عمل أمي لا يروق لزوجي وأنا في حيرة من أمري
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
سيدتي،حياك الله وبياك وجعلك على الدوام محضر خير يقصدك من تعسرت عليهم أمور الحياة ليجدوا لديك طريق الصواب وجادته، ولا يفوتني أن أحيي كل متتبعي منبر قلوب حائرة على وفائهم ومستواهم.
سيدتي، أنا متزوجة من رجل صعب المراس، يحسب ألف حساب لما أقوم به كما أن أهله أناس معروفون في المنطقة، وهم على رفعة كبيرة وكيانهم على كل لسان.
مشكلتي تكمن في أمي، إنسانة عصامية تعبت كثيرا حتى تربينا وتكبرنا بعد أن تخلّى عنها والدي وقد بلغ بها الأمر أنها عملت في البيوت حتى تؤمّن لنا لقمة العيش، وسهرت لأن جعلتنا لا نحتاج أي كان، أمي سيدتي التي لم تتخلى عن طباعها في العمل لتأمين قوت إخوتي الأصغر مني، ولا حتى تأمين قوت أبناء أختي الأرملة التي عادت أدراجها إلى بيتنا، بعد أن طردها أهل زوجها المرحوم.
كل هذا وضعني اليوم في حرج كبير، حيث أن زوجي لا يفوّت الفرصة في أن يذّكرني بأن تصرفات أمي تقلقه وتجعله يخجل امام معارفه، كما أنه يمتعض من زيارتي لبيت أهلي وكأني به لا يريدني أن أصلهم. كل هذا وضعني بين مطرقة رضاه وسندان برّ أمي التي تزعجني تصرفاتها والتي أريد أن أفاتحها في الموضوع لكنني أخاف أن أجرحها أو أن أحرجها، فماذا عساي أفعل سيدتي؟
أختكم ك.رندة من الشرق الجزائري.الرد:
بنيتي، من الصعب أن تجد الفتاة نفسها بين نارين، خاصة ما إذا تعلق الأمر بالزوج وأهله، أناس في بعض الأحيان تجدهم لا يلتمسون الأعذار ولا يقدّرون أناس بنوا شخصيتهم بعيدا عن منّ الناس وغطرستهم.
أفهم ما تحيينه من ضغط، لكنني في ذات الوقت لا أفهم موقف زوجك المتجهّم الذي أراه يزيد الطين بلّة عوض إيجاد الحلول المتاحة، إنسان نسي أنك سليلة ذات الأسرة البسيطة التي كدّت فيها الوالدة ولازالت تكدّ حتى تؤمّن لك ولإخوتك قوتكم وحتى لا تكونوا مداسا لأحد. أظن أن فرط الغرور لدى زوجك جعله ينسى أنه وعوض أن يلوم إمرأة في أرذل العمر- تحفظ ماء وجهها بالعمل وهي في سن الراحة -حيث كان حريا له وهو الميسور أن يعيلها من خلال تخصيص منحة شهرية لها تجعله على الأقل يسلم من تعليقات من حوله من الناس الذي لا هدف لهم سوى تهديم البيوت وزعزعة سكينتها.
من جهتي، لا أنصحك بأن تمسّي كرامة أمك بإخبارك لها أنها تحرجك بتصرفاتها، وعوض ذلك حاولي أن تشدّي من أزرها وتفهميها أنك وإخوتك تقدّرون ما تقوم به لأجل أن تحيوا حياة كريمة.
ليس في تصرفات والدتك ما يعيب، حيث أن إنسانة مثلها عانت ولازالت تعاني، لا يمكن وفي أي حال من الأحوال أن تقبل على نفسها العذاب والتعب، ولو كان لديها البديل لما طرقت أبواب بيوت الناس مضحية بكرامتها كرمى لأن تضمن لكم حياة كريمة.
أفهمي زوجك أنك لا تتحرجين من عمل أمّك، وأكّدي له أنك فخورة بها تبجّلين مسعاها الجميل في أن تكون لكم الأب والأم حيث أنها حمتكم من الضياع، وثقي من أن زوجك لو وجدك برأيك السديد هذا فإن نظرته ستتغير لا محالة وسيدرك أنه أخطأ كثيرا في تقديره للأمور.
ردت:”ب.س”
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
حسن إسماعيل: الطيب صالح يرد على الأخرق
( ١)> والأخرقُ من الناس هو الأحمق الذي لايتقن عمل شئ …. ذلك الذي يقتل من أهله خمسمائة ألف شخص دون أن يحقق هدفا أو أن يرفع راية… ويخلف نساء باديته بين أرملة ويتيمة وقعيدة !! ثَكالى وأيامى يفوتهن قطار الحياة لأن (جِلفا) قام على أمرهن فقاده على قضبان الفناء
> سَمعتُه يُهدد الناس في أرض الشمال فلعله لايعرفُ عن الناس هنالك شئ كما سبق جهله بمايسميه (دولة ٥٦) فلايوجد في السودان دولة (اسمها ٥٦) حتى يٌحاربها فإن (٥٦) هو تاريخ رفع راية أهل السودان إيذانا بالحكم الوطني.. والحكم شئ والدولة شئ آخر أعمق وأجذر، فالحكومات الماضية يُستحلب من تجربتها الاعتبار فالذي في حكم الماضي لايُحارب ولكن واضح أن الذين اختاروا الرجل لاشعال الحريق في السودان اختاروه بتوافر المميزات العكسية فلم يريدوا شخصا ذكيا فاختاروه غبيا ولم يريدوا شخصا حاذقا فاختاروه أحمقا كذوبا جهولا ظلوم
> فإذا كان الرجل بدلالة( دولة ٥٦) جاهلا فهو بأهل الجغرافيا في الشمال أكثر جهلا … وإن كان درْس الهزائم في سنار والجزيرة والخرطوم وكردفان لم يفتح بصيرته ولم يغسل قذى عينيه فهو بما سيُقدم عليه من حتفِ أجهل واضل سبيلا
> الناس في شريط البحر وخاصرة الصحراء قديمون قِدَم البشرية على كوكب الأرض والحياة هناك قديمة انتهت من وعظها وكرِّها فالناس هناك يتكئون على التاريخ وهم مقبلون على المستقبل ، خلفهم التجربة وأمامهم العلم والمعرفة وبين أيديهم جماع كل ذلك …
> سَاكََنُوا النيل فخبروا وفاءه وأيام غدره وطيشه فصاروا أوفياء حال وفائه ومنتبهون لتقلباته… يوادعونه حين يسْكَن ويصارعونه حين يهيج… يَقبلون خيره وحُسن جيرته ويكسرون كبرياءه حين يجن ويفور.. وسَاكَنوا الصحراء برمالها وكثبانها.. كلما تحركت لتبتلعهم وَطِئوها بأثقالهم حتى تستقر تحتهم .. حتى إذا هدأت تسامروا فوق تلالها.. مدحوا وغنوا وتحاجّوا وتقاصوا تحت ضوء القمر
> الناس هناك قديمون وقديمة تجربتهم ، قلّبتهم الأحوال والدهور ، والأغيار والعصور حتى نضجوا… ألا تراهم لايبادلون جعيرك وهرْجك بسبابٍ مثله.. فهم في مقامات العداء هذه أصحاب أفعالٍ لا أقوال علّمهم البحر كيف يُغرقون خصمهم من (سُكات) وعلمتهم الصحراء كيف يبتلعون الهرّاجين الصخابين بين طياتها دون أن ( تَتور نَفَسَها) ومع هذا فهم أوفياء مذ كانوا على الوثنية فكانوا يبنون الأهرامات على مقابر ملوكهم وفاءً وفخرا وتقديرا ( وفشخرة) !! وعندما أظلتهم المسيحية أسرجوا لها قناديل قلوبهم وأداروا لها خدهم الأيمن وعندما اقتحمهم الإسلام أخذوه اختيارا لاقهرا ، ردوا خيل ابن أبي السرح رشقا بالنبال ثم قبلوا وعظه وهديه سلما وايمانا ويقين، انفتحوا على الحضارات فجلبوا فنون الزراعة بالساقية فأنبتوا الزرع وخصال المرابطة والمصابرة وفضيلة النَفَس الطويل ، (ثيران سواقي في صبرهم) (وخيول فرسان الواقعات والنوازل في بأسهم) ، وعندما هاجروا عطّروا الفضاءات الجديدة بكريم الطباع، الصدق والأمانة ووفاء العهود ،
> ظلمتهم الحكومات فلم يأذوا البلد ولم يُشعلوا في أطراف ثيابها النار، تعلموا لغات الافرنج قديما فنهضوا أندادا (لاقُوادا) في مواخير العمالة غير أنهم يحرقون( زبالتهم) في النار سريعا حتى لاتنقل العدوى إن شذ منهم شاذ !!
> في السبعة السمان يحصدون تمرهم وقمحهم وفولهم ، يبتهجون وُيخرجون زكاة حصيدهم ( وحاة تمرا زرعناهو ومرقنا زكاتو بالشوال) … أما في (السبعة العجاف) وضيق الحال فلاينهب بعضهم بعضا بل يهاجرون… عُمالا وسواقين وأطباء ومدراء يَطعَمون الحلال بكد اليد وأما عرق الجبين فيكتبون به أشعار الحنين….
> تمر بهم قوافل التجارة من قديم … إبلاً وأنعاما وماشية فلم يقطعوا عليها الطريق ولم يفقد أصحابها عقال بعير، ونزلوا على الأمراء والملوك فلم يرتاب أحدهم من فقد صواع !!… يُوقرون الأغراب فإذا افتروا أحرقوهم ، ويُبجلون الأضياف، لايتلصصون على عوراتهم ولايطعمونهم أعراضهم..
> منفتحون على الآخر، لاينظرون إلى الجغرافيا في السودان من ( خرم مفتاح الباب) فلايرونها ضيقة حرجة بل تتسع للجميع ولاينظرون إلى الجغرافيا البشرية في السودان( كخرم إبرة) لاتتسع إلا لخيطٍ واحد بل الأرض عندهم منبسطة والناس بألوانهم وثقافاتهم وتبايناتهم يُخصبون مفهوم التعايش والتباين وأن الفضاء في السودان يتسع للجميع إن نحن أحسنا رجم شياطين الجنجويد شذاذ الأخلاق والآفاق….
> عِلم الحرب عندهم قديم ، يعرفون كيف يُطفئونها إن قامت بينهم ويعرفون كيف يردونها إن كانت عليهم ….
> هؤلاء أقوام تؤمن بوائقهم ويُخشى بأسهم …
فاحذرهم !!!
………………
حسن إسماعيل
السادس من أبريل ٢٠٢٥م