قالت القناة الـ12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر إسرائيلية وأجنبية إنه تم تفجير أجهزة البيجر في لبنان "بشكل فردي"، أي استهداف كل جهاز على حدة، وإن المسؤول عن التخطيط للعملية برمتها عميلة استخبارات يبلغ عمرها حوالي 30 عاما.

ولا يزال الغموض يحيط بكيفية زرع المتفجرات في آلاف أجهزة البيجر ووضعها في أيدي عناصر حزب الله، لكن الأمر الواضح للغاية هو أن العملية الاستخباراتية ستذكر باعتبارها واحدة من أكثر العمليات جرأة في التاريخ الحديث، وفقا تعبير صحيفة واشنطن بوست.

وبعد اتهامات بأن هذه الهجمات كانت "عشوائية" مما تسبب في تعريض حياة المدنيين للخطر، قال تقرير القناة التلفزيونية الإسرائيلية إن كل جهاز من أجهزة النداء التي انفجرت بأصحابها، الثلاثاء الماضي، "تم تفجيره بشكل فردي، حيث كان المهاجمون يعرفون من هو المستهدف، وأين هو، وما إذا كان هناك آخرون على مقربة".

وأشارت القناة إلى أن المهاجمين حرصوا "على ضمان إصابة الشخص الذي يحمل جهاز النداء فقط بالانفجار".

ونقلت عن مصدر أمني أجنبي لم يذكر اسمه قوله: "كان لكل جهاز نداء ترتيباته الخاصة. بهذه الطريقة كان من الممكن التحكم في من يستهدف ومن لا يستهدف".

ويقول التقرير: "كانوا يعرفون انتماء الشخص وأين مكانه حتى لا يصاب بائع الخضار في السوبر ماركت"، في إشارة إلى مقطع تم تداوله في أعقاب الانفجار لسقوط أشخاص في متجر لبيع الخضراوات.

A video circulating on social media purports to show the moment that a pager used by a Hezbollah operative exploded in Lebanon. According to Lebanese media, dozens were injured after Israel allegedly hacked the devices and detonated them. https://t.co/1RMiF8wqAA pic.twitter.com/b07wTuRQ0N

— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) September 17, 2024

 

 وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وبعض المنظمات الحقوقية، قد قال إن الهجمات على أجهزة النداء واللاسلكي التي وقعت، الثلاثاء والأربعاء الماضيين، كانت "عشوائية"، لأنه "يكاد يكون من المستحيل معرفة من كان يحمل الأجهزة أو أين كانت عندما انفجرت".

وطالبت جهات حقوقية دولية بإجراء تحقيقات مستقلة، معتبرين أن تلك الهجمات "ربما انتهكت القانون الدولي"، وفقا لتقرير نشرته شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية.

ونجم عن تلك الهجمات مقتل 37 شخصا على الأقل، وإصابة نحو 3000 آخرين، بما في ذلك العديد من أعضاء حزب الله المدعوم من إيران، والمصنف على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وفي المقابل، أصر بعض الأكاديميين على أن الانفجارات كانت "محددة بدقة"، لأن الأجهزة "تم توزيعها على أعضاء حزب الله"،

هجمات "البيجر".. هل انتهكت القانون الدولي؟ طالبت جهات حقوقية دولية بإجراء تحقيقات مستقلة في واقعة تفجير أجهزة النداء واللاسلكي في لبنان وسوريا، معتبرين أن تلك الهجمات ربما قد تكون قد انتهكت القانون الدولي، وفقا لتقرير نشرته شبكة "أيه بي سي نيوز" الأميركية.

وينقل التقرير الإسرائيلي الجديد عن مصدر أمني أجنبي إن "عشرات الآلاف من أجهزة النداء" تم إنتاجها، وتم تصنيعها مع سابق معرفة أن العميل سوف يفحصها بعناية، وبالتالي، كان لابد أن تعمل الأجهزة بشكل صحيح ولا تظهر أنها محملة بالمتفجرات. وأن يظل مظهرها ووزنها دون تغيير.

وقال رونين بيرغمان، وهو مراسل استقصائي يعمل لصالح صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "المخطط برمته كان من تدبير عميلة استخباراتية لامعة، لا يتجاوز عمرها الثلاثين عاما، في مكان ما في الشرق الأوسط".

ويقول التقرير إن المسؤول عن العملية قرر إنشاء مصنع لإنتاج الأجهزة من الصفر حتى "لا يكون جهازاً نتلاعب به، بل جهازا ننتجه".

واتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء تفجيرات البيجر، إلا إسرائيل رفضت هذه الاتهامات. وأعرب الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الأحد، عن "رفضه وجود صلة" لبلاده بالتفجيرات، مشيرا إلى أن "هناك العديد من الأعداء لحزب الله".

ويقول التقرير، إن حزب الله اشترى المزيد من أجهزة النداء بعد مقتل قائده العسكري، فؤاد شكر، في غارة إسرائيلية في بيروت في يوليو، واستخدمها بعد ذلك على نطاق أوسع بسبب حذره المتزايد من استخدام الهواتف المحمولة.

وتنقل القناة الـ12 عن مصدر أجنبي إن إسرائيل قررت أنها بحاجة إلى تكثيف إجراءاتها ضد حزب الله.

وقال عاموس يادلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق، إن هدف إسرائيل هو جعل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، يدرك أن هجماته على شمال إسرائيل "تكلفه أكثر مما يكسبه".

ويقول التقرير إنه كان من "الأفضل" أن يتعرض العدد الكبير من مسلحي حزب الله الذين انفجرت أجهزتهم لإصابات بالغة بدلا من قتلهم، بهدف الضغط على الخدمات الصحية في لبنان، وبالتالي زيادة الضغط المحلي على حزب الله.

وقال مصدر للقناة إن إسرائيل أمضت سنوات في تطوير هذه القدرات لاستخدامها ضد حزب الله وإيران، لكن لم تشمل الخطط حماس لأنها قللت من تقدير الخطر الذي تشكله الأخيرة، وهو ما يفسر جزئيا الفشل في منع هجوم 7 أكتوبر.

وقال إيال حولاتا، مستشار الأمن القومي السابق، للقناة 12بعد بث التقرير إن الآلاف من الإسرائيليين يعملون منذ سنوات على إنشاء قدرات لضمان الأمن لإسرائيل. ويقول: "هناك المزيد من القدرات مثل هذه"، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة في لبنان.

وقال حولاتا، الذي ترأس في السابق الفرع التكنولوجي للموساد، إنه نظرا لانهيار الثقة العامة في المؤسسة الأمنية بعد فشل هجوم حماس، "فمن المهم أن يعرف الإسرائيليون هذا" أي التفوق التكنولوجي الإسرائيلي.

مسؤولون: تفجيرات "البيجر" نصر استخباراتي بعواقب غامضة لا يزال الغموض يحيط بالكيفية التي تمكنت بها إسرائيل من دس المتفجرات في آلاف أجهزة الاستدعاء ووضعها في أيدي عناصر حزب الله، ولكن الأمر الواضح للغاية هو أن العملية الاستخباراتية ستذكر باعتبارها واحدة من أكثر العمليات جرأة في التاريخ الحديث، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

وفي إطار التصعيد المتسارع بين حزب الله وإسرائيل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الأحد، مقتل 3 أشخاص في غارات على جنوبي البلاد، فيما اضطر "مئات الآلاف من الإسرائيليين" إلى الاحتماء في الملاجئ.

قتلى في لبنان و"آلاف الإسرائيليين بالملاجئ".. تصعيد متسارع بين حزب الله وإسرائيل قال حزب الله اللبناني، الأحد، إنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية عائدة لشركة إسرائيلية شمال مدينة حيفا، وذلك في "رد أولي" على تفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي كانت في حوزه عناصره في وقت سابق هذا الأسبوع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ویقول التقریر أجهزة النداء الآلاف من فی لبنان حزب الله من أجهزة

إقرأ أيضاً:

أبرز 7 جرائم تفجير لأجهزة الاتصال.. ينفذها الاحتلال منذ السبعينيات

سطلت عمليات تفجير أجهزة الاتصال في عناصر حزب الله في لبنان قبل أيام، الضوء على هذا الأسلوب الإجرامي الذي ينتهجه الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف خصومه.

وللاحتلال الإسرائيلي باع طويل في جرائم اغتيال الناشطين وقادة المقاومة عبر استخدام أجهزة الاتصالات المختلفة، إذ نفذ العديد من العمليات منذ سبعينيات القرن الماضي، جرى بعضها في أوروبا.

وتوظف دولة الاحتلال التكنولوجيا بشكل كبير في تنفيذ اغتيالات موجهة عن بعد تستهدف من خلالها نشطاء المقاومة، رغم حجم المخاطر والتهديد الذي يمثله ذلك على المدنيين في مسارح الاغتيال.

ويحظر القانون الإنساني الدولي العرفي استخدام الفخاخ المتفجرة في الأجهزة التي قد يستخدمها المدنيون أو تُستخدم في الأنشطة اليومية لهم، كأجهزة الاتصال المختلفة.


أبرز الاغتيالات عبر أجهزة الاتصال:

محمود الهمشري: سياسي ودبلوماسي فلسطيني، كان أول سفير لمنظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا، اغتيل بزرع قنبلة داخل هاتفه المنزلي في باريس في كانون الثاني/ يناير عام 1973.

يحيى عياش: قائد عسكري كبير في كتائب القسام ويعد أحد أبرز مهندسي المتفجرات فيها، اغتالته قوات الاحتلال في غزة، بواسطة هاتف متنقل زرعت بداخله شحنة ملغومة انفجرت عندما كان يجري اتصالا بعائلته في الضفة في كانون الثاني/ يناير عام 1996.

سميح الملاعبي: عضو وناشط بارز في حركة فتح، اغتالته قوات الاحتلال في كانون الأول/ ديسمبر عام 2000 بعد زرعها شحنة متفجرة أدت إلى انفجار هاتفه المحمول قرب مخيم قلنديا للاجئين شمال القدس المحتلة.

أسامة الجوابرة: عضو في حركة فتح اغتالته قوات الاحتلال في حزيران/ يونيو عام 2001 بعد أن فجّرت هاتفا عموميا في مدينة نابلس، كان يجري من خلاله اتصالا.

محمد عبيات: شاب من محافظة بيت لحم، استشهد بتاريخ في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2002 بعد أن فجرت قوات الاحتلال هاتفا عموميا في مدينة بيت جالا.

عز الدين الشيخ خليل: قيادي بارز في حركة حماس اغتيل في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2004 في العاصمة السورية دمشق، إثر انفجار عبوة ناسفة مزروعة تحت مقعد السائق في سيارته، حيث انفجرت مباشرة عقب تلقيه اتصالا.

تفجيرات لبنان: كانت أبشع الجرائم دموية على الإطلاق، حين فجّر الاحتلال أجهزة "بيجر" و"آيكوم" مفخخة هذا الشهر، تعود لعناصر حزب الله على دفعتين وبفارق يوم في لبنان وسوريا، وأدت استشهاد العشرات، بينهم مدنيون وأطفال، وأصيب الآلاف بجراح.

مقالات مشابهة

  • تسريبات جديدة تكشف تفاصيل عملية تفجير البيجر.. إسرائيل تعلن عن استراتيجية جديدة ضد حزب الله
  • أبرز 7 جرائم تفجير لأجهزة الاتصال.. ينفذها الاحتلال منذ السبعينيات
  • إسرائيل تخيّر حزب الله.. إقرأوا هذا التقرير!
  • أمام مجلس الأمن… لبنان يتهم إسرائيل بـ«الإرهاب» على خلفية تفجيرات أجهزة الاتصال
  • روسيا تدين تفجير أجهزة الاتصال في لبنان.. نوع جديد من الهجمات الإرهابية
  • بعد تفجير اجهزة الاتصالات... وول ستريت جورنال: حزب الله يبحث عن الجواسيس
  • تقرير: تفجيرات "البيجر" تنذر بحقبة جديدة من التخريب
  • تقرير بريطاني: تصعيد إسرائيل مع حزب الله يهدف لتدفيعه ثمن القصف نيابة عن حماس
  • بايدن: الحل الدبلوماسي للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله "ممكن"