بن زير: قرار الرئاسي من القرارات الكاشفة وليس من القرارات المنشئة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
نظم منتدى تعدد الثقافات البريطاني بالعاصمة لندن وهو – مركز بحثي يضم عددا كبيرا من الأكاديميين والإعلاميين – ندوة بعنوان “أزمة المصرف المركزي الليبي الأسباب – النتائج – الحلول”، شارك فيها الدكتور رمضان بن زير أستاذ القانون الدولي والأمين العام المفوض للمركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، والدكتور عمر زرموح أستاذ الاقتصاد بالأكاديمية الليبية، والدكتور سليمان الشحومي مؤسس سوق الأوراق النقدية في ليبيا، والدكتور أسامة القاضي الخبير الاقتصادي السوري من كندا، وقام بإدارة الحوار الأستاذ علي الحاج حسين والدكتورة نورجان سرغاية.
وافتُتِحت الندوة بمداخلة الدكتور بن زير الذي أكد فيها أن أزمة مصرف ليبيا المركزي ليست وليدة اليوم أو الأمس بل تمتد إلى ما يقرب 10 سنوات لكنها تفاقمت أكثر بصدور قرار المجلس الرئاسي رقم 19 لسنة 2024 بتقرير حكم بتسمية محافظ للمصرف المركزي والذي نشر بتاريخ 12 أغسطس 2024.
وقال د. بن زير: “ومن خلال ديباجة القرار لاحظت استناده على حالة الضرورة والمصلحة العامة وعلى إعلان التعبئة الشاملة علما بأن مجلس النواب هو صاحب الاختصاص الأصيل في تعيين محافظ مصرف ليبيا المركزي بعد التشاور مع المجلس الأعلى للدولة”.
وأضاف د. بن زير بأن المجلس الرئاسي ربما يعتبر قراره من القرارات الكاشفة وللتوضيح ذلك فإن القرار الإداري من حيث طبيعة آثاره يمكن تقسيمه إلى قسمين:
قرارات منشئة لمراكز قانونية جديدة أو إحداث تغيير في المراكز القانونية القائمة أما القسم الثاني من القرارات يعرف بالقرارات الكاشفة وهي التي لا تحدث مركزاً قانونياً جديداً وإنما تقرر حالة موجودة تكشف عن مركز قانوني قائم.وأوضح د. بن زير أنه بتطبيق هذه القاعدة القانونية على قرار المجلس الرئاسي فإن قرار تعيين محمد الشكري يعد من القرارات الكاشفة عن مركز قانوني قائم مسبقاً صدر عام 2018 ولم ينفد ولم يلغ من قبل مجلس النواب، لكن عدم استجابة الشكري واعتذاره عن تولي المنصب دفع المجلس الرئاسي بإصدار قرارا جديدا تحت رقم 20/2024 بإعادة تشكيل مجلس إدارة المصرف المركزي من 8 شخصيات إلى حين التوافق على مجلس إدارة وفق خارطة الطريق للحل الشامل واتفاق بوزنيقة.
وأردف بن زير: “لكن الكبير المحافظ المقال تمسك بالمنصب معتبرا أن قرار الرئاسي غير قانوني ليخرج علينا أمس الأول في لقاء صحفي كشف عن نفسه بأنه غير مطلع على قانون المصارف رقم 1 لسنة 2005 وتعديلاته والذي يبين واجبات المحافظ ومجلس الإدارة للمصرف المركزي”.
ونوه الدكتور بن زير بأن المصرف المركزي يدار بشكل فردي ولا وجود لمجلس إدارة فيه منذ عدة سنوات في مخالفة واضحة لقانون المصارف، وبهذا فالمحافظ المقال وبسب الإدارة المنفردة قد ارتكب أخطاء فادحة في حق الاقتصاد الليبي وانتشار السوق الموازي وخلق الاضطرابات في العمليات النقدية وهي الوظيفة الأساسية للمصرف المركزي وقد نصت المادة 5 من قانون المصارف رقم 1 لسنة 2005 أن العمل الأساسي للمصرف المركزي هو العمل على خلق الاستقرار النقدي ومعالجة أي اضطرابات في ذلك.
وأردف د. بن زير: “أيضا لا ننسى ما قام به المحافظ بفرض 27% رسوم أو ضريبة على مبيعات النقد الأجنبي التي تحتاج إلى قانون يصدر من السلطة التشريعية وليس قرار يصدره رئيس مجلس النواب، وللعلم فإن هذا القرار قد تم رفضه وحكم ببطلانه وإلغائه من قبل 5 محاكم ليبية لكن الكبير رفض الالتزام بأحكام القضاء الليبي ولم يعير أي اهتمام بهذه الأحكام واستمر في تعنته ورفض تنفيد حكم المحاكم والالتزام بها ناسيا أن هذا الرفض يُحمَّله مسؤولية قانونية وأخلاقية يعاقب عليها القانون الليبي.. وهذه ليست المرة الأولى الذي لم يلتزم فيها المحافظ المقال بأحكام القضاء بل سبق وأن رفض حكم المحكمة العليا وهي أعلى سلطة قضائية في ليبيا بعدم شرعية قراره بإقالة الدكتور محمد بن يوسف من رئاسة مصرف ليبيا الخارجي وحكمت بعودته إلى منصبة كرئيس لمصرف ليبيا الخارجي”.
وتساءل د. بن زير: “الغريب في الأمر أن السيد الكبير يطالب بتطبيق القانون في الوقت الذي يرفض فيه الالتزام بتنفيد أحكامه.
أليس هذا نوع من ازدواجية المعايير؟”.
واستطرد الدكتور بن زير في مداخلته بالقول: “كنت اتمنى ألا يخرج علينا السيد الكبير في الإعلام ويتباهى بأنه مدعوم من الأمريكان والأتراك ويخبرنا بأنه تواصل مع أكثر من 30 مؤسسة دولية طالبها بعدم التعاون مع مجلس الإدارة المكلفة بإدارة المصرف من قبل المجلس الرئاسي متناسيا أن مثل هذه التصرفات ومن خارج البلاد يعاقب عليها قانون العقوبات الليبي، كما كانت رسالة سلبية للداخل والخارج بأن ليبيا مسلوبة الإرادة وفاقدة للسيادة.
ودعا د. بن زير المحافظ المقال إلى أن يعتذر للشعب الليبي على مثل هذه التصرفات غير المسؤولة الذي تزيد من تعقيد الأزمة وأن يكون من الرجال الذين تهون عندهم الصغائر عند وجود الكبائر.
وأضاف: “ما أهمية المنصب وترى شعبك يعاني بسبب الأزمة التي شاركت في زيادة تعقيدها؟ أنت تعرف أن التأخير في حل الأزمة سينتج عنه انهيار للدينار الليبي خاصة في ظل إقفال النفط ومن يدفع الثمن باهضاً هم أبناء الشعب الليبي وليس من الذين يتصدرون المشهد السياسي”.
واختتم د. بن زير مداخلته بالقول: “كل الأجسام السياسية الحاكمة في ليبيا شرقا وغربا هي يمكن أن أطلق عليها سلطات الأمر الواقع باعتبار جميع هذه الأجسام فاقدة الشرعية القانونية أما بانقضاء المدة أو بحكم قضائي لكن الصراع في ليبيا هو صراع سياسي وليس قانوني”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الصديق الكبير المجلس الرئاسي بن زير مجلس النواب مصرف ليبيا المركزي للمصرف المرکزی المجلس الرئاسی من القرارات فی لیبیا بن زیر
إقرأ أيضاً:
محافظ سوهاج يدشن المرحلة الثالثة من مبادرة أسرتي قوتي لدعم ذوي الإعاقة
دشن اللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، اليوم، فعاليات المرحلة الثالثة من مبادرة “أسرتي قوتي”، تحت الرعاية الكريمة للسيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، وذلك في إطار حرص الدولة المصرية على دعم وتمكين أسر الأشخاص ذوي الإعاقة، وتقديرًا للدور المحوري الذي تلعبه الأسرة في بناء شخصية الفرد وتعزيز مشاركته الواعية في المجتمع.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التي أقيمت بقاعة المؤتمرات بجهاز مدينة سوهاج الجديدة، بحضور اللواء أح أحمد السايس سكرتير عام المحافظة، والمستشار عمرو جاب الله المستشار القانوني للمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، والمهندس شريف عبد البديع رئيس جهاز مدينة سوهاج الجديدة، والأستاذة داليا عاطف مسئول إدارة المرأة والطفل بالمجلس، ووكلاء وزارات التضامن الاجتماعي والتربية والتعليم، والشباب والرياضة، والعمل، والأوقاف، والأزهر، ومدير فرع التأمين الصحي، ومسئول ملف ذوي الإعاقة بالديوان العام.
وفي كلمته، أكد المحافظ أهمية المبادرة، التي تُجسِّد التوجه الإنساني للقيادة السياسية، مشيرًا إلى ما تحقق من إنجازات ملموسة لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة خلال السنوات الماضية، وقال: "نتشرف بأن تنطلق المرحلة الثالثة من المبادرة من محافظة سوهاج، بالتعاون المثمر مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة برئاسة الدكتورة إيمان كريم، تقديرًا لدور المجلس في دعم هذه الفئة المهمة من المجتمع".
وأعلن المحافظ، خلال كلمته، عن انطلاق المرحلة الثانية من مبادرة "نحو مجتمع دامج"، التي أطلقتها المحافظة نهاية العام الماضي، وحققت نجاحًا كبيرًا في توفير الأجهزة التعويضية، وتنفيذ الإتاحة المكانية، ودعم الدمج المجتمعي في مختلف الأنشطة، مؤكدًا أن المرحلة الجديدة ستشهد مبادرات أكثر شمولًا لتحقيق الدمج الكامل في جميع مناحي الحياة.
كما وجه المحافظ بتسخير كافة إمكانيات المحافظة وأجهزتها التنفيذية لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدًا أن سوهاج ستظل نموذجًا للمحافظات الداعمة للدمج والتمكين، إيمانًا بدور هذه الفئة كشريك أصيل في بناء الوطن.
وعلى هامش الاحتفالية، افتتح المحافظ معرضًا لمنتجات ذوي الإعاقة، وقام بتسليم عدد 20 عقد عمل، بالإضافة إلى تسليم عدد من الكراسي المتحركة لعدد من المستفيدين، وقام السيد المحافظ ايضا بتكريم كل من الطالب" أنور خالد أنور، والطالب علي محمد علي، الحاصلين على المركزين الثاني والثالث على مستوى الجمهورية ضمن أوائل الثانوية العامة مكفوفين.
تضمنت فعاليات الحفل كذلك عزف السلام الجمهوري، وتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم عرضًا تقديميًا عن المبادرة ومراحلها السابقة، كما جرى عرض تقديمي لمبادرة "نحو مجتمع دامج"، ويتم غدا عقد ندوة توعوية عن المشاركة السياسية والتوعية بالانتخابات.
ومن جانبها، صرحت الدكتورة إيمان كريم رئيس المجلس القومي للأشخاص ذوي الاعاقة، أن هذه المرحلة تأتي استكمالًا لما تم إنجازه في المرحلتين السابقتين، حيث تم الوصول إلى أكثر من 5000 أسرة على مستوي ١٦ محافظة، من خلال لقاءات توعوية وتأهيلية وتدريبية هدفت إلى تعزيز وعي الأسر بحقوق أبنائهم، وتمكينهم من أساليب الدعم والإرشاد الأسري، والصحة النفسية، والتعليم الدمجي، والتمكين المجتمعي.
وأضافت رئيس المجلس القومي أن الأسرة هي الحصن الأول والداعم الأقوى لذوي الإعاقة، وأن بناء مجتمع شامل يبدأ من الأسرة الواعية والممكّنة.
وأشادت " كريم" برعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسي - قرينة السيد رئيس الجمهورية، لمثل هذه المبادرات، وأنها كانت دومًا مصدرًا رئيسيًا لإلهامنا ومساندتنا، ودافعًا قويًا نحو التوسع في الأهداف والوصول إلى مزيد من التقدم.