افتتحت وزارة الثقافة والرياضة والشباب مهرجان المسرح العماني الثامن بمسرح العرفان، فـي مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة.

ويتميز المهرجان هذا العام بوجود العروض الموازية، التي جاءت لتواكب العروض الرئيسية المتنافسة، بالإضافة إلى المعرض الفني المصاحب للمهرجان، الذي ستقام فـيه الندوات والجلسات النقاشية والتعقيبية، والتي تسعى الوزارة من خلالها إلى تحقيق الاستراتيجية الثقافـية المنبثقة من رؤية عمان 2040، فـي أحد محاورها، التي تعنى بالمجالات الفنية وسبل الارتقاء بها.

وفـي كلمة المهرجان، أكد سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة أن الوزارة وضعت من خلال استراتيجيتها الثقافـية ٢٠٤٠، حزمة من الخطط والبرامج التي تشمل مختلف المجالات الثقافـية، وتأتي فـي مقدمتها المجالات الفنية، مشيرا إلى أن الوزارة اعتمدت فـي خططها التنفـيذية مجموعة من المهرجانات المتخصصة، ومن بينها مهرجان المسرح العُماني.

وقال: «تولي الوزارة أهمية بالغة لدعم الإنتاج الثقافـي، بما فـيه الإنتاج المسرحي، الذي يتجسّد فـي هذه العروض الجديدة كليا. كما نسعى إلى رعاية الفنانين ودعم النتاج الفكري، الذي يتمثل فـي الندوات المصاحبة للعروض المسرحية اليومية، نظرًا لما تمثله المهرجانات الثقافـية من أهمية استراتيجية فـي صناعة المشهد الثقافـي». وأضاف: «سعدنا اليوم أن نحتفـي جميعا بمهرجان المسرح العماني الثامن، الذي توجت مسيرته بالعديد من النجاحات المسرحية التي ساهمت فـي وصول العمل المسرحي فـي سلطنة عمان إلى مراتب متقدمة. وقد كان لهذا المهرجان إسهام واضح فـي تطوير مهارات الفرق المسرحية العُمانية التي نفخر اليوم بإنجازاتها على مختلف الأصعدة. كما جاءت التوجيهات السامية لجلالة السلطان -حفظه الله- بإنشاء مجمع عُمان الثقافـي الذي سيكون من ضمن أهم مكوناته المسرح الوطني ليؤكد الاهتمام السامي بقطاع الثقافة وبنيته الأساسية».

وعُرض خلال الحفل فـيلم قصير حول مسيرة المهرجان عاما بعد عام فـي رحلة حافلة فـي سبع نسخ مضت.

المكرمون فـي المهرجان

ودعما للحركة المسرحية وروادها وقاماتها الفنية فـي المجال المسرحي فـي هذه النسخة من المهرجان كرم المهرجان كلا من المكرم الدكتور عبدالكريم بن علي بن جواد اللواتي، الذي عمل أستاذا محاضرا فـي التمثيل والإخراج فـي كلية المجتمع بقطر حتى عام ٢٠٢٢ وعمل مستشارا لوزير التراث والثقافة للدراسات والبحوث منذ عام ٢٠٠٥ وحتى عام ٢٠١٧، وهو حاصل على الدكتوراة فـي الثقافة المسرحية «الدراما» من جامعة هال ببريطانيا عام ٢٠٠٤. وكرم المهرجان الدكتور سعيد بن محمد السيابي، الذي درس الفنون المسرحية في جامعة السلطان قابوس عام ١٩٩٩ وحصل على الجائزة العربية للإبداع في دورة بغداد عام ٢٠١٣، وحصل على الدكتوراة فـي «المسرح والتراث الشعبي فـي الثقافة العمانية المعاصرة» من جامعة جريفث عام ٢٠١١. كما كرّم المخرج أحمد بن سالم البلوشي الذي أشرف على تكوين وتأسيس وتطوير فرق مسارح الشباب بسلطنة عمان فـي الفترة ١٩٩٤ - ٢٠٠٤ وأخرج وأعد وألَّف ٢٢ مسرحية لقطاع الشباب، كما كان المندوب للهيئة العربية للمسرح فـي السلطنة ٢٠١١ - ٢٠١٣م. وكرم خالد بن عمر الشنفري الذي أخرج أكثر من ٦٠ عملا وشارك فـي العديد من المشاركات الدولية وحقق جائزة أفضل إخراج مرتين على التوالي بمهرجان صلالة الجماهيري، وكرم الأستاذ أحمد بن سعيد الإزكي الخبير فـي مجال الإعلام والتلفزيون والمسرح لأكثر من ٤٠ عاما وحاصل على العديد من الجوائز الفنية محليا وخليجيا وعربيا.

لجنة التحكيم

ومثَّل لجنة التحكيم الرئيسية للمهرجان كل من الدكتورة آمنة الربيع والفنان عبدالغفور البلوشي من سلطنة عمان، ومن دولة الكويت الدكتور حسين المسلم، ومن دولة الإمارات الدكتور حبيب غلوم، ومن جمهورية العراق الدكتور عبدالرضا جاسم.

ضيوف المهرجان

ويستضيف المهرجان فـي دورته هذا العام نخبة من الفنانين الضيوف من خارج سلطنة عمان، وهم كل من الفنان أحمد الجسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة، وإسماعيل عبدالله أمين عام الهيئة العربية للمسرح بالكويت، بالإضافة إلى الفنان خالد البريكي والفنان عبدالله التركماني من الكويت، أما من المملكة العربية السعودية فـيستضيف المهرجان الفنان يوسف الجراح والدكتور سامي الجمعان، ومن مملكة البحرين الفنان عبدالله ملك والفنانة شيماء سبت، ومن قطر الفنان ناصر عبدالرضا والفنان فالح فايز، ومن لبنان البروفـيسور جان داوود والفنانة روان حلاوة، ومن جمهورية مصر العربية الفنانة صابرين ياسين والفنان مصطفى حشيش، ومن العراق الدكتور بهاء الشمري، ومن المملكة الأردنية الهاشمية الفنان غنام الغنام والدكتور فراس الريموني.

عروض مصاحبة

وسيحتضن مسرح الجمعيات ستة عروض موازية للمهرجان، تتنوع بين عروض لمسرح الطفل، والمسرح المدرسي والجامعي، وعرض لذوي الإعاقة، وعرض مونودراما. إلى جانب عروض مسرح الفضاءات المفتوحة (مسرح الشارع)، التي ستقام فـي الساحة الخارجية لمدينة العرفان. كما سيتم عرض مسرحيات عمانية فازت فـي الدورات السابقة للمهرجان، عبر شاشة العرض فـي ردهة المهرجان الرئيسية.

عروض متنافسة

وتبدأ المنافسة اليوم بين العروض المسرحية على مسرح العرفان بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بعرض «الجدر» لفرقة لبان وستكون تحت رعاية المكرم الدكتور عبدالكريم بن علي بن جواد اللواتي، فـي حين سيكون ثاني العروض عرض «الزمر» لفرقة مسرح مسقط وسيرعاه المكرم الشيخ حمد بن هلال المعمري، أما ثالث العروض فسيكون عرض «أصحاب السبت» لفرقة السلطنة للثقافة والفن تحت رعاية سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني، فـيما تقدم فرقة مسرح الشرق رابع العروض بعنوان «من بعثنا من مرقدنا» برعاية سعادة الشيخ راشد بن حمد الشامسي، وستقدم فرقة موشكا العرض الخامس بعنوان «شجريون» وسيرعاه سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، أما سادس العروض المسرحية فسيكون عرض «أضغاث أوهام» لفرقة نخل تحت رعاية سعادة محمد بن سليمان الكندي، وستقدم فرقة مسرح الدن سابع العروض بعنوان «تغريبة القافر» برعاية سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي، وتختتم العروض المسرحية بعرض «مسارات الحب والحرب» لفرقة تواصل المسرحية الذي سيرعاه سعادة محمد بن سعيد البلوشي.

ندوة فكرية

وتقام ضمن فعاليات المهرجان ندوة فكرية بعنوان (نحو مسرح عماني فاعل)، وذلك غدا وبعد غد، فـي مسرح الردهة. وستشمل الندوة على ثماني أوراق عمل، بمشاركة نخبة من الباحثين العمانيين المختصين. سيتحدث فـي الجلسة الأولى الدكتور سمير العريمي عن (الإصدارات العمانية الجديدة)، فـيما يقدم أحمد الأزكي ورقة عن (الكوميديا فـي المسرح العماني: الأهداف والغايات)، وسيتحدث عبدالرزاق الربيعي عن (الاستثمار الثقافـي فـي المسرح: نحو صناعة مسرحية عمانية)، أما ورقة (مسرح الطفل فـي عمان: رهان التكوين وإشراقات المستقبل) فتقدمها الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائية، وسيدير الجلسة الدكتور سعيد السيابي.

وفـي اليوم الثاني يقدم الدكتور مرشد راقي عزيز ورقة بعنوان (عن مشاركات المسرح العماني بالمهرجانات السياحية: رصد وقراءة فنية)، أما ورقة (المسرح العماني: المشاركات والجوائز) فـيقدمها الفنان يوسف بن محمد البلوشي، فـيما يتناول الدكتور شبير العجمي موضوع (مسرح الشارع فـي عمان: رؤية معاصرة)، ويقدم خالد بن سيف العامري ورقة عن (المونودراما فـي عمان: تجارب فاعلة)، وتدير الجلسة الدكتورة رحيمة بنت مبارك الجابرية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المسرح العمانی رعایة سعادة تحت رعایة

إقرأ أيضاً:

المسرح الجامعي .. مواهب شبابية متفجّرة

فـي عام 2009 شاهدت عرضًا جرى تقديمه ضمن مهرجان المسرح الجامعي الخامس الذي أقامته جماعة المسرح فـي جامعة السلطان قابوس، حمل عنوان «مجرد نفايات» للمخرج خالد العامري والكاتب الراحل قاسم مطرود، وكان العرض يقوم على ممثل واحد(مونودراما) من أداء ممثل شاب لم أكن قد شاهدت له عملا من قبل، وشدّني لأدائه أنّه كان يتمتّع بمرونة جسديّة عالية، سألت عنه فقيل إنه طالب فـي كلية التربية الرياضية، وتوقعت له الفوز بجائزة أفضل ممثل، وهذا ما قلته خلال الندوة التطبيقيّة التي أعقبت العرض، وبالفعل نال الجائزة، ولفت إليه الأنظار، ولم يكن ذلك الممثل الشاب سوى الفنان عبدالحكيم الصالحي الذي يعدّ اليوم من صفوة نجوم المسرح العماني، وكان من مخرجات المسرح الجامعي، مواهب أخرى عديدة كثيرة فـي التمثيل، والتأليف، والإخراج كشف عنها المسرح الجامعي الذي يمثّل رافدا اعتاد أن يمدُّ الحركات المسرحية بوجوه شابّة جديدة ميزتها أنّها جاءت إلى المسرح طواعية، يقودها حبّها له، فلم تدرس المسرح أكاديميا، وإنما درست تخصصات مختلفة، وكثير منها من ذوي التخصّصات العلميّة، لم لا؟ والكليات العلمية خرّجت عددا من نجوم المسرح العربي من أبرزهم الفنّان عادل إمام الذي تخرّج من كلية الزراعة، وأول أعماله المسرحية قدّمها على مسرح الكلية بجامعة القاهرة، ومثله درس الفنّان الراحل سمير غانم العلوم الزراعيّة فـي كلية الزراعة أيضا، وفـي جامعة الإسكندرية، وكذلك درس جورج سيدهم من كلية الزراعة بجامعة عين شمس، ومثلهم درس صلاح السعدني ومحمود عبدالعزيز ومحسنة توفـيق، العلوم الزراعيّة، وآخرون، ومن المفارقة أن الكثير من الذين تخرّجوا من الكليات المتخصّصة بالمسرح، امتهنوا مهنا لا علاقة لها بالمسرح، الذي صار بالنسبة لهم شهادة أكاديمية، وذكريات أيام خلت !!

فالدراسة التخصّصية فـي المسرح لا تكفـي بدون توفّر الموهبة، والشغف، بينما هناك شباب موهوبون لم يدرسوا المسرح، ولكنّهم طوّروا قدراتهم، من خلال التثقيف الذاتي، والمران، ومشاهدة العروض، وحضور المهرجانات، والمشاركة فـي حلقات عمل تدريبية، فأغنوا الجانبين، النظري والعملي، وشقّوا طريقهم بثقة فـي عالمه.

وبقيت بداياتهم مرتبطة بالمسرح المدرسي الذي يعود ظهوره إلى منتصف القرن السادس عشر وتحديدا عام 1566 عندما قدّم مجموعة من تلامذة المدارس مسرحية (باليمون واركبت) أمام الملكة إليزابيث، والمسرح الجامعي الذي عماده الطلبة والأساتذة المنتسبون للجامعات، وكانت بداياته فـي القرن الخامس عشر، مع العروض الطلابية التي كان يقدّمها طلبة الكليات والجامعات فـي فرنسا وألمانيا وانجلترا، كما يؤكّد الباحثون، ومن هناك بدأت مسيرة المسرح الجامعي، فحين لاحظت إدارات الجامعات أهميّة المسرح فـي تقديم رسائل توعوية تسهم فـي بناء شخصيّات الشباب من طلّاب الجامعات والكشف عن مواهبهم وتنمية قدراتهم، وإثراء معلوماتهم، وحثّهم على العمل الجماعي، أقول: حين لاحظت إدارات الجامعات ذلك قامت بدعم المسرح الجامعي، فبنت المسارح، ونظّمت الحفلات التي تقدّم من خلالها العروض الطلابية، ثم أقامت المهرجانات السنوية التي أتاحت للطلّاب من مختلف الكلّيّات والجامعات فرصة اللقاء بهم، والتعرّف عليهم.

واليوم ازداد الاهتمام، وتعدّدت المهرجانات، وحقّق المسرح الجامعي حضورا لافتا فـي السنوات الأخيرة، ويكفـي أنّ مهرجان (آفاق) للمسرح الجامعي السنوي الذي تقيمه جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط، أعلن فـي دورته الأخيرة العاشرة التي استقطب بها أكثر من ثلاثين نجم عربي، من دول عربية عديدة، أنه سيتحوّل فـي الدورة المقبلة إلى مهرجان دولي، وما أن انتهى هذا المهرجان حتّى أطلقت جامعة ظفار النسخة الثالثة من مهرجان جامعة ظفار للمسرح الجامعي، بمشاركة ستة عروض تنافست على جوائز المهرجان، إلى جانب مهرجانات مسرحية جامعية شكّلت ظاهرة فـي المسرح العماني، فأسهمت فـي رفده بالعديد من الوجوه الفنية، وفجّرت طاقات شبابه.

مقالات مشابهة

  • إهداء درع مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير إلى الدكتور يوسف العميري
  • مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي يعلن تفاصيل المحور الفكري لدورته الـ32
  • فرقة كفر الشيخ تقدم "ولي" بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح
  • كفر الشيخ تشارك في المهرجان الختامي لنوادي المسرح بالقناطر الخيرية
  • لطيفة بنت محمد تلتقي وزير الثقافة والشباب في كوستاريكا
  • برعاية وزيري التعليم العالي والشباب.. الاحتفال باليوم الأفريقي لطلاب الجامعات المصرية
  • محمد رياض رئيسا للدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري
  • سلاح الجو السلطاني العماني يوقع اتفاقية مع "أكاديمية عمان للطيران"
  • محمد رياض رئيسًا للدورة الثامنة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري
  • المسرح الجامعي .. مواهب شبابية متفجّرة