ارتفع حجم الاستثمار التراكمي الملتزم به في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بنهاية يونيو الماضي إلى 6 مليارات ريال عُماني مقابل 3 مليارات و865 مليون ريال عُماني في يونيو من العام الماضي مسجلًا نموًّا بنسبة 55 بالمائة على أساس سنوي؛ وجاء هذا النمو بالتزامن مع تشغيل مصفاة الدقم وعدد من المشروعات الاقتصادية الأخرى بالمنطقة.


وقال المهندس أحمد بن علي عكعاك الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم: إن هذا الارتفاع يعكس مدى الاهتمام الذي تحظى به المنطقة من الشركات المحلية والعالمية في الوقت الذي تكثّف فيه المنطقة جهودها لاستقطاب مزيد من الاستثمارات، مشيرًا إلى أنه تم في النصف الأول من العام الجاري توقيع اتفاقيات جديدة في عدد من القطاعات الاقتصادية.
وأشار إلى عدد من الاستثمارات الاستراتيجية الرئيسة في قطاع الصناعات الخضراء التي وصل بعضها إلى مرحلة الإنشاءات أو التصاميم النهائية مثل مصنع فولكان للحديد الأخضر، ومشروع هايبورت الدقم، ومشروع شركة الهيدروجين الأخضر "مشروع اكمي"، ومصنع شركتي "كوبي ستيل" و"ميتسوي وشركائها المحدودة" اليابانيتين لإنشاء مصنع للحديد المختزل.
وأضاف أن هذه المشروعات ستعمل على تأكيد ريادة الدقم لقطاع الصناعات الخضراء وتحقيق أهداف سلطنة عُمان للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2050، مشيرًا إلى أن إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تتلقى بشكل مستمر طلبات استثمار من عدد من الشركات العالمية وتتم دراسة كل طلب مع الجهات ذات العلاقة لتقييم القيمة المضافة التي قد تحققها هذه الاستثمارات.


وحول جهود إدارة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لتعزيز الخدمات المقدمة للمستثمرين بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى، قال الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم: إن إدارة المنطقة استكملت في النصف الأول من العام الجاري تنفيذ قرار مجلس الوزراء بتطوير وتنفيذ الإشراف على الخدمات البلدية والمرافق العامة في المخططات المرفوع عنها صفة المنفعة العامة ضمن المخطط العام للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بهدف تعزيز التنمية في الدقم وتنشيط مختلف القطاعات الاقتصادية فيها.
وأضاف المهندس أحمد عكعاك أن إدارة المنطقة قامت في النصف الأول من العام الجاري بالتحضيرات اللازمة لاستلام خدمات التراخيص وخدمات الشؤون الفنية وتدريب الموظفين على تقديم هذه الخدمات، موضحًا أن مجموع مساحة المخططات المنزوع عنها صفة المنفعة العامة ضمن مخطط المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يبلغ 33 كيلومترًا مربعًا موزعة على 9 مخططات مختلفة من بينها مخطط حي صاي، وتشمل المخططات عددًا من الاستعمالات التجارية والصناعية والسكنية.
وأوضح أن المنطقة تضم أيضًا مجموعة من المناطق الاستثمارية في القطاعات التجارية والصناعية والسياحية واللوجستيات والتطوير العقاري والطاقة المتجددة، مشيرًا إلى أن المنطقة بدأت عملها في النصف الثاني في تقديم الخدمات اللازمة لكل المناطق.
ونوّه بمستوى التقدم في المشروعات التي يتم تنفيذها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وقال إن النصف الأول من العام الجاري شهد الافتتاح الرسمي لعدد من المشروعات الاقتصادية من أبرزها مصفاة الدقم التي تعد أحد أبرز المشروعات الكبرى في المنطقة ومن المتوقع أن تحوّل الدقم إلى أحد أهم مراكز الطاقة في المنطقة، كما ستعمل المصفاة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 230 ألف برميل يوميًّا على زيادة الطاقة التكريرية للمصافي العاملة في سلطنة عُمان إلى نحو 500 ألف برميل يوميًّا.
وأشار إلى أن النصف الأول من العام الجاري شهد أيضًا الافتتاح الرسمي لميناء الصيد البحري متعدد الأغراض الذي يعد أكبر ميناء للصيد البحري في سلطنة عُمان، وافتتاح محطة خدمات الشحن والجمارك بميناء الدقم، والرصيف الحكومي بالميناء، والطريقين الرئيسيين 1 و5 بميناء الدقم، بالإضافة إلى سد وادي جرف وسد وادي صاي اللذين تم إنشاؤهما لتوفير الحماية من مخاطر الفيضانات للمشروعات التي يتم تنفيذها بالمنطقة.وتطرق إلى المشروعات الجديدة التي تم تشغيلها في النصف الأول من العام الجاري، وقال إن المنطقة شهدت خلال العام الجاري تشغيل العديد من المشروعات من بينها التشغيل التجريبي لمصنع "سماك" التابع للشركة الدولية للمنتجات البحرية بطاقة إنتاجية تبلغ 100 مليون علبة من التونة سنويًّا، كما بدأت مجموعة أسياد في عمليات إدارة وتشغيل محطة أسياد للحاويات بميناء الدقم، موضحًا أن المحطة مزودة بعدد من الرافعات الجسرية ورافعات الساحات المجهزة بأحدث التقنيات لزيادة الإنتاجية وتحسين عمليات المناولة.
وأكد الرئيس التنفيذي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم أن النمو الذي تشهده المنطقة يعكس الاهتمام الذي تحظى به المنطقة من المستثمرين من داخل سلطنة عُمان وخارجها، مشيدًا في الوقت نفسه بالدعم الذي تحظى به المنطقة من الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وإشرافها المباشر على تطوير الأعمال في المنطقة واستقطاب الاستثمارات إليها، خاصة وأن المنطقة تحرص على تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين ومساعدتهم في إيجاد الحلول للتحديات التي تواجههم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المنطقة الاقتصادیة الخاصة بالدقم فی النصف الأول من العام الجاری إدارة المنطقة فی المنطقة إلى أن عدد من

إقرأ أيضاً:

القاهرة تُكثّف اتصالاتها مع واشنطن لمنع التصعيد بالمنطقة

كثّفت القاهرة اتصالاتها الرامية إلى «منع التصعيد»، محذِّرةً من جَرّ منطقة الشرق الأوسط إلى «منعطف خطير»، إثر ما وصفته بـ«تصرّفات أحادية غير مسؤولة»، وعقد وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، خلال زيارته الحالية لواشنطن، لقاءات مع عدد من المبعوثين الأميركيين للسودان وليبيا واليمن ولبنان، شدّد خلالها على رفض التدخلات الخارجية في السودان، ودعا إلى خروج القوات الأجنبية من ليبيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، في إفادة رسمية، إن عبد العاطي أكّد خلال لقائه، مساء الجمعة، والمبعوث الأميركي للسودان، توم بيريلو، على «محدّدات موقف بلاده تجاه السودان الذي يرتكز على دعم مؤسسات الدولة»، مشدداً على «حرص القاهرة على وحدة السودان وسلامته الإقليمية، ورفض التدخلات الخارجية».

واستعرض وزير الخارجية المصري «جهود بلاده لحل الأزمة، ولا سيما استضافتها لقمة دول جوار السودان في يوليو (تموز) 2023، ومؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية في يوليو من العام الحالي، إضافةً إلى مشاركة القاهرة الفعّالة في مباحثات جنيف أخيراً».

وأشار عبد العاطي إلى «استمرار مصر في فتح أبوابها أمام السودانيين الفارّين من ويلات الحرب»، مؤكداً «أهمية قيام جميع المانحين الدوليين بالاضطلاع بتعهّداتهم تجاه دول الجوار السوداني المستقبِلة للاجئين». كما شدّد على «تكثيف بلاده جهودها لتذليل الصعوبات أمام انتقال شاحنات المساعدات عبر المعابر التي تربطها بالسودان».

عبد العاطي أثناء لقائه مع المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين (الخارجية المصرية)

وعقد وزير الخارجية المصري لقاءً آخر، الجمعة، مع المبعوث الأميركي للبنان، آموس هوكشتاين، أكّد خلاله «الأهمية القصوى لمواصلة الجهود لاحتواء التصعيد في جنوب لبنان، وتجنّب الانزلاق لسيناريو الحرب الإقليمية الشاملة»، حسب إفادة متحدث «الخارجية المصرية».

وأشار عبد العاطي إلى «جهود مصر الحثيثة للتهدئة في المنطقة بوجه عام، وجنوب لبنان على الأخص». واستعرض «مجمل الاتصالات المكثّفة التي تقوم بها القاهرة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية بهدف وقف التصعيد»، مشيراً إلى «أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، للحفاظ على أمن واستقرار الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، ولضمان عدم انتهاك السيادة اللبنانية».

وحذّر وزير الخارجية المصري «من التطورات الخطيرة والمتسارعة التي يشهدها لبنان على مدى الأيام القليلة الماضية، ما يُعدّ مؤشراً واضحاً على أن المنطقة بصدد منعطف خطير، جرّاء تصرفات أحادية غير مسؤولة، ستؤدي إلى تبعات تُلقي بظلالها على استقرار المنطقة بأسرها».

وسبق وحذّرت مصر مراراً من مخاطر توسيع رقعة الصراع في المنطقة، وسط اتصالات مكثّفة مع الأطراف المعنية بما في ذلك لبنان وإيران لاحتواء الوضع.

الوزير عبد العاطي يلتقي المبعوث الأميركي إلى ليبيا (الخارجية المصرية)

وفي لقائه مع المبعوث الأميركي لليبيا، ريتشارد نورلاند، أكّد عبد العاطي أن «مصر تُواصل اتصالاتها المكثّفة مع الأطراف المعنية كافةً، بهدف الإسهام في تحريك الأزمة الليبية نحو حل مستدام»، مشدّداً على «دعم مسار الحل الليبي – الليبي، واحترام دور المؤسسات الوطنية، وصولاً إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، على نحو يخدم جهود التوصل لحل للأزمة بملكية وقيادة ليبية خالصة».

وجدّد وزير الخارجية المصري التأكيد على «أهمية احترام مرجعية اتفاق الصخيرات»، مشيراً إلى «ضرورة العمل على إنهاء جميع مظاهر الوجود الأجنبي في ليبيا، وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا في مدى زمني محدّد، بما يحفظ وحدة واستقرار وسيادة ليبيا، ويُنهي حالة الانقسام، ويكفل صون مقدّرات شعبها، ويُوقف جميع مظاهر التدخلات الخارجية».

وعقد عبد العاطي لقاءً آخر مع المبعوث الأميركي لليمن، تيم ليندركينغ، أكّد خلاله «تأييد مصر لكل الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، وبما يلبّي طموحات الشعب اليمني، ويُنهي معاناته الإنسانية».

وشدّد وزير الخارجية المصري على «دعم بلاده الراسخ لوحدة الدولة اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها، ولشرعية اليمن واستقلال مؤسساته»، منوهاً بـ«ما يمثّله أمن واستقرار اليمن، وكذا ملف البحر الأحمر وسلامة الملاحة البحرية فيه، من أولوية متقدمة للأمن القومي المصري، وأمن المنطقة العربية، ومنطقة البحر الأحمر»، وأكّد «رفض مصر لأن تكون الأزمة اليمنية مدخلاً لانخراط دول غير مشاطئة للبحر الأحمر في الترتيبات الأمنية المرتبطة به»، موضحاً «الارتباط المباشر بين أمن البحر الأحمر والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي».

وتصاعدت التوترات بمنطقة البحر الأحمر، نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع استهداف جماعة «الحوثي» اليمنية السفنَ المارّة بالممرّ الملاحي، «رداً على استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة». ودفعت تلك الهجمات شركات شحن عالمية لتغيير مسارها متجنّبة المرورَ في البحر الأحمر، ما كان له تداعيات على الاقتصاد، وحركة التجارة العالمية، وتَسبّب في تراجع عائدات قناة السويس المصرية.

وزير الخارجية خلال لقائه مع المبعوث الأميركي للسودان (الخارجية المصرية)

وعَدّ مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، لقاءات عبد العاطي في واشنطن «جزءاً من الحوار الاستراتيجي المصري – الأميركي، لا سيما وأن الولايات المتحدة قوة عظمى لها تأثير على الساحة العالمية، بينما لا يمكن تجاهُل دور القاهرة في المنطقة».

وقال بيومي لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه اللقاءات تستهدف في المقام الأول، عرضَ وجهة النظر المصرية من القضايا المختلفة، ومحاولة الوصول إلى وجهات نظر مشتركة بشأن حلها».

واتفق معه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الزيارة مهمة لشرح وجهة النظر المصرية في القضايا الإقليمية، والتأكيد على أهمية الاستقرار في المنطقة، لا سيما وأن التطورات الأخيرة تهدّد عملية السلام». وأضاف بُعداً آخر للزيارة، يتعلق بالعلاقات الثنائية، و«التعارف، لا سيما وأن الوزير عبد العاطي تولى حقيبة (الخارجية) منذ فترة قصيرة، ومن المهم أن يعقد لقاءات مع المسؤولين الأميركيين للحديث عن أوجه التعاون المشترك».


Source link مرتبط

مقالات مشابهة

  • أبو نمو: نؤكد استعدادنا التام لكافة الشركات التي ترغب في الاستثمار بالسودان
  • عضو بـ«الشيوخ»: الحكومة تستهدف نمو الاستثمارات الخاصة إلى 48% في العام المالي الجاري
  • غارات إسرائيلية على بلدات جنوبي لبنان.. والمنسقة الأممية تحذر من "كارثة وشيكة" بالمنطقة
  • بنمو 55%.. 6 مليارات ريال حجم الاستثمار التراكمي في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم
  • أمريكا تعزز وجودها العسكرى بالمنطقة
  • القاهرة تُكثّف اتصالاتها مع واشنطن لمنع التصعيد بالمنطقة
  • 6 مليارات ريال حجم الاستثمار التراكمي بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم
  • رشا الأزهري: 10 مليارات جنيه استثمارات فودافون لتحسين جودة الخدمات العام الحالي
  • قبل التشكيل.. 16 اختصاصا للجنتي الخطة والموازنة والشؤون الاقتصادية بالبرلمان