جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@04:35:03 GMT

إلى روح الشاعر زاهر الغافري

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

إلى روح الشاعر زاهر الغافري

 

سمير الهنائي

عاش الشاعر زاهر الغافري طفولة مُرَّة، لكنها كانت أولى خطواته ليعبُر من خلال السلم من ميناء مطرح إلى بغداد التي صقلت فيه الكتابة والتعليم، ومن ثم لاحقًا ليتنقل إلى عدة دول في العالم الذي اختاره زاهر ليعيش فيه وهو الاغتراب، عاش الغافري هكذا حرًا كعصفور مُهاجر من بلد إلى بلد آخر، بقلب كفؤاد الطير، متعلقًا بالنخلة والفلج العُماني، رغم طول المسافات بين مالمو السويدية وولاية سمائل.

ظل زاهر يتردد بين دول الشرق والغرب دون أن يشعر بملل الانتظار في المطارات أو الساعات على متن الطائرات، وهو أشبه بغزارة الكتابة في حياته، بعدما اختطفه الشعر منذ أول وخزة، وهو لا يزال طفلاً صغيراً ليلقي به في نهري دجلة والفرات، إلى أن غرق وتشبعت روحه علمًا ومعرفة، وما كان يحزنه في غربته التي اختارها لاحقاً سوى هموم العرب أو قضاياهم؛ حيث كان يؤلمه التَّخلف والتردي وتقاعس وضعف الشعوب العربية ومشاكلها المتوارثة، لقد عاش كما أراد أن يعيش دون أن يلتفت للتقاطعات مع ممن لا يؤمنون بعنفوانية الاختلاف في الحياة.

عرفتُ الشاعر الراحل بعد موجات الربيع العربي على فيسبوك، وكم تحاورنا وضحكنا معاً وتهاتفنا ولكننا لم نلتقِ رغم الوعود المقطوعة ولكن ظروف المسافات والأوقات عاندت ذلك اللقاء المنتظر، كم تشابهنا مع زاهر من حيث الشغف والحرص على الأسفار لاكتشاف العالم والشعوب ولكننا لا نشبهه في أعماله الأدبية أو في فلسفته الشعرية وغزارة إبداعاته التي تفرد بها من حيث الأسلوب المُميز لافتاً بذلك شعراء وأدباء عالميين والقراء في العديد من دول العالم من خلال توظيفه السخرية في العديد من أعماله والكلاسيكية الحزينة التي ستظل عالقة في أذهاننا ومحفوظة على رفوف مكتباتنا.

سيبقى صوته المهجن باللهجة العراقية في ذاكرتنا، وكلما تذكرنا زاهر الإنسان الحُر والمسافر الذي عاش الحياة على طبيعتها دون تكلف أو تصنع، عاشها وهو مؤمن كما كان يُردد:- "بأن للحياة فقط صوت واحد هو صوت الألم"، وهو هنا لا يقصد بالألم الجسدي ولكنه الألم الروحي من حيث التفاصيل في المنعطفات الحياتية من خيبات وآمال مرورا بالتناقضات حول الوجودية، إلّا أنه كان يتعامل معها بالمرح والرقص مستخدمًا كل الطرق للوصول إلى النشوة العقلية التي تستمتع بها النفس وتبهجها وتجعلها أكثر اطمئنانا وعدم الاكتراث لكل تلك التساؤلات المتعلقة بالوجودية والإنسان لأنه عاش الفردوس الذي كان يراه ووصل إليه بطريقته تلك التي اختارها وآمن بها.

ولأنَّ الموت حقيقة، رحل عنَّا زاهر الغافري دون وداع كالذي عودنا عليه عند مغادرة عُمان لتسكن روحه بسلام.

نعم.. فقد يكون المرء غريبًا في وطنه، أحلامه،طقوسه ولكنه قريب جدا ممن يحبونه، ويتشاركون معه أفكاره فسيظل الشاعرالعُماني زاهر الغافري قامة وتجربة مثرية ومتفردة في عالم الأدب.

صادق تعازينا لكل محبيه وذويه وإلى القراء في كل مكان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نهاية أزمة إعلان منى زكي ودينا الشربيني ونيللي كريم

متابعة بتجــرد: أسدلت المحكمة الاقتصادية الستار على أزمة الإعلان الذي قدّمته الفنانات منى زكي ودينا الشربيني ونيللي كريم، في رمضان 2022، لصالح إحدى شركات الاتصالات، بعد ثبوت التعدّي على الحقوق الأدبية لأسرة الشاعر الراحل صلاح جاهين، حيث تم استخدام ثلاثٍ من أشهر أغانيه في الإعلان بدون الحصول على إذن من الورثة.

وأصدرت المحكمة حكماً قضائياً بتغريم شركة الاتصالات مليون جنيه، لصالح ورثة الشاعر الراحل، حيث كشف المحامي سامح المنياوي، ممثل أسرة الشاعر الراحل صلاح جاهين، أن المحكمة استندت في حكمها الى أن الشركة استغلّت الموسيقى الأصلية للأغاني، لكنها أدخلت تعديلات على كلماتها لتناسب الإعلان، وهو ما يُعد انتهاكاً صريحاً للحقوق الأدبية، حيث لا يجوز تعديل المصنّفات الفنية بعد وفاة مؤلفها بدون إذن رسمي من الورثة.

كما شدّد على أن حصول الشركة على تصريح من جمعية المؤلفين والملحنين (ساسيرو) لا يُغني عن ضرورة استصدار موافقة كتابية من الورثة أنفسهم، خاصة أن الأغاني تعرّضت للتحريف.

وكان ورثة صلاح جاهين قد تقدّموا بدعوى قضائية حملت الرقم 789 اقتصادياً لسنة 15 ق، طالبوا فيها بوقف بث الإعلان وتعويض قدره 12 مليون جنيه عن الأضرار المادية والأدبية الناتجة من التعدي على أعمال والدهم.

الإعلان المشار إليه حمل عنوان “رمضانا ربيع”، وشاركت فيه الفنانات: منى زكي ودينا الشربيني ونيللي كريم، حيث استُخدمت فيه أغاني صلاح جاهين الشهيرة: “الدنيا ربيع”، “يا واد يا تقيل”، و”خلي بالك من زوزو”.

على صعيد آخر، تشارك نيللي كريم في مسلسل “إخواتي”، في السباق الدرامي الرمضاني المقبل، حيث تجسد شخصية “سُهى”، وهي خيّاطة تعمل في مصنع للملابس، وتتقن مهنتها، ما يدفع أحد رجال الأعمال لاختيارها للعمل معه، لكن هدفها الأساس هو جمع المال لإجراء عملية تجميل تغيّر ملامحها.

أما دينا الشربيني فتستعد لتقديم الموسم الثالث من مسلسل “كامل العدد”، حيث تجتمع عائلة “ليلى” (دينا الشربيني) و”أحمد” (شريف سلامة) في منزل كبير يسمى “بيت العيلة”، في محاولة لبدء حياة جديدة، إلا أن المفارقات الكوميدية تؤكد أن المتاعب لن تنتهي.

في حين تغيب منى زكي عن الموسم الدرامي الرمضاني للعام الثاني على التوالي، حيث كان آخر أعمالها مسلسل “تحت الوصاية” عام 2023.

main 2025-02-19Bitajarod

مقالات مشابهة

  • أنا والجارحي أبو العباس.. محمد سامي يشوق الجمهور لمسلسل سيد الناس
  • عائلة عبد الرحمن القرضاوي تتلقى اتصالا منه لمدة دقيقة.. الأول منذ تسليمه للإمارات
  • حصاد فعاليات احتفاء وزارة الثقافة المصرية بـ "صلاح جاهين".. صور
  • باحث سياسي: تسليم جثامين الرهائن رسالة لإسرائيل حول مسؤوليتها عن مقتلهم
  • محمد سامي يشعل الجدل في أحدث ظهور!
  • زهير الشاعر: تسليم جثامين الرهائن رسالة لإسرائيل حول مسؤوليتها عن مقتلهم
  • باحث سياسي: تسليم جثامين الرهائن رسالة لـ إسرائيل حول مسئوليتها عن مقتلهم
  • دعما لموقف مصر الرافض للتهجير.. علي الحجار يطرح أغنية "أنا دمي حر"
  • ادعوا له.. وفاة والد مطرب المهرجانات أورتيجا
  • نهاية أزمة إعلان منى زكي ودينا الشربيني ونيللي كريم