مديرة «الشمول المالي» بـ«القومي للمرأة»: «تحويشة» وصل إلى نصف مليون أسرة بـ14 محافظة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
قالت إنجى اليمانى، المديرة الوطنية لبرنامج الشمول المالى ومنسقة المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية بالمجلس القومى للمرأة، إن برنامج تحويشة يستهدف تثقيف السيدات مالياً ورقمياً وتمكينهن اقتصادياً واجتماعياً، موضحة أنه وصل إلى نصف مليون سيدة.
وأضافت فى حوارها لـ«الوطن»، أن البرنامج يوفر أسهم ادخار متنوعة للسيدات تمكنهن من إنشاء أى مشروع من المشروعات الصغيرة تدر من خلاله دخلاً للأسرة، مؤكدة أن البرنامج به حالياً نحو 20 ألف مجموعة من المجموعات الرقمية، منها 111 مجموعة «تحويش رقمى».
ماذا يعنى برنامج «تحويشة»؟
- «تحويشة» هو مجموعة الادخار والإقراض الرقمى، مشروع تم تدشينه تحت برنامج الشمول المالى الذى أطلقه المجلس القومى للمرأة، وكان مبنياً على أساس مذكرة التعاون بين المجلس والبنك المركزى فى 2017 لتحقيق التمكين الاقتصادى والشمول المالى للمرأة وتم إطلاقه فى 2021.
وما أهمية المشروع؟
- البرنامج عبارة عن توصيل فكرة الادخار والإقراض خلال 52 أسبوعاً، وهى دورة الادخار الرقمى، بعدها تستطيع السيدات عمل مشروعات خضراء صغيرة وجماعية: «نجمع مجموعات صغيرة من السيدات فى القرى وتكون فيه ميسرة مالية من القرى، فندربها حتى تكون مجموعات مختلفة بنحو 100 مجموعة من كل قرية، بنحو 2000 سيدة، وتبدأ معها جلسات متنوعة».
وما آلية عمل المجموعات؟
- تبدأ الميسرة المالية مع المجموعة شرح تفاصيل الدورة الخاصة بالادخار، ويتم تحديد قيمة السهم، الذى على أساسه ستدخر السيدات: «مثلاً 20 أو 50 جنيهاً»، ويتم تحويشها فى الأسبوع وكل سيدة يمكنها اختيار سهم أو اثنين، وتكون أولوية القرض خلال فترة الدورة للطوارئ أو الاستثمار أو أى بند شخصى، ويتم كتابته فى لائحة يُتفق عليها.
كيف تجرى فكرة الادخار؟
- يتم اختيار 3 رؤساء للمجموعة، لديهم أساور إلكترونية، وبعدها يجرى فتح حساب بنكى للمجموعة ككل، ثم تبدأ السيدات الادخار من خلال تطبيق تحويشة بعد فتح حساب، وبعد جلسة الادخار والإقراض من كل أسبوع يجرى عقد جلسة خاصة بتنمية القدرات، حيث يجرى التدريب على كيفية ترتيب الأولويات والفرق بين الرغبة والحاجة.
كيف يجرى سداد القرض؟
- تُسدّد السيدة القرض خلال 3 أشهر، سواء كل أسبوع أو فى نهاية الـ3 أشهر أو فى منتصفها، ولا يجوز تعدى هذه المدة، خاصة أن هناك مصاريف إدارية قيمتها 1% فى الأسبوع.
ما أهداف كل دورة؟
- نهتم بتغيير الثقافة الخاصة بالإنفاق وإدارة الأموال ونقل السيدة إلى فكرة الإحساس بالمسئولية والاستقلالية المالية، «وإنه فيه فلوس بتاعتها وباسمها فى حساب بالبنك وكارت ممكن تشحنه كل أسبوع من الميسرة المالية».
من هى الميسرة المالية؟
- ميسرات المجلس القومى ميسرات ماليات ووكيلات مصرفيات لعدد من البنوك، تهتم الميسرة بشحن الكارت الخاص بكل سيدة: «بعد شحن الكارت بتيجى رسالة للسيدة إنه تم الشحن ورصيدك كذا»، ويمكن للسيدة بعد ادخار سهم أو أكثر الحصول على قرض فى جلسة الإقراض: «لأنها بالفعل محوشة رقم فى الحساب».
ماذا عن تنمية المهارات؟
- الميسرة المالية حريصة على قدرات السيدات وتثقيفهن مالياً ورقمياً وتمكينهن اجتماعياً: «نرسخ فكرة أن السيدة مثل الرجل كيف تتعامل مع مستلزمات منزلها وتكون سيدة مسئولة بدلاً من شخصية مستهلكة»، كما يتم مساعدة السيدات على توفير فرص عمل لمن حولهن من خلال المشروعات الصغيرة.
كيف يغير البرنامج حياة السيدات؟
- السيدات اللاتى ينضممن للبرنامج، تنقلب حياتهن رأساً على عقب، لأن المجموعات التى يتم تكوينها فى القرى قد تشمل الجدة والأم والابنة، الأمر الذى يعود بالنفع على أسرة كاملة فى حالة عمل مشروع جماعى متكامل.
هل التدريبات تقتصر على أسر «تحويشة»؟
- نظمنا جلسات لسيدات خارج «تحويشة» على مدار يومين أو ثلاثة، وندربهن من خلال الميسرة المالية نفسها.
ما المحافظات التى تعملون بها؟
- هدفنا أن نصل إلى جميع المحافظات، وحالياً نعمل فى 14 محافظة، هى أسوان والأقصر وقنا وسوهاج وأسيوط وبنى سويف والمنيا والفيوم والجيزة والقليوبية والبحيرة والدقهلية والشرقية والإسكندرية، وسيتم التوسّع لنشمل الغربية والمنوفية ودمياط.
ماذا عن التعاون بين ميسرات كل قرية؟
- دائماً ما يتم تنظيم تدريبات مركزية حتى تتبادل الميسرات أفكارهن مع بعضهن البعض تحت رعاية المجلس القومى للمرأة: «بنعمل تبادل فى الثقافات المختلفة والميسرات يشوفوا فكر مختلف وطريقة مختلفة، بما يوسّع مداركهم ونحاول نشركهم فى المشروعات القومية».
يمكن للسيدات الحصول على قروض 3 أضعاف سهمهن.. ونهتم بتغيير ثقافة الإنفاق وإدارة الأموالكم عدد السيدات اللاتى وصل إليهن البرنامج؟
- وصلنا إلى نصف مليون سيدة، ولدينا نحو 20 ألف مجموعة من المجموعات الرقمية، منها 111 مجموعة «تحويش رقمى»، وحالياً بدأنا تعديل تطبيق «تحويشة»، لاستكمال الجلسات الـ52 لدورة ثانية، بناءً على رغبة السيدات. مضمون التدريبنُدرّب السيدات على أن الحاجة هى الميزانية والمصروفات المُهمة التى لا بد منها، ويتم تعريفهن على القنوات التى يمكنهن الادخار من خلالها، كما يمكن للسيدات الحصول على قروض من المجموعة 3 أضعاف سهمهن: «لو سيدة حوشت أسهم بألف جنيه ممكن تاخد قرض لحد 3 آلاف جنيه».
«هناء» تبدأ إعادة التدوير بـ«عروسة المولد»: نفسى أسوّق لمنتجاتى«نعمة»: «تحويشة» نوَّر لى طريقى بعد أن كان مُعتماً.. وفكرته عجبتنى اقتناء الملابس القديمة وإعادة تدويرها لإنتاج أشكال الكروشيه ومفارش للأطفال وحقائب مدرسية صغيرة«الحاجة أُم الابتكار.. والوفرة أُم اللاشىء».. بهذه العبارة وجدت هناء مصطفى، 42 عاماً، من قرية النخيلة بمحافظة أسيوط، والحاصلة على «دبلوم صنايع»، من «الهاند ميد» طريقاً لمواجهة أعباء المعيشة وتحقيق متطلبات أسرتها من مأكل وملبس ومشرب: «أعمل فى الحياكة والأشغال اليدوية وإعادة التدوير».
فى أحد الأيام طلبت ابنتها الصغيرة «عروسة المولد»، ولم يكن لدى «هناء» المبلغ المالى الكافى لذلك، ففكرت فى عمل آخر بديل من إعادة التدوير: «أخدت العروسة القديمة وقصاقيص القماش وعملت لها عروسة زى بتاعة برّة بالظبط»، موضحة أن هذه البداية كانت الطريق للمشغولات اليدوية. «كنت باحوّش بالجنيه عشان أجيب الخامات».. بهذه العبارة كشفت «هناء» عن رحلتها فى عالم «الهاند ميد» والتى نجحت بعد الاشتراك فى «تحويشة»: «دخلت تحويشة عن طريق الميسِّرة المالية بالقرية، والتى تُدعى ماريان سعد وبدأت أحوش وأحط جنيه على جنيه واشتريت ماكينة وبدأت أخيط وأعمل مفارش سرير وأظبط لبس للفتيات والسيدات».
تعلّمت بنت محافظة أسيوط تفصيل الملابس من خلال اقتناء الملابس القديمة وإعادة تدويرها لعمل مفارش أو مقالم للأطفال أو حقائب مدرسية صغيرة، مُتمنية التوسع فى مشروعها: «مفيش حد يسوّق لى مشروعى فمش عارفة أكبّره، نفسى أطوّر مشروعى، وبدل ما عندى ماكينة يبقى عندى اتنين»، مؤكدة أنها ترغب فى تعلّم التطريز: «نفسى أبقى أشطر ست فى القرية».
تمكنت «هناء»، من خلال مشروعها، من مساعدة الأسرة، موضحة أن فريق «تحويشة» عرّفنا ماهية الالتزامات والرغبات، فالرغبات يمكن الانتظار عليها، أما الالتزامات فهى ضرورية مثل المأكل والملبس والمشرب، وكل ما يحتاجه الأطفال، خاصة فى فترة الدراسة.
تعلّمت هناء مصطفى، من خلال الاشتراك فى «تحويشة»، كيفية الادخار والإقراض فى أى مشروع دون شرط وجود موهبة ما: «تحويشة علمنا إنه فيه ناس معندهاش مواهب أو خبرة قدرت تعمل مشروع».
حصلت «هناء»، حسب روايتها لـ«الوطن»، على العديد من الدورات التدريبية فى عمل الكروشيه والمفارش وإعادة تدوير فساتين الأفراح لإنتاج أخرى منها للأطفال، موضحة أن كل هذه المشغولات وفّرت لها دخلاً يمكنها من تحقيق بعض احتياجات الأسرة. أحد الأعمال اليدوية لـ «هناء» «نعمة» أثناء عملهاطريق جديد ظهر فى موهبة نعمة محمد، 43 سنة، من قرية الهيشة التابعة لمركز طما بمحافظة سوهاج، والحاصلة على الشهادة الإعدادية، بعد أن اشتركت فى برنامج «تحويشة» عن طريق الميسِّرة المالية بالقرية، إذ اقتصرت موهبتها منذ 16 عاماً على عمليات حياكة بسيطة لبعض الملابس، تلك العمليات البسيطة التى لم تمكنها من إيجاد مصدر دخل قوى يحقق لها التمكين الاقتصادى.
«تحويشة نوَّر طريقى لأنه كان مُعتماً».. بهذه العبارة وصفت «نعمة» خلال حديثها لـ«الوطن»، البداية مع البرنامج والتى دخلت فى عامها الثانى: «الميسِّرة المالية اتكلمت معايا عن فكرة التحويش والادخار والإقراض والفكرة عجبتنى جداً، لأنها هتوسع من مشروعى بشكل يحقق لى الاكتفاء الذاتى».
ميزة جديدة وجدتها «نعمة» من خلال الاشتراك فى البرنامج، تمثلت فى التحفيز المعنوى: «كنت بحب فكرة الحياكة من زمان، بس دايماً شماعة الظروف تُبعدنى عن التنفيذ كالمنزل ومشغولياته وخدمة الأسرة والأبناء فى تعليمهم»، إلى أن جاء «تحويشة» ومكَّنها من تنفيذ مشروعها: «البرنامج عرفنى أهمية المشروع ودوره فى التمكين الاقتصادى».
توسعت «نعمة» فى مشروعها: «بافصّل حالياً الفساتين والستاير والملايات»، موضحة أنها اهتمت أيضاً بفكرة تدوير الملابس القديمة، لتبدأ رحلتها فى التمكين الاقتصادى: «لجأت للحياكة عشان ظروف المعيشة، ودلوقتى بقيت أكفّى احتياجات البيت ومصاريف المدارس».
مكّنت نعمة محمد أبناءها من العمل فى هذه الحرفة بجانب تعليمهم جامعياً، إذ حصلوا على كليتى التربية الرياضة والتجارة: «مُهتمين جداً بفكرة التسويق لأنهم جيل التكنولوجيا»، موضحة أن الحرفة وفرت دخلاً لأبنائها: «الواحدة فيهم معاها مصاريف تكفى احتياجاتها من الشغلانة دى».
نقلت «نعمة» فكرة «تحويشة» إلى أطفال المنطقة، وبدأت فى عمل صندوق خاص بهم، حيث أعدت كشفاً كاملاً بأسمائهم وبالمبلغ الذى يضعه كل طفل فى الصندوق، سواء يومياً أو أسبوعياً: «بفتح الصندوق فى كل مناسبة سواء فرح أو دخول مدارس أو عيد كل طفل هيلاقى معاه 500 جنيه، وفيه أطفال يوصل تحويشها 1000 جنيه»، مؤكدة أن الفكرة لقيت ترحيباً كبيراً من أهالى المنطقة.
تبيع «نعمة» منتجاتها فى مختلف الأماكن، سواء عن طريق أقاربها أو أصدقائها، لافتة إلى أنها قبل الاشتراك فى برنامج «تحويشة» لم تكن تكفى احتياجات منزلها، أما فى الوقت الحالى فتمكنت من توفير جميع الاحتياجات».البرنامج عرفنى أهمية المشروع فى التمكين الاقتصادى«حنان» تستغل موهبتها فى «الهاند ميد»
لمواجهة الظروف الاقتصادية: وسّعت نشاطى «حنان» احترفت أعمال «الهاند ميد»فريق المشروع نظم تدريبات مكثفة عن الادخارلم تستسلم حنان حامد السيد، 24 سنة، للظروف الاقتصادية الصعبة التى مرّت بها أسرتها عقب وفاة والدها فى أول عام 2017، فبادرت باستغلال موهبتها فى «الهاند ميد» حتى تعول نفسها ودراستها فى الثانوية العامة هى وشقيقتها التى تدرس فى الصف الثالث الثانوى، والصغرى التى تدرس فى الصف الأول الإعدادى آنذاك، فاهتمت بكل ما له علاقة بإعادة التدوير من خلال تغليف الصوانى وتصميم كاسات الزينة إلى أن تزوجت عام 2020.
تقطن حنان حامد بمنشأة بولين بكفر الدوار بمحافظة البحيرة، أمام مدرسة منشية بلبع الابتدائية، الأمر الذى جعلها تُفكر فى إنشاء مشروع صغير خاص بالأدوات المدرسية والشنط بنحو 250 جنيهاً: «حاولت أستفيد من الموقع الجغرافى للمدرسة وأحسّن من دخل البيت»، موضحة أنها طورت المشروع يوماً بعد يوم: «فى الأول كنت باعرض على طبلية صغيرة لحد ما بقيت أعرض المستلزمات فى فاترينة».
فكّرت «حنان» حسب روايتها لـ«الوطن» فى توسيع المشروع ليشمل الأغذية والبقالة بجانب الأدوات المدرسية، إلا أن فكرتها لم تنجح، خاصة أنها فى منزل عائلى: «الأغذية كانت بتروح فى استهلاكات البيت ماكنتش أعرف أنا باكسب ولا باخسر»، إلى أن تعرّفت على فريق برنامج «تحويشة» التابع للمجلس القومى للمرأة بالمحافظة.
أتاح فريق البرنامج فرصاً كثيرة لحنان حامد، حول كيفية الادخار وتدشين مشروع يُدر عائداً كافياً يمكنها اقتصادياً: «الفريق نظم لينا تدريبات مكثفة إزاى ندخر فى الفلوس ونعرف يعنى إيه مكسب وخسارة»، موضحة أن المشروع مكّنها من إدارة الكثير من الجمعيات مع أهالى المنطقة القاطنة بها.
فكرة بسيطة تعلمتها «حنان» حول فكرة الادخار، تمثّلت فى تقسيم مصروفات أى مشروع ما بين إيجار المكان والاستهلاكات الشهرية كفواتير المياه والكهرباء، وبعدها يتم حساب المكسب ونسب المبيعات ونسبة الخسارة بالتفصيل: «من هنا عرفت أعمل مشروع الهاند ميد وأرجع ليه بشكل مختلف».«دينا» أتقنت فكرة تصنيع السجاد اليدوى«حنان» استوحت المشروع من مادة تعليميةجمعت دينا منصور، 28 عاماً، حاصلة على «دبلوم صنايع» بإحدى قرى مركز ناصر بمحافظة بنى سويف، بين برنامج الدعم النقدى «تكافل وكرامة» وبين «تحويشة»، لتستفيد من قرار الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بعدم خروج أى أسرة مشتركة فى «تحويشة» من برنامج «تكافل وكرامة».
أتقنت «دينا» فكرة تصنيع السجاد اليدوى لتفتح من خلاله مشروعاً يمكنها اقتصادياً ويحقق لها جميع احتياجاتها وأسرتها، فمنذ أكثر من 7 سنوات تقضى «دينا» غالبية الوقت بين النول والخشب والرسم لتُنتج أشكالاً متنوعة من السجاد تُرضى أذواق العملاء.
لم تكتفِ دينا منصور بالعمل فى المنزل، بل اشتركت فى «تحويشة» حتى تستفيد منه فى نواحى التثقيف المالى: «عرفت الفرق بين الرغبات والاحتياجات وإزاى أدرس المصاريف كويس»، موضحة أنها تعلّمت كيفية دراسة أى مشروع وعوامل نجاحه والأسباب التى قد تؤدى إلى فشله.
تمكنت «دينا» من معرفة أهم الاحتياجات الأساسية لأى مشروع من خلال برنامج «تحويشة»: «إزاى أحسب عدد العمال فى المشروع وإيه رأس المال المناسب لنجاحه»، لافتة إلى أن إنتاجها للسجاد يختلف حسب المساحة: «ممكن سجادة تاخد شهرين، ممكن أخرى تاخد شهر واحد فقط».
حقق البرنامجان لـ«دينا» فكرة التمكين الاقتصادى، فهى متزوجة ولديها 3 أطفال، أكبرهم فى مرحلة رياض الأطفال: «سعر متر السجاد يبدأ من 1000 جنيه وبقبض 510 جنيه شهرياً من تكافل وكرامة»، مؤكدة أنها تنفذ المشروع فى منزلها بجانب قيامها بالأعمال المنزلية. تحرص «دينا» على حضور محاضرات برنامج «تحويشة» سواء أسبوعياً أو كل 15 يوماً، للاستفادة من الشرح الخاص بالاستثمار، خاصة من الأسهم التى يوفرها البرنامج، سواء سهم بـ 10 جنيهات أو 20 أو أكثر حسب ما تتفق عليه المجموعة المشتركة فى البرنامج.
وفق دينا منصور، فإن السهم يمكنها من فكرة الإقراض حال الحاجة لأى مصاريف: «لو فيه ظرف طارئ حصل أقدر أسحب نسبة مُعينة ككقرض من خلال سهمى بالبرنامج على أن يتم سداده بعد ذلك وفق جدول مُحدد». قطعة سجاد يدوى من أعمال «دينا»اتخذت حنان رجب، خريجة كلية التربية للطفولة بجامعة المنيا، 28 عاماً، من أبناء قرية إتليدم بمركز أبوقرقاص، من مادة وسائل تعليمية التى درستها فى الكلية، مسلكاً لها فى التمكين الاقتصادى وإيجاد فرصة عمل توفر لها احتياجاتها، وتنمى موهبتها فى إعادة التدوير بما يعود بالنفع على أبناء منطقتها.
اهتمت «حنان» بالمشغولات اليدوية الخاصة بالتعليم، إذ تُنتج من الكراتين والأسطوانات القديمة والبلى والزخارف من الخشب والتزيين بالورق، لتُنتج أشكالاً متنوعة لتعليم الأطفال الحروف والأرقام والكلمات، سواء فى الحضانات أو المدارس، وذلك بعد أن عملت لسنوات طويلة فى أحد المصانع الخاصة بالملابس فى مدينة المنيا الجديدة والحضانات: «كنت مُدرسة خاصة بالأنشطة فى إحدى الحضانات».
اشتركت «حنان» فى «تحويشة» منذ ما يقرب من عامين، تمكنت من خلاله من التوسّع فى أنشطتها بالمشغولات اليدوية: «عرفت يعنى إيه مكسب وخسارة وإزاى أحقق ربح من المشروع»، موضحة أنها تهتم بعمل الوسائل التعليمية لتعليم الأطفال الحساب من خلال المجسّمات والكراتين: «كلها خامات بيئية وباطوعها فى أشكال مُعينة تحقّق مدلولاً مُهماً».
اشتركت «حنان» فى سهم بالبرنامج قيمته 20 جنيهاً فى الأسبوع: «البرنامج ميزته بيخلينى أعمل حساب لبكرة لو حد تعرّض لأزمة مالية أو صحية أو أى طوارئ، هيكون معاه فلوس، يتصرف بيها حتى لو مبلغ بسيط».
اهتمت حنان رجب بعمل كل ما يتعلق بالهاند ميد، كالهدايا والزينة والحقائب: «اتعلمت إزاى أوسع نشاطى وأنا مشتركة فى مجموعة بها 25 سيدة وأنا المسئولة عنها»، موضحة أنها تنظم الدورات التدريبية الخاصة بالسيدات كل أسبوع لتدريبهن على فكرة «تحويشة»، موضحة أن مضمون الدورات هو تثقيف السيدات مالياً وكيفية عمل سهم فى البرنامج.
تمكنت حنان رجب، من خلال نشاطها والتوسّع فيه من تحقيق احتياجاتها: «باصرف على نفسى من أيام الكلية، وكنت فى الكلية باعمل المشغولات علشان كده كده بتعملها فى مادة الوسائل التعليمية فتكلفة الخامات كانت عالية جداً، فكنت باستخدم حاجات قديمة وأعمل لها إعادة تدوير».
استطاعت «حنان» زيادة دخل الأسرة التى تتكون من 8 أفراد، خاصة مع عدم انتظام عمل والدها: «زودت دخل الأسرة حتى أكون مسئولة مع الأب والأم ويكون لىّ دخلى الخاص»، لافتة إلى أن بعض الحضانات حالياً تتعامل معها لزخرفة الفصول: «كل ده منحنى ثقة فى نفسى، وباساعد اخواتى من الدخل بتاع المشروع فى مصاريف تعليمهم». «حنان» تنتج أشكالاً متنوعة لتعليم الأطفالأرقام وحروف من الكراتين والخزف والخشب إبداع مشترك بين النول والخشب والرسم ينتج أشكالاً متنوعة تُرضى أذواق العملاء«عبداللطيف»: الدولة مش طول عمرها هتدى ولكن الأسر الفقيرة أو العاجزة كلياً أحق بالمساعدةأكد الدكتور رشاد عبداللطيف، نائب رئيس جامعة حلوان سابقاً، أستاذ تنظيم المجتمع، أن وزارة التضامن الاجتماعى بدأت تغيير سياستها فى عملية الدعم بما يخدم الأسر الأولى بالرعاية، فالدعم العينى لم يعد كافياً فى الوقت الحالى لتحقيق احتياجات ورغبات الأسرة المصرية، وبالتالى فإن الوزارة ربطت الدعم بالمشروع الصغير من خلال برنامج «تحويشة».
وأضاف «عبداللطيف»، فى حواره لـ«الوطن»، أن لتحقيق التمكين الاقتصادى 6 أبعاد رئيسية، منها تبنى الأسرة مشروعاً اقتصادياً تكتسب مهارات عديدة منه، وتحقيق التعاون بين أفراد الأسرة.
أستاذ تنظيم المجتمع: الوزارة ربطت الدعم بالمشروع الصغير من خلال «تحويشة» إضافة أسر جديدة بين الحين والآخر لـ«تكافل وكرامة» خطة مُحكمة للتمكين الاقتصادى.. ولا بد من الاهتمام ببرامج الحماية الاجتماعية طوال الوقت فى البداية فيم تتمثل مزايا عدم رفع الدعم عن أسر تكافل وكرامة حال اشتراكهم فى «تحويشة»؟
- وزارة التضامن الاجتماعى بدأت تغيير سياستها فى عملية الدعم بما يخدم الأسر الأولى بالرعاية، فالدعم العينى لم يعد كافياً فى الوقت الحالى لتحقيق احتياجات ورغبات الأسرة المصرية، وبالتالى فإن الوزارة ربطت الدعم بالمشروع الصغير من خلال برنامج «تحويشة»، الأمر الذى تنطبق عليه مقولة «لا تعطنى سمكة بل علمنى كيف أصطاد»، فبالتالى الوزارة تدعم فكرة أى مشروع حتى يدر دخلاً يحقق للأسرة احتياجاتها، وتواجه من خلاله أى مشكلات اقتصادية.
إلى أى مدى يعزز ذلك التمكين الاقتصادى؟
- فكرة إتاحة الفرصة للأسرة لأن يكون لديها أى مشروع صغير يُمكِّنها اقتصادياً من خلال اعتمادها على نفسها وتبدأ فى تكبير المشروع يوماً بعد يوم، تحقق غرضين، الأول هو الاكتفاء الذاتى والثانى عدم الشعور بالدونية وإحساس الانتظار لأى دعم نقدى من قبَل الوزارة.
ما أبعاد تحقيق التمكين الاقتصادى لأى أسرة؟
- لتحقيق التمكين الاقتصادى 6 أبعاد رئيسية، الأول هو تبنى الأسرة مشروعاً اقتصادياً تكتسب مهارات عديدة منه، والثانى تحقيق التعاون بين أفراد الأسرة، فقد يكون المشروع بين الأب ونجله أو الفتاة وأمها أو بين الأقارب من درجات أخرى، أما البُعد الثالث فيتمثل فى تقليل الاعتماد على ميزانية الدولة، والرابع هو صون كرامة الأسرة: «بدل ما تمد إيدها وتحتاج لمساعدة الوزارة هتكفل لنفسها حياة كريمة». أما البُعد الخامس فيتمثل فى كون المشروع الاقتصادى يشمل أكثر من مجال سواء زراعى أو حيوانى أو أجهزة أو مشروعات تجارية متعددة الأغراض، والبُعد السادس يتمثل فى تحقيق فائض للدولة تستخدمه فى إنشاء مشروع جديد يخلق فرص عمل لأبناء هذه الأسر.
كيف تقيِّم التنسيق والتكامل بين (تكافل وكرامة وتحويشة)؟
- «الدولة مش طول عمرها هتدى».. ولكن الأسر الفقيرة أو العاجزة كلياً هى التى تساعدها الدولة طوال الوقت، أما الأسر القادرة على العمل أو لديها أبناء قادرون على العمل، فيمكنهم فتح أى مشروع يحقق لهم تمكيناً اقتصادياً ويُخرجهم من دائرة العوز إلى الإنتاج.
وماذا عن خطط وزارة التضامن الاجتماعى لإنهاء قوائم الانتظار بتكافل وكرامة؟
- الوزارة حريصة على إضافة أسر جديدة بين الحين والآخر، ولكن الأهم هو حرصها على دعم الأسر بمشروعات اقتصادية خضراء، وهذا الأمر يحقق فكرة الاستقلالية والمسئولية بعيداً عن الاتكالية.
ما الأسس العلمية لدعم «الأولى بالرعاية»؟
- لدعم الأسر الأولى بالرعاية هناك مجموعة من الآليات والأسس المهمة أولها أن يكون لدى الوزارة قاعدة بيانات متكاملة عن كل أسرة من حيث إمكانياتها ونقاط قوتها ونقاط ضعفها وعدد أبنائها، والمشاكل التى تهدد حياتها، ويتم وضع خطط وفق هذه البيانات والخطط تُحوَّل إلى برامج تختلف من أسرة لأخرى، ثم متابعة التنفيذ على أرض الواقع من قِبل الأخصائى الاجتماعى، من حيث مدى نجاح أو فشل المشروع، وتقويم الأسباب والعمل عليها من جديد.
ماذا عن برامج الحماية الاجتماعية؟
- لا بد من الاهتمام بهذه البرامج طوال الوقت، إذ يشمل هذا الملف أكثر من بُعد، سواء البُعد الخاص بالمساعدات النقدية وغير النقدية، أو العناية بالنواحى الصحية أو التعليمية أو الغذائية، أو العناية بالمسكن الكريم وتوفير المسكن اللائق والعناية بالفئات المهمشة والمعرّضة للخطر مثل خريجى السجون حديثاً والمرأة المعنّفة والمرأة الغارمة. وعلى وزارة التضامن ألا تغفل عينيها عن برامج الحماية الاجتماعية، وضخ برامج للعمالة غير المنتظمة بتوفير الجوانب الاجتماعية الخاصة بهذه العمالة وتكون على المدى البعيد عمالة منتظمة لضمان سلامة وكيان هذه الفئة. ميكنة منظومة الخدماتالوزارة لديها عدد كبير من الأخصائيين الذين يتابعون الحالات المستفيدة من أى دعم، ولديهم طوال الوقت دراسة حالة وجدوى لأى مشروع حتى تنجح الأسر فيه، كما يتابعون التنفيذ على أرض الواقع، وإزالة أى معوقات تواجه الأسرة.
مضمون التدريبنُدرّب السيدات على أن الحاجة هى الميزانية والمصروفات المُهمة التى لا بد منها، ويتم تعريفهن على القنوات التى يمكنهن الادخار من خلالها، كما يمكن للسيدات الحصول على قروض من المجموعة 3 أضعاف سهمهن: «لو سيدة حوشت أسهم بألف جنيه ممكن تاخد قرض لحد 3 آلاف جنيه».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تكافل وكرامة التمكين الاقتصادى الشمول المالى القومى للمرأة التضامن الاجتماعى الادخار والإقراض الأولى بالرعایة إعادة التدویر القومى للمرأة المجلس القومى وزارة التضامن تکافل وکرامة الاشتراک فى التعاون بین موضحة أنها الحصول على الهاند مید طوال الوقت مجموعة من عمل مشروع مؤکدة أن من خلاله کل أسبوع لـ الوطن لا بد من من خلال ماذا عن فى عمل إلى أن
إقرأ أيضاً:
أمير الحدود الشمالية يدشن مشروع صيانة شبكات تصريف الأمطار بمحافظة طريف
دشّن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الحدود الشمالية، اليوم مشروع صيانة شبكات تصريف الأمطار والشبكات السطحية في محافظة طريف، بحضور أمين منطقة الحدود الشمالية المهندس هشام العوفي، ورئيس بلدية محافظة طريف الدكتور محمد الوردة.
وأوضح أمين منطقة الحدود الشمالية أن المشروع يأتي ضمن سلسلة من المشاريع التنموية التي تهدف إلى تطوير وتحسين البنية التحتية في المحافظة، مبينًا أن إجمالي قيمة المشروع بلغت 5 ملايين ريال، وشمل أعمال الصيانة والتطوير للشبكات التي تسهم في تصريف مياه الأمطار ومنع تجمع المياه السطحية، بهدف تحسين البيئة العمرانية، وتوفير الخدمات للمواطنين في المحافظة.