السريلانكيون يعاقبون النخبة السياسية برئيس ماركسي
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
كولومبو- أعلنت لجنة الانتخابات العامة في سريلانكا فوز المرشح اليساري أنورا كومارا ديساناياكا، بفارق أكثر من مليون صوت عن منافسه ساجيث بيراماداسا بالمرحلة الثانية من عد الأصوات، وذلك بعد استبعاد كافة المرشحين الآخرين البالغ عددهم 36 بالمرحلة الأولى من الفرز، وذلك وفق نص القانون الانتخابي.
وهذه المرة الأولى في تاريخ الانتخابات السريلانكية التي يُلجأ فيها لمرحلة ثانية من فرز أصوات الناخبين، وذلك لعدم حصول أي من المترشحين على نسبة تزيد على 50% بالمرحلة الأولى، حيث يتيح النظام الانتخابي للناخبين خيارا ثانيا وثالثا في ورقة الاقتراع.
واعتبر كثيرون فوز ديساناياكا (55 عاما) سابقة تاريخية من عدة أوجه، فهذه المرة الأولى التي تتقلد فيها هذا المنصب شخصية من الطبقة الفقيرة، ولا ينتمي لإحدى العائلات السياسية التي تداولت السلطة منذ الاستقلال عام 1948.
كما يحمل الرئيس الجديد فكرا ماركسيا، من شأنه أن يغير وجهة سريلانكا السياسية والاقتصادية، وقد وعد بتغيير جذري في نظام الحكم ومراجعة الاتفاقيات الموقعة مع صندوق النقد الدولي من أجل إعادة جدولة الديون.
وكانت سريلانكا قد وقعت اتفاقا مع صندوق النقد يقضي بمنحها حزمة إنقاذ بنحو 2.9 مليار دولار، على شكل قرض ينفذ على مراحل، ويمكّنها من إعادة جدولة ديونها المستحقة التي تقدر بـ17 مليار دولار.
غاجاناياك اعتبر أن طابع الانتخابات كان احتجاجيا ضد النخبة الحاكمة (الجزيرة) استفتاء على النخبةينظر كثير من المحللين السياسيين للانتخابات -التي أجريت أمس السبت- على أنها استفتاء على النظام السياسي والنخبة الحاكمة، وذلك بعد عامين من ثورة شعبية أطاحت بحكم عائلة راجاباكسا، في أعقاب أزمة اقتصادية وضعت البلاد على حافة الإفلاس.
بل إن مانجولا غاجاناياك، رئيس معهد الإصلاح الديمقراطي والدراسات الانتخابية في كولومبو، اعتبرها انتخابات احتجاجية، وحسب تعبيره "إنها المرة الأولى منذ اعتماد النظام الرئاسي عام 1978 التي يعتقد فيها الناس أنهم قادرون على فعل شيء مختلف".
ومن مفارقات هذه الانتخابات برأي غاجاناياك، أن الرئيس رانيل ويكريمسينغه تخلى عن حزبه ودخلها بصفته مستقلا، وبدا كأنه يقف وحيدا في مواجهة جميع المرشحين الآخرين متسلحا بمقدرات الدولة.
ويضيف غاجاناياك -في حديثه للجزيرة نت- أن احتدام المنافسة بين عدة مترشحين أدى إلى توزيع الأصوات والذهاب إلى جولة ثانية من العد لحسم النتيجة بين المرشحيْن اللذين حصلا على أعلى الأصوات في مرحلة العد الأولى، خلافا لجميع الانتخابات السابقة التي كان ينحصر فيها السباق بين اثنين.
منير مظفر يرى أن اختيار ديساناياكا للرئاسة تعبير عن رغبة شعبية بتغيير الثقافة السياسية في سريلانكا (الجزيرة) ثقافة سياسية جيدةمن ناحيته، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لحزب قوة الشعب الوطني منير مظفر أن الانتخابات "أنهت عهد العنصرية والعنف والتطرف" وهو ما يميزها عن سابقاتها التي قسمت المجتمع السريلانكي على أسس دينية وعرقية ومناطقية.
ويعيد مظفر سبب التحول في فكر الناس إلى أن النظام السابق رحل بثورة شعبية عام 2022، وحمّل الناس النخبة السياسية مسؤولية تفاقم المشاعر العنصرية التي بدأت عام 2015 من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، واستهدفت بدرجة أولى الأقلية المسلمة.
وقال في حديثه للجزيرة نت إن الاقتصاد عامل ضاغط في تحول الناخبين، والتصويت لديساناياكا هو اختيار للبديل الذي يقدمه، والذي يتبنى المساواة والعدالة الاقتصادية.
رغم سلمية الانتخابات فإن الهواجس الأمنية استدعت فرض حظر التجول (الجزيرة)ويعزو سبب خسارته انتخابات عام 2019، والتي حصل فيها على 3.5% من الأصوات، إلى أنها كانت قائمة على أسس عنصرية، حيث انتخب سكان الجنوب ذي الغالبية السنهالية راجاباكسا الذي وعدهم بالأمن بعد هجمات عيد الفصح، بينما انتخب الشماليون والشرقيون ذوو الأقليات المسلمة والتاميلية بريماداسا خوفا من وصول راجاباكسا للسلطة مدعوما بالمتطرفين.
وبرأي مظفر، فقد قرأ كثير من المثقفين نتيجة الانتخابات الأخيرة بأنها تعبير عن رغبة شعبية بتغيير الثقافة السياسية التي يعتقدون أنها قائمة على الفساد والمحسوبية والعائلات السياسية، ويحملون الساسة مسؤولية التدهور السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي آلت إليه سريلانكا.
ويعتقد كثير من السريلانكيين أن أحزاب الحكم السابقة فاسدة، ولا يمكن الاعتماد عليها في الإصلاح، لا سيما أن المتطرفين الذين كانوا يتصدرون المشهد اختفوا في هذه الانتخابات، بعد أن كانت تستغلهم الأحزاب لأسباب انتخابية وفق قاعدة "فرق تسد".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الصدريون يعقدون اجتماعات غير معلنة استعدادا للمرحلة السياسية المقبلة
بغداد اليوم - بغداد
كشفت مصادر مطلعة داخل الهيئة السياسية للتيار الوطني الشيعي (التيار الصدري) سابقًا، اليوم السبت (16 تشرين الثاني 2024)، عن وجود اجتماعات غير معلنة لمسؤولين في الهيئة من أجل ترتيب أوراق المرحلة السياسية المقبلة.
وقالت المصادر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "عودة الصدريين الى المشهد السياسي امر حتمي، وستكون خلال المرحلة المقبلة، وهذا الامر ربما يكون بأشهر قليلة قبل موعد انتخابات مجلس النواب، والتي يعتزم الصدريون المشاركة فيها بقوة".
وأضافت المصادر، أن" الأيام القليلة الماضية شهدت اجتماعات مختلفة لمسؤولين عن الملف السياسي داخل الهيئة السياسية للتيار الوطني الشيعي لبحث وترتيب أوراق المرحلة المقبلة والاستعداد الى العودة السياسية والانتخابية".
وأكد الباحث في الشأن السياسي المقرب من التيار الوطني الشيعي مجاشع التميمي، يوم السبت (31 آب 2024)، وجود تحرك للتيار بهدف ترتيب عودته السياسية والانتخابية خلال المرحلة المقبلة.
وقال التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "هناك حوارات ومشاورات للتيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقا) مع أطراف سياسية ومن بينها قوى داخل الإطار التنسيقي رغم أن التيار الوطني الشيعي لم يعلن عنها لكن قيادات من كتل سياسية قالت أنها التقت ممثلين عن التيار الوطني الشيعي".
وبين ان "عودة التيار الوطني الشيعي حتمية لأن الصدر انسحب من الدورة الخامسة لمجلس النواب لفتح المجال أمام قوى الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة والبوادر تشير إلى أن خطوات الصدر واضحة في العودة والمشاركة في الانتخابات المقبلة".
وأضاف التميمي، إنه" في حال عودة التيار الوطني الشيعي إلى المشهد السياسي والمشاركة في الانتخابات المقبلة فإنه سيقلب المعادلة رأسًا على عقب خاصة مع قوة هذا التيار داخل المجتمع العراقي وخاصة في المحافظات الوسطى والجنوبية فضلا عن الانشقاقات والخلافات داخل الاطار التنسيقي وستكون الحصة الأكبر من المقاعد البرلمانية الشيعية لهذا التيار".
وختم المقرب من التيار الوطني الشيعي قوله، بأن "التيار يخطط لسيناريو جديد مختلف عن السابق من حيث القوائم الانتخابية أو التحالفات السياسية لأن الصدر لن يكرر التجارب السابقة ولا نستغرب أن يكون تحالفه المقبل مع أطراف سياسية من أجل المصلحة العليا للعراق".
وفي الخامس عشر من حزيران لعام 2022، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب من العملية السياسية في البلاد وعدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع الساسة "الفاسدين".
وجاء إعلان الصدر خلال اجتماعه في النجف بنواب الكتلة الصدرية الذين قدموا استقالتهم من البرلمان بعد 8 أشهر على إجراء الانتخابات التشريعية لم يتمكنوا خلالها من تشكيل حكومة عراقية.
وأضاف الصدر في حديثه "أريد أن أخبركم، في الانتخابات المقبلة لن أشارك بوجود الفاسدين، وهذا عهد بيني وبين الله وبيني وبينكم ومع شعبي إلا إذا فرج الله وأزيح الفاسدون وكل من نهب العراق وسرقه وأباح الدماء".
وتابع مخاطبا أعضاء الكتلة الصدرية "في حال اشتركنا في الانتخابات المقابلة فأبقوا نساء ورجالا على أهبة الاستعداد، ولا تتفرقوا وتكاملوا سياسيا وعقائديا وبرلمانيا وقانونيا وتواصلوا مع الشعب العراقي".