حزب الله يوسع دائرة النار: هجمات جديدة تهز شمال فلسطين المحتلة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بدا الصباح لهذا اليوم ثقيلاً على سكان المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة بعد ليلة دامية جراء صواريخ نوعية أطلقها حزب الله اللبناني على عدة مستوطنات، وصولاً إلى حيفا وما بعد حيفا.
قررت المدارس في مستوطنات الشمال إغلاق أبوابها، وكذلك الجامعات، والشواطئ، والمراكز السياحية، ومع ساعات الصباح الأولى كانت الحرائق تنتشر في أكثر من منطقة، فحزب الله يثأر لشهدائه، وللمدنيين الذين ارتقوا شهداء خلال الأيام الماضية، سواء من خلال تفجيرات أجهزة “البيجر” يوم الثلاثاء الماضي، وأجهزة اللاسلكي يوم الأربعاء الماضي، أو الشهداء الذين ارتقوا من خلال العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبية يوم الجمعة الماضية.
قبل القصف الواسع لحزب الله بساعات نفذ سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على جنوب لبنان، تجاوزت الخمسين غارة، مدعياً أنه يستهدف منصات لإطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، فالمعطيات لدى العدو كانت تشير إلى أن مجاهدي الحزب على استعداد لتوجيهات ضربات قاسية على العدو، لكن مع المشاهد التي توالت تباعاً اتضح أن هذه الغارات لم يكن لها أي تأثير.
صواريخ جديدة تدخل الخدمة
اشتعلت الحرائق إذاً في مستوطنات كثيرة شمال فلسطين المحتلة، وفهم العالم أجمع أن العدو الصهيوني مردوع، وأنه عاجز عن التصدي لصواريخ حزب الله، التي لم يستخدم منها سوى الأقل ضرراً وهي صواريخ الكاتيوشا، وخلال هذه العمليات أدخل منظومة جديدة هي صواريخ فادي واحد، وفادي اثنين.
صاروخ فادي 1 هو من عيار 220 ملم، ومداه 80 كلم.
صاروخ فادي 2 هو من عيار 302، ويصل إلى 105 كلم
هذه الصواريخ، تستخدم لأول مرة منذ دخول حزب الله اللبناني الحرب لمساندة غزة في 8 أكتوبر تشرين الأول 2023م، ما يعني أن الحزب وسع من دائرة النار، لتشمل “حيفا” لأول مرة، وبدأ في استخدام صواريخ جديدة بعد أن كان خلال الأشهر الماضية مقتصراً على “الكاتيوشيا”.
يبدو أن حزب الله يستخدم أسلوب التدرج في المواجهة مع الكيان المؤقت، فمخازن الحزب لا تزال مليئة بالآلاف من الصواريخ الدقيقة، والنقطوية، التي تصل إلى مديات بعيدة جداً تتجاوز “أم الرشراش” جنوبي فلسطين المحتلة، ومع ذلك لا يزال يحتفظ بها، حتى يستخدمها في الوقت المناسب.
ماهي قاعدة رامات دافيد
في ثلاثة بيانات متتالية وضح حزب الله الأماكن التي تم استهدافها في عمق المستوطنات شمال فلسطين المحتلة بصواريخ تجاوزت المائة.
قاعدة رامات دافيد، كانت هدفاً رئيسياً لهذا القصف، وهي واحدة من 3 قواعد جوية رئيسية في “إسرائيل”.
تقع القاعدة في مثلث بين “حيفا” و”جنين” و”طبريا”، ومساحتها لا تقل عن 10 كيلو مترات، وهي الأكبر في القطاع الشمالي، ومنها تنطلق طائرات محاربة وتجسسية، وهي محاطة بمنظومة دفاع صاروخي وجوية متطورة.
المجمعات الصناعية لشركة رافاييل
وإلى جانب قاعدة رامات دافيد، استهدف مجاهدو حزب الله المجمعات الصناعية العسكرية لشركة “رافاييل” بصواريخ فادي 1 وفادي 2 وصواريخ الكاتيوشيا، وذلك رداً على العدوان الصهيوني الأخير على لبنان.
وتعدّ “رافاييل” المسؤولة عن تطوير وإنتاج منظومة “القبة الحديدية” للدفاع الصاروخي ضدّ القذائف قصيرة ومتوسطة المدى، بالإضافة إلى تطوير وإنتاج منظومة “مقلاع داوود” للتعامل مع التهديدات الصاروخية ذات المديين المتوسط والبعيد، بالإضافة إلى محاولات تطوير نظام دفاع ليزري، كردّ فعل على تعاظم القدرات الصاروخية لحركات المقاومة في المنطقة.
وأنتجت الشركة كذلك نظام “تروفي” للدفاع النشط عن الدبابات ضد الصواريخ الموجهة، كمحاولة لحلّ أزمة دبابات “جيش” الاحتلال التي ظهرت في عام 2006 في الحرب مع المقاومة في جنوبي لبنان.
كما طوّرت الشركة وأنتجت، إلى جانب الصناعات الدفاعية، صواريخ “سبايك” أرض-أرض الموجهة المضادة للدبابات والتحصينات، وصواريخ “بوب آي” جو-أرض، وتعديل آخر بحر-أرض ليتمّ إطلاقه من الغواصات، ومنظومة قيادة عن بعد للزوارق والآليات والأسلحة، بالإضافة إلى صواريخ “كاسر الموج” بحر-بحر.
يقع المقرّ الرئيسي للشركة في منطقة خليج حيفا، ويضمّ مكاتبها الرئيسية، كما يقع مجمع المصانع الرئيسي في شرقي حيفا في الوسط بين الساحل وبحيرة طبريا، خارج الكتلة العمرانية للمدينة، ويضمّ المصانع الأساسية للشركة.
نحن إذا أمام تطور نوعي، ومرحلة جديدة، فإسرائيل من خلال تصعيدها الكبير في لبنان خلال الأيام الماضية، تريد إعادة المستوطنين الصهاينة إلى مغتصبات الشمال، وحزب الله يتحدى نتنياهو بإعادتهم بهذه الطريقة، مؤكداً أن السبيل لعودتهم هي إيقاف العدوان والحصار على قطاع غزة، وليس بالتصعيد والحرب، ولهذا فإن نيران حزب الله اليوم تشير إلى أن دائرة النزوح ستتسع، والهروب الجماعي من مناطق الشمال سيزداد، وخاصة أن المشاهد التي تم تناقلها اليوم، توضح أن حزب الله قوي، وأنه إذا كانت هذه هي البداية، فكيف ستكون الخواتيم.
—————————————————————
-المسيرة – أحمد داوود
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فلسطین المحتلة حزب الله
إقرأ أيضاً:
مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي صعب في حيفا جراء صواريخ حزب الله
قال رئيس بلدية حيفا شمالي إسرائيل يونا ياهف، الأحد، إن المدينة تعاني من وضع اقتصادي صعب جدا بعد إغلاق المحال التجارية إثر صواريخ حزب الله.
وأضاف ياهف لقناة (آي 24 نيوز) الإسرائيلية، أنه سيذهب إلى الكنيست اليوم (الاثنين)، من أجل أن يشرح لأعضاء البرلمان الإسرائيلي ما يجري من وضع صعب في المدينة.
وأوضح أن "لجنة المالية بالكنيست والدولة الإسرائيلية لا تفهم أو تعرف ما يجري فيها من أحداث رهيبة وخطيرة، فحيفا مستهدفة، والاقتصاد ينهار والمدينة راكدة اقتصاديا بعد إغلاق المحلات".
ويكثف حزب الله من استهدافه للمدينة الإسرائيلية التي تضم منشآت عسكرية واقتصادية مهمة، بالإضافة إلى استهدافه مستوطنات الكريوت (خليج حيفا)، ما أسفر عن خسائر مادية وحرائق وإصابات بشرية.
وفي وسط إسرائيل، قال رئيس بلدية بيتاح تكفا رامي غرينبرغ، إن أخصائيين نفسيين انتشروا في المدينة بعد سقوط صاروخ أطلق من لبنان.
ونقلت إذاعة "إف إم 103" الإسرائيلية، عن غرينبرغ قوله "انتشار أخصائيين اجتماعيين في موقع سقوط الصاروخ".
وأوضح غرينبرغ، أن "بين الإصابات متوسطة وخفيفة، وهؤلاء الأخصائيون يقدمون الإجابات اللازمة للتخفيف على المستوطنين، جراء توالي سقوط الصواريخ اللبنانية على رؤوسهم".
تأتي تصريحات غرينبرغ، بينما قالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن إسرائيليَين أصيبا، أحدهما بجروح متوسطة، جراء سقوط صاروخ أطلق من لبنان على مبنى في مستوطنة بيتح تكفا، كما توقفت حركة الطيران بمطار بن غوريون الدولي في تل أبيب وسط إسرائيل.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مقطع فيديو يظهر دمارا واسعا لمبنى في بيتح تكفا، بعدما تعرض لإصابة مباشرة بصاروخ أدت لاشتعال النيران فيه.
فشل أمنيوفي السياق ذاته، قال رئيس بلدية نهاريا شمالي إسرائيل رونين مارلي، الأحد، إن تل أبيب فشلت في توفير الأمن لمواطنيها، وأهدرت أموالا ضخمة من ميزانيتها دون جدوى.
ونقلت الإذاعة نفسها عن مارلي قوله، إن "إسرائيل فشلت في توفير الأمن لسكانها، كما سبق وأهدرت ميزانيات ضخمة لإجلاء سكان الجنوب (بمحاذاة قطاع غزة)".
ووصف مارلي، قرار إسرائيل بإجلاء السكان بـ"الغبي"، موضحًا أن تل أبيب سجلت "فشلا ذريعا" حيال هذا الأمر.
وبداية حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أجلت تل أبيب سكان المستوطنات المحاذية للقطاع جراء صواريخ فصائل فلسطينية، ومع دخول لبنان جبهة إسناد في اليوم التالي، طلبت تل أبيب من عشرات آلاف الإسرائيليين إخلاء منازلهم في عشرات المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية.
وتقع حيفا في منطقة الكرمل، وهي ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد القدس وتل أبيب-يافا، بحوالي 300 ألف نسمة، بينهم 34 ألف عربي (فلسطينيون لم تفلح العصابات الصهيونية بتهجيرهم خلال النكبة).
وحيفا هي مركز نقل ومواصلات وصناعات تكنولوجية وطاقة وسلاح، مما يجعلها مدينة إستراتيجية تؤثر على إسرائيل بأكملها، كونها تضم أيضا أحد أكبر مراكز التجارة البحرية، ويُعد ميناؤها أحد رموزها إلى جانب ميناء أسدود.
وأولئك الذين اعتادوا على الواقع الجديد هم أصحاب الشركات والمطاعم والمقاهي وأماكن الترفيه والمعالم السياحية في المدينة، وبعضها لم يتم افتتاحه بعد ومغلق منذ باتت المدينة في مرمى صواريخ ومُسيّرات المقاومة.
وتُعتبر حيفا أكبر مركز صناعي في الشمال، وتشكل صناعاتها الرائدة جوهر الاقتصاد المحلي في المدينة، وتسهم بشكل كبير في التطور الاقتصادي والتكنولوجي بإسرائيل.