الزيارة الرسمية التي يجريها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، إلى الولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، وتبدأ اليوم، وما سيتخللها من مباحثات مع فخامة الرئيس جو بايدن، وعدد من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، تحظى باهتمام ومواكبة غير محدودة على كافة المستويات منذ الإعلان عنها، لكون الجميع يدرك أهميتها النوعية لتعزيز علاقات التعاون التاريخية والشراكة الاستراتيجية لخير البلدين وصالح شعبيهما الصديقين وخاصة في ملفات وقطاعات حيوية كالتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد والطاقة والمناخ والفضاء وغير ذلك، ولاستشراف فرص ومسارات جديدة لكل ما فيه تحقيق المصالح المتبادلة بالتقدم والتطور، فـ”المستقبل” هو عنوان زيارة سموه التي تعكس قوة ومتانة الروابط التاريخية العريقة وتميزها منذ تأسيس العلاقات قبل أكثر من خمسين عاماً، والتي تتنامي بشكل متسارع ويبين جانباً منها حجم التجارة الثنائية بين الدولتين “31 مليار دولار في عام 2023” والاستثمارات الهائلة “استثمارات إماراتية تتجاوز تريليون دولار في مختلف قطاعات الاقتصاد الأمريكي”، ما يجعل الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وكذلك وجود “1500 شركة ومؤسسة أمريكية تعمل في الإمارات ويقيم في الدولة أكثر من 50 ألف أمريكي”.
بعزيمة ورؤية صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، قائد مسيرة المجد تتعزز مكانة الإمارات ضمن أكثر الدول ريادة واستعداداً للمستقبل، وما تحظى به من ثقة وتقدير، فهي من أبرز كبار عصرها بتفوقها ومسيرتها، كما أن ما تحرص على اعتماده من سياسات تقوم على التعاون والاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة وإقامة علاقات فاعلة مع جميع الدول بفضل توجيهات سموه، جعلها الأكثر تفضيلاً وجاذبية للعمل المشترك، مرسخة موقعها النوعي في قلب العالم، والزيارة التي يقوم بها سموه إلى الولايات المتحدة تشكل محطة متقدمة إيذاناً بتدشين حقبة جديدة من التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات الرئيسية التي تتجسد فيها التوجهات التنموية للبلدين في تأكيد تام على أهمية التعاون المستدام وتنويع مجالاته.
قلوب وعقول شعب الإمارات مع قائد الوطن حيث يكون بحفظ الله ورعايته، نابضة بمحبته ولما يكنه الجميع لسموه من وفاء وولاء مطلق، وتأكيداً للفخر والاعتزاز بنهج قائد يحرص على أن يكون الوطن دائماً في القمة، ويمضي بكل تصميم في ترسيخ ريادة الإمارات العالمية بنموذجها الفريد وفاعلية تأثيرها.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الثنائي الشيعي غير مرتاح إلى ترشيح فرنجية قائد الجيش
كتب رضوان عقيل في" النهار": لم تتضح بعد الوجهة النهائية لكل كتلة في شكل حاسم من جلسة الانتخاب، ولو أن كل واحدة أصبحت خياراتها معروفة من أكثر من مرشح. وتأكد للجميع أن الرئيس نبيه بري لن يتراجع عن موعد الجلسة رغم تلقيه أكثر من إشارة داخلية وخارجية تدعوه إلى تأجيلها من باب المزيد من التشاور بين الافرقاء ومع الخارج، لكنه لم يصغ إلى أي منها. وثمة من يعتقد أن "القوات اللبنانية" من أصحاب خيار التأجيل لكنها لم تؤكد هذا الأمر في شكل رسمي. ويعتبربري أن القرار الذي اتخذه حيال مسألة دستورية هو مبدئي وشخصي في آن واحد، إذ يريد الرد على كل الجهات التي تتهمه بأنه يقفل البرلمان ويقف حجر عثرة أمام عملية الانتخاب. وقد تلقى سهاما عدة في هذا الخصوص من بكركي، علما أن الرسائل المتبادلة بينهما "شغالة" ولم تتوقف.
وتبقى الأنظار مشدودة نحو توجه ثنائي كتلتي "أمل" و"حزب الله" لمعرفة كيف سيتعاملان مع لائحة المرشحين وكيف سيحسمان مصير ترشيحهما سلیمانفرنجية الذي يعتبر أنه حرم طعم الفوز بالرئاسة الأولى جراء ظروف لم تصب في مصلحته بعدما جاءت بالرئيسين ميشال سلیمان وميشال عون رغم كل الوعود التي كان يتلقاها من حليفه "حزب الله".
ومن الظروف التي عاندته أخيرا اغتيال السيد حسن نصر الله وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
وإذا كان "الثنائي" يدرك منذ أشهر أن من الصعب عليه إيصال فرنجية إلى الرئاسة، فإنه لم يعلن رسميا تخليه عنه". في هذا الوقت، لا يزال "حزب الله" يردد أن فرنجية ما زال مرشحه على عكس نواب "التنمية والتحرير" الذين لا يعلنون تمسكهم به من دون إعلام.
وفي الخلاصة، يعرف "الثنائي" أن حظوظ فرنجية بالرئاسة أصبحت شبه معدومة، وسيكون الجناحان الشيعيان على خيار انتخابي واحد، مع إظهارهما في شكل واضح أنهما لا يحبذان انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون.
ويقول متابعون إن كلام القيادي في "حزب الله" محمود قماطي وإعلانه أن نواب "الوفاء للمقاومة" لا يزالون يؤيدون ترشيح فرنجية "يأتي في إطار الاستهلاك السياسي لا أكثر". ولم تخف كتلتا الحزب والحركة "نقزتهما" من فرنجية، ولا سيما عند ترشيحه قائد الجيش من منبر عين التينة بعد ساعات على إعلان الرئيسين بري ونجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط انهم يؤيدون اسما توافقيا لا يحمل تحديا لأي جهة.
في غضون ذلك، لم يكن من المستغرب أن يقدم رئيس المجلس على الإعلان أمام الجميع أن انتخاب عون يحتاج إلى تعديل دستوري. وإذا كان هناك من مخرج لتجاوز هذا الامتحان فعليه أن يحصل على علامة 86 نائبا ليصبح رئيسا للجمهورية. ويمكن النواب الشيعة ال 27 وزملاء من السنة والمسيحيين يلتقون معهم، فضلا عن تكتل"لبنان القوي" جمع 43 صوتا وأكثر لمنع حصول عون على 86 صوتا وقطع الطريق أمامه في اتجاه القصر الجمهوري.