الصلح بين عائلتي أولاد عباس ومنصور برعاية حزب الوفد ومجلس القبائل والعائلات المصرية
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
في أجواء مليئة بالحكمة والسلام، شهد مقر حزب الوفد ومجلس القبائل والعائلات المصرية بالمنيرة الغربية، مراسم صلح تاريخية بين عائلتي أولاد عباس من دلجا المنيا وعائلة أولاد منصور من فرشوط قنا، هذه المبادرة جاءت برعاية حزب الوفد ومجلس القبائل والعائلات، وبالتنسيق مع قيادات الحزب وممثلين من مختلف الهيئات والمجالس.
تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، والنائب الدكتور ياسر الهضيبي، السكرتير العام، وتحت رعاية أحمد المنشاوي رئيس لجنة حزب الوفد بالمنيرة الغربية وعضومجلس القبائل والعائلات المصرية، وبحضور اللواء أحمد الشاهد، مساعد رئيس الحزب ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي ونائب مدير أمن الجيزة الأسبق، والشيخ كامل مطر، ممثل مجلس القبائل والعائلات المصرية، شهدت المناسبة مشاركة، والكاتب الصحفي فهمي السيد، مدير تحرير جريدة الأهرام.
بدأت المراسم بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، تلاها الشيخ حسين السوهاجي، تلتها كلمات حكيمة تناولت فضل العفو والتسامح.
أشار أحمد المنشاوي في كلمته إلى أن الصلح بين العائلتين جاء بعد جهد مضنٍ، وأكد أن العفو من شيم الكرام وأن الإسلام يدعو إلى إطفاء نار الفتنة وحقن الدماء.
وأضاف رئيس لجنة المنيرة الغربية بإمبابة أن الصلح ليس مجرد إيقاف للدماء، بل هو رسالة سلام تدعو لتجسيد قيم التسامح والعفو، مستشهداً بآيات من القرآن الكريم التي تؤكد أهمية العفو والتسامح.
أكد المنشاوي أن العفو من شيم الكرام، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وإن تعفوا أقرب للتقوى"، وقوله عز وجل: "ولا تنسوا الفضل بينكم"، مشيدًا بموقف كبار عائلتي المتنازعتين الذين مالوا للحكمة ورغبوا في إعادة الود من خلال إيثار الصلح وحقن الدماء.
وأعرب المنشاوي عن امتنانه الشديد للحضور جميعًا، مشيرًا إلى أن رسالة السلام والإسلام هي ما نادى به المولى عز وجل على لسان رسله، وخاصة خاتم النبيين، صلى الله عليه وسلم.
كما أكد أن هذه المبادرة لها صدى واسع في السماء عند رب العزة الذي يحب العفو، مستشهدًا بقوله: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين".
وأشار إلى أن المولى عز وجل يوم المشهد العظيم يتولى بجلاله الصلح بين المتنازعين، وأنه لن يدخل الجنة إلا من يعفو عن أخيه. وفي أحد مشاهد القيامة، بعد انتهاء الحساب والميزان، يقف المتخاصمون عند قنطرة ليفصل الله بينهم، فينزع ما في صدورهم من غل.
ومضى المنشاوي ليقول إن الله يخاطب أحد عباده في طريقه إلى الجنة: "قف وخذ بيد أخيك إلى الجنة".
وعندما يرفض العبد بسبب الظلم الذي تعرض له، يخبره ربه أن ينظر إلى الأعلى حيث يرى قصرًا منيعا، ويكتشف أنه لمن يدفع الثمن. فيرد الملك بأن العفو عن الأخ هو الثمن. وعندما يعفو العبد، يأخذ بيد أخيه إلى الجنة.
وختم المنشاوي بتأكيد أن هذه هي رسالتنا اليوم: "فمن عفا وأصلح فاجره على الله".
كما أشاد الشيخ خلف حسانين، إمام وخطيب مسجد فلفل، بأهمية مبدأ الصلح بين الناس، مؤكدًا أن هذا التجمع يجسد قيم ديننا الحنيف. حيث قال: "الحمد لله الذي ألف بين القلوب، ونحن اليوم نجسد مبدأ من مبادئ ديننا، إذ يقول رب العزة: 'وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما...'".
وأشار الشيخ إلى أهمية التسامح، مستشهدًا بقوله تعالى: "ومن قتل مظلومًا فلا يسرف وليه بالقتل". وفي نهاية كلمته، ذكر ثواب من يصلح بين الناس، مستندًا إلى قوله: "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس".
ووجه الشيخ شكره لكل من ساهم في هذه المبادرة الطيبة، معبرًا عن أمله في أن يستمر الجميع في نشر قيم المحبة والتسامح في المجتمع.
وفي كلمة مؤثرة، أعرب الشيخ كامل مطر، ممثل مجلس القبائل والعائلات المصرية، عن سعادته بوجوده في معية الحضور، مشيرًا إلى الروابط القوية التي تجمعه بالعائلتين من محافظتي الصعيد، حيث قال: "محافظة المنيا التي بها البقيع الثاني، وأهلها كرام طيبون، ومحافظة قنا التي تضم عالمنا الجليل عبد الرحيم القناوي وقبائل الإشراف وهوارة والعرب، تُعد من أفضل بقاع مصر."
وأكد الشيخ أن "الرجال مقادير ومعادن، ومن شيم الكرام العفو"، مشددًا على ضرورة التسامح واعتباره مثلاً يحتذى به في مصر. وأعرب عن أمله في تغيير الثقافة السائدة التي لا تزال تحمل أثار عادة الثأر البغيضة، معتبرًا أنها لا تتماشى مع سماحة ديننا الحنيف.
وثمن الشيخ دور عائلتي أولاد عباس وأولاد منصور في الجنوح إلى الصلح وحقن دماء الشباب، متمنيًا أن تتبع جميع العائلات في مصر حذوهما. كما وجه شكره الجزيل للمستشار المنشاوي ورفاقه على جهودهم المميزة في تنظيم هذه المناسبة العظيمة، داعيًا إلى تبني مبدأ التسامح كمنهج يجب تعليمه للأجيال القادمة.
وفي ختام كلمته، أشاد الشيخ بمبادرة المنشاوي، مؤكدًا استجابته للدعوة بلا تفكير، وذلك في إطار تعزيز الأمن المجتمعي والروح الإيجابية في المجتمع المصري.
من جانبه، أكد اللواء أحمد الشاهد أن خبراته في مجال الصلح بين العائلات كانت ثمينة، مشيراً إلى أن الشرطة لها رسالة سامية في حفظ الأمن والأمان بين أبناء الوطن. وأشاد بجهود رجال الأمن، مؤكداً أن العفو والتسامح هما السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار.
ومن كلمته أكد الحاج حمدي منصور والحاج عزت الفرشوطي رضاهما التام وشكرهما الجزيل لما تحقق من عفو شامل وتسامح بين الأطراف. وأعربا عن تقديرهما العميق لهذا العفو الذي جاء مبنيًا على تسامح القلوب قبل الألسنة، مما يعكس قيم المحبة والاحترام في المجتمع. وقد شددا على أهمية تعزيز هذه الروح في جميع التعاملات، مؤكدين أن التسامح هو السبيل لبناء علاقات أكثر قوة واستقرارًا. هذه الكلمات كانت بمثابة دعوة للجميع لتعزيز قيم التسامح والتفاهم، مما يجعل المجتمع أكثر تلاحمًا.
كما ألقى فايز عم المتوفي كلمة مؤثرة خلال الحفل الذي أقيم لتكريم الفقيد. حيث قال: "الحمد لله على نعمة عفوه، فما زان الله عبدًا بعفو الأعزاء ورفعة في الدنيا والآخرة. ولم يعف عبد عن مظلمة لأخيه إلا رفع الله بها قدره يوم القيامة."
وأعرب فايز عن عظيم شكره وامتنانه للقيادي الوفدي ورئيس لجنة المنيرة الغريبه المنشاوي وجميع الحضور الكرام على مساهمتهم الفعالة في إنجاح هذا الحدث الكبير، داعيًا المولى عز وجل أن يكون في ميزان حسناتهم جميعًا. وقد كانت كلماته تجسيدًا للقيم النبيلة التي يتحلى بها المجتمع، مما ترك أثرًا بالغًا في النفوس.
وتحدث الشيخ أشرف بشندي مؤكداً أن الجميع أخوة في الله، وأن هذا اليوم يمثل تجسيداً لمبادئ ديننا الحنيف. وشكر الأستاذ فايز عم المتوفي جميع الحضور على مساهمتهم في إنجاح هذا الحدث الكبير، معبراً عن شكره لمن ساهم في تحقيق الصلح وتيسير الأمور.
بحضور ممثلين من العائلتين ولفيف من أبناء صعيد مصر، وجاء الحضور من وفد المنيرة الغربية، حيث قاموا بتنظيم الفعالية، معبرين عن فرحتهم بنجاح الصلح الذي يمثل خطوة هامة نحو نشر السلام والمحبة بين أبناء الوطن.
كما شهدت الفعالية حضورًا لافتًا من ممثلي حزب الوفد في المنيرة الغربية، حيث قام بتنظيم الحدث محمد المنشاوي، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، وحسن يحيى، رئيس لجنة الشباب وهيئة مكتبه. كما حضر القيادي بحزب حماة الوطن وعضو مجلس القبائل والعائلات المصرية، الأستاذ عصام ترك، إلى جانب عدد من الرموز القبلية البارزة.
وختاما انتهى اليوم الصلح الذي شهد نجاحًا باهرًا في إصلاح ذات البين ونشر قيم التسامح والعفو. حيث سادت أجواء من المحبة والاحترام، تحت رعاية حزب الوفدبالمنيرة الغربية ومجلس القبائل العربية. كانت الفعالية تجسيدًا حقيقيًا لروح الوحدة والتآلف بين جميع الحضور، مما ترك أثرًا إيجابيًا في النفوس. وقد أعرب المشاركون عن عزمهم على استمرار هذه الجهود المباركة لتعزيز قيم السلام والتعاون في المجتمع، مؤكدين أن التسامح والعفو هما السبيل لبناء مجتمع قوي ومتماسك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الوفد الوفد العائلات المصرية مجلس القبائل والعائلات اللواء أحمد الشاهد الصلح القبائل والعائلات المصریة المنیرة الغربیة فی المجتمع حزب الوفد الصلح بین رئیس لجنة أن العفو عز وجل إلى أن جمیع ا
إقرأ أيضاً:
القارئ الباكي.. الشيخ محمد صديق المنشاوي خلد صوته في قلوب العالم
استعرض برنامج صباح الخير يا مصر المذاع على قناة الأولى ذكري ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي هو أحد أعلام تلاوة القرآن الكريم الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ القراء والمستمعين على حد سواء.
وُلد في 20 يناير عام 1920م في مدينة المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج في صعيد مصر.
نشأ في أسرة قرآنية عريقة، حيث كان والده وجده من أشهر قراء القرآن في مصر، ما جعل البيئة التي نشأ فيها مفعمة بحب القرآن الكريم، وهو ما ساعد في توجيه مسيرته القرآنية منذ نعومة أظافره.
بداياته في حفظ القرآن الكريمبدأ الشيخ المنشاوي مشواره القرآني في سن مبكرة، حيث التحق بكتاب القرية لتعلم القرآن الكريم. في هذا المكان، أظهر تميزًا واضحًا في الحفظ والتلاوة، حيث تمكن من حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، وأتقن مخارج الحروف وأحكام التلاوة. لم تقتصر دراسته على الكُتَّاب فقط، بل استفاد من الاستماع إلى كبار القراء في مصر، مما أضاف له مهارات القراءات العشر وألحان التلاوة التي تميز بها في تلاواته.
بداية الشهرة المحلية لقب "القارئ الباكي"أصبح الشيخ المنشاوي معروفًا في قريته والمحافظات المجاورة، حيث لامست تلاواته القلوب لما تحمله من خشوع وتأثر. كان يشارك في السهرات القرآنية التي كانت تجمع أهل القرية، وكان صوته الجهوري يمس أرواح المستمعين. بسبب تأثره العميق أثناء تلاوته، أطلق عليه لقب "القارئ الباكي"، إذ كان يتسم أسلوبه بتفاني وصدق مشاعرٍ تجذب الجميع للاستماع له.
التحول نحو الإذاعة وانتشار صوته عالميًافي البداية، كان الشيخ محمد صديق المنشاوي يرفض فكرة العمل في الإذاعة، حيث كان يرى أن التلاوة يجب أن تبقى في إطار العبادة وأنه لا يحتاج إلى الشهرة. إلا أن شهرته الكبيرة دفعته للقبول بتسجيل تلاواته عبر إذاعة القرآن الكريم في عام 1953م. من هنا، بدأ صوته يذاع على نطاق واسع، وحقق شهرة كبيرة في مصر والعالم الإسلامي، ليصبح من أبرز قراء القرآن في تاريخ الإذاعة المصرية.
التأثير على المستوى الدوليلم يقتصر تأثير الشيخ المنشاوي على مصر فقط، بل امتد ليشمل العديد من الدول العربية والأجنبية. سافر إلى دول مثل إندونيسيا، وسوريا، والأردن، والسعودية، وليبيا، والجزائر، وقرأ في أشهر المساجد مثل المسجد النبوي والمسجد الحرام والمسجد الأقصى. كان يتميز في تلاواته بالقدرة على الانتقال السلس بين السرعة والهدوء، مما منحها طابعًا فنيًا فريدًا.
تحديات صحية وصمود مستمروعلى الرغم من التحديات الصحية التي واجهها الشيخ المنشاوي، حيث أصيب في عام 1966م بمرض أثر على قدرته الصوتية، إلا أنه رفض التوقف عن تلاوة القرآن. رغم نصيحة الأطباء بعدم إجهاد صوته، استمر الشيخ في مسيرته القرآنية بكل إصرار حتى وفاته في 20 يونيو 1969م.
الإرث الروحي والثقافي للشيخ المنشاويلم يكن الشيخ محمد صديق المنشاوي مجرد قارئ عادي، بل كان رمزًا للخشوع والإخلاص في خدمة القرآن الكريم. كان يعتبر التلاوة عبادةً بحد ذاتها، وهذا التفاني تجلى في حياته الخاصة حيث قام ببناء مسجد في منزله، الذي أصبح يحمل اسم "مسجد الشيخ صديق المنشاوي" نسبة إلى والده. هذه الخطوة تعكس مدى ارتباطه الروحي العميق بالقرآن الكريم.