لجريدة عمان:
2024-09-22@20:25:40 GMT

مشروع الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

ترجمة قاسم مكي

تُعِدُّ إدارة بايدن «مذكرة أمن قومي» رسمية حول الذكاء الاصطناعي ستستكشِف الطرق التي يمكن بها للولايات المتحدة الحفاظ على ميزاتها فـي تقنيات الذكاء الاصطناعي والتوسع فـيها، بحسب مسؤول كبير فـي الحكومة الأمريكية اطَّلع على مسوَّدة المذكرة. وهي التقنيات التي يمكن أن تُحدِث تحوُّلًا فـي ميادين العلم والتجارة والحرب.

المقاربة الأمريكية الجديدة لن تقترح مشروعًا للذكاء الاصطناعي على نمط مشروع مانهاتن والذي دعا إليه البعض. (حسب ويكيبيديا، مشروع مانهاتن برنامج أبحاث وتطوير أول قنبلة نووية قادته الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا وكندا فـي الفترة من 1942 إلى 1946 - المترجم).

لكن ينبغي أن توفر هذه المقاربة إطارًا منظَّما لشراكات وتجارب بين الحكومة والقطاع الخاص، ويمكن تشبيهه بمختبر قومي أقرب نوعًا ما إلى مختبر لورانس ليفرمور فـي ولاية كاليفورنيا أو مختبر لوس ألاموس فـي ولاية نيو مكسيكو.

الفكرة الجوهرية بالنسبة لمسؤولي مجلس الأمن القومي الذين يتولّون إعداد المذكرة هي الدفع قُدُما بالابتكار المرتبط بالذكاء الاصطناعي فـي اقتصاد الولايات المتحدة وحكومتها وفـي ذات الوقت استباق ومنع المهددات التي يمكن أن يشكلها للسلامة العامة.

ستركز الإستراتيجية الجديدة على أجهزة الاستخبارات والدفاع بمعاونة معهد سلامة الذكاء الاصطناعي الذي تأسس حديثا بوزارة التجارة والمعهد الوطني للمعايير والتقنية التابع لها.

سيعمل البنتاجون ومجتمع الاستخبارات ووزارة التجارة على تطوير شراكات مع الشركات الخمس التي تهيمن على أبحاث الذكاء الاصطناعي وكلها أمريكية. وهي شركة «أوبن أيه آي» التي تدعمها مايكروسوفت وشركة «ديب مايند» التابعة لجوجل وشركة إيلون ماسك «اكس أيه آي» وشركة «ميتا أيه آي» والشركة الناشئة «انثروبك».

ووفقا لمسؤول إدارة بايدن ستقدم المذكرة «إطارًا للاستخدام المسئول للذكاء الاصطناعي والذي سيمكِّن من الإسراع بتبنِّي هذه التقنية» فـي الحكومة والقطاع الخاص. بحسب المسؤول أيضا من المقرر إكمال إعداد المذكرة فـي أواخر هذا الشهر أو أوائل أكتوبر.

ما يحفز على هذا المجهود تزايد احتمال ظهور «الذكاء العام الاصطناعي»، وهو نسخة مستقبلية من تقنية الذكاء الاصطناعي «فائق الاتصال» تَعِد بذكاء يفوق الذكاء البشري.

الكيفـية التي يمكن أن تتفاعل بها الحكومة مع هذه التقنية الثورية تشغل بال واضعي السياسات فـي الولايات المتحدة وفـي الخارج. ما يشكل اختبارًا مبكرًا لذلك مشروعُ قانونٍ حول سلامة نماذج الذكاء الاصطناعي أجازته الأجهزة التشريعية بولاية كاليفورنيا فـي الشهر الماضي. أحد البنود الرئيسية فـي القانون يتطلب من شركات الذكاء الاصطناعي إبداء «قدر معقول من العناية لتجنب المخاطر غير المعقولة» للكوارث، وفقا لمحامي سلامة الذكاء الاصطناعي ناثان كالفـين والذي شارك فـي صياغة ومراجعة التشريع لعضو مجلس الشيوخ عن الولاية الديمقراطي سكوت وينر.

شركات وادي السيلكون منقسمة بشدة حول مشروع القانون المذكور ولم يقل جافـين نيوسوم حاكم الولاية الديمقراطي إذا ما كان سيوقِّعه أم لا.

يريد البيت الأبيض ربط الإشراف الفـيدرالي للذكاء الاصطناعي فـي المستقبل بوضع المعايير العالمية والذي بدأ سلفًا. فالاتحاد الأوروبي تبني مؤخرًا قانونه الخاص بالذكاء الاصطناعي، وهو أول إطار تشريعي رئيسي فـي العالم. كما ساعد معهد سلامة الذكاء الاصطناعي البريطاني على عقد قمة لحوالي 28 بلدا فـي بلتشلي بارك فـي نوفمبر واجتماع متابعة لنفس البلدان فـي سول فـي مايو. وكانت الصين طرفا فـي كلا المجموعتين.

قدرات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تُثري العالم كما يمكن أيضا أن تدمره. لقد خضعت جوانبه المتعلقة بالأمن القومي لدراسة مكثفة فـي يوليو فـي اجتماع مجموعة الإستراتيجية بمعهد آسبن، وهي تجمُّع لمسؤولين حكوميين كبار سابقين من الحزبين وقادة أعمال وصحفـيين.

فـي الجلسة الختامية قدم فـيليب زيلكَو وهو مسؤول سابق بوزارة الخارجية الأمريكية ويحاضر فـي جامعة ستانفورد مقترحا مستفزّا لخفض مخاطره.

بحسب زيلكَو أول واجب للحكومة هو تقييم التهديد. فهي بحاجة إلى دراسة الكوارث المحتملة التي يمكن أن يوجدها عمدا «أسوأ الناس والحكومات فـي العالم باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدما». على الحكومات أيضا تقييم الدمار الذي يمكن أن يحدثه ذكاء اصطناعي «غير مقيَّد بالمعايير الأخلاقية « أو منفلِت. وبعد أن تقيس الجهات الحكومية المخاطر ستحتاج إلى التفكير بشأن الإجراءات المضادة والتي ستنطوي أيضا على استخدام الذكاء الاصطناعي، كما يحاجج زيلكو.

من المغري مقارنة مشروع الذكاء الاصطناعي بمشروع مانهاتن. قال لي زيلكو وهو يتحدث عن تقنية الذكاء الاصطناعي «هذه تقنية ربما سيحصل أول من يبادر (لتطويرها) على ميزة ستكون حاسمة على نحو غير مسبوق فـي تاريخ العالم». وأشار إلى الخطر الذي كثيرا ما استُشهد به وهو أن أدولف هتلر ربما كان قد صنع القنبلة النووية أولا إذا لم تسارع أمريكا إلى إنتاجها.

لكن حتى إذا أرادت واشنطن توجيه الذكاء الاصطناعي فـي نفس مسار أبحاثها النووية ربما لن يمكنها ذلك، حسبما يقول جراهام أليسون الأستاذ بجامعة هارفارد والذي كتب باستفاضة عن الذكاء الاصطناعي.

قال لي أليسون القطاع الخاص، بعكس أربعينيات القرن الماضي، لديه أحدث التقنيات والمال اللازم لتمويلها والحكومة تصارع لمجاراته. ومسؤولو القطاع العام كثيرا ما يكونون عائقا وليسوا ميسرين للابتكار. يتفق زيليكو مع نقد أليسون.

معهد «راند» الذي لعب دورا حاسما فـي إستراتيجية الأسلحة النووية المبكرة يساعد واضعي السياسات على التفكير بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي من خلال مشروع جديد يسمّى «الجغرافـيا السياسية لمبادرة الذكاء الاصطناعي العام». ذكر لي جايل بريد مدير المشروع: إنه يريد استكشاف بعض أهم الشكوك حول ما إذا كان الذكاء العام الاصطناعي سيظهر تدريجيًا أم فجأة وعما إذا كان البلد الذي يبادر بالحصول عليه ستكون لديه ميزة إستراتيجية أو تنافسية راسخة. يقول: «سؤال بحثنا المركزي هو كيف يجب على الولايات المتحدة التعامل مع الاحتمال غير المؤكد إلى حد بعيد ولكن المعقول من ناحية فنية بأن مختبرات الذكاء الاصطناعي الرائدة على وشك تطوير الذكاء العام الاصطناعي».

لقد بدأ الجدل لتوِّه، وشرع العالم فـي الانقسام بين المتشائمين الذين يعتقدون أن الذكاء العام الاصطناعي سيعني نهاية البشرية وبين «العجولين» الذين يعدونه «وسيلة لجعل كل شيء نهتمّ به أفضل»، بحسب عبارة مارك أندرسين المتفائل بالتقنية وأحد مخترعي أول محرك بحث على الإنترنت.

جو بايدن نموذج للشخص التقليدي غير الرقمي، لكن فـي شهوره الأخيرة فـي البيت الأبيض يحاول فريقه فـي جرأة كتابة قواعد التقنية الرقمية والتي ستكون لديها القدرة على إعادة ترتيب كل قطعة فـي فسيفساء عالمنا بصرف النظر عن المصير الذي ستقودنا إليه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذکاء العام الاصطناعی الولایات المتحدة الذکاء الاصطناعی التی یمکن أن الاصطناعی ا مشروع ا

إقرأ أيضاً:

صناديق الشرق الأوسط تستثمر مليارات الدولارات في أهم الشركات الناشئة بمجال الذكاء الاصطناعي

الاقتصاد نيوز - متابعة

تبرز صناديق الثروة السيادية من الشرق الأوسط كداعم رئيسي لمستثمري الذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون بالولايات المتحدة الأميركية.

وتتطلع الدول النفطية مثل السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر إلى تنويع اقتصاداتها، وتتجه إلى الاستثمارات في مجال التكنولوجيا كوسيلة للتحوط. في العام الماضي، زاد تمويل شركات الذكاء الاصطناعي من الحكومات السيادية في الشرق الأوسط بمقدار خمسة أضعاف، وفقاً لبيانات من Pitchbook.

صندوق MGX الإماراتي الجديد للذكاء الاصطناعي من بين المستثمرين الذين يتطلعون للحصول على شريحة من أحدث حملة لجمع التبرعات من OpenAI هذا الأسبوع، بحسب ما قاله مصدران لشبكة CNBC.

وقال الأشخاص إن الجولة من المقرر أن تقدر قيمة OpenAI بمبلغ 150 مليار دولار.

القليل فقط من صناديق الاستثمار هي من لديها قدرة كبيرة بما يكفي للتنافس مع التمويلات بمليارات الدولارات القادمة من شركات مثل Microsoft وAmazon. لكن هذه الصناديق السيادية ليس لديها مشكلة في توفير الأموال النقدية لصفقات الذكاء الاصطناعي. وهي تستثمر نيابة عن حكوماتها، التي ساعدها ارتفاع أسعار الطاقة في السنوات الأخيرة. 

ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي ثروات دول مجلس التعاون الخليجي من 2.7 تريليون دولار إلى 3.5 تريليون دولار بحلول العام 2026، وفقاً لبنك Goldman Sachs.

الصناديق العربية

تجاوزت القيمة الإجمالية للأصول التي يديرها صندوق الاستثمارات العامة السعودي 925 مليار دولار، وكان في فورة استثمارية كجزء من مبادرة "رؤية 2030" التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان. لدى صندوق الاستثمارات العامة استثمارات في شركات من بينها Uber، بينما ينفق أيضاً بشكل كبير على دوري LIV للغولف، وكرة القدم الاحترافية.

تدير شركة مبادلة الإماراتية أصولاً بقيمة 302 مليار دولار، وتدير هيئة أبوظبي للاستثمار أصولاً بقيمة تريليون دولار. ويمتلك جهاز قطر للاستثمار 475 مليار دولار، في حين تجاوز صندوق الكويت 800 مليار دولار.

شراكات ومحادثات

في وقت سابق من هذا الأسبوع، انضم صندوق MGX، ومقره أبو ظبي، إلى شراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي مع BlackRock وMicrosoft وGlobal Infrastructure Partners، بهدف جمع ما يصل إلى 100 مليار دولار لمراكز البيانات واستثمارات البنية التحتية الأخرى. 

تم إطلاق MGX كصندوق مخصص للذكاء الاصطناعي في مارس/ آذار، بين شركة مبادلة في أبو ظبي، وشركة الذكاء الاصطناعي G42 كشركاء مؤسسين.

كما استثمرت شركة مبادلة الإماراتية أيضاً في شركة Anthropic المنافسة لشركة OpenAI، وهي من بين المستثمرين الأكثر نشاطاً، حيث أبرمت ثماني صفقات في مجال الذكاء الاصطناعي في السنوات الأربع الماضية، وفقاً لشركة Pitchbook.

ويجري صندوق الاستثمارات العامة السعودي محادثات لإنشاء شراكة بقيمة 40 مليار دولار مع شركة رأس المال الاستثماري الأميركية Andreessen Horowitz. كما أطلقت صندوقاً مخصصاً للذكاء الاصطناعي يسمى الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي، أو SCAI.

ليست صناديق الشرق الأوسط وحدها

لا يقتصر الأمر على ضخ الأموال من الشرق الأوسط فحسب. وقع الصندوق السيادي الفرنسي Bpifrance على 161 صفقة للذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في السنوات الأربع الماضية، في حين أنجزت شركة Temasek من سنغافورة 47 صفقة، وفقاً لشركة Pitchbook. وأكمل صندوق GIC، وهو صندوق آخر مدعوم من سنغافورة، 24 صفقة.

أثار تدفق الأموال النقدية قلق بعض المستثمرين في وادي السيليكون بشأن تأثير أحد الصناديق التابعة لمجموعة SoftBank اليابانية، دعمت SoftBank بشكل خاص Uber وWeWork، مما دفع إلى ارتفاع تقييمات الشركات إلى قبل طرحها للاكتتاب العام. وتعرضت WeWork للإفلاس العام الماضي بعد أن قيمتها SoftBank بمبلغ 47 مليار دولار في العام 2019.

بالنسبة للولايات المتحدة، كان وجود صناديق الثروة السيادية التي تستثمر في الشركات الأميركية، وليس في خصوم عالميين مثل الصين، يمثل أولوية جيوسياسية.

مقالات مشابهة

  • إطلاق النسخة التجريبية من خدمة الذكاء الاصطناعي التوليدي آبل إنتليجانس
  • صناديق الشرق الأوسط تستثمر مليارات الدولارات في أهم الشركات الناشئة بمجال الذكاء الاصطناعي
  • كيف يمكن أن يُحدث الذكاء الاصطناعي فرقًا في حياة المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)
  • الأمم المتحدة تقرر إحداث لجنة علمية دولية لمواجهة مخاطر الذكاء الاصطناعي
  • آبل تطلق النسخة التجريبية من خدمة الذكاء الاصطناعي
  • هل يمكن للبشر خسارة المنافسة أمام الذكاء الاصطناعي؟
  • الأمم المتحدة تحذر من أمر محفوف بالمخاطر يتعلق بتطوير الذكاء الاصطناعي
  • “هآرتس” تكشف تفاصيل الاقتراح الإسرائيلي للاتفاق مع “حماس” الذي قدم إلى الولايات المتحدة
  • الذكاء الاصطناعي والاقتصاد.. أولويات في زيارة بن زايد لواشنطن