بوابة الوفد:
2024-09-22@19:14:41 GMT

فتش عن «راحاب»

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

وضعت عملية تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية «البيجر» التى قامت بها اسرائيل ولم تعلن رسميًا مسئوليتها عن تلك الهجمات ضد حزب الله العالم فى طاحونة من الأسئلة : كيف فعل «الموساد» ذلك؟ ولماذا هذا الهجوم الذى وصفه البعض بأنه الأكثر دموية فى تاريخ الهجمات السيبرانية؟ وكيف سيكون رد حزب الله؟ وما هو مستقبل الصراع فى المنطقة؟
تلك الأسئلة وغيرها التى حاولت الصحافة العالمية الإجابة عنها، جاءت من باب الصدمة «السيبرانية» الوحشية التى فتحت مصراعيها وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف وما يتبع ذلك من تأثيرات على المدى البعيد، خاصة تلك المخاوف بأن تتحول الأجهزة الذكية إلى قنابل موقوتة وأسلحة فتاكة قد تستهدف الجميع، وما فتحته تلك الهجمات من آفاق جديدة وأفكار واسعة أمام «المنظمات الإرهابية » لشن مثل تلك الجرائم.


الأهم من الإجابة عن الأسئلة السابقة أو تناول تلك المخاوف المشروعة، هو السؤال الذى يجب أن نجيب نحن عنه: ماذا تعلمنا من تلك الهجمات؟
أولًا: يجب أن نتعلم أن الظواهر الصوتية والشعارات الرنانة لا تحقق نصرًا ولن تهزم عدوًا، ولن تحم أرواحًا، بل العلم والتخطيط المدروس والاستعداد الجاد والجيد لكافة الاحتمالات هو الأمل الوحيد للبقاء والصمود فى مناطق الصراع، خاصة وأن تلك الهجمات تم تنفيذها على مدى يومين متتاليين، وتم استهداف ضحايا اليوم الثانى أثناء حضورهم جنازات ضحايا اليوم الأول!
ثانيًا: يجب أن ندرك بعد هذا الهجوم السيبرانى الوحشى أن الكيان الصهيونى قد تسلل واخترق بشكل واضح وواسع وكبير مفاصل أعدائه « حزب الله» و«إيران» الذى أصيب سفيرها خلال تلك الهجمات.
ثالثًا : علينا أن نعى أن الإدانات الدولية لتلك التفجيرات والحديث عن انتهاك إسرائيل للقانون الدولى باستخدام أغراض مدنية كأجهزة «مفخخة» ليس له محل من الإعراب، لأن تلك الإدانات أمست وأصبحت وأضحت وصارت من المضحكات المبكيات، وما يحدث فى غزة من عمليات إجرامية وإبادة جماعية وتطهير عرقى خير شاهد وخير دليل بأن الإدانات لن تردع الكيان المجرم عن جرائمه ولن تمنعه من انتهاك القانون الدولى والإنسانى بوحشية، ليصبح الحل الأول والأخير بأيدينا.
الأهم مما سبق كله، يجب أن نعى وندرك ونتعلم أن «عقيدة الخيانة» هى الدرس المستفاد فى الماضى والحاضر والمستقبل، تلك العقيدة التى يستند إليها الكيان المحتل لتنفيذ جرائمه وقصة «راحاب الزانية» واحتلال «أريحا» فى سفر«يشوع» المثال الأوضح لتلك العقيدة، تقول القصة أن «يشوع بن نون» أرسل سرًا جاسوسين لاستكشاف «أريحا»، فانطلقا الرجلان ودخلا بيت امرأة زانية اسمها «راحاب» وباتا هناك، ولما علم ملك «أريحا» بالأمر، طلب من «راحاب» إخراج الجاسوسين اللذين دخلا بيتها، ولكن «راحاب» أخذت الرجلين وخبأتهما، وقالت : نعم جاء إليًّ الرجلان ولم أعرف من أين أقبلا، وقد غادرا المنزل قبل إغلاق باب المدينة عند حلول الظلام، ولست أعلم أين اتجها، فهيا اسعوا وراءهما حتى تلحقوا بهما.
وبعد أن أخذت «راحاب» من الجاسوسين وعدًا بالأمان لها ولأبيها ومن فى بيتها، ساعدتهما على الهرب، ثم جاء الرجلان إلي« يشوع بن نون» وحدثاه بكل ما جرى، وقالا ليشوع : «إن الرب قد وهبنا الأرض وقد خارت قلوب سكانها رعبًا منا»، كما أخبرتهما «راحاب» بهذا الخوف، وبعد محاصرة «أريحا»، ونفخ الكهنة فى الأبواق، سقطت «أريحا»، ودُمرت المدينة وقتلوا من فيها من رجال ونساء وأطفال وشيوخ حتى البقر والغنم والحمير، وبعد إخراج «راحاب» ومن فى بيت أبيها، أحرق الإسرائيليون المدينة بالنار.
فى النهاية : تبحث اسرائيل دائمًا عن من يجيد لعب دور«راحاب» الزانية على مسرح الخيانة الفاضلة! لتنفيذ مخططاتها وتحقيق أهدافها.
الخلاصة : فتش عن «راحاب» خلف كل جريمة تحاك للأوطان.
 

 

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عملية تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية البيجر حزب الله الهجمات الموساد الهجمات السيبرانية تلک الهجمات یجب أن

إقرأ أيضاً:

‏ما هو صاروخ "فادي" الذي أطلقه حزب الله حزب الله على إسرائيل ؟

أعلن حزب الله اللبناني، اليوم الأحد، عن إطلاق عشرات الصواريخ من طراز "فادي 1" و"فادي 2" على قاعدة ومطار رامات ديفيد الإسرائيلي. وأكد الحزب أن هذه الهجمات جاءت كرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية، والتي تسببت في مقتل وإصابة العديد من المدنيين.

قصف مجمعات الصناعات العسكرية الإسرائيلية

كما أفاد الحزب باستهداف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل، المتخصصة في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية، والموجودة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا. تم تنفيذ هذه الهجمات باستخدام نفس النوع من الصواريخ، في تصعيد لافت للصراع.

ماذا نعرف عن صاروخ "فادي"؟

هذه الهجمات شهدت الاستخدام الأول لصواريخ "فادي 1" و"فادي 2" في ضرب أهداف إسرائيلية. ويتميز الصاروخان بخصائص تقنية متقدمة:

  - يصل مدى "فادي 1" إلى 80 كيلومترًا، ويبلغ عياره 220 ملم.
  - أما "فادي 2"، فيصل مداه إلى 105 كيلومترات، وعياره 303 ملم.
 

  - تم تزويد كلا الصاروخين بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتعزيز دقة الإصابة.

التسمية تخليدًا لفادي حسن طويل

سمي الصاروخان بهذا الاسم نسبة إلى فادي حسن طويل، الذي استشهد في مواجهة مع القوات الإسرائيلية في مايو 1987. ووفقًا لوسائل الإعلام اللبنانية، فإن فادي هو شقيق القيادي البارز في وحدة الرضوان التابعة لحزب الله، وسام طويل، الذي اغتالته إسرائيل في يناير 2024.

تصعيد في الصراع


أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، اليوم الأحد، أنها استهدفت مجمعات الصناعات العسكرية التابعة لشركة رفائيل المتخصصة في التجهيزات الإلكترونية في منطقة زوفولون شمال حيفا، بعشرات الصواريخ من طراز فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا. كما أعلنت عن قصف قاعدة ومطار "رامات ديفيد" جنوب شرق حيفا بعدة صواريخ.

وأكد الحزب في بيانه أن الهجمات جاءت ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مناطق لبنانية وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن الهجمات أدت إلى إصابة 3 أشخاص بجروح طفيفة في كريات والجليل الأسفل، مع تسجيل إصابات في المناطق الساحلية.

تشكل هذه الهجمات تصعيدًا كبيرًا في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، مع دخول صواريخ جديدة ذات دقة وتقنيات متقدمة إلى ساحة المعركة، مما يعزز قدرات الحزب في استهداف مواقع استراتيجية إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • أردوغان: إسرائيل تتصرف مثل المنظمات الإرهابية
  • ‏ما هو صاروخ "فادي" الذي أطلقه حزب الله حزب الله على إسرائيل ؟
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ سلسلة من الهجمات على جنوبي لبنان
  • إذاعة جيش الاحتلال: سلاح الجو يشن موجة أخرى من الهجمات على جنوب لبنان
  • تداعيات الخروقات الأمنية في أجهزة اتصالات حزب الله
  • مجلس الأمن يحذّر من مخاطر اندلاع حرب في لبنان
  • آخر تطورات الأوضاع في النيجر
  • إعلام إسرائيلي: تضرر نصف منازل مستوطنة المطلة بسبب الهجمات الصاروخية من لبنان
  • من دعم غزة إلى تفجيرات البيجر.. كيف تصاعد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟