ألقى الرئيس اليمني رشاد العليمي، كلمة أمام قمة المستقبل، والمنعقدة في نيويورك، بعنوان "حلول متعددة الأطراف من أجل غد أفضل".

وجاءت نص الكلمة كما يلي:

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ،

اصحاب المعالي والسعادة، ،

الحضور الكريم، ،

إنها فرصة ثمينة أن نتحدث إليكم في هذا الحدث الهام، الذي نجدد فيه معا التزامنا المشترك بمبادئ التضامن العالمي، والاحترام المتبادل، والتعاون الوثيق، وهي المبادئ التي تأسست عليها هذه المنظمة العريقة.

السيدات، والسادة، ،

لقد كانت رحلة اليمن خلال العقد الأخير مليئة بالمعاناة والتحديات الصعبة التي جلبتها حرب المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، مخلفة دمارا هائلا في جمي مناحي الحياة.

لذلك فإن أولوياتنا قد تبدو مختلفة عن أجندة معظم بلدانكم خصوصا تلك التي تنعم بالسلام والاستقرار، لكن تطلعاتنا واحدة نحو المستقبل الواعد الذي تستحقه شعوبنا جميعا.

اليمن هو اليوم أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وتثقله تداعيات الحرب على مختلف المستويات، بما في ذلك تعثر الوفاء بالتزاماته المرتبطة بأهداف الألفية والتنمية المستدامة.

لكن وعلى الرغم من تلك التحديات الهائلة، يبقى صمود، وتصميم الشعب اليمني قوياً وثابتاً في السعي نحو مستقبل أفضل، ويعود جزء من أسباب هذا الصمود إلى صمود شعبنا نساء ورجالا في مواجهة تلك المليشيات وإلى الدعم المستمر الذي تتلقاه الحكومة اليمنية من دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وشركائها الإقليميين والدوليين، والمنظمات التمويلية المعنية وعلى وجه الخصوص الصندوق والبنك الدوليين.

السيد الرئيس، ،

السيدات والسادة، ،

من وسط هذه الصعاب والملمات أود أن أشارككم خبرا سارا شهده بلدنا مؤخرا، حيث تكللت جهودنا بالنجاح في التعاقد مع شركة "ستارلينك" العالمية لتقديم خدمة الإنترنت الفضائي لمواطنينا، ليصبح اليمن من الدول الرائدة في المنطقة بالتعامل مع هذه الخدمة، التي نراهن عليها في تعزيز تبادل المعلومات، والمعرفة، وتمكين الفتيات والفتيان من الالتحاق بالتعليم عن بعد، وحمايتهم من استقطاب جماعات العنف، والتنظيمات المتطرفة.

وقد رأيت مشاركتكم هذا الحدث، لنؤكد لكم قوة إرادتنا على مقاومة ظروف الحرب، وصناعة الأمل حيث نكافح مع الحكومة على ثلاث جبهات: أولا نواجه مشاريع العنف، والتطرف والتخلف القادمة من الماضي، وثانيا نعمل على ترميم الأثار الفادحة التي تسببت بها الحرب على واقعنا المعاش، وثالثا نسعى إلى مواكبة المستقبل قدر الإمكان لأننا نؤمن بأن الأجيال التي ولدت في ظروف الصراع سيكون من حقها أن تكبر مع فرص أفضل للسلام، والازدهار، والتنمية.

إننا اليوم نشارك في قمة المستقبل ولدينا طموحات لإثبات أنه بدعمكم وتشجيعكم يمكن للدول التي تعيش حروبا، وهشاشة مؤسسية مواكبة التقدم العالمي، طالما توافرت الإرادة والتفكير الخلاق من أجل اللحاق بالركب.

ومن جانبنا يعمل مجلس القيادة الرئاسي مع الحكومة منذ عامين، على مواكبة أجندة قمة المستقبل، سواء على صعيد تعزيز دور المعادل الكنولوجي في البلاد كحق من حقوق الإنسان، أو من خلال تمكين المرأة، والشباب الذين أطلقنا من أجلهم برنامجا طموحا لتطوير القدرات في العاصمة المؤقتة عدن، كما عقدنا في مدينة تعز مؤتمرا موسعا في هذا السياق.

وعلى الرغم من وطأة الحرب والأزمة التمويلية التي فاقمتها الهجمات الحوثية الإرهابية على المنشآت النفطية، إلا أننا نحقق صمودا مدهشا بدعم من أشقائنا للوفاء بالالتزامات الحتمية، والدفع قدما بالأفكار، والمشروعات النوعية التي تحقق قدرا من الاستدامة.

وفي هذا الإطار فإننا نعمل أيضا مع باقي أعضاء الأسرة الدولية إلى بلورة استراتيجية مغايره تجاه اليمن، تقوم على الانتقال من الإغاثة إلى التنمية، والنظر بعين الجدية إلى أجندة الشباب والمستقبل، تماما مثلما نحرص على أجندة وقف الصراع وتحقيق السلام الشامل.

السيدات والسادة، ،

في اليمن، تتفاقم الأزمة الإنسانية أيضا بسبب تأثيرات تغير المناخ، حيث يعاني بلدي من ظواهر مناخية متطرفة مثل الجفاف والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة.

وفي غضون الشهرين الماضيين سقط مئات الضحايا، وشردت آلاف الأسر بسبب السيول الجارفة الناتجة عن التغيرات المناخية شديدة التأثير على حياة الشعب اليمني لا سيما النساء والأطفال، وكبار السن.

لذلك سيكون على المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته، وتقديم دعم أكبر للتكيف مع تغير المناخ، وبناء القدرات المحلية لتعزيز الاستدامة البيئية ليشمل ذلك نقل التكنولوجيا كأمر حاسم في دعم الجهود المشتركة على هذا الصعيد.

وبما أن قمة المستقبل، تعد فرصة جيدة للدول النامية، فإننا نتطلع إلى الاستفادة الكاملة من نتائج هذه القمة بما في ذلك إعلانها المقترح الذي يعبر إلى حد كبير عن حقائق اليوم، ويقدم حلولا ملموسة في الاستجابة للتحديات الدولية، ودعم الدول النامية والأقل نموا في مساعيها لتحقيق اهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

في الختام نؤكد أن لدى شعوبنا آمال لا حدود لها في العمل معًا لبناء مستقبل يسوده السلام، والازدهار، تحفظ فيه الكرامة الإنسانية، والمواطنة المتساوية، وفي عالم متعدد الأطراف، فعالاً وعادلاً وشاملاً، ويضمن عدم ترك أحد منا متخلفا عن الركب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اليمن رئيس اليمن رشاد العليمي قمة المستقبل نيويورك قمة المستقبل

إقرأ أيضاً:

شاهد // ماذا قال رئيس الدفاعات الجوية الصهيونية عن الصاروخ اليمني الفرط صوتي الذي استهدف تل أبيب ؟؟

???? رئيس سابق للدفاعات الجوية التابعة للعدو: تهديد الصاروخ اليمني كبير ولم نشهد مثل هذا في أي مرحلة سابقة (مترجم) #طوفان_الأقصى #عملية_المولد_النبوي_الشريف #معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/Eqz1zaurwn

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) September 21, 2024

مقالات مشابهة

  • الرئيس العليمي في قمة المستقبل: نتطلع للعمل مع شعوب العالم لبناء مستقبل يسوده السلام والاستقرار والازدهار
  • نص كلمة الرئيس اليمني في قمة المستقبل: "آمال شعوبنا بلا حدود.. والتحديات لن توقفنا"
  • العليمي في "قمة المستقبل": اليمن يعيش أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم
  • العليمي يشارك بقمة المستقبل التي ترعاها الأمم المتحدة
  • الرئيس العليمي يهنئ الملك سلمان باليوم الوطني للسعودية ويشيد بمواقف المملكة إلى جانب اليمن
  • الرئيس العليمي يشارك بقمة المستقبل في نيويورك ويلقي كلمة مهمة
  • الرئيس العليمي يصل نيويورك لتمثيل اليمن في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • الرئيس العليمي في نيويورك رفقة الزبيدي ومجلي
  • شاهد // ماذا قال رئيس الدفاعات الجوية الصهيونية عن الصاروخ اليمني الفرط صوتي الذي استهدف تل أبيب ؟؟