لجريدة عمان:
2025-02-01@11:58:04 GMT

تأملات في مهرجان المسرح العماني

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

تأملات في مهرجان المسرح العماني

رفع مهرجان المسرح العماني اليوم ستائره معلنا عن افتتاح النسخة الثامنة منه، وسط احتفاء المشهد الثقافـي فـي سلطنة عمان والعالم العربي أجمع بالذين حلوا ضيوفا عزيزين على المهرجان.. لم يكن فـي يومه الأول أو فـي بقيته أيام مساحة لمجرد الترفـيه، إلا فرصة لفتح حوارات عميقة حول مكانة المسرح فـي تشكيل معالم الحياة عبر مرآة النقد الفني، وعن الفنون بشكل عام ودورها فـي البناء الحضاري عبر التاريخ.

وإذا كان خطاب تشكيل القيم يشغل العالم فـي هذه اللحظة المفصلية من تاريخه فإن الفنون على اختلاف أشكالها، مسرحا ورسما وموسيقى وشعرا وسردا، تقوم بدور كبير فـي بناء القيم ودعم صمود الهوية الوطنية فـي ظل غزو العولمة.

والمسرح الذي يصنع فـي النفوس فرحة تحمل القدرة على الديمومة طويلا خاصة عندما تكون النصوص التي يشتغل عليها عميقة وموحية وقادرة على توليد الدلالات ونقد المجتمع يستطيع أن يترك فـي المتفرجين أثرا عميقا، سواء من حيث رؤيته للمستقبل أو عبر ربطنا بتاريخنا وخبراتنا الإنسانية.

بهذا المعنى يستحق مهرجان المسرح العماني فـي دورته الثامنة هذا الاحتفاء؛ لأنه أيضا يذكرنا بأن وزارة الثقافة والرياضة والشباب متمسكة، وبشكل يليق بتاريخ عمان ومكانتها، بكل أشكال الفنون خاصة وأنها نظمت قبل أقل من شهرين مهرجانا للأغنية احتفت فـيه بالصوت واللحن والكلمات. وهذا فـي حد ذاته مهم فـي ترسيخ مكانة الفنون واعتراف بدورها رغم كل التحولات التي أحدثتها ثورة التكنولوجيا وأدواتها فـي إلغاء الحضور المركزي لبعض الفنون مثل المسرح والسينما.

وإذا كان الفن يحاكي الحياة كما قال أفلاطون ذات يوم فإن مهرجان المسرح العماني بفعل اشتغالاته خلال أكثر من أسبوع سيحاكي الحياة، وسيحاصرها فـي مسرح محدود الفضاء وسيشاهدها المتفرجون وهي تختزل فـي عرض يبدو قصيرا مهما طالت مدته فـي العرض. وسيخرج المتفرجون بعد العرض بالكثير من القيم والكثير من العبر التي يمكن أن تسهم فـي ترميم تصدعات الحياة وتشظياتها.

لكن القيم ليست وحدها التي سيخرج بها عشاق المسرح، فهناك لمسات الجمال والمعنى التي ستعمل كحاجز صلب بين قسوة الواقع الذي يعيشه الإنسان والذي سيتجسد فـي العروض بالنظر إلى مقولة أفلاطون وبين حاجة الإنسان إلى الأمل.. يقول نيشته إننا اخترعنا الفن حتى لا نموت من هول الحقيقة.. وهذا يعطي للفن معنى جديدا وهو التمسك بالبقاء.

ورغم أن عُمان عرفت المسرح قبل نصف قرن من الزمن إلا أنها كانت على الدوام متخمة بالفنون الأخرى التي شكلت معالم هذه الأرض، وأغنت منجزها الحضاري، فطوال قرون التاريخ كان الشعر وعاء لفلسفة العمانيين، وكانت الموسيقى معبرة عن رهافة مشاعرهم وأيضا عن قسوة الطبيعة المحيطة بهم. وعبر كل تلك الفنون التي بقي العمانيون يحتفون بها نستطيع اليوم أن نقرأ تاريخ عُمان ومكانتها الحضارية ونفهم الدور الكبير التي لعبته فـي ذلك البناء الحضاري.

ولذلك لا مجال اليوم إلا بالتمسك بها وتطويرها والاهتمام بها؛ للدور الذي تقوم به فـي حياتنا وفـي تأثيرنا على الآخر باعتبارها قوة ناعمة لا مجال فـي التفريط بها أبدا. ومن روح تلك الهشاشة وذلك التشظي الذي تكشف به الفنون عن دواخل الإنسان وصراعاته العميقة تتشكل قوة المجتمع ونبضه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مهرجان المسرح العمانی

إقرأ أيضاً:

خبراء يناقشون بمعرض الكتاب الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري

كتب- أحمد الجندي:

تصوير- محمود بكار:

استضافت القاعة الدولية ضمن محور "برنامج ضيف الشرف" ندوة بعنوان "الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري"، والتي تحدث فيها كلٌّ من الدكتور أسامة طلعت، والدكتور محمد الشعيلي، والدكتور نبهان الحراصي، وأدار الندوة الدكتور شريف شاهين.

وتناول اللقاء المحور الأول، وهو دور المكتبات في دعم الثقافة والمحافظة على التراث – تجربة سلطنة عمان في إنشاء المكتبات العامة والأهلية والمراكز الثقافية، وتحدث فيه الدكتور نبهان الحراصي، عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، ورئيس الاتحاد العماني للمكتبات والمعلومات.

أما المحور الثاني، فقد تناول موضوع دار الكتب المصرية ودورها في حفظ التراث الإنساني، وتحدث فيه الدكتور أسامة طلعت، رئيس دار الكتب والوثائق القومية.

أما المحور الثالث، فتناول موضوع جهود سلطنة عمان في حفظ التراث الثقافي والإنساني، وتحدث فيه الدكتور محمد الشعيلي، عضو اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم بعمان، والذي شغل سابقًا منصب الأمين العام للاتحاد العماني لكرة الطائرة.

بدأت الندوة بتقديم الدكتور شريف شاهين، حيث عرّف بالندوة والمشاركين فيها، متناولًا العلاقات التاريخية بين مصر وعمان، التي أطلقها السلطان قابوس بن سعيد بمبادرة تاريخية، حينما أمر بالتبرع بربع راتب العمانيين لدعم مصر خلال الحرب. وكان السلطان قابوس هو الحاكم الوحيد الذي لم يقطع علاقته بمصر إطلاقًا.

كما شهدت العلاقات المصرية العمانية العديد من المحطات التاريخية، ويأتي على رأسها وقوف سلطنة عمان مع مصر خلال فترة اتفاقية السلام، واستمرار العلاقات خلال فترة النهضة العمانية، وصولًا إلى اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي وجلالة السلطان هيثم بن طارق.

دور المكتبات في دعم الثقافة والمحافظة على التراث

بدأ الدكتور نبهان الحراصي حديثه بتقديم الشكر لمعرض القاهرة الدولي للكتاب على استضافة هذه الندوة، متناولًا تجربة سلطنة عمان في إنشاء المكتبات، وذلك من خلال ورقة بحثية بعنوان "دور المكتبات في دعم الثقافة والمحافظة على التراث – تجربة سلطنة عمان في إنشاء المكتبات العامة والأهلية والمراكز الثقافية".

وأكد الحراصي أهمية المكتبات الحكومية ودورها في تنمية المجتمع وإتاحة المعرفة، مشيرًا إلى أن المكتبات الأهلية تأتي ضمن النهج الذي تتبعه سلطنة عمان في إدارة العديد من المؤسسات، وأن الأمر لا يقتصر على المكتبات فقط، بل يشمل أيضًا المدارس النظامية.

وأشار إلى أهمية الشراكة مع القطاع الخاص والأهلي، واصفًا إياه بالشريك الاستراتيجي في تنمية المجتمع داخل السلطنة.

ولفت " الحراصي" إلى أن هناك مكتبات كبيرة تتجاوز مساحتها خمسة آلاف متر مربع، أُنشئت بتمويل مجتمعي ويديرها أفراد المجتمع، ومنها مكتبة تجاوزت تكلفتها أكثر من مليون دولار، وجميعها تمت بجهود أهلية. وهذه التجربة تمتد لعقود، حيث يؤمن المجتمع بدوره في الحراك الاجتماعي والثقافي، وتُشرف عليها المؤسسات الرسمية لضمان استدامتها.

وأوضح أن الجهات الحكومية، مثل وزارة الثقافة، تنظم مهرجانات وملتقيات لدعم المكتبات، بالإضافة إلى منح بعض المكتبات قطع أراضٍ لتوسعة منشآتها وتمكينها من توسيع أنشطتها. كما يتم إصدار التشريعات التي تنظم عمل هذه المكتبات بقوانين تسهم في استدامتها، وتقديم مختلف أشكال الدعم، خاصة للمكتبات في المناطق السياحية والقرى البعيدة.

وأضاف الحراصي، أنه لضمان استدامة عمل المكتبات، يتم تقديم منح مالية لها، حيث يُستقطع جزء من أجور العاملين بالدولة لدعمها. كما تحظى هذه المكتبات بتبرعات خاصة من الأهالي، تشمل مخطوطات وكتبًا نادرة.

وأشار الحراصي إلى أن بعض المكتبات تحولت إلى مراكز معلومات، حيث تحتوي على معامل خاصة بالذكاء الاصطناعي، وتقدم خدمات متقدمة للباحثين والمستفيدين.

وأكد على أن قطاع المكتبات والمعلومات في سلطنة عمان يحظى باهتمام كبير، حيث يجري حاليًا إنشاء المكتبة الوطنية العمانية، التي ستلعب دورًا رئيسيًا في حفظ التراث العربي والإسلامي، إضافة إلى عمليات رقمنة التراث العماني، لإنتاج نسخة رقمية تمثل ذاكرة الوطن، وتضم الإنتاج الفكري العماني بكامله.

دور دار الكتب والوثائق القومية في حفظ التراث

بدأ الدكتور أسامة طلعت حديثه بتقديم الشكر للحضور، معبرًا عن سعادته وحبه لسلطنة عمان، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية العمانية عريقة وتعود إلى قدم التاريخ، حيث توثق بعض الرسومات الجدارية على المعابد الأثرية العلاقات بين مصر وجيرانها، ومنهم سلطنة عمان.

وتحدث " طلعت" عن دور دار الكتب والوثائق القومية، موضحًا أنها بدأت مع عصر محمد علي، الذي أنشأ الدفترخانة في القرن التاسع عشر، عام 1805، لحفظ الأرشيف الوطني.

وفي عصر الخديوي إسماعيل، تم إنشاء دار الكتب خانة، وهو الاسم الذي لا يزال مسجلًا حتى الآن في الوثائق المصرية. ومع العصر الحديث، تم دمج دار الكتب خانة مع الوثائق القومية، لتصبح دار الكتب والوثائق القومية، المسؤولة عن حفظ ذاكرة الوطن والدول العربية.

وأشار إلى التفجير الإرهابي الذي استهدف دار الكتب والوثائق في باب الخلق، موضحًا أن الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة وعضو مجلس الأمناء، تبرع لإعادة ترميمها وإعادة الروح إليها.

كما تطرق إلى المقتنيات النادرة التي تحتفظ بها الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، ومنها وثائق ومخطوطات نادرة، وحجج وأوقاف للأمراء والسلاطين، مثل حجة أوقاف وأملاك الملك قلاوون، والملك قيتباي، ومجالس السلطان الغوري، إضافة إلى أقدم نسخ المصاحف النادرة، التي لا يوجد لها مثيل، ومنها ما كُتب بماء الذهب.

جهود سلطنة عمان في حفظ التراث الثقافي والإنساني

استعرض الدكتور محمد بن حمد الشعيلي مداخلته بعنوان "جهود سلطنة عمان في حفظ التراث الثقافي والإنساني"، معبرًا عن سعادته بالمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث قدم نموذجًا حول جهود سلطنة عمان في حفظ التراث الإنساني، وضرورة حمايته من التلف والضياع.

وأشار " الشعيلي" إلى أن سلطنة عمان تزخر بتراث عريق، يمتد عبر التاريخ، ويشمل مكونات حضارية وثقافية متنوعة.

وأوضح أن السلطنة اتخذت إجراءات عديدة للحفاظ على التراث، منها إنشاء المتاحف القومية والأهلية، ومجمع عمان الثقافي، وهو أحدث وأضخم المشروعات الثقافية في السلطنة، حيث وُضع حجر أساسه العام الماضي، بميزانية تتجاوز مليارات الدولارات.

كما أشار إلى التشريعات التي صدرت لحماية التراث، مثل قانون حماية التراث القومي لعام 1980، وقانون التراث الثقافي لعام 1996، الذي نصّ على أن الدولة تحمي التراث الوطني وتحافظ عليه، إضافة إلى قانون التراث الثقافي لعام 2019، الذي احتوى على 82 مادة، تناولت جميع الجوانب المتعلقة بحفظ وصيانة التراث المادي وغير المادي.

اقرأ أيضًا:

الرئيس السيسي عن تهجير الفلسطينيين: "الشعب هيخرج كله في الشارع ليقول لا"

رسميًا.. الإفتاء تعلن موعد أول أيام شهر شعبان

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

برنامج ضيف الشرف دار الكتب المصرية سلطنة عمان معرض الكتاب

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الكتاب بـ"جنيه".. إقبال كبير بمعرض الكتاب على 10 كتب قيِّمَة -تفاصيل أخبار خالد الجندي عن معرض الكتاب: علامة فارقة في الثقافة والفكر أخبار "شهادة البابا تواضروس".. مرآة للأحداث التاريخية يناقشها محمد الباز بمعرض أخبار إقبال كثيف على أجنحة معرض الكتاب.. 12 صورة ترصد الساعات الأولى من اليوم أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

خبراء يناقشون بمعرض الكتاب الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك سوريا.. أحمد الشرع يتولى رئاسة الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية الرئيس السيسي عن تهجير الفلسطينيين: "الشعب هيخرج كله في الشارع ليقول لا" حظر أجهزة التليفون المحمول الجديدة غير المطابقة للمواصفات الدولية بدءًا من 1 فبراير الرئيس السيسي يوجه رسائل حاسمة بشأن تهجير الفلسطينيين: لا تساهل أبدًا الرئيس السيسي: تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن أن نشارك فيه "لن نشارك في هذا الظلم".. نص ما قاله الرئيس السيسي عن مقترح تهجير الفلسطينيين 22

القاهرة - مصر

22 12 الرطوبة: 37% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • مدير «الفنون المسرحية»: المسرح المصري له دور كبير في دعم القضية الفلسطينية
  • عميد معهد الفنون المسرحية: الأعمال الفنية تقوم بدور هام وقت الأزمات
  • تكريم عدد من النجوم الصغار في افتتاح مهرجان حكاوي لفنون الطفل
  • انطلاق الدورة 14 من مهرجان حكاوي لفنون الطفل.. و6 عروض بالإسكندرية وأسوان
  • تأملات قرآنية
  • رئيس جامعة عين شمس يستقبل السفير العماني لبحث التعاون الثقافي
  • رئيس جامعة عين شمس يبحث تعزيز التعاون الثقافي مع السفير العماني
  • خبراء يناقشون بمعرض الكتاب الدور العماني والمصري في دعم الثقافة والإنتاج الفكري
  • الألعاب الافتراضية تجسد الرقص العماني في معرض القاهرة للكتاب| شاهد
  • تكريم «جمال سليمان وعمرو عرفة» في افتتاح مهرجان سينمانا العماني بأكاديمية الفنون المصرية