضوي تحت لواء الدولة السعودية، حيث إن دلالة مفردة «العوجا» ارتبطت بنخوة آل سعود «حنا أهل العوجا»، و«خيال العوجا وأنا ابن مقرن»، و«راعي العوجا وأنا ابن مقرن»، وقد كان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- يبث الحماسة بها في جيشه لرد المعتدين.

ومن أشهر قصائد العرضة السعودية أبيات لا زالت تُغنى حتى اليوم:
مني عليكم يا هل العوجا سلام واختص أبو تركي عمى عين الحريب
يا شيخ باح الصبر من طول المقام ياحامـــِـي الوَندَات يا ريف الغَريب
اضرب على الكايد ولاتسمع كلام العز بالقَلطاَت والرَّاي الصّليب
لو إن طعت الشور يا الحر القطام ما كان حِشت الدار وَاشقِيت الحَرِيب

وللعرضة السعودية لباس تقليدي خاص يتميز بالألوان البراقة، واستخدام أساليب فنون التطريز، مثل لباس: الدقلة، والسديري، والزبون، والشلحات (الثوب الفضاض بالأكمام الواسعة)، والبشت، والصاية، والجوخة، والقرملية (لباس أهل الطبول)، وفي الغالب يضاف إليها السيف أو البندقية.

وحظيت العرضة باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وذلك ضمن اهتمامه الشامل – أيده الله – بالتاريخ والتراث والموروث الشعبي في المملكة، وتجلى ذلك الاهتمام في إدراج العرضة السعودية في ديسمبر 2015م على قائمة منظمة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي (الشفوي)، وتأسيس المركز الوطني للعرضة السعودية عام 2017م في دارة الملك عبدالعزيز ليعمل على تعزيز الثقافة والهوية الوطنية، وليكون بيتًا للفنون الشعبية الخاصة بلون العرضة في المملكة.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: اليوم الوطني السعودي العرضة السعودیة آل سعود

إقرأ أيضاً:

سلطان بن حمدان: ختامي الوثبة للهجن عرس تراثي سنوي كبير

 

قدم معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن، الشكر الجزيل للقيادة الرشيدة على الدعم الكبير الذي تخظى به رياضة سباقات الهجن في الدولة من خلال العديد من المهرجانات والفعاليات التي تقام طوال العام.
جاء ذلك بمناسبة انطلاق المهرجان الختامي السنوي لسباقات الهجن “الوثبة 2025”.
وأضاف معاليه أن سباقات الهجن تمضي استمراراً لنهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في الحفاظ على هذا الموروث الشعبي وغرسه في نفوس الأجيال.
وثمن معاليه المتابعة الدائمة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، والتي أثرت هذه الرياضة عبر مختلف أنشطتها وسباقاتها والمهرجانات التي تحظى دوما بحضور سموه، بما زاد من التنافس في السباقات والتي تشهدها الوثبة، مثمنا توجيهات سموه المستمرة بتوفير الإمكانيات كافة لنجاح المهرجان كل عام.
وقال معاليه إن درة المهرجانات الخليجية وأعرقها يكمل عامه الـ 45 من النجاحات، وهذا مايدفعنا للاستمرار في تطوير هذه الرياضة من خلال دعم شريحة الملاك الذين باتوا يشكلون قاعدة كبيرة من أبناء المجتمع.
ورحب معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان بجميع الملاك الذين توافدوا للوثبة من أبناء الدولة وإخوانهم أبناء دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في الحدث متمنياً للجميع التوفيق والنجاح، خاصة أن مثل هذه التظاهرات تساهم في مواصلة تحقيق أهدافها النبيلة بتعميق أواصر المحبة والعلاقات الطيبة بين ملاك الهجن من جميع الأشقاء، والتأكيد على أن الناموس الحقيقي هو هذا الحضور الكبير الذي يعكس الوجه الآخر لرياضة سباقات الهجن بما بعزز قيم التآخي والتقارب بين الجميع.
وتوجه معاليه بالشكر إلى اللجنة المنظمة على الجهود التي تبذلها، مشيراً إلى أنهم دائماً على قدر التحدي، وأثنى على أدائهم في المهرجانات السابقة والتي أكدت توافر روح الفريق الواحد في تنظيم سباقات الهجن على مستوى الدولة، معرباً عن ثقته الكاملة في فريق العمل الذي اعتاد على التميز في التنظيم واكتسب خبرات عالية في هذا المجال.وام


مقالات مشابهة

  • بجهود فردية.. مقهى تراثي في أربيل ينظم بطولة للعبة الصينية (صور)
  • سلطان بن حمدان: ختامي الوثبة للهجن عرس تراثي سنوي كبير
  • خطيب المسجد الحرام يشيد بجهود مركز الملك سلمان والتبرع من خلال منصة إحسان
  • نيابة عن الملك وأمام سمو ولي العهد.. السفراء المعينون حديثًا لدى عدد من الدول الشقيقة والصديقة يؤدون القسم
  • نص المحاضرة الرمضانية الـ 13 للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • مقهى فريد في كركوك.. لغة الإشارة تتسيد وتحمي ذوي الصم والبكم من التنمر
  • ضبط مواطنًا لارتكابه مخالفة التخييم في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • جامعة الملك عبدالعزيز تحتفل بيوم العلم السعودي بسباق “راية العز”
  • مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تشارك في معرض لندن الدولي للكتاب 2025
  • جامعة الملك عبدالعزيز تطلق سباق “راية العز” بمناسبة يوم العلم