الخليج الجديد:
2024-12-25@03:06:09 GMT

هل يصبح اقتصاد الأطراف مركزاً؟

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

هل يصبح اقتصاد الأطراف مركزاً؟

هل يصبح اقتصاد الأطراف مركزاً؟

يُتوقع استمرار توجه صعود دول كانت أطرافاً، ويستبعد ما يوقفه في العقدين أو الثلاثة القادمة، مالم يحدث ما يخرق المسار.

نحن بصدد صعود دول لم تكن تعدّ مركزية أبداً، وكانت أقرب إلى خانة التهميش، والخضوع الكلي، أو شبه الكلي، لهيمنة «المركز» في الغرب.

صعود اقتصادي لافت لبلدان في الأطراف، أبرزها الهند والصين في آسيا والبرازيل في أمريكا الجنوبية وفي أفريقيا هناك نموذج جنوب إفريقيا الصاعد أيضاً.

لا راية أيديولوجية حالية لهذا التحوّل الراهن فاقتصاد السوق هو الحاكم في كل مكان، حتى في الصين، وإن حافظت على جوانب من سمات نظامها الاشتراكي.

رفض سمير أمين المركزية الأوروبية كأساس للبحث والتحليل، لا كردّة فعل تجاه الغرب الظالم بل من موقع العلم، إذ يقدم تشخيصا تاريخيا يدحض المنطلق أوروبي التمركز.

* * *

الحديث عن العلاقة بين المركز والأطراف عالمياً، من منظور اقتصادي – اجتماعي ليس جديداً، والمقصود بالمركز هو الغرب، بصوره المختلفة، والذي حكم، عبر الاستعمار طويل الأمد، مناطق شاسعة من العالم، جرى النظر إليها، وحتى الساعة على أنها مجرد أطراف لهذا المركز الحاكم، المتحكم، ففي دراسات الاقتصاد السياسي جرى تناول هذا المبحث كثيراً، وحوله نشأت نظريات مختلفة، بينها نظرية التبعية التي انتعشت في بلدان أمريكا اللاتينية.

وعربياً لعل أهم وأبرز اسم تناول الموضوع هو المفكر المصري المهم الراحل سمير أمين، الذي انطلق في أبحاثه من فكرة محورية هي رفض المركزية الأوروبية كأساس للبحث والتحليل، وهو لا يقوم بذلك من موقع ردّة الفعل تجاه الغرب، الظالم حقاً، وإنما من موقع العلم، حين يقدم التشخيص التاريخي الملموس الذي يدحض هذا المنطلق أوروبي التمركز، الذي لم ينجُ من شراكه كثير من المثقفين العرب، داعياً إلى قراءة أخرى للتاريخ يسميها غير أوروبية التمركز، وفي هذا السياق تأتي نظريته عن التطور غير المتكافئ.

في لحظتنا الدولية الراهنة ينشأ وضع دولي جديد جدير بالوقوف عنده، هو الصعود الاقتصادي اللافت لبلدان كانت مصنفة في خانة الأطراف، لعل أبرزها الهند، التي وصفت بـ«درة التاج البريطاني» يوم استعمرها الإنجليز. هذا في آسيا، ومن أمريكا اللاتينية تجدر الإشارة إلى البرازيل، وفي القارة الإفريقية هناك نموذج جنوب إفريقيا الصاعد أيضاً.

لسنا بصدد تناول ما بات موضوعاً للنقاش اليوم حول التعددية القطبية، التي تختلف عن أحادية القطب، الأمريكية تحديداً، وعن ثنائية العالم فترة وجود الاتحاد السوفييتي، فلا راية أيديولوجية حالية لهذا التحوّل، واقتصاد السوق هو الحاكم في كل مكان، حتى في الصين، وإن حافظت على جوانب من سمات نظامها الاشتراكي.

بل نحن بصدد تناول صعود دول لم تكن تعدّ مركزية أبداً، وكانت أقرب إلى خانة التهميش، والخضوع الكلي، أو شبه الكلي، لهيمنة «المركز».

يقارب هذا الأمر مؤلفا كتاب «تشكيل العلاقات الدولية العالمية» أميتاف أشاريا وباري بوزان الصادر في ترجمة إلى العربية ضمن سلسلة «عالم المعرفة» الكويتية، وضعها عمّار بو عشة، حيث يتوقع المؤلفان استمرار هذا الميل لصعود دول كانت أطرافاً، ويستبعدان ما يوقفه في العقدين أو الثلاثة القادمة، مالم يحدث ما يخرق المسار.

وهذا يتطلب «لا تغيّراً مناخياً كبيراً ومفاجئاً، ولا حرباً نووية واسعة النطاق، ولا طاعوناً عالمياً، ولا انهياراً هائلاً للاقتصاد العالمي أو البنية التحتية، ولا تحدياً للهيمنة البشرية من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي فائقة الذكاء». وهي كما نرى، جميعها، مخاطر جدية، بل وماثلة.

*د. حسن مدن كاتب صحفي من البحرين

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الغرب المركز الأطراف الهند البرازيل جنوب أفريقيا اقتصاد الأطراف الاقتصاد العالمي

إقرأ أيضاً:

255 مركزا.. جامعة المنوفية تحرز تقدما فى تصنيف (SCImagoIR)

أكد الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية أن الجامعة حققت تقدما جديدا فى خريطة التصنيفات العالمية حيث أظهر تصنيف SCImago Institutions Rankings (SCImagoIR) لعام 2024 تقدم الجامعة والتى جاءت فى المركز 14 على مستوى مصر وفى الالمركز 45 على مستوى إفريقيا والمركز 4259 عالميًا SCImago متقدمة ٢٥٥ مركزا عن العام السابق، وهو إنجاز يعكس مدى التزام الجامعة بالتميز الأكاديمي والبحثي.

أعرب رئيس الجامعة عن سعادته البالغة بهذا التقدم الجديد فى احد التصنيفات الذى يُعد من التصنيفات العالمية المرموقة التي تُقيِّم أداء المؤسسات الأكاديمية والبحثية بناءً على ثلاثة محاور رئيسية هى: الأداء البحثي ويشمل عدد وجودة الأبحاث المنشورة، محور الابتكار عن تأثير الأبحاث على تطوير التكنولوجيا والابتكارات، ومحور التأثير المجتمعي والذى يهتم بمساهمة الجامعة في خدمة المجتمع وتحقيق الأهداف الاجتماعية والتنموية، مؤكدا أن هذا الإنجاز يبرز مكانة جامعة المنوفية كإحدى الجامعات الرائدة التي تسهم بفاعلية في تنمية مصر وإفريقيا على المستويات الأكاديمية والعلمية.

وأكد الدكتور أحمد القاصد أن جامعة المنوفية تعمل فى إطار الركائز الأساسية للخطة الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى التى يدعمها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية واهتمامه البالغ بتقدم الجامعات فى التصنيفات العالمية، والتى تُعد مؤشراً هاما عن مدى تقدم الجامعات وقدرتها على المنافسة في الساحة الدولية، مضيفا أن تقدم الجامعة في العديد من التصنيفات العالمية يظهر مدى تحسين جودة التعليم والبحث العلمى بالجامعة، كما يعكس الجوانب الإيجابية التي تميز أداء الجامعة وتطورها في كافة المجالات، وماتم تنفيذه لتطوير البرامج الأكاديمية وتحديث المناهج لتتماشى مع المعايير العالمية، وزيادة إنتاجية الأبحاث العلمية وجودتها، موجها الشكر لجميع من يساهم فى تحقيق هذه الخطوات الهامة فى تاريخ الجامعة.

وأوضح الدكتور حاتم محمد عميد كلية الحاسبات والمعلومات والمشرف على مركز نظم معلومات الجامعة أن التصنيف أظهر تقدم الجامعة فى العديد من المجالات حيث جاءت الجامعة فى المركز الأول فى الفيزياء على مستوى مصر، وفى المركز الخامس فى الرياضيات والعلوم الاجتماعية، وفى المركز السادس فى علوم الحاسب، وفى المركز السابع فى الهندسة.

مقالات مشابهة

  • الخضري:جروس يضع مجلس إدارة الزمالك فى "خانة إليك "
  • المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (4 - 10)
  • 255 مركزا.. جامعة المنوفية تحرز تقدما فى تصنيف (SCImagoIR)
  • شركة عالمية تختار سلطنة عمان مركزا إقليميا لإنتاج الأبحاث البوليمرية
  • الأسهم اليابانية تُغلق على انخفاض
  • ارتفاع أسعار خام البصرة بالتزامن مع صعود النفط
  • ترامب: ماسك لن يصبح رئيساً لأميركا
  • حزب العدل: مصر تسعى لتصبح مركزا إقليميا للطاقة المتجددة عبر خطط طموحة
  • الغرب وحقوق المرأة في سوريا
  • طب بشري سوهاج تناقش الجديد في علاج أمراض الكلي والسكر بمؤتمر الباطنة الـ 16