موجة حرارة نادرة تضرب القارة القطبية الجنوبية في ذروة الشتاء
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تشهد القارة القطبية الجنوبية في وسط فصل الشتاء حالة غير معتادة من الدفء، وقد يكون ذلك نتيجة ظاهرة نادرة تعرف بالاحترار الستراتوسفيري، والتي أثرت على الأجواء في المنطقة.
و رغم أن درجات الحرارة ما زالت تحت الصفر، إلا أن الأجزاء الشرقية من القارة سجلت ارتفاعاً في درجات الحرارة بلغ 28 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي لشهر يوليو.
وأفاد محلل المناخ القطبي ستيفانو دي باتيستا بأن متوسط درجة الحرارة في محطة الأبحاث الروسية فاستوك بلغ -60.4 درجة مئوية، أي أكثر من 6 درجات مئوية أعلى من المتوسط خلال الفترة من 1958 إلى 2023.
وأوضح عالم الأرصاد الجوية الإيطالي جوليو بيتي أن درجات الحرارة الدافئة في قلب القارة تتناقض مع برودة غير عادية في المناطق الساحلية. وقد جاءت هذه الظروف نتيجة ظاهرة جوية غير معتادة في المنطقة.
وأكد بيتي أنه "على مدار عدة أيام، كانت درجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية مرتفعة بشكل غير معتاد، ولكن هذه المرة ليس لها علاقة بتغير المناخ". وأوضح أن السبب هو الاحترار الستراتوسفيري النادر الذي أضعف الدوامة القطبية، مما ساهم في ضغط جوي قوي.
وبين 20 و30 يوليو، بلغ متوسط درجة الحرارة في محطة أبحاث قطبية جنوبية -47.6 درجة مئوية، وهو ما يعتبر طقساً طبيعياً لنهاية الصيف في المنطقة.
وأشار دي باتيستا إلى أن "الموجة الحارة على هضبة القارة القطبية الجنوبية تعتبر استثنائية أكثر من حيث مدتها وليس كثافتها، على الرغم من أن بعض القيم جديرة بالاهتمام".
وتأتي هذه الأجواء الدافئة بعد عامين من موجة حر قياسية في القارة، أدت إلى انهيار جليدي ضخم بحجم هونغ كونغ. كما تتزامن مع موجة حر عالمية سجلت خلالها درجات حرارة قياسية مرتين.
وأوضح زيك هاوسفاذر، عالم أبحاث في جامعة بيركلي، أن ارتفاع درجات الحرارة في القارة القطبية الجنوبية كان له تأثير كبير على تلك الأرقام العالمية.
"لقد ارتفعت درجات حرارة القارة بشكل عام جنبًا إلى جنب مع العالم خلال الـ 50 عامًا الماضية، لذا فإن أي موجة حر تبدأ من هذا المعدل المرتفع". وأضاف أنه "من الآمن القول إن الغالبية العظمى من الزيادة في الشهر الماضي كانت مدفوعة بموجة الحر هذه".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: القارة القطبیة الجنوبیة درجات الحرارة الحرارة فی
إقرأ أيضاً:
أغسطس 2024 كان الأشد حرارة في التاريخ الحديث
أعلن الباحثون من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي أن شهر أغسطس/آب 2024 كان الأكثر دفئا على مستوى العالم إلى جانب أغسطس/آب 2023، حيث بلغ متوسط درجة حرارة الهواء السطحي 16.82 درجة مئوية، أي 0.71 درجة مئوية أعلى من متوسط أغسطس/آب 1991-2020.
ويعد "متوسط درجة الحرارة العالمية" مقياسا يوميا لمتوسط درجة حرارة سطح الأرض. ويوفر هذا المقياس قيمة درجة حرارة واحدة تمثل درجات الحرارة المجمعة على مدار كل يوم، لجميع المناطق في كل أنحاء العالم، سواء البرية أو البحرية، وهو بذلك يختلف عن درجة الحرارة في مدينتك أو دولتك.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما أعلى درجة حرارة يمكن للإنسان تحمّلها؟list 2 of 2كيف تحافظين على سلامتك في حرارة الصيف أثناء الحمل؟end of listوتقوم الخدمات مثل كوبرنيكوس بقياس متوسط درجات الحرارة عن طريق أدوات عدة، منها بيانات من أقمار صناعية مختلفة إلى جانب آلاف محطات الأرصاد الجوية حول العالم، والتي تقوم بقياس درجة الحرارة، بعض هذه المحطات توجد على متن عوامات وسفن محيطية تجمع بيانات درجة حرارة سطح البحر.
وبحسب خدمة كوبرنيكوس، كان أغسطس/آب 2024 أعلى بمقدار 1.51 درجة مئوية عن مستوى ما قبل الصناعة وهو الشهر الـ13 في فترة 14 شهرا تجاوز فيها متوسط درجة حرارة الهواء السطحي العالمي 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وبشكل عام، فإن متوسط درجة الحرارة العالمية للأشهر الـ12 الماضية (من سبتمبر/أيلول 2023 إلى أغسطس/آب 2024) كان الأعلى على الإطلاق لأي فترة دامت 12 شهرا متتالية، بارتفاع قدرة عند 0.76 درجة مئوية فوق متوسط الأعوام من 1992 إلى 2020، وارتفاع مقداره 1.64 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الصناعة 1850-1900.
يشهد العالم أياما أشد حرارة عاما بعد عام (شترستوك) تغير كبيرويوضح العلماء أن شذوذ متوسط درجات الحرارة العالمية حتى الآن (من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب 2024) كان أعلى بمقدار 0.70 درجة مئوية عن متوسط 1991-2020، وهو أعلى مستوى مسجل لهذه الفترة وأكثر دفئا بمقدار 0.23 درجة مئوية عن الفترة نفسها في عام 2023.
ويشير اصطلاح شذوذ درجة الحرارة إلى الفرق بين درجة الحرارة المرصودة في مكان ووقت معينين ودرجة الحرارة المرجعية أو الأساسية، والتي يتم حساب متوسطها عادة على مدى فترة طويلة. تُستخدم شذوذات درجة الحرارة للكشف عن التغيرات في درجة الحرارة وتتبعها بمرور الوقت، وخاصة في سياق تغير المناخ.
وعندما تكون درجة الحرارة المرصودة أعلى من درجة الحرارة الأساسية أو المرجعية. على سبيل المثال، إذا كانت درجة الحرارة المتوسطة في شهر معين أعلى بمقدار 1.5 درجة مئوية من المتوسط الطويل الأمد، فهذا يسمى شذوذا إيجابيا في درجة الحرارة.
وبحسب خدمة كوبرنيكوس، يجب أن ينخفض متوسط الشذوذ للأشهر المتبقية من هذا العام بمقدار 0.30 درجة مئوية على الأقل حتى لا يكون عام 2024 أكثر دفئا من عام 2023، ولم يحدث هذا مطلقا في مجموعة بيانات الخدمة بأكملها، مما يجعل من المرجح بشكل متزايد أن يكون عام 2024 هو العام الأكثر دفئا على الإطلاق في تاريخ القياس.