بوابة الوفد:
2025-01-05@08:27:33 GMT

الرحيل الاستثنائى للزعماء الثلاثة

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

حسب علمي، فإن المصريين ذرفوا الدموع بغزارة فى القرن العشرين عندما خطف الموت ثلاثة زعماء سياسيين أفذاذًا. كتب التاريخ وثقت رحيل هؤلاء الثلاثة باهتمام، كما تولت الكاميرا (الفوتوغرافية والسينمائية) عمل اللازم عند رحيل اثنين منهم.
الرجال الثلاثة هم بترتيب الرحيل: مصطفى كامل وسعد زغلول وجمال عبدالناصر. مات الأول فى 10 فبراير 1908، وعمره 33 عامًا فقط، وقد رثاه أمير الشعراء أحمد شوقى بقصيدة دامعة مطلعها: المشرقان عليك ينتحبان/ قاصيهما فى مأتمٍ والدانى.


أما الرجل الثاني، فكان سعد باشا زغلول، زعيم ثورة 1919 ضد الاحتلال اإنجليزي، والذى قضى نحبه فى 23 أغسطس 1927 عن 68 عامًا، وقد بكته بحرقة جموع المصريين، إذ هرعوا فى الشوارع غير مصدقين النبأ الحزين، حتى إن صحيفة الأهرام لم تستطع أن تكتب فى عنوانها الرئيسى كلمة (مات أو رحيل) من فرط الفاجعة، واكتفت للمرة الأولى والأخيرة بوضع كلمة واحدة فى العنوان وهى (سعد). ومن حسن الحظ أن نجيب محفوظ وثق لنا الجنازة بتفاصيلها فى روايتيّ (قصر الشوق) و(قشتمر)، إذ كان عمره آنذاك 16 سنة.
وأما الرحيل الثالث، فكان من نصيب جمال عبدالناصر أشهر زعيم مصرى وعربى فى القرن العشرين، وقد مات الرجل فجأة يوم الاثنين 28 سبتمبر 1970 عن 52 سنة وحفنة شهور.
اللافت أننى أذكر هذا اليوم وما تلاه كأنه حدث أمس، فقد بلغت تسعة أعوام ونصف العام فى تلك الليلة المشهودة، ورأيت كيف انقلب حى شبرا الخيمة، حيث أقيم مع أسرتى آنذاك، رأسًا على عقب فى لحظات، بل تابعت مذهولا كيف صارت مصر كلها قطعة من الحزن المؤلم والعويل الموجع والدموع الساخنة.
بدا بيتنا فى مساء ذلك الاثنين البغيض عاديًا.. إبراهيم الشقيق الأكبر على الجبهة يشارك بهمة فى حرب الاستنزاف، بينما يتابع فكرى الطالب فى بكالوريوس هندسة، مهامه فى شرح الدروس لأشقائى ماجدة وفوزى وانتصار فى جامعاتهم ومدارسهم المختلفة، فى حين أحكى لشقيقى الأصغر صلاح بشغف أحداث فيلم (سواق نص الليل) لفريد شوقى الذى شاهدته فى سينما المؤسسة اليوم السابق.
وفى غرفته ينصت والدى إلى الراديو متنقلا باهتمام بين الأخبار السياسية الساخنة والإنصات إلى أم كلثوم وعبدالوهاب، فلم نكن نملك تليفزيونا فى ذلك الوقت.
كانت الساعة حول الثامنة مساء تقريبًا، وكان عبدالحيلم يصدح بصوته الحنون (زى الهوا يا حبيبى زى الهوا) فى إذاعة أم كلثوم،
وفجأة انقطع الإرسال، وحل القرآن الكريم بأصوات قرائنا الكبار فى كل محطات الإذاعة، والوالد يحرك المؤشر بحثا عن خبر يفسر هذا التحول الغريب دون جدوى. وبعد مضى وقت قصير انطلق صوت أنور السادات نائب رئيس الجمهورية حينئذ ليعلن بنبرات مؤثرة وفاة عبدالناصر.
وفى ثوانٍ معدودات رأيت من نافذة شقتنا البسيطة الآلاف هائمين على وجوههم فى الظلام وهم يصرخون ويولولون ويصيحون وقد أخذتهم صاعقة موت القائد فجأة.
إنهم زعماء أحبوا الناس والوطن، فخفق قلب الوطن لرحيلهم وبكاهم الناس.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الرحيل المصريين الموت السينمائية مصطفى كامل جمال عبدالناصر سعد زغلول

إقرأ أيضاً:

هوكشتاين في لبنان الاثنين لتثبيت وقف النار

يعود الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت الاثنين بعد إنجاز توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و"إسرائيل" الذي أنهى الحرب بين الجانبين لحظة دخوله حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الفائت
وكتبت دوللي بشعلاني في" الديار": مصادر سياسية مطّلعة تقول انّ زيارة هوكشتاين الى لبنان تصبّ في إطار "تثبيت" اتفاق وقف النار لما بعد فترة الـ 60 يوماً بكثير. فالإدارة الأميركية الحالية، وتلك اللاحقة، لا تريد استمرار الحرب بين لبنان و "إسرائيل". فالرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيغادر البيت الأبيض خلال أسابيع، أراد إنهاء هذه الحرب، وإلّا لما أرسل موفده الخاص هوكشتاين الى بيروت و "تلّ أبيب" لانتزاع هذا الاتفاق من قبل الطرفين قبل انتهاء عهده. كذلك فإنّ ترامب سبق وأن أعطى التوجيهات لرئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو بضرورة إنهاء القتال والحروب في المنطقة قبل دخوله الى البيت الأبيض.

وما تسعى اليه "إسرائيل" من خلال المراوغة في تنفيذ الانسحاب بهدف إبقاء قوّاتها في بعض القرى الحدودية، الى حين جعل منطقة جنوب الليطاني منزوعة السلاح وخالية من المسلّحين، على ما تلفت، فليست سوى محاولة لن تُجدي نفعاً، كون الاتفاق ينصّ على انسحابها من القرى التي دخلت اليها خلال الفترة السابقة. أمّا منطقة جنوب الليطاني وانتشار الجيش اللبناني فيها، فيعود للحكومة اللبنانية إعادة الأمن والاستقرار اليها وتطبيق ما ينصّ عليه الاتفاق فيها بالتعاون والتنسيق فيما بينها وبين الجيش و "اليونيفيل" ولجنة المراقبة. وليس على "الإسرائيلي" نزع أو تفكيك أي سلاح، أو ضبط الأمن وما الى ذلك، لأنّ الإتفاق لا يذكر مثل هذا الأمر، وإن كان يتذرّع ببند "الحقّ في الدفاع عن النفس" الذي ورد في الاتفاق لكلّ من الطرفين. فلا أحد يتعرّض له، على ما يدّعي، ووجوده داخل الأراضي اللبنانية كونه يُشكّل انتهاكاً للسيادة اللبنانية، كما لاتفاق وقف النار وللقرار 1701، هو الذي يُعرّضه للخطر، الأمر الذي يفرض عليه الإنسحاب سريعاً قبل انتهاء مهلة الـ 60 يوماً من جميع القرى الحدودية التي دخلها وتوسّع فيها ودمّرها وحرق أراضيها، خلال فترة وقف إطلاق النار وليس قبلها.
أمّا هوكشتاين، فيأتي للإطلاع على ما يحصل على أرض الواقع، ولإجراء المحادثات مع المسؤولين اللبنانيين، على ما أكّدت المصادر، وللاجتماع كذلك بلجنة المراقبة التي ليس عليها فقط الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، إنّما المساهمة في تطبيقه والحفاظ عليه لأطول فترة ممكنة. وكان هوكشتاين قد قال إن هذا الاتفاق قد وُضع ليستمر لعقود، في إشارة الى ما كان عليه الوضع جنوباً من أمن واستقرار بعد صدور القرار 1701 في 11 آب 2006 وحتى 7 تشرين الأول 2023. وخلال هذه الفترة، لا بدّ من تطبيق بنود القرار 1701، واستكمال المفاوضات غير المباشرة لتثبيت الحدود البريّة بين لبنان و "إسرائيل" والتي تسمح لعودة الهدوء الى المنطقة، ووقف التعديات والخروقات للسيادة اللبنانية.

وتتوقّع المصادر أن يعطي هوكشتاين "ضمانات" لكلّ من لبنان و"إسرائيل" لاستمرار وقف إطلاق النار بين الجانبين، سيما وأنّ المرحلة المقبلة تتطلّب الأمن والاستقرار من أجل إعادة الإعمار عند الحدود الجنوبية من الطرفين، بهدف عودة سكّان القرى والمناطق الحدودية في أسرع وقت ممكن. كما أنّ الهدوء من شأنه، إعادة العمل بعمليات التنقيب واستخراج النفط والغاز من البلوكات البحرية، في حين أنّه من شأن عودة الحرب الى المنطقة الجنوبية وقف الاستثمارات النفطية في الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة. وهو الأمر الذي لا تريده الولايات المتحدة ولا فرنسا ولا دول "الخماسية" المعنية بملف النفط في لبنان.
ومن المتوقّع أن يتطرّق الموفد الأميركي خلال محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، على ما أفادت المعلومات، ولكنّه قد لا يحضرها حتى وإن تزامنت مع وجوده في لبنان، لكي لا يُقال إنّه يمارس الضغوطات على اللبنانيين، أو قد يُغادر لبنان قبل موعدها في حال أنهى جميع لقاءاته في بيروت. فانتخاب رئيس الجمهورية أمر حسّاس يتعلّق أيضاً بكلّ الملفات الداخلية والخارجية المتعلّقة بترسيم الحدود وعودة النازحين السوريين الى بلادهم، وعودة الإستثمارات الى لبنان، وبناء الثقة في الداخل والخارج، وإعادة بناء المؤسسات والقيام بالإصلاحات وما الى ذلك...

مقالات مشابهة

  • كيف جمع جمال عبدالناصر بين أم كلثوم وعبدالوهاب في أغنية إنت عمري؟
  • محكمة النقض تنظر طعون المتهمين الثلاثة بإنهاء حياة طبيب الساحل
  • مؤتمر اقتصادي ونقابي الاثنين وكلمات مرتقبة في الشخصية الرئاسية
  • هوكشتاين في لبنان الاثنين لتثبيت وقف النار
  • أهمية تناول المشروبات الساخنة في فترة الشتاء
  • مصرع سيدة وطفل وإصابة 4 آخرين بحادث تصادم 3 سيارات بإقليمي المنوفية
  • سيارة نقل تنهي حياة 3 أصدقاء في دقائق بالمنوفية| وجنازة شعبية للثلاثة.. صور
  • جمعهم العمل والصداقة ولم يفرقهم الموت.. حزن في المنوفية لوفاة 3 شباب
  • 3 نعوش .. قرية بأكملها تودع شباب خرجوا للعمل في المنوفية
  • كيف تحافظ على وزنك في الشتاء؟.. نصائح عملية لتجنب زيادة الوزن