أكدت الدكتورة الشيماء علي، أستاذ العلوم السياسية ورئيس قسم بحوث الاتصال الجماهيري والثقافة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن مفهوم الهوية من المفاهيم المهمة والمشتركة بين أكثر من فرع من فروع العلوم الاجتماعية، كعلم النفس وعلم الاجتماع والعلوم السياسية، وفي كل علم له مدلوله الخاص، وثمة تقارب بين أبعاد المفهوم بين العلوم الثلاثة حيث تتكامل لتوضح معناه.

الهوية فى علم النفس 

قالت لـ«الوطن»، إن الهوية فى علم النفس تشبه البصمة الذاتية للشخص أو الصفات والسمات التي تميزه عن غيره، وتتشكل بفعل عوامل ذاتية وتؤثر فيها البيئة المحيطة بالفرد، وبعضها ثابت والآخر يتطور ويتغير عبر مراحل العمر، وتتأثر بالهوية الاجتماعية، موضحة أن الهوية في علم الاجتماع أقرب للبصمة الذاتية لجماعة إنسانية ما، وما يرتبط بها من إدراك وشعور بالانتماء لهذه الجماعة، ووجود سمات مشتركة.

وأضافت «علي» أن الهوية الاجتماعية تتشكل بفعل عوامل عدة منها الموقع الجغرافي والخبرات التاريخية والخبرات المشتركة على مر العصور، وتؤثر فى تشكيل ثقافة المجتمع وتوجهاته الأساسية، موضحة أن وجود الهوية الجامعة داخل الدول لا ينفى وجود الهويات الفرعية بل أن وجود الأخيرة يعزز الثقافة العامة للمجتمع، ويكسبها طابع خاص من العمق والرقي والقدرة على التطور والحفاظ على خصوصيته فى ذات الوقت.

نماذج تعكس التنوع فى أبعاد الشخصية

ذكرت «الشيماء» عدة نماذج تعكس التنوع فى أبعاد الشخصية المصرية، وقدرة المجتمع المصري على القيام بدور بوتقة الصهر للشعوب والقبائل التي وفدت على مصر من الشمال والجنوب والشرق والغرب بفضل موقعها الجغرافي المميز في ملتقى ثلاث قارات، على مدار تاريخها منذ ما قبل الميلاد، وكلها انصهرت فى معين واحد، وإن حافظت على خصوصيتها وتركت آثارها المادية على الفن والعمارة والتقاليد والعادات.

وقالت: «نجد الحرص على عدم المجاهرة بالإفطار فى رمضان من قبل الأخوة المسيحيين والمشاركة فى الاحتفالات الدينية من الجانبين والترحاب والحفاوة من قبل أهل مطروح لكل الوافدين لها كمقصد ترفيهي صيفا، وتمسكهم بأرضهم والإقامة فى مصر مع الحفاظ على روابط الدم والمصاهرة مع قبائل شرق ليبيا».

الهوية الاجتماعية

ضمن النماذج أيضا، تمسك أهل سيناء بانتمائهم وولائهم للدولة المصرية والثقافة العربية الإسلامية والوقوف بقوة، ووفق أستاذ العلوم السياسية، فإنه داخل كل جماعة إنسانية ثمة جماعة أو نخبة قوية صاحبة نفوذ تستطيع تطوير هذه الهوية، وفرضها لتصبح سماتها وخصائها سمت لمجتمع بأكمله، وعلى أكتاف هذه الجماعة نشأت الدول، ومن الهوية الاجتماعية ينبع مفهوم الهوية الوطنية بما يحمله من قيم الانتماء والولاء للدولة. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهوية الهوية الاجتماعية الشعوب القبائل الهویة الاجتماعیة

إقرأ أيضاً:

محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع

بالرغم من المصاعب التي يمر بها الاقتصاد العالمي عموماً، وتلك التي تجددت منذ مطلع العام الجاري، إلا أن اقتصاد الإمارات يسير بخطوات ثابتة، على صعيد النمو، الآتي من كل القطاعات المحورية وتلك الواعدة. 
المواجهات التجارية العالمية الراهنة، إلى جانب الاضطرابات الجيوسياسية المتأصلة وتلك المتجددة، والآثار التي تركتها فترد الكساد العالمي، بما في ذلك الموجة التضخمية التي طالت جميع الاقتصادات دون استثناء.. كلها عوامل كبحت النمو في غالبية البلدان، بما فيها تلك التي كانت تعد محركاً له، مثل الصين والهند، ناهيك عن مستويات النمو المتواضعة جداً في الاقتصادات المتقدمة، التي تعاني من ضغوط على موازناتها العامة، ومن تراكم الديون، ومن اتساع الفجوة بين الشرائح المجتمعية فيها.
في الإمارات الحالة واضحة للغاية. نمو قوي، نتيجة الأداء الاقتصادي عالي الجودة، الذي يحاكي كل المخططات، بما فيها بالطبع، رفع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، الذي يعد أساساً في تمكين الاستدامة في الاقتصاد المحلي، إلى جانب محوري مهم أيضاً يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقات الشراكة الشاملة، وتعدد أقطابها، ما ساهم في اقتراب الإمارات (مثلاً) من الوصول إلى الهدف الذي وضعته لقيمة التجارة الخارجية في زمن قياسي.
فالاستثمارات الأجنبية وصلت إلى مستويات عالية، وحراك استقطاب رؤوس الأموال ماضٍ بقوة. كل ذلك وغيره من العوامل، وفر الأرضية اللازمة لنمو من المتوقع أن يصل إلى 4٪ بنهاية العام الجاري، مرة أخرى رغم كل التحديات والاضطرابات العالمية الراهنة.
دور القطاع غير النفطي في الناتج المحلي، يتصاعد بقوة أيضاً، وهو أحد أهداف الاستراتيجية العامة للبلاد. فوفق وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، من المتوقع أن يسجل هذا القطاع نمواً في العام الحالي بنسبة 5٪، الأمر الذي يسهم بالضرورة في تعزيز الظروف التشغيلية، ويرفع من حالة اليقين في أنشطة الأعمال. هذا يعني، أن التنوع الاقتصادي المتبع في البلاد منذ سنوات، يضيف مزيداً من القوة للقطاع الخاص، الذي يمثل حجر الأساس في التنمية الشاملة، وفي استكمال مشهد الاستدامة الاقتصادية، وفي مزيد من التمكين للقطاعات الواعدة المختلفة، التي باتت جزءاً أصيلاً من الحراك التنموي الشامل.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: الرقمنة والذكاء الاصطناعي في الإمارات محمد كركوتي يكتب: تجارة الإمارات  ومستهدفات 2031

مقالات مشابهة

  • تنورة وعرقسوس وياميش.. حرف رمضانية تتجذر في الهوية المصرية وتسرد موروثا ثقافيا مميزا
  • حراك نيابي لإصدار قرار يتضمن ثلاثة أبعاد بعد دعوة عبد الله أوجلان لحل حزب العمال - عاجل
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع
  • مقتطفات من المحاضرة الرمضانية (2) .. للسيد القائد
  • محمود فوزي: القيادة السياسية تولي أهمية كبيرة لزيادة الصادرات المصرية
  • الهوية الثقافية في ظل المتغيرات
  • أبعاد أزمة معبر طورخم الحدودي بين أفغانستان وباكستان
  • برلمانية: حزمة الحماية الاجتماعية تؤكد أن المواطن على رأس أولويات القيادة السياسية
  • للتاريخ وللسياسة وللممكن!
  • برلماني: حزمة الحماية الاجتماعية تؤكد حرص القيادة السياسية على دعم الفئات الأولى بالرعاية