رسائل أميركية لإسرائيل بشأن جبهة لبنان ونقاش حول مقياس التصعيد
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
أجرى مسؤولون أميركيون سلسلة اتصالات مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن التطورات الأخيرة على جبهة لبنان، وقال البيت الأبيض إنه ما زال هناك مجال للعمل الدبلوماسي، في حين صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يفضل تجنب حرب شاملة، لكنه يتمسك بإبعاد حزب الله عن الحدود.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي -اليوم الأحد- إن "هناك طرقا أفضل لإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم في الشمال، بدلا من الحرب وفتح جبهة ثانية ضد حزب الله".
وتابع قائلا "لا نذرف الدموع على إبراهيم عقيل الذي تلطخت يداه بالدماء الأميركية، ولكننا لا نريد التصعيد"، وذلك في إشارة إلى اغتيال إسرائيل القائد العسكري البارز في حزب الله في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت أول أمس الجمعة.
وأضاف كيربي في تصريحات لشبكة "إيه بي سي" الأميركية: "لا نزال نعتقد أن هناك وقتا ومجالا للعمل الدبلوماسي لحل الصراع وإعادة الإسرائيليين إلى منازلهم".
وأكد أن الولايات المتحدة تفعل كل ما في وسعها للحيلولة دون تحول القتال بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة، وقال "لا نعتقد أن تصعيد هذا النزاع العسكري يصب في مصلحتهم (إسرائيل). هذا ما نقوله مباشرة لنظرائنا الإسرائيليين".
لحظة سقوط صواريخ من #لبنان على مستوطنات الشمال#حرب_غزة pic.twitter.com/wobAxLRiaZ
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 22, 2024
نتنياهو يتحدثوفي إسرائيل، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن حكومته تفضل ألا تذهب إلى حرب شاملة في التصعيد مع حزب الله، لكنها عازمة على إبعاده عن الحدود.
وأضاف نتنياهو أن إسرائيل وجهت لحزب الله خلال الأيام الماضية "سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها"، وتوعده بمزيد من الضربات إذا لم يفهم الرسالة، حسب تعبيره.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن وزير الدفاع لويد أوستن أجرى اتصالا مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت أمس السبت عقب سلسلة هجمات حزب الله الصاروخية على شمال إسرائيل.
وأعرب أوستن لنظيره الإسرائيلي عن قلقه بشأن سلامة وأمن المواطنين الأميركيين في المنطقة، كما شدد على أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي لإعادة الإسرائيليين إلى ديارهم في الشمال، وفقا لما ذكره البنتاغون.
رسائل أميركية
وأفاد موقع أكسيوس الأميركي بأن كلا من مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الدفاع لويد أوستن ومستشار البيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي آموس هوكشتاين أجروا عدة مكالمات مع نظرائهم الإسرائيليين يومي الجمعة والسبت.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إن إحدى الرسائل الرئيسية كانت أن واشنطن تريد إبقاء الطريق مفتوحا أمام الحل الدبلوماسي.
وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل أن مثل هذه الحرب لن تحقق هدفها بإعادة النازحين إلى منازلهم.
كما أكدوا أن تأثير واشنطن على القرارات العسكرية الإسرائيلية محدود، وأنها "تركز على التوصل إلى تفاهم مع إسرائيل بشأن مقياس التصعيد".
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من إسرائيل الامتناع عن اتخاذ إجراءات مثل الغزو البري أو الضربات الجوية واسعة النطاق في المناطق المدنية التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الصراع إلى حرب.
غارات إسرائيلية على مناطق عدة من الجنوب اللبناني#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/CG8EXoneSD
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 22, 2024
"واشنطن تؤيد التصعيد"من ناحية أخرى، قال موقع "والا" الإسرائيلي إن الولايات المتحدة، رغم معارضتها العلنية حربا شاملة مع حزب الله، فإنها تؤيد سياسة التصعيد الإسرائيلية ضد الحزب لتحقيق ضغط عسكري يفتح الطريق لتفاهم دبلوماسي ينهي الصراع في الشمال ويسمح للسكان بالعودة إلى ديارهم على طرفي الحدود.
واستهدف حزب الله -اليوم الأحد- بالصواريخ مواقع في حيفا التي تبعد عن الحدود اللبنانية نحو 40 كيلومترا، وذلك للمرة الأولى منذ بدء المواجهة بين الجانبين في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال الحزب إن هجماته صباح اليوم تعد ردا أوليا على "المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء (مجزرة البيجر وأجهزة اللاسلكي)".
وأعلن نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اليوم أن الحزب دخل "معركة الحساب المفتوح" ضد إسرائيل، كما أكد أن "جبهة الإسناد اللبنانية مستمرة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة".
"غزة أخرى"
ومع تصاعد المواجهة، أعربت جهات دولية عدة عن قلقها من اتساع نطاق الصراع، ودعت إلى التهدئة والتوصل إلى تسوية سياسية.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مخاطر تحويل لبنان إلى "غزة أخرى".
وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت إن المنطقة تقترب من "كارثة وشيكة"، مشددة على أنه "لا حل عسكريا من شأنه أن يوفر الأمان لأي طرف".
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد "قلق للغاية إزاء التصعيد في لبنان بعد هجوم الجمعة في بيروت"، في إشارة إلى الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية والتي أسفرت عن مقتل نحو 50 لبنانيا، بينهم عدد من قادة وعناصر حزب الله.
ودعا بوريل إلى وقف إطلاق النار على طول الخط الأزرق وكذلك في قطاع غزة، مشيرا إلى أن المدنيين على جانبي الحدود "يدفعون ثمنا باهظا".
بدوره، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما نصح المواطنين البريطانيين في لبنان بالمغادرة بسبب "التصعيد المقلق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله
إقرأ أيضاً:
أول أيام وقف إطلاق النار بغزة.. أبو عبيدة يحذر لإسرائيل وبوجه التحية لأنصار الله
أكد أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، أن نجاح تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتطلب "التزام" إسرائيل، محذراً من أن الانتهاكات الإسرائيلية يمكن أن تعرض العملية للخطر.
وذكر أبو عبيدة في خطاب مصور في اليوم الأول لوقف إطلاق النار، أن الاتفاق المتوصل إليه "كان ممكناً منذ أكثر من عام لو ناسب ذلك طموحات نتنياهو وحكومته الفاشية، التي أصرت على استمرار الإبادة وهدفت لتهجير الشعب وتدمير غزة".
وأضاف: "كنا على مدار هذه الحرب الأحرص على سرعة إيقافها، لحقن دماء أبناء شعبنا وأهلنا ووقف هذه الإبادة الجماعية"، معلناً "حرص الحركة على إنجاح كافة بنود الاتفاق ومراحله"، ودعا كافة الوسطاء إلى إلزام إسرائيل بذلك.
وتابع أبو عبيدة :"نعلن التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار والجاهزية لتنفيذ بنوده، والالتزام بشروطه من حيث وقف القتال والالتزام بالجدول الزمني للتبادل وتأمين أسرى العدو وصولا إلى تسليمهم مقابل أسرى شعبنا الأبطال الأحرار، وذلك في كافة مراحل الصفقة المتفق عليها، مع تأكيدنا على أن كل ذلك مرهون بالتزام العدو.
وقال أبو عبيدة: "نضع الجميع أمام مسؤولياته بشأن الانتهاكات من قبل الاحتلال للاتفاق، والتي يمكن أن تعرض العملية للمخاطر، من حيث التزامنا وقدرتنا على تنفيذ التبادل، ومن حيث تأثيرها المباشر على سلامة وحياة أسرى العدو في كافة مراحل الصفقة وتفاصيلها وتوقيتها".
بدء عملية تبادل الأسرى.. لحظة تسلم الصليب الأحمر الرهينات الثلاث من حماس |فيديووواصل: "شعبنا الذي تعرض للظلم ويعرف مرارته، ومقاومتنا التي نشأت على الكرامة وتعرف ثمنها، لتتقدم بالتحية وعظيم الشكر لمن شاركها في التصدي للظلم والطغيان والانخراط في معركة طوفان الأقصى".
وأشاد أبو عبيدة بجماعة أنصار الله في اليمن قائلا: "وهنا نخص إخوان الصدق أنصار الله وشعبنا الشقيق المبارك في يمن الحكمة والإيمان، الذين شعرنا كم يشبهون غزة وتشبههم في العظمة والكبرياء، وفي التحدي والكرامة، وفي النخوة والعزة، ففاجأ عنفوانهم العالم وفرضوا معادلات من حيث لا يحتسب العدو ومن وراءه، وشكلوا نموذجا فريدا تاريخيا".
وأضاف: " متى توفرت الإرادة لمقاومة عدو الأمة، فإن ذلك ممكن ولو من بعد مئات، بل آلاف الأميال، فطوبى لليمن، توأم الشام، في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وعن المقاومة في لبنان، قال أبو عبيدة: "نحيي إخوة المعركة والسلاح في المقاومة الإسلامية في لبنان، ومن ورائهم شعب لبنان الحر، الذي طالما كان سندا ورديفا للمقاومة والثورة الفلسطينية منذ عقود طويلة، وقدم في هذه المعركة أثمانا باهظة من قيادة المقاومة وجنودها وأبناء الشعب اللبناني الشقيق، وجسدوا وحدة الدم والمصير والهدف مع إخوانهم في غزة وفلسطين".
وأضاف: "نحيي الإخوة في الجمهورية الإسلامية في إيران على دعمهم الدائم المستمر، وانخراطهم في هذه المعركة التاريخية بالوعد الصادق والإسناد المتواصل بكل السبل، وكذلك الإخوة الأحرار في المقاومة العراقية الباسلة، وأحرار الأردن المجاهدين الفدائيين الذين اخترقوا الحدود ووجهوا سلاحهم إلى بوصلته الحقيقية الصحيحة".
واستطرد: "تلقينا، ولا زلنا نتلقى في كتائب القسام، ملايين رسائل الدعم والإسناد والتأييد، بل والتحرق للقتال معنا، وطلبات الانخراط والتجنيد في أي جهد ممكن مضاد للعدو من كل شعوب أمتنا بلا استثناء، من شعوب الخليج العربي شرقا، وحتى شعوب المغرب العربي غربا، ومن كافة شعوب أمتنا الإسلامية، من طنجة إلى جاكرتا".
وتوجه أبو عبيدة بالتحية لكل أحرار العالم الذين تظاهروا بالملايين في آلاف الميادين حول العالم، ولا يزالون، أكثر من 15 شهرا، معلنين عن التفافهم حول نموذج البطولة والمقاومة والصمودـ ورفضهم لحرب الإبادة الصهيونية الغاشمة، ونصرتهم للقضية الفلسطينية العادلة.
وتابع: "يا شعبنا، يا أهلنا، نحن منكم وأنتم منا، جرحكم جرحنا، وآلامكم آلامنا، وآمالكم هي آمالنا، وسنبني معا ما هدمه الاحتلال بعون الله تعالى، وسنقف في مواجهة آثار العدوان معا، كما وقفنا في مواجهة الإبادة معا"، مشيرا إلى أن "ما اقترفه المجرمون من ظلم وإبادة ستفتح عليهم أبواب الجحيم من الله عز وجل ومن العباد، وستكون عاقبته وخيمة عليهم بلا شك، وفي المقابل، فإن الثمن العظيم والآلام الكبيرة التي أصابتنا ونشعر بها ونتألم منها مع شعبنا، لهي ثمن لنصر عظيم وفتح مبارك واقع لا محالة".
واختتم أبو عبيدة بالقول: "يا أهلنا في غزة، هذا وقت التضامن والتكافل والتراحم، وكما قدمنا نموذج البطولة والعظمة في الميدان، سنقدم نموذج الصمود والبناء وانتزاع الحق، وإفشال كل مخططات وأطماع الاحتلال، وهزيمته بإرادتنا ووحدتنا بإذن الله تعالى".