منازل سكان الفاشر السودانية باتت أنقاضا بعدهجوم شامل لقوات الدعم
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
بورت سودان (السودان) «أ.ف.ب»: يحاول سكان مدينة الفاشر السودانية بصعوبة التحرك بين أنقاض منازلهم بعد أن بدأت قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة منذ شهور، ما وصفته الأمم المتحدة بـ«هجوم شامل» عليها.
ومن المقرر أن تناقش الجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة اليوم النزاع المستمر منذ 17 شهرا في السودان والذي أوقع عشرات الآلاف من الضحايا وتسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الثلاثاء الماضي طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أبريل 2023. لكن على الأرض تجدد القصف في الفاشر وطاول منازل المدنيين.
وقال التيجاني عثمان الذي يقطن في جنوب المدينة: «غالبية منازل حيّنا دُمّرت تماما».
وأضاف: «بات الحي شبه خال من السكان»، بعد شهور من الحصار والاشتباكات ونقص الغذاء.
وأدت الاشتباكات العنيفة التي دارت أمس السبت بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني إلى سقوط 14 قتيلا مدنيا و40 جريحا، بحسب ما قال مصدر طبي لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته خشية تعرّضه للأذى.
وتدارك: «غير أن هذه الحصيلة أبعد ما تكون من الرقم الفعلي»، موضحا أن «الناس عادة يدفنون موتاهم حيث هم موجودون بدلا من المخاطرة بعبور منطقة اشتباكات في الطريق إلى المستشفى».
وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش السبت إنه «يشعر بقلق بالغ من التقارير عن هجوم شامل» لقوات الدعم السريع، وحض قائدها محمد حمدان دقلو على «التحلي بالمسؤولية وإصدار أوامر فورية بوقف هجوم قوات الدعم السريع».
ومنذ مايو، تفرض قوات الدعم السريع حصارا على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، المدينة الكبيرة الوحيدة في هذا الإقليم الشاسع غرب البلاد التي لا تخضع لسيطرتها.
وأوقعت المعارك مئات القتلى داخل المدينة وفق منظمة أطباء بلا حدود الإنسانية. كما أدت إلى نزوح مئات الآلاف في الأسابيع الأخيرة وإلى مجاعة في مخيم زمزم للنازحين القريب من الفاشر. وتحوط بالفاشر العديد من مخيمات النازحين، من بينها زمزم وأبوشوك اللذان ضاقا بمئات الآلاف من هؤلاء منذ بدء الحرب بسبب حصار قوات الدعم السريع وقصفها.
واستنادا بشكل خاص إلى صور للأقمار الاصطناعية، أفاد مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل في الولايات المتحدة بأن المدنيين كانوا يهربون «سيرا على الطريق من الفاشر إلى زمزم».
واستغل سكان بقوا في المدينة، مثل محمد صفي الدين، فرصة الهدوء الحذر صباح الأحد لجلب طعام لأسرهم.
وقال صفي الدين: «الوضع الغذائي صعب، نعتمد على مراكز الطبخ» التي يديرها متطوعون وانتشرت في مختلف أنحاء البلاد وتعد خط الدفاع الأخير في مواجهة المجاعة في مناطق مثل الفاشر.
ويواجه طرفا النزاع، الجيش وقوات الدعم السريع، اتهامات بارتكاب جرائم حرب بينها استهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
قالت مجلة إيكونوميست إن قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش النظامي في السودان، كانت قبل عام تبدو في حالة جيدة بعد أن استولت على جزء كبير من العاصمة الخرطوم، وبسطت سيطرتها على كل دارفور تقريبا، واستعد زعيمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) للقيام بجولة في العواصم الأفريقية يستقبل خلالها باعتباره الرئيس المنتظر للسودان.
وأوضحت الصحيفة أن الحديث عن نصر عسكري واضح لقوات الدعم السريع في هذه الأيام لم يعد قويا كما في البداية، بل إنها في وضع حرج لأنها شهدت انتكاسات في أماكن عديدة بعد أن توغل الجيش في أجزاء من الخرطوم كانت تسيطر عليها، مع أنها قريبة من الاستيلاء على الفاشر عاصمة إقليم دارفور.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفتان بريطانيتان: قرار الجنائية الدولية زلزال هز العالمlist 2 of 2التايمز: هل أدرك ترامب أخيرا محدودية شعاره "الخوف هو المفتاح"؟end of listوقد أدت تلك الأحداث مع انشقاق أحد كبار قادة قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة إلى موجة من الهجمات الانتقامية ضد المدنيين، كانت وحشية للغاية لدرجة أن المراقبين شبهوها بالتطهير العرقي في الأجزاء التي احتلتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور العام الماضي.
لا مفاوضاتوذكرت المجلة بأن التفاوض في سويسرا على إنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فشل لأن القوات المسلحة السودانية رفضت الحضور، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع "تعتقد أنه لا يوجد مخرج من هذه الحرب من خلال النصر الكامل لجانب واحد"، ولكن المحللين يشككون في كون طلب المجموعة للمفاوضات حقيقيا.
ورأت الإيكونوميست أن ادعاء قوات الدعم السريع أنها تشن حربا من أجل الديمقراطية غير مقنع، لأنها نشأت من الجنجويد، وهي مليشيات سيئة السمعة، اتهمت باغتصاب المدنيين وذبحهم في دارفور في العقد الأول من القرن الـ21، ولا يوجد ما يشير إلى أنها تغيرت بشكل أساسي.
وهناك أسباب -كما تقول الصحيفة- تدعو إلى أخذ التزام قوات الدعم السريع بوحدة السودان على محمل الجد، لأن دارفور، المنطقة غير الساحلية التي تعاني من ندرة المياه لا تستطيع إقامة دولة مستقلة.
تصور الدعم السريعونقلت المجلة عن القيادي بالدعم السريع عز الدين الصافي قوله إن فكرة قوات الدعم السريع للتوصل إلى تسوية تفاوضية، تبدأ بوقف الأعمال العدائية وتجميد خطوط القتال الحالية، مع انسحاب الجانبين من "المنشآت المدنية".
وذلك إلى جانب احتمال فرض منطقة عازلة منزوعة السلاح من قبل قوات حفظ السلام الأفريقية، ليبدأ "حوار وطني" يضم جميع القوى السياسية في البلاد باستثناء الإسلاميين والحزب الحاكم السابق.
وأكدت المجلة أن معظم القوى الخارجية بما فيها الأمم المتحدة، تعتقد أن القوات المسلحة السودانية تتمتع بشرعية أكبر في نظر معظم السودانيين، مع أن رفض الجيش العنيد الانخراط بجدية في المفاوضات أضعف مكانته الدولية، وخاصة بين الدبلوماسيين الغربيين، ولذلك تحاول قوات الدعم السريع أن تضع نفسها في موقف الشريك الأكثر موثوقية من أجل السلام.