ليفربول «أ.ف.ب»: تعهَّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بحماية الخدمات العامة واستبعد تدابير التقشف مع انطلاق المؤتمر السنوي لحزب العمال اليوم، وهو الأول له منذ 15 عامًا على رأس الحكومة.

يأتي المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام في ليفربول، شمال غرب إنجلترا، بعد ثلاثة أشهر من تحقيق حزب العمال فوزًا كبيرًا في الانتخابات العامة على المحافظين.

وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة «أوبينيوم» لصالح صحيفة ذا أوبزيرفر قبل المؤتمر أن نسبة التأييد لستارمر تعاني انخفاضًا كبيرًا منذ انتخابه في يوليو. وانخفضت إلى ما دون نسبة تأييد سلفه ريشي سوناك، حيث أبدى 50% من المشاركين عدم موافقتهم على العمل الذي كان يقوم به - و24% فقط يوافقون عليه.

وسيتعين على ستارمر الذي يواجه ضغوطات على جبهات مختلفة، إيجاد توازن بين الاحتفال بفوز طال انتظاره، والدفاع عن سجله، وعدم التخلي عن «القرارات الصعبة» القادمة.

وقال ستارمر لصحيفة الأوبزرفر اليوم: «إذا نظرت إلى قائمة ما فعلناه في 11 أسبوعًا، فسأزعم بقوة أننا فعلنا أكثر بكثير مما فعلته الحكومة الأخيرة على الأرجح في السنوات الـ 11 الماضية».

وأكد ستارمر لصحيفة صنداي ميرور أنه بينما أعطى الجمهور «تقييمًا خامًا وصادقًا» لحالة البلاد، إلا أنه أراد توضيح الفوائد التي يمكن للناخبين توقعها «الأمل، وبريطانيا المتغيرة».

كما أوضح أنه على الرغم من تخفيف التوقعات قبل الميزانية المستحقة في نهاية أكتوبر، فإن الحكومة لن تسلك «طريق التقشف».

ووعد ستارمر بحماية الخدمات العامة، وقال لصحيفة أوبزرفر إنه «سيتأكد من أن خدماتنا العامة تعمل بشكل صحيح»، وتعهد بحماية العمال من زيادات الضرائب.

وأضاف: «لقد تكبّد الناس الكثير من الزيادات الضريبية، ولم يعد هناك مجال كبير لزيادات الضرائب. لهذا السبب التزمت فيما يتعلق بالعمال».

ويأتي هذا وسط تصاعد الجدل بعدما كشف تحليل بأنه تلقّى هدايا وعروض ضيافة بقيمة أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني (132 ألف دولار) منذ ديسمبر 2019، أي أكثر من أي نائب آخر.

يأتي الكشف عن هذه المعلومات، وإن كان صرّح عن الهدايا التي لا تخرق القواعد البرلمانية، في وقت تدعو حكومته البريطانيين إلى القبول بصعوبات مالية قصيرة الأمد «لتحقيق منافع طويلة الأمد».

وفي السياق، تعرض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لضغوط اليوم بسبب قراره وضع حد لمدفوعات الوقود المقدمة إلى كبار السن في فصل الشتاء وكذلك قبول تبرعات لشراء الملابس وإقامة حفلات، ليبتعد كثيرًا عن البداية التي كان يأملها في مؤتمر حزب العمال هذا العام.

وكان ستارمر وفريقه يأملون أن يكون المؤتمر السنوي لحزب العمال احتفالًا بعودة الحزب إلى السلطة بعد 14 عامًا من حكم حزب المحافظين، وفرصة ليعرض كيف سيتعامل فريقه مع مشكلات بريطانيا العديدة.

إلا أن ستارمر ووزراءه يتعين عليهم من جديد الدفاع عن قرار تقليص مدفوعات الوقود المقدمة للملايين من المتقاعدين وسبب قبول رئيس الوزراء وآخرين أموالًا من أحد المانحين لشراء ملابس وإقامة حفلات.

ودعت رئيسة إحدى أكبر النقابات العمالية في بريطانيا ستارمر للتراجع عن قراره وضع حد لمدفوعات الوقود، ووصفت التحرك بأنه «قاس»، وذلك في مستهل المؤتمر المقام في مدينة ليفربول شمال البلاد.

من جهتها، انتقدت المعارضة ووسائل الإعلام ستارمر واصفة إياه بالمنافق، بعد دعوته الجمهور إلى قبول الألم المالي قصير الأجل للمساعدة في سد «الثقب الأسود» البالغ 22 مليار جنيه إسترليني في المالية العامة والذي يقول إن المحافظين تركوه وراءهم.

وازداد الاستياء العام بعد خطوة مثيرة للجدل اتخذتها الحكومة بخفض مدفوعات الوقود لـ 10 ملايين متقاعد.

وأدت تداعيات التخفيضات إلى زيادة الضغوط من النقابات، حيث قالت الأمينة العامة لنقابة يونايت شارون غراهام إن المطالبة بتغيير في السياسة ستكون «أولوية» في المؤتمر.

وقالت لشبكة سكاي نيوز اليوم «إنها سياسة قاسية. يجب عليه عكسها. وأود منه أن يقول إنه ارتكب خطأ وأن يعكس هذه السياسة».

كما كشفت يونايت عن سلسلة من اللوحات الإعلانية في جميع أنحاء ليفربول تدعو إلى «الدفاع عن مدفوعات الوقود في الشتاء».

كما يوجد احتمال تخفيضات مماثلة أخرى قادمة. وقال ستارمر لصحيفة أوبزرفر عن الميزانية المستحقة في نهاية أكتوبر «سيكون الأمر صعبًا».

ويتجمع نواب حزب العمال بعد يوم واحد من استضافة حزب الإصلاح اليميني المتشدد -الذي فاز بنسبة 14 في المائة من الأصوات في البلاد لأول مرة- مؤتمرًا احتفاليًّا في برمنجهام.

كما سيعقد المحافظون اجتماعهم الأسبوع المقبل وسط خلافات داخلية حول القيادة واتجاه الحزب.

في هذه الأثناء، صادرت الشرطة البريطانية طائرات دون طيار (درون)، بعد أن حلَّقت في انتهاك لقيود المجال الجوي، خلال انعقاد المؤتمر، ونقلت وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) اليوم، عن شرطة ميرسيسايد القول، إنها صادرت ثلاث طائرات دون طيار، بعد أن تم فرض قيود مؤقتة على المجال الجوي، تغطي جزءًا كبيرا من وسط مدينة ليفربول.

وتعني القيود أن تحليق أي طائرة دون طيار على ارتفاع أقل من 2000 قدم فوق مستوى سطح البحر في المنطقة المحددة خلال الفترة بين الساعة العاشرة من مساء الجمعة الموافق 20 من سبتمبر حتى الخامسة من صباح يوم الخميس المقبل 26 من الشهر نفسه، من دون إذن صريح من شرطة ميرسيسايد، يعد مخالفا للقانون.

وقالت الشرطة إن مستخدمي الطائرات دون طيار، الذين يحلقون داخل المجال الجوي المحظور دون الحصول على إذن، قد يتعرضون للمقاضاة، فضلا عن مصادرة معداتهم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حزب العمال دون طیار

إقرأ أيضاً:

زاخاروفا: غياب شخصيات قيادية مثل ديغول في أوروبا يعود لضغوط الغرب

أفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن الاتحاد الأوروبي يفتقر إلى شخصيات قيادية بارزة مثل شارل ديغول، مشيرةً إلى وجود سياسيين متعلمين لكنهم لا يحصلون على الفرصة للظهور. 

 

في تصريحها الصحفي يوم الجمعة، أكدت زاخاروفا أنه "لم يعد هناك قادة على مستوى ديغول في الاتحاد الأوروبي، ولا أرى ظروفًا تسمح بظهور شخصيات بهذا الحجم". واعتبرت أن الظروف الملائمة لتطور مثل هؤلاء القادة تشمل فهم المصالح الوطنية واستعدادهم لتحقيقها. 

 

وأضافت زاخاروفا أن المصالح الوطنية تتعلق بصوت الشعب وتاريخه وثقافته، مشيرةً إلى أن هذه العناصر قد تضررت بسبب الهيمنة الأنغلوساكسونية والناتو. ومع ذلك، أكدت أن هناك سياسيين في دول الاتحاد الأوروبي يكرسون أنفسهم لمصالح بلدانهم، إلا أنهم لا يُمنحون الفرصة للظهور في الساحة السياسية.

 

سفير روسيا في أستراليا يرد على اتهامات التجسس ضد مواطنين روسيين

 

علق السفير الروسي في كانبيرا، أليكسي بافلوفسكي، على قضية "التجسس" المتزايدة في أستراليا ضد اثنين من الروس، مؤكدًا أن روسيا تدرك تمامًا الدوافع السياسية وراء هذه الاتهامات. 

 

وأوضح السفير أن اعتقال عائلة كوروليوف يمثل جزءًا من "هوس معاداة روسيا" السائد في أستراليا، مشيرًا إلى أن السياسيين ووسائل الإعلام هناك يسعون جاهدين لتشكيل صورة سلبية عن روسيا. واعتبر أن الضجة الإعلامية التي رافقت الاعتقال كانت مدروسة بعناية، حيث نظمت مؤتمرات صحفية وحدثت تغطية واسعة زعمت حدوث "اجتياح من قبل الجواسيس الروس".

 

وأكد بافلوفسكي أن الدبلوماسيين الروس يعملون جاهدين لتقديم الدعم القنصلي للزوجين كيرا وإيغور كوروليوف، اللذين خضعا لاستجوابات مطولة بعد اعتقالهما، رغم إنكارهما التهم الموجهة إليهما. واتهم السفير السلطات الأسترالية بانتهاك اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية، لعدم سماحها لإيغور كوروليوف بالاتصال بالقنصلية الروسية لمدة شهرين تقريبًا. 

 

في 12 يوليو، اعتقلت الشرطة الأسترالية الزوجين بتهمة التجسس لصالح روسيا، حيث اتهمت الزوجة، التي عملت كأخصائية في تكنولوجيا المعلومات في القوات المسلحة الأسترالية، بنقل معلومات سرية إلى الجانب الروسي، بينما يزعم أن الزوج ساعدها في ذلك، دون تقديم أدلة ملموسة على أي نقل فعلي للمعلومات.

مقالات مشابهة

  • ستارمر يقدم وعودا جديدة للبريطانيين
  • نقيب الصحفيين يوقع عقود مشروع التحول الرقمي المتكامل
  • "الصحفيين" توقع بروتوكول تعاون مشروع التحول الرقمي المتكامل
  • غدًا.. "الصحفيين" تعقد مؤتمر التحوّل الرقمي وتوقع بروتوكولات التعاون
  • صحفي يمني مرموق يتعرض لأزمة قلبية طارئة في صنعاء
  • تدابير سير في محلّة المكلّس غداً
  • زاخاروفا: غياب شخصيات قيادية مثل ديغول في أوروبا يعود لضغوط الغرب
  • مرشح المعارضة الفنزويلية: لم أتعرض لضغوط من إسبانيا
  • ستارمر وتدريس الهولوكوست: إحياء التاريخ أم تجميل الإبادة؟