الخليج الجديد:
2025-02-13@12:09:03 GMT

الأفارقة يهربون من هينة غربية إلى ما هو أسوأ

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

الأفارقة يهربون من هينة غربية إلى ما هو أسوأ

الأفارقة يهربون من هيمنة غربية إلى ما هو أسوأ

خذوا حذركم أيها الأفارقة حتى لا تتخلصوا من هينة غربية لتقعوا في خدعة قد تكون أشد قسوة ومرارة.

الدفاع عن أفريقيا من قبل أبنائها عنوان المرحلة الجديدة، لكنها معركة يجب أن يتحصن القائمون عليها بوعي شديد.

يخلط كثير من القيادات الانقلابية بأفريقيا بين العداء للسياسات الإمبريالية لفرنسا وغيرها من حكومات الغرب وبين رفض الديمقراطية وآلياتها الشعبية!

الدول الكبرى دون تمييز بين شرق وغرب تندفع بقوة نحو أفريقيا للقيام بأدوار متشابهة من أجل الاستحواذ على الثروات الحيوية المدفونة في القارة السمراء.

.

جزء واسع من قيادات أفريقيا التي تمردت على الغرب وفرنسا خاصة، تظن أن الارتماء في أحضان روسيا والصين سيساعدها على التحرر كأنهما أفضل وأصلح وأنقى!

نزعة التعالي التي مارسها السياسيون الفرنسيون على الأفارقة دفعت الرئيس السابق ساركوزي لأن يخاطب قادة أفريقيا في 2007: "الإنسان الأفريقي لم يدخل بما يكفي دائرة التاريخ"!

تتخوف نخبة فرنسا مؤخرا من احتمال سقوط دراماتيكي بسبب سوء إدارة قيادتهم السياسية لثلاث ملفات خطيرة: أزمة أوكرانيا، علاقة فرنسا بأمريكا، علاقاتها الأفريقية.

ها هي فرنسا تطرد في وقت وجيز من أربعة دول من مالي وصولا إلى النيجر، في أجواء معادية لفرنسا بجميع مستعمراتها السابقة وتحولت إلى دولة الشر لدى قطاعات واسعة من الأفارقة.

ستكون أفريقيا إحدى ساحات النظام العالمي الجديد الرئيسية وهو ما أدركه بوتين عندما جمع 49 رئيسا من القارة ولم يترددوا في الاستجابة لدعوته رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية والعالمية.

* * *

عادت أفريقيا لتتصدر من جديد الواجهة الدولية، فالنظام العالمي الجديد الذي بصدد التشكل ستكون أفريقيا إحدى ساحاته الرئيسية. وهو ما أدركه فلاديمير بوتين عندما تمكن من جمع 49 رئيسا من القارة السمراء؛ الذين لم يترددوا في الاستجابة لدعوته رغم صعوبة الأوضاع الإقليمية والعالمية.

فربط العلاقة مع روسيا اليوم هو مجازفة يمكن أن تكون مكلفة لأصحابها نظرا للحرب الشرسة الدائرة في أوكرانيا وتداعياتها، والتي أصبحت تهدد السلم العالمي بحرب نووية قد تكون وشيكة، وقد تستعمل فيها أسلحة عسكرية.

وهو ما جعل بوتين يهدد فرنسا ليس عسكريا فقط إن اقتضى الأمر، بل يعتقد أن استقرارها الاقتصادي والسياسي مرتهن بقرار الدول الأفريقية الفرنكفونية يقضي بإصدار عملة مشتركة مما سيؤدي إلى انهيار ذاتي لفرنسا "مثلما يحصل للثمرة المتعفنة".

وهو يعتقد في نفس السياق أن أفريقيا أغنى ألف مرة من أوروبا بفضل ثروتها المدفونة تحت الأرض، ويكفي أن تنشئ الحكومات الأفريقية عملتها الموحدة حتى تنقلب المعادلة ليصبح الأوروبيون هم الذين يهاجرون نحو أفريقيا.

يدرك الفرنسيون جيدا هشاشة وضعهم، ويخشون أن تُستغل ضدهم نقاط ضعفهم بشكل خطير، إذ تكفي متابعة وسائل إعلامهم في الفترة الأخيرة حتى تتجلى مخاوف نخبتهم من احتمال السقوط الدراماتيكي لدولتهم بسبب سوء إدارة قيادتهم السياسية لثلاث ملفات خطيرة:

أولها الاندفاع غير المدروس في دعم أوكرانيا ضد روسيا رغم كثرة التحذيرات التي تلقتها من بعض محلليها الاستراتيجيين.

ويتعلق الملف الثاني بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، والتي تبين أن باريس تحولت إلى مجرد بيدق من بيادق السياسة الأمريكية.

الملف الثالث يتعلق بالضربات المتتالية التي تلقتها فرنسا من عديد الدول الأفريقية التي كانت من قبل ضمن مستعمراتها السابقة، وإحدى المناطق الخاضعة لها اقتصاديا وعسكريا.

فبعد نزعة التعالي التي مارسها السياسيون الفرنسيون على الأفارقة والتي دفعت الرئيس السابق نيكولا ساركوزي لأن يخاطب قادة الدول الأفريقية في سنة 2007 قائلا "الإنسان الأفريقي لم يدخل بما يكفي دائرة التاريخ"؛ ها هي تطرد في وقت وجيز من أربعة دول بدءا من مالي وصولا إلى النيجر، تم ذلك في أجواء معادية لفرنسا في جميع مستعمراتها السابقة.

لقد تحولت عاصمة النور إلى دولة الشر لدى قطاعات واسعة من المواطنين الأفارقة، رغم أن عشرات الآلاف منهم لا يزالون ينخرطون في قوافل الهجرة غير النظامية نحو فرنسا عن طريق إيطاليا.

هذا الأمر دفع برئيسة الحكومة الإيطالية إلى شن هجوم قبل فترة على جارتها فرنسا، وحمّلتها مسؤولية المصائب التي تعاني منها هذه الدول الأفريقية.

تكمن المشكلة حاليا في أن جزءا واسعا من القيادات الأفريقية التي أظهرت تمردها على الغرب عموما، وعلى فرنسا خصوصا، تعتقد بأن الذي سيساعدها على التحرر هو الارتماء في أحضان روسيا والصين، وكأنهما الأفضل والأصلح والأنقى.

إذ تكفي الإشارة إلى وصول مجموعات فاغنر إلى الأراضي النيجيرية تحسبا لعدوان فرنسي منتظر، في حين أن هذه المليشيات المنظمة ليست سوى ورقة تستعملها موسكو لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في كثير من مناطق العالم.

كما أن الذين يقودون هذا التغيير في السياسة الخارجية للدول الأفريقية عسكريون قاموا بانقلابات وسيطروا على السلطة في بلدانهم بوسائل غير شرعية، وتعمّد الكثير منهم الخلط بين العداء للسياسات الإمبريالية لفرنسا وغيرها من الحكومات الغربية وبين رفض الديمقراطية وآلياتها الشعبية، أي التعلل برفض الهيمنة والوصاية الخارجية لتثبيت أنظمة عسكرية بلا أفق ولا برامج بديلة سوى التحالف مع أنظمة غير ديمقراطية.

فوارق عديدة تميّز بين ما يجري حاليا على ركح السياسة الأفريقية وبين جيل سابق من الزعماء الأفارقة الذين حاولوا أن يتصدوا للقوى الاستعمارية في ظرف صعب ومعقد، وقدم بعضهم ثمنا غاليا خلال تلك المعركة، وكان حصاد تلك المرحلة مرّا.

الدفاع عن أفريقيا من قبل أبنائها عنوان رئيسي من عناوين المرحلة الجديدة، لكنها معركة يجب أن يتحصن القائمون عليها بوعي شديد. فالدول الكبرى دون تمييز بين شرق وغرب تندفع بقوة نحو أفريقيا للقيام بأدوار متشابهة من أجل الاستحواذ على الثروات الحيوية المدفونة في القارة السمراء.. خذوا حذركم أيها الأفارقة حتى لا تتخلصوا من هينة غربية لتقعوا في خدعة قد تكون أشد قسوة ومرارة.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط تونسي في المجتمع المدني

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: انقلاب النيجر أفريقيا فرنسا روسيا الصين الدول الأفریقیة

إقرأ أيضاً:

رجال الأعمال المصريين الأفارقة تدشن برنامج نفاذ أفريقي

أجرى وفد يضم أكثر من 22 شركة من أعضاء جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة زيارة المقر الجديد لجامعة سنجور في مدينة برج العرب في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التواصل والتعاون بين جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة وشركائها الاستراتيجيين، تأتي هذه الزيارة ضمن أنشطة "برنامج تعزيز للشراكات التجارية للقطاع الخاص في أفريقيا"، الذي يهدف إلى دعم التكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية وتعزيز الشراكات بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية.

وتزامنت الزيارة مع التدشين الرسمي لبرنامج "نفاذ أفريقي " على مستوى قارة أفريقيا ، الذي أطلقته الجمعية بالتعاون مع جامعة سنجور، بهدف ربط المؤسسات بطلبة الدراسات العليا الأفارقة. يسعى البرنامج إلى تمكين الطلاب من فهم الأسواق الإقليمية بشكل أعمق، والتعرف على أحدث توجهات الصناعة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين القطاعين الأكاديمي والصناعي.

وتضمنت الزيارة جولة تعريفية بمرافق الجامعة الجديدة، وعرضًا تفصيليًا حول دور جامعة سنجور في دعم التنمية المستدامة في أفريقيا من خلال تأهيل كوادر متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل.

 كما شهدت الزيارة مناقشات موسعة حول آليات التعاون بين الشركات الأعضاء في الجمعية وطلاب الجامعة، بما يسهم في تطوير حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق الأفريقي المتنامي.

قال د.يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن هذه الزيارة تأتي في إطار حرص الجمعية على تعزيز التعاون بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية في أفريقيا، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستثمار المشترك وتبادل الخبرات. وأكد أن الشراكة مع جامعة سنجور تعد خطوة استراتيجية لدعم الكوادر الأفريقية الشابة وتأهيلها لسوق العمل، بما يتماشى مع توجهات التنمية المستدامة في القارة.

وأكد الشرقاوي علي سعادته البالغة لزيارة مقر جامعة سنجور الجديد بمدينة برج العرب والذي تبلغ  مساحته ٤٧ الف متر وأكثر من ١٤ مبني علمي مجهز وذلك لاستقبال ٤٠٠ طالب سنويًا وهذا يؤكد ان مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تعمل بيقين تام علي دعم كل ما يتعلق بالشأن الأفريقي.

كما شدد الشرقاوي على أهمية ربط الأوساط الأكاديمية بالقطاع الخاص لضمان تطوير حلول مبتكرة تواكب متطلبات الأسواق الإقليمية، وتسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية. وأوضح أن التعاون مع جامعة سنجور يعكس رؤية الجمعية في تأسيس شراكات مستدامة، تهدف إلى تعزيز قدرات رواد الأعمال الأفارقة، وإعداد جيل جديد من الكفاءات القادرة على قيادة المشروعات الاقتصادية في القارة، وأضاف أن الجمعية مستمرة في بناء جسور التعاون بين رجال الأعمال المصريين والأفارقة، انطلاقًا من إيمانها بأهمية التكامل الاقتصادي بين دول القارة. وأشار إلى أن برنامج "نفاذ أفريقي"، الذي تم إطلاقه بالتعاون مع جامعة سنجور، يمثل نموذجًا عمليًا لتعزيز التكامل بين المؤسسات الصناعية والقطاع الأكاديمي، مما يسهم في خلق فرص استثمارية مستدامة، ويدعم إعداد كوادر مؤهلة تلبي احتياجات سوق العمل الأفريقي.

جاءت هذه المبادرة نتيجة لجهود وتعاونات سابقة بين جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة وجامعة سنجور، حيث هو امتداد لشراكة استراتيجية تمتد لعدة سنوات، عززتها سلسلة من الفعاليات واللقاءات المشتركة. ففي 6 أبريل 2022، عُقد اجتماع إلكتروني جمع بين رئيس الجمعية ورئيس الجامعة لمناقشة آفاق التعاون المستقبلي. تلا ذلك في 20 أبريل 2022 زيارة وفد من الجمعية إلى الجامعة، حيث استقبلهم رئيس مجلس إدارة الجامعة ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، إلى جانب الوزير الموفوض، مدير الشؤون الفرانكوفونية بوزارة الخارجية، والمدير التنفيذي للجامعة. وشهدت الزيارة لقاءً موسعًا مع الطلاب الأفارقة، ما أسهم في تعزيز التواصل الثقافي والأكاديمي بين الجانبين. وفي 13 يونيو 2022، استضاف بنك الأفريكسامبنك بالقاهرة اجتماعًا ضم ممثلين عن البنك والجامعة والجمعية لاستكشاف فرص التعاون الأكاديمي والمالي والاستثماري.

 كما شهد 30 يونيو 2022 حضور وفد الجمعية لمراسم تخرج دفعة جديدة من الدبلوماسيين الأفارقة بجامعة سنجور، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الجمعية والجامعة، بحضور شخصيات بارزة في مجالات التعليم والدبلوماسية والاقتصاد، إلى جانب عدد من السفراء الأفارقة، مما عزز أواصر التعاون والتكامل بين الطرفين.

وأكدت الجمعية أن هذه المبادرات تأتي ضمن استراتيجيتها لتعزيز الشراكة بين القطاع الخاص المصري والدول الأفريقية، ودعم ريادة الأعمال، والاستثمار في العقول الشابة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام في القارة.

مقالات مشابهة

  • بوغالي: الجرائم النووية التي قامت فرنسا بالجزائر لا تزال جراحها نازفة
  • قرار صادم.. كيف ستتأثر أفريقيا بوقف ترامب للدعم الأميركي؟
  • الدول الأفريقية تسهل هجرة أبنائها لتحسين وضعها الاقتصادي
  • إستونيا: الصين تساعد روسيا في إنتاج الطائرات المسيّرة العسكرية عبر تهريب مكونات غربية
  • عطاف يجري مُحادثات ثنائية مع عدد من نظرائه الأفارقة
  • رجال الأعمال المصريين الأفارقة تدشن برنامج نفاذ أفريقي
  • احتفالا بعيد الحب.. مؤلفات رومانسية غربية وعربية للسوبرانو أميرة سليم على المسرح الصغير بالأوبرا
  • هذه هي الملاعب المغربية التي ستحتضن المنافسات الأفريقية والعالمية المقبلة
  • السيسي: دول القارة الأفريقية نجحت في تحقيق معدل نمو اقتصادي رغم التحديات
  • السفير خليل الذوادي: خطط حوكمة عربية متكاملة لمواجهة الأخطار التي تهدد المنطقة