يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” اليوم الاثنين زيارة رسمية للولايات المتحدة الأميركية الصديقة تعد الأولى من نوعها لسموه منذ توليه رئاسة الدولة.

ويبحث سموه خلال الزيارة مع فخامة جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأميركية علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع دولة الإمارات والولايات المتحدة والتي تمتد إلى أكثر من خمسين عاماً.

. وسبل تعزيز تعاونهما وشراكتهما الإستراتيجية في جميع المجالات خاصة الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء إضافة إلى الطاقة المتجددة ومواجهة التغير المناخي وحلول الاستدامة وغيرها من الجوانب التي تخدم رؤية البلدين تجاه مستقبل أكثر تقدماً وازدهاراً للجميع.

ويلتقي سموه خلال الزيارة عدداً من المسؤولين الأميركيين لبحث آفاق تطور العلاقات الإماراتية ـ الأميركية على جميع المستويات.

كما يتبادل سموه والرئيس الأميركي وجهات النظر بشأن مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وأكد معالي يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية وسعادة مارتينا سترونغ سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” للعاصمة الأمريكية واشنطن اليوم الاثنين ويلتقي خلالها الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض تسلط الضوء على مسيرة خمسين عاماً من الشراكات بين البلدين أسهمت في تحقيق الازدهار والأمن والتقدم العلمي.

وقال سفير الدولة في واشنطن وسفيرة الولايات المتحدة لدى الدولة في مقال مشترك تحت عنوان الشراكة الإماراتية – الأمريكية.. التزام دائم بمسار التقدم والابتكار” بمناسبة الزيارة إن البلدين يواصلان العمل معاً على تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ويقفان جنباً إلى جنب لدعم الحلول الدبلوماسية متعددة الأطراف وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة في غزة والسودان .. وأوضحا أن التعاون المشترك في مجالي الدفاع ومكافحة الإرهاب يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلدين والعالم وأشارا في هذا الصدد إلى وقوف القوات المسلحة الإماراتية إلى جانب القوات الأمريكية في ستة صراعات مختلفة على مدى الأعوام الثلاثين الماضية ما أسهم في تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين.

ونوه يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ إلى أنه مع استمرار هذه الشراكات، تتطلع دولة الإمارات والولايات المتحدة إلى تحقيق رؤية مشتركة لمستقبل أكثر ازدهاراً واستقراراً للمنطقة، وتعزيز التعاون بينهما خلال الأعوام الخمسين القادمة.

وأشارا إلى أنه في عام 1974، قام وفد من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) يضم عدداً من رواد الفضاء والعلماء بزيارة إلى العاصمة أبوظبي قدّم خلالها شرحاً وافياً حول مهمات برنامج “أبولو” للوصول إلى سطح القمر، أمام الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وفي تلك الفترة لم يكن أحد يتخيل أن دولة الإمارات ستصبح شريكاً رئيساً في برنامج ” أرتميس” الذي تقوده “ناسا”، والذي يهدف إلى إعادة البشر إلى سطح القمر، حيث تسهم الإمارات بدور فاعل في هذا البرنامج من خلال دعم مشروع محطة الفضاء القمرية «Gateway»، الذي سيصبح أول محطة فضاء في مدار القمر.

وقال السفيران إنه في مجال التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، نرى أن المسار الإماراتي – الأمريكي يتحرك بحيوية وسرعة قلّ نظيرها، حيث يشترك “وادي السيليكون” الأمريكي و”واحة السيليكون” الإماراتية في مشاريع بحثية وابتكارية تهدف إلى تعزيز الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي، وتمتد من المختبرات إلى قاعات الاجتماعات ومنشآت الإنتاج المتقدمة فيما تعد الرحلة على طول شارع الشيخ زايد من أبوظبي إلى دبي روتيناً مألوفاً لدى أي مسؤول تنفيذي أمريكي والذي لابد له أن يمر بجانب اللوحات الإعلانية لجوجل وميتا وآي بي إم ومايكروسوفت التي تضيء جانبي الطريق.

وأشارا إلى ما أعلنته شركة “MGX” للاستثمار التكنولوجي في أبوظبي الأسبوع الحالي عن شراكة جديدة مع مايكروسوفت وشركة “بلاك روك” الاستثمارية الأمريكية وآخرين لإطلاق منصة استثمارية جديدة في مجال البنية التحتية التكنولوجية.. كما شهد العام الماضي تعاوناً بين شركة “Cerebras” من وادي السيليكون مع مجموعة “G42” الإماراتية لنشر عدد من أسرع الحواسيب الفائقة في العالم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا وتكساس.. فيما يسهم استثمار شركة “مبادلة” في شركة غلوبل فاوندريز “GlobalFoundries” التي تتخذ من نيويورك مقراً لها في توسيع صناعة أشباه الموصلات الأمريكية وخلق آلاف الوظائف في اقتصاد المنطقة القائم على الابتكار والإبداع.. وبجانب ذلك، تتعاون “G42” مع مايكروسوفت آزور لإطلاق منصة حوسبة سحابية جديدة في دولة الإمارات إضافة إلى شراكات أخرى مع شركات تكنولوجية رائدة مثل “Nvidia” و”AMD” و”VAST” و”Qualcomm” لتطوير البنية التحتية للتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات.

وقال يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ إن بلدينا يدركان أهمية التعاون في مجال التكنولوجيا والعلوم والالتزام بتوسيع نطاق هذا التعاون عبر مبادرات جديدة تشمل تعزيز معايير حماية البيانات والتكنولوجيا الحساسة، وتعميق التعاون في مجال الأبحاث والتعليم، وإطلاق برامج تهدف إلى تقليص الفجوة الرقمية من خلال توفير تقنيات أساسية متاحة للجميع، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن والخصوصية.

وأكدا أنه كما هي الحال بالنسبة لاتفاقية التعاون النووي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، ربما تكلل هذه الجهود المشتركة “المعيار الذهبي” الجديد لتأمين وتسريع ولادة الجيل القادم من التكنولوجيا المتقدمة.. ففي عام 2009، أتاحت “اتفاقية 123” التاريخية لدولة الإمارات تطوير برنامجها لإنتاج الطاقة النووية السلمية الذي يزود حالياً مراكز البيانات في سائر أنحاء الدولة بطاقة نظيفة وكهرباء منخفضة الانبعاثات.

وشددا على أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” تأتي أيضاً استكمالاً لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات في ديسمبر من العام الماضي والذي شكّل مرحلة فارقة في مسار التعاون الإماراتي – الأمريكي في مواجهة أزمة المناخ وتسريع وتيرة الانتقال إلى الطاقة النظيفة.

وأكدا أن التكنولوجيا المتقدمة والعمل المناخي يسهمان في فتح آفاق جديدة للتجارة والأعمال بعدما جذبا العديد من الشركات الأمريكية والمستثمرين ورواد الأعمال إلى دولة الإمارات، التي أصبحت بفضل موقعها الإستراتيجي مركزاً عالمياً للأعمال والإعلام والثقافة وبوابة رائدة إلى الأسواق سريعة النمو في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند وآسيا وأشارا إلى أن أكثر من 1500 شركة ومؤسسة أمريكية تعمل في دولة الإمارات ما يعزز من نموها الاقتصادي وتنويع مصادرها وخلق فرص عمل جديدة فيما يقيم فيها أكثر من 50 ألف مواطن أمريكي.

وأوضح معالي يوسف مانع العتيبة وسعادة مارتينا سترونغ أن التجارة الثنائية والتعاون على مدى العقود الخمسة الماضية أسهمت في تحقيق الكثير من المنافع للبلدين وأسفرت عن استثمارات إماراتية تجاوزت تريليون دولار في مختلف قطاعات الاقتصاد الأمريكي، ما يجعل الإمارات أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعدما تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 31 مليار دولار في عام 2023.

وقال معالي يوسف مانع العتيبة سفير الدولة لدى الولايات المتحدة الأمريكية وسعادة مارتينا سترونغ سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الدولة في ختام مقالهما إنه :”وكما ألهمت مهمة “أبولو” أجيالاً من العلماء والمهندسين، فإن دولة الإمارات والولايات المتحدة ستمضيان معاً نحو المستقبل من خلال برنامج «Gateway»، وغيره من المشاريع الطموحة، وليس أبلغ من مقولة المغفور له الشيخ زايد لدى هبوط أول مركبة على سطح القمر حيث قال، “إذا شاء الله، فإن الإنسان يستطيع أن يحقق أي شيء، ولا شيء مستحيل”.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

زيارة تاريخية إلى واشنطن

زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين المقبل، ستكون علامة مضيئة في مسار العلاقات الوثيقة بين البلدين لأكثر من خمسين عاماً، وستؤسس لمرحلة مزدهرة تستثمر كل ما تحقق من شراكة إيجابية في الماضي لتبني عليها آفاقاً أوسع للتعاون الوثيق في المستقبل.

هذه الزيارة الرسمية هي الأولى من نوعها لرئيس إماراتي منذ تأسيس دولة الاتحاد، وهي بالنسبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ككل الزيارات التي يقوم بها سموه إلى مختلف الدول الشقيقة والصديقة، مثمرة، وتحتكم إلى رؤية واضحة التوجه من أجل الخير والفائدة للجميع.
من المؤكد أن هذه الزيارات المباركة تسهم في تعزيز مكانة الإمارات ورفعة شأنها بين الأمم والشعوب، كما تؤكد الحظوة والتقدير والاحترام لمقام رئيس الدولة ولتاريخ الإمارات الحافل بالعلاقات الطيبة مع مختلف الدول في شتى أنحاء العالم، وتشهد على ذلك معاهدات واتفاقيات ومؤشرات اقتصادية تنمو من فصل إلى فصل ومن عام إلى آخر، كما هو الحال مع الولايات المتحدة.
لقاءات صاحب السمو رئيس الدولة مع الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس وكبار المسؤولين الأمريكيين، ستتطرق إلى كل مستويات العلاقة بين البلدين، وتشمل مجالات التجارة والاستثمار والأمن، وستبحث فرص التعاون في العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء حيث المستقبل الذي تعد وتخطط له دولة الإمارات لتحقيق الازدهار والنمو والتقدم لشعبها ووطنها، وللمنطقة برمتها.
من المؤكد أيضاً أن القضايا الدولية الراهنة، ومنها القضية الفلسطينية والحرب على غزة وجهود خفض التصعيد في المنطقة، والأزمات الإنسانية ومكافحة الفقر والأمراض، ومواجهة تداعيات المناخ، لن تغيب عن المحادثات بين الجانبين، فهذه القضايا تستدعي حلولاً عاجلة، ويشغل كل منها جانباً من العمل الدبلوماسي والإنساني للإمارات والولايات المتحدة، وسيعود تطابق وجهات النظر بينهما بفوائد كبيرة على جهود إحلال السلام والاستقرار الدوليين.
الإمارات قوة إقليمية رائدة ولها سجل حافل بالإنجازات التنموية والاستثمارية، وتمتلك تجارب ووساطات إيجابية في حل الصراعات والخلافات اعتماداً على علاقاتها الوثيقة مع القوى الدولية الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة، . ولأن عالم اليوم يرزح تحت أزمات وتحديات جسيمة، فإن تكثيف العمل المتعدد الأطراف، الذي تؤمن به الإمارات، سيجد حيزاً في لقاءات صاحب السمو رئيس الدولة مع بايدن والمسؤولين الأمريكيين، والغاية السامية من ذلك ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وتلبية تطلعات الشعوب كافة في الحياة الكريمة والتنمية والازدهار.
لا شك أن الحرب الإسرائيلية على غزة وجهود خفض التصعيد في المنطقة ستفرض نفسها على المحادثات الإماراتية الأمريكية، وستدفع اللقاءات الثنائية نحو التهدئة واعتماد الحوار والمفاوضات سبيلاً لإنهاء التوتر، لاسيما أن البلدين تجمعهما رؤية مشتركة لإحلال الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو ما تشدد عليه الإمارات في كل مواقفها وبياناتها، وتجدد التأكيد عليه في كل مناسبة.
هناك تاريخ طويل يجمع الإمارات والولايات المتحدة، وبعد هذه الزيارة التاريخية لصاحب السمو رئيس الدولة، سيبدأ البلدان الصديقان مرحلة جديدة لاستكشاف الفرص والإمكانيات لتزداد هذه العلاقة رسوخاً وتعود بالنفع على الشعبين وتكون رافداً قوياً للتنمية والاستقرار في منطقتنا والعالم.

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى واشنطن
  • رئيس الإمارات يبدأ الإثنين زيارة لواشنطن سعيا إلى تعزيز العلاقة "الاستراتيجية"
  • يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ: زيارة رئيس الدولة لواشنطن تسلط الضوء على 50 عاماً من الشراكة
  • يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ: زيارة رئيس الدولة لواشنطن تسلط الضوء على مسيرة 50 عاماً من الشراكات
  • يوسف مانع العتيبة ومارتينا سترونغ : زيارة رئيس الدولة لواشنطن غدا تسلط الضوء على مسيرة 50 عاماً من الشراكات بين البلدين
  • خبراء: زيارة رئيس الدولة للولايات المتحدة محطة تاريخية ترسخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • زيارة رئيس الدولة إلى الولايات المتحدة الأميركية.. تغطية خاصة ومستمرة من مركز الاتحاد للأخبار
  • أنور قرقاش: زيارة محمد بن زايد للولايات المتحدة تاريخية عنوانها المستقبل
  • زيارة تاريخية إلى واشنطن