داليا عبدالرحيم: حركة "الشباب المجاهدين" من أهم أذرع شبكات الإرهاب العابرة للحدود
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت الإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إن الصومال عانت من تواجد فكر وجماعات التطرف على أراضيها خاصة في العشرين عاما الماضية وكانت جماعة "الشباب المجاهدين" أبرزها وأخطرها.
وعرضت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، تقريرًا بعنوان “حركة الشباب المجاهدين الصومالية.. النشأة والمآلات”، موضحة أن حركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو حركة الشباب المجاهدين أو الشباب الجهادي أو الشباب الإسلامي، وكلها أسماء لحركة الشباب المجاهدين الصومالية تأسست في أوائل عام 2004، كما كانت تُمثل الذراع العسكرية لاتحاد المحاكم الإسلامية التي انهزمت أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة، غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامها إلى ما يُعرف بتحالف المعارضة الصومالية، ولا يُعرف العدد الدقيق للحركة الإرهابية، غير أنه قُدر عددها عند انهيار اتحاد المحاكم الإسلامية ما بين ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف عضو تقريبا، اكتسبوا خبرات ومهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات.
وأضافت أن جزءًا من تمويل الحركة المتطرفة مرتبط بالقرصنة قبالة السواحل الصومالية، حيث تقود الحركة حربًا مفتوحة ضد الحكومة الصومالية من خلال الاستعانة ببعض المقاتلين من دول أخرى في ظل حرية التنقل بين العواصل الإفريقية، وتولى زعامة الحركة أحمد ديري أبو عبيدة، والذي خلف أحمد عبدي غودني في الفترة من 2008 إلى 2014، والمشهور بـ(الشيخ مختار عبد الرحمن أبو الزبير) والذي قُتل في غارة جوية أمريكية في سبتمبر 2014 جنوب الصومال، وتولى زعامة التنظيم خلفاً لآدم حاشي فرح عيرو الذي لقى حتفه في 1 مايو عام 2008 في غارة جوية أمريكية على منزله في مدينة غوريعيل وسط الصومال.
وأوضحت أنه في عهد غودني وصلت الحركة إلى ذروة قوتها، حيث سيطرت على ثلاثة أرباع العاصمة مقديشو وكادت أنّ تقضي على الحكومة الصومالية برئاسة شيخ شريف أحمد، لولا أن دب الخلاف داخل الحركة وواجهت الحكومة الصومالية شبح التنامي المتصاعد داخل الأراضي الصومالية، وما زالت الصومال تتصدي لموجة الإرهاب المتصاعد من خلال تكثيف جهودها للقضاء على حركة الشباب المجاهدين، وتسعى أيضًا للقضاء على مصادر الدعم اللوجستي للحركة.
وأكدت أن حركة "الشباب المجاهدين" الصومالية تُعد واحدة من أهم أذرع شبكات الإرهاب العابرة للحدود وخاصة شبكة تنظيم القاعدة، والتي قدمت الدعم المادي واللوجيستي للحركة وأولتها رعاية خاصة وأرسلت كوادر من قادتها المتخصصين في المهارات العسكرية وتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة لتدريب عناصر الحركة؛ كما كلفت القاعدة بعضًا من كوادر حركة الشباب للانتقال لبعض الفروع التابعة للقاعدة في دول القرن والصحراء والساحل في إفريقيا للإشراف على معسكرات تلك الفروع أو لتنفيذ عمليات انتحارية في بعض العواصم الأوروبية، كما تجدر الإشارة لما تقدمه إيران من دعم للحركة وتوظيفها لتنفيذ عمليات في البحر الأحمر ضد السفن العابرة، وتنقل إيران للحركة الأسلحة والذخائر وفي المقابل قامت الحركة بتوريد مادة اليورانيوم الخام لإيران؛ وهو ما أشارت إليه تقارير سيادية أمريكية في عهد ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبدالرحيم الصومال السواحل الصومالية
إقرأ أيضاً:
ذكرى استشهاد عز الدين القسام شيخ المجاهدين.. كيف كان يختار رجاله المقاومين
على مر التاريخ، يسطر الأبطال أسماءهم بحروف من نور، ليصبحوا رموزًا خالدة للمقاومة والنضال. ومن بين هؤلاء الأبطال يبرز اسم الشيخ المجاهد عز الدين القسام، الرجل الذي ترك بصمته العميقة في مقاومة الاحتلال بكل أشكاله، بداية من نضاله ضد الاحتلال الفرنسي في سوريا، ثم دعمه للثورة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي، وصولاً إلى تكوين “العصبة القسامية” في فلسطين لمواجهة الاحتلال البريطاني والغزو الصهيوني.
نشأة عز الدين القسامولد محمد عز الدين القسام عام 1882 في بلدة جبلة جنوب اللاذقية بسوريا، لعائلة متدينة اشتهرت بالعلم والصلاح. حفظ القرآن الكريم في صغره، ثم شد الرحال إلى القاهرة عام 1896 لطلب العلم بالأزهر الشريف، حيث تأثر بعلماء وشيوخ مثل الشيخ محمد عبده. كانت تلك الفترة شاهدة على غليان النضال ضد الاحتلال البريطاني في مصر، مما أسهم في تشكيل وعي القسام الوطني والثوري.
عاد القسام إلى سوريا، وعمل إمامًا لمسجد المنصوري في جبلة، حيث قاد أول مظاهرة في حياته دعمًا للمقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي. لم تتوقف مسيرته عند هذا الحد، بل شارك في ثورة جبل صهيون ضد الاحتلال الفرنسي عام 1919-1920، التي انتهت بفشلها وإصدار حكم غيابي بالإعدام عليه.
هرب القسام إلى فلسطين واستقر في حيفا، حيث بدأ مرحلة جديدة من النضال، هذه المرة من خلال الدعوة الإسلامية ونشر الوعي بين الأهالي. سرعان ما اكتسب شهرة واسعة بدعوته إلى الجهاد المسلح ضد الاحتلال البريطاني. كوَّن القسام خلايا سرية، أسماها “العصبة القسامية”، وكان شعارها “هذا جهاد… نصر أو استشهاد”.
تميزت العصبة القسامية بسرية عملها وانتقاء أفرادها بدقة. يقول الشيخ نمر السعدي، أحد أتباع القسام، إن العضوية كانت تتطلب فترة من المراقبة والتجربة، غالبًا عبر القيام بعمل فدائي. هذه المبادئ جعلت العصبة القسامية نواة لحركة مقاومة منظمة ومؤثرة.
ثورة البراق ونقطة التحولفي عام 1929، كانت ثورة البراق نقطة فارقة في حياة القسام، حيث التف حوله العديد من المقاومين، وعمل على جمع التبرعات وشراء الأسلحة تمهيدًا لإطلاق ثورته المسلحة. انضم القسام إلى حزب الاستقلال عام 1932، واستمر في نشر دعوته في قرى فلسطين، محرضًا الأهالي على مقاومة الاحتلال البريطاني والغزو الصهيوني.
المعركة الأخيرة واستشهاد القسام
في نوفمبر 1935، اكتشفت القوات البريطانية أمر القسام ومجموعته، وحاصرتهم في قرية الشيخ زايد. على الرغم من قلة عددهم وعتادهم، رفض القسام ورفاقه الاستسلام ودارت معركة غير متكافئة انتهت باستشهاده يوم 20 نوفمبر 1935.
كان لاستشهاد القسام أثر كبير في نفوس الفلسطينيين، حيث أشعل وفاته شرارة ثورة فلسطين الكبرى عام 1936. أصبح اسمه رمزًا للمقاومة والنضال.