البدايات هى انطلاقة كل نهاية، وما أن ينتهى عام يبدأ آخر، فها هم الطلّاب يستقبلون العام الدراسى الجديد بكل شوق وحبّ؛ شوق لأصدقائهم بالمدرسة أو الجامعة، وشوق لأساتذتهم (بشكل أدق اللطيف منهم) وشوق للمكان؛ سواء أكان مدرسة بما تحويه من فصول وملاعب، أم جامعة بما تشمله من مدرجات وقاعات – وبوجه خاص الكافتيريا وما يرتبط بها من أحاديث وضحكات بين الأصحاب- ويحتاج الطّالب إلى همّة قويّة ونشاط جادٍّ فى بداية العام الدراسى، واستعداد يكون قد اكتسبه بعد إجازة سنويّة امتدّت لشهور، فيدخل عامه الدّراسى الجديد بابتسامة مشرقة.
وهنا تقع على عاتق الطالب مسئولية كبيرة كى تصبح بداية العامِ الدّراسى الجديد أكثر سهولة ونجاحا؛ فالتّهيئة قبل بداية العام الجديد تكون عن طريق شراء متطلبات الدّراسة وتجهيزها من ملابس أو زى مدرسى وأوراق ودفاتر وكتب، ووضع جدول زمنى للمذاكرة كل يوم؛ فيسأل كثير من الطّلاب كم ساعة يجب أن أدرس؟ وكيف أوزّع ساعات الدّراسة مع إعطاء نفسى حقّها من التّرفيه واللّعب وممارسة ما أرغب فيه؟ بعد أن تكون قد خطّطتَ لكيفيّة المذاكرة، فلا تجعل الدروس تتراكم عليك بل احرص على تحصيلها فور انتهاء الحصة بالمدرسة أو المحاضرة بالكلية، ليصبح عبء المراجعة أقل صعوبة.
أما أولياء الأمور الذين استعدوا لهذا العام ماديا ومعنويا، فرغم أهميّة الاستعدادات المادّية فإنها ليست كافية، فالاهتمام بالأمور المادّية عند بعض أولياء الأمور يفوق أحيانا الاهتمام بالنّواحى النّفسية، كتوفير الجو الهادئ المناسب، وتشجيع الأبناء، والاستماع إلى مشاكلهم سواء على مستوى التحصيل الدراسى، أو المشاكل المرتبطة بالعلاقات الاجتماعية مع الأساتذة أو الزملاء، فضلا عن حثهم على حب العلم.
فالحياة تجعل من العلم أشياء روتينيّة، فيجد البعض أنّه مُجبر على الاستمرار فى مراحله التعليمية دون أن يعرف الجدوى من ذلك، فهو مُسير من قِبَل والديه لاجتياز مرحلة التعليم قبل الأساسى ومن ثم الصفوف الابتدائية فالإعدادية، وهكذا لباقى الصّفوف والمراحل الدراسيّة، لكنّه حين يجتاز المرحلة الثانويّة مُنتقلًا إلى العالم الأكبر حيث الجامعات والكليّات المتخصّصة والمعاهد والمختبرات سيجد الجواب الأهم: "إنّك تتعلّم لتكون أنت".
وهنا يقع العاتق الأكبر على الأستاذ سواء أكان معلما بالمدرسة أم أستاذا بالجامعة، وذلك بكثير من تلبية الحاجات النفسية والعاطفية والاجتماعية للطلاب والتحلى بالصّبر والحكمة فى التعامل معهم، وإتاحة الفرصة للجميع للتّعبير عن آرائهم ومشاعرهم؛ فلا يكون سببا فى أن يكره الطلاب الدراسة، لا يعاملهم كأطفال، ولا يجعل همهم الدرجات فقط، ولا يرهقهم بأعمال غير مجدية، ولا يكون عقبة فى طريق نجاحهم، كما أنه من الضرورى عدم التّمييز بين الطّلاب لإيجاد فرصة لدعم المُقصّر وتفوق المجتهد، وهذا يتطلّب تشجيع أصحاب المواهب والقدرات الفرديّة من خلال الأنشطة الثّقافية والاجتماعيّة والرّياضية فى المدرسة أو الجامعة.
وفى النهاية، تبقى بداية الدراسة كل عام أسعد لحظات الحياة لدى كل أم، إذ يستأنف أطفالها الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة، تاركين خلفهم أمهات تسعى إلى اقتناص الراحة؛ حتى وإن كانت سويعات قليلة كل يوم.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العام الدراسى المدرسة الجامعه فصول
إقرأ أيضاً:
جامعة أسيوط تنظم "ملتقى بداية" ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان.. غداَ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنظم جامعة أسيوط؛ تحت رعاية الدكتور أحمد المنشاوي رئيس الجامعة، "ملتقى بداية"؛ لاستعراض الأنشطة، والفعاليات المتنوعة التي نفذتها الجامعة على مدار (100) يوم، خلال مشاركتها في المبادرة الرئاسية "بداية"، وذلك تحت إشراف الدكتور محمود عبدالعليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والمقرر انعقاده غداً الأحد الموافق 22 من ديسمبر ، في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً بالقاعة الثمانية بالمبنى الإداري بالجامعة.
أوضح الدكتور المنشاوي: إن الملتقى يحظى بأهمية كبرى؛ لأنه يستهدف تسليط الضوء على الأنشطة، والفعاليات التي أطلقتها الجامعة ؛ لتنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية (بداية)، ويستهدف- أيضاً- إبراز دور الجامعة في تنفيذ أهداف المبادرة، وأوجه التعاون الناجح مع مختلف المؤسسات التنموية، وكل من أسهم في تنفيذ، وإخراج هذه الأنشطة، والفعاليات المتنوعة، مؤكداً على دعم، وتنفيذ جامعة أسيوط؛ توجهات القيادة السياسية الحكيمة، والتي تجسد استراتيجية متكاملة لتنمية الإنسان.
وأكد الدكتور المنشاوي : إن جامعة أسيوط بمختلف قطاعاتها؛ شاركت، وبقوة؛ في مبادرة رئيس الجمهورية "بداية" ، والتي امتدت على مدار (100) يوم، من خلال تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة، والفعاليات شملت إطلاق قوافل شاملة؛ «طبية، وبيطرية، وإرشاد زراعي، وإرشاد نفسي»، ومحاضرات، وورش عمل تفاعلية، وندوات، ودوري، ومارثون، وعرض لأوراق بحثية.
وأشار الدكتور محمود عبدالعليم، إلى أن مبادرة "بداية جديدة؛ لبناء الإنسان"، هي أحد محاور المشروع القومي للتنمية البشرية، والذي يجسد استراتيجية متكاملة؛ هدفها الأول هو تنمية الإنسان، وهي مبادرة تم الإعلان عنها تحت رعاية رئيس الجمهورية في سبتمبر 2024م، وتستمر لمدة 100 يوم، بمختلف محافظات الجمهورية؛ بهدف العمل على بناء الإنسان في كافة القطاعات المختلفة، والتنمية البشرية؛ لكافة الأسر المصرية، مع العمل على نشر الوعي الصحي، والثقافي للمواطنين، وتعزيز المهارات؛ للإعداد لسوق العمل، وتستهدف المبادرة كل الفئات العمرية.