كاتب بريطاني: على حزب العمال أن ينأى بنفسه عن دعم إسرائيل
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
انتقد كاتب بريطاني سياسة حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر المستمرة في دعم إسرائيل واتباع سياسات الحكومة المحافظة السابقة رغم وعود متكررة بالتغيير، مبرزا أن لندن ما فتئت تدعم إسرائيل عسكريا وماليا وتساهم في عرقلة الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.
وأكد الكاتب شارايز شودري أهمية مساءلة الحكومة الحالية عن سياساتها قبيل مؤتمر حزب العمال السنوي الذي يعقد في ليفربول بين 22 و25 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأشار إلى أن حركة التضامن مع فلسطين في بريطانيا تستعد للاحتجاج على تعامل الحزب مع "الإبادة الجماعية في غزة" خلال فترة حكمه التي استمرت لشهرين ونصف الشهر.
وأشار، في مقال له بموقع ميدل إيست آي البريطاني، إلى أن استمرار تعامل بريطانيا وحلفاء آخرين مع إسرائيل على أنها دولة "شريكة" و"ديمقراطية" أمر مثير للقلق ويتناقض مع الواقع الذي تنقله الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي.
وتتجلى هذه المعاملة في زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي -الذي يصف نفسه بأنه "صديق لإسرائيل"- لهذا البلد بعد توليه المنصب، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتسوغ، وكأن الأمور تسير بشكل طبيعي.
حزبا العمال والمحافظين سواسيةوكان ستارمر قد أعلن في 2021 عن أن دعم إسرائيل "تقليد" من تقاليد الحزب، وبالفعل امتنعت الحكومة البريطانية الأربعاء الماضي عن التصويت على مشروع قرار للأمم المتحدة يطالب إسرائيل بإنهاء "وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة" خلال 12 شهرا، وفق الكاتب.
وقال الكاتب إن الحزب لم يتبع سوى خطوات رمزية لا تشكل ضغوطا دبلوماسية حقيقية على إسرائيل، ومنها إعادة تمويل هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وسحب الاعتراض على مذكرات اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادة إسرائيليين، وأكد الكاتب أن هذه الخطوات ليس لها أي أثر ملموس في حياة الفلسطينيين.
كما استمر حزب العمال في متابعة محاولات الحكومة السابقة بتأمين اتفاقية تجارة حرة مع إسرائيل، وعلى الرغم من مزاعم الحكومة بأن هذه الاتفاقية ستساعد الاقتصاد البريطاني -خصوصا بعد خروج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي- فإن نقابة العمال أدانت المفاوضات التجارية في مارس/آذار، مشيرة إلى انتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولي وحقوق الفلسطينيين.
دعم عسكريوسخر الكاتب من قرار لامي بتعليق 30 من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في بداية سبتمبر/أيلول قائلا إنه ليس إلا محاولة هزيلة لإرضاء الأصوات التي تنادي بفرض حظر بيع الأسلحة إلى إسرائيل، وقد أوضح لامي نفسه أن هذه الإجراءات لن "تؤثر على أمن إسرائيل".
ومن بين الصادرات المستمرة لإسرائيل قطع غيار لطائرة إف-35، والتي يتم إنتاج 15% منها في المملكة المتحدة، ووجد تحقيق أن هذه الطائرة استخدمت لتنفيذ مجزرة المواصي التي أودت بحياة 90 فلسطينيا وأصابت أكثر من 300 آخرين.
وأشار الكاتب إلى أن تواطؤ المملكة المتحدة العسكري في دعم إسرائيل يتعدى مجرد تزويد الأسلحة لقوات الاحتلال، وأظهرت تقارير منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي دور الجيش البريطاني في جمع المعلومات الاستخباراتية لصالح إسرائيل وتوريد الأسلحة عبر قاعدة أكروتيري في قبرص.
وفي مثال واضح لسياسة المملكة المتحدة تجاه كل من يعادي حليفتها، شنت الطائرات البريطانية غارات جوية على اليمن لوقف الحصار البحري الذي فرضته صنعاء على الشحنات المتجهة إلى إسرائيل، حسب الكاتب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات دعم إسرائیل حزب العمال أن هذه
إقرأ أيضاً:
هيومن رايتس تتهم إسرائيل بممارسة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الخميس إن إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين في غزة بحرمانهم من المياه النظيفة، مشيرة إلى أن ذلك يرقى من الناحية القانونية إلى عمل من أعمال الإبادة الجماعية.
وقالت هيومن رايتس في تقريرها إن "هذه السياسة، التي فرضت كجزء من القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين في غزة، تعني أن السلطات الإسرائيلية ارتكبت جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة، والتي لا تزال مستمرة. كما ترقى هذه السياسة إلى "عمل من أعمال الإبادة الجماعية" بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948.
ورفضت إسرائيل مراراً أي اتهام بالإبادة الجماعية، قائلة إنها تحترم القانون الدولي ولها الحق في الدفاع عن نفسها بعد الهجوم الذي قادته حركة حماس عبر الحدود من غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والذي أدى إلى اندلاع الحرب.
على الرغم من أن التقرير وصف الحرمان من المياه بأنه عمل من أعمال الإبادة الجماعية، إلا أنه أشار إلى أن إثبات جريمة الإبادة الجماعية ضد المسؤولين الإسرائيليين يتطلب أيضا إثبات نيتهم.
واستشهدت بتصريحات لبعض كبار المسؤولين الإسرائيليين والتي قالت إنها تشير إلى أنهم "يرغبون في تدمير الفلسطينيين" مما يعني أن حرمانهم من المياه "قد يرقى إلى جريمة الإبادة الجماعية".
وقالت لاما فقيه، مديرة هيومن رايتس ووتش في الشرق الأوسط، في مؤتمر صحافي "ما وجدناه هو أن الحكومة الإسرائيلية تقتل الفلسطينيين عمداً في غزة من خلال حرمانهم من المياه التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة".
On heels of @amnesty report on genocide in Gaza, new 179 @hrw report finds that Israel has inflicted conditions of life in Gaza calculated to destroy Palestinians—amounting to the crime against humanity of extermination & acts of genocide. Consensus grows. https://t.co/60dBiRXkXf pic.twitter.com/yFPM4plGTV
— Omar Shakir (@OmarSShakir) December 19, 2024وجاء كلا التقريرين بعد أسابيع فقط من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وينفي الاثنان الاتهامات.