جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-07@14:44:15 GMT

تعزيز دور الأسرة وحماية المجتمع

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

تعزيز دور الأسرة وحماية المجتمع

 

 

محمد بن رامس الرواس

 

الأوطان التي ترضى الضياع لقيمها ومبادئها هي في الحقيقة تتخلى عن استقلاليتها ومصيرها، وهي بلا شك تحكم على نفسها بالزوال والفناء، وعُمان وطن القيم والمبادئ والأصول الراسخة كجباله الشمَّاء، ولذلك فإنَّ التوجيه السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- خلال اجتماع مجلس الوزراء في صلالة، بأهمية تحصين المجتمع من كل الجوانب وتعزيز دور الأسرة، يأتي في سياق التفاعل الإيجابي من لدن جلالته مع المُتغيرات التي تحدث في عالم اليوم، علاوة على كون هذه التوجيهات بمثابة مُحددات وطنية يتعين أن ننطلق في مساراتها بكل إخلاص وولاء للقائد والوطن.

وكوني مهتم بشؤون علم الاجتماع وتنمية المُجتمع، فقد وجدت أن الرسل والأنبياء وأولي الأمر- جزاهم الله خير الجزاء- حرصوا على مُعالجة التحديات المجتمعية، واستمروا في طرح كل المبادئ والقيم التي تضمن للأسرة بقاءها وكينونتها واستمراريتها، باعتبارها نواة المجتمع، والمجتمع أهم ركن من أركان استقامة ونمو الأوطان. ولا ريب أنَّ القيم والمبادئ التي تحكم نظام الأسرة في ديننا الإسلامي الحنيف، بمثابة نجوم وكواكب تُنير لنا الطريق في صحراء هذه الحياة القاحلة، من خلال ما نادت به الرسائل السماوية من سمات وعادات أخلاقية، وأولى آباؤنا وأجدادنا الكرام عناية خاصة بها.

واليوم.. وإن لم نُعالج وضعنا كمجتمعات لوجدنا أسرنا ومجتمعاتنا غارقة في ظلام دامس من الجهل والانحراف، وسنشاهدها تذوب وهي تتلقى الجرعة تلو الجرعة من مصادر الهلاك، كالمثلية والإلحاد والشذوذ، وغيرها من الآفات التي باتت تهدد المجتمعات وقيمها الأصيلة.

إنَّ القيم التي يجب أن تصاحب الأسرة في مستقبل حياتنا لم يعد يوجهنا إليها اليوم سوى قرآننا الكريم وديننا الحنيف والسنة المطهرة لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأولياء أمورنا الكرام من الحكام والسلاطين والعلماء الصالحين، الذين يبحثون عن استقرار أوطانهم ومجتمعاتهم، قاصدين ومتأملين أن يعيدوا توجيهها لأن تكون مجتمعات آمنة مستقرة ثابتة مُكتسية بالإيمان والصلاح؛ لكي يتحقق لها الفلاح، وتتوشح في صميم مبادئها وتصرفاتها، بما يجعلها متمسكة بأخلاقياتها التي هي بمثابة السور الآمن لها.

كانوا يقولون قديمًا إن لكل تربة نبات ينبت فيها، ولكل زمان نبات ينمو فيه، وإننا نرى في هذا الوقت أن الغرب يُصدِّر لنا الكثير من العلوم المغلفة بقيم ومبادئ لا تتفق مع ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا، وتريد أن تزرعها بيننا وفي مجتمعاتنا. ولقد رأيناهم ينشرون فلسفة الكفر والإلحاد من خلال وسائل إعلامهم وأفلامهم، وتقديم ذلك لضعفاء النفوس والإيمان ويتغنون معه بالحرية، وكان هناك إقبال من أناس ضعيفي الإرادة والعزيمة وانحدروا معهم وانساقوا في تدهور مريع.

لقد رأينا كيف أن الأسرة الأوروبية انطفأت فيها قيم وعادات جعلتها مُتلبدة وباردة المشاعر منزوعة الإحساسن بالغيرة والأنفة ونبذ الرذائل، غير مستمسكة بأي قيم وأخلاق تحميها وتحصنها.

لذلك.. وجب علينا نحن المسلمين أن نتبع كل توجيه حكيم من قائد رشيد وعالم رباني فطن، يرشدنا إلى أهمية الأسرة ومكوناتها الأصيلة، وقيمها العُليا التي يجب المحافظة عليها والذود عنها بكل جهدنا، كي تظل مجتمعاتنا تحيا في أمن وأمان ورضا من الله.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ولي عهد رأس الخيمة يشهد فعاليات "خلوة الأسرة" ضمن اجتماعات حكومة الإمارات

حضر الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، جانباً من أعمال "خلوة الأسرة" ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024.

واستمع ولي عهد رأس الخيمة  إلى المناقشات حول أبرز المحاور على أجندة الخلوة التي تجمع المسؤولين وصناع القرار من مختلف الجهات الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع على مستوى الدولة، للخروج بتصورات مبتكرة وبرامج ومبادرات واضحة، تضمن تحقيق المستهدفات الوطنية في تمكين الأسرة ونموها وتعزيز استقرارها وتحصين قيمها.

رؤية القيادة 

واطلع ولي عهد رأس الخيمة، على الحوارات بين المشاركين في الخلوة من مختلف الجهات والتي تنطلق من رؤية قيادة دولة الإمارات في تعزيز التنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي وتوفير حياة كريمة لكل أفراد المجتمع.
وهدفت الحوارات إلى الارتقاء بتكامل الجهود على مستوى الدولة لتنفيذ برامج ومبادرات شاملة، تعمل على تحقيق الاستقرار الأسري والأمان المجتمعي، لما يمثله هذا الملف من أولوية استراتيجية تلبي تطلعات قيادة وشعب الإمارات.
واستمع الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، إلى شرح حول مختلف المبادرات التي تم تنفيذها والبرامج وإعدادها لتحصين قيم الشباب وتمكينهم وتعزيز مساهماتهم في مسيرة التنمية.
واطلع  ولي عهد رأس الخيمة، خلال حضوره فعاليات الخلوة، على أبرز المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الخدمات المقدمة لمختلف شرائح المجتمع وخصوصا كبار المواطنين وأصحاب الهمم، والمشاريع التي تم إطلاقها في هذا الجانب والخطط الهادفة إلى ترسيخ نهج مستدام في تمكين كافة فئات المجتمع وتقديم الرعاية لهم، إضافة إلى التركيز على سياسات الإسكان التي تسهم في الاستقرار وتعزيز الترابط داخل الأسر ، وبرامج التدريب والتأهيل الأسري.

مقالات مشابهة

  • نائب: مشروع قانون الإجراءات الجنائية يحمل ضمانات للعدالة الناجزة وحماية الأفراد
  • مقصود كروز: الإمارات تمتلك سجلاً حافلاً في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان
  • ولي عهد رأس الخيمة يحضر جانباً من فعاليات «خلوة الأسرة»
  • جامعة القناة تنظم ورشة عمل حوارية لتعزيز القيم الإيجابية بين طلاب المدارس
  • ولي عهد رأس الخيمة يشهد فعاليات "خلوة الأسرة" ضمن اجتماعات حكومة الإمارات
  • جامعة قناة السويس تنظم ورشة عمل حوارية لتعزيز القيم الإيجابية بين طلاب المدارس
  • مفتي الجمهورية السابق: «أهل الصفة» توافق دعوة الرئيس في بناء الإنسان على غرس القيم  
  • «خلوة الأسرة» تناقش استقرار وتماسك المجتمع
  • أستاذ اجتماع: ثقافة التريند تتعارض مع القيم الأخلاقية وهدفها الشهرة والربح السريع
  • «البحوث الإسلامية» يطلق مبادرة لتعزيز القيم وتنمية الوعي المجتمعي