جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@06:43:43 GMT

تعزيز دور الأسرة وحماية المجتمع

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

تعزيز دور الأسرة وحماية المجتمع

 

 

محمد بن رامس الرواس

 

الأوطان التي ترضى الضياع لقيمها ومبادئها هي في الحقيقة تتخلى عن استقلاليتها ومصيرها، وهي بلا شك تحكم على نفسها بالزوال والفناء، وعُمان وطن القيم والمبادئ والأصول الراسخة كجباله الشمَّاء، ولذلك فإنَّ التوجيه السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- خلال اجتماع مجلس الوزراء في صلالة، بأهمية تحصين المجتمع من كل الجوانب وتعزيز دور الأسرة، يأتي في سياق التفاعل الإيجابي من لدن جلالته مع المُتغيرات التي تحدث في عالم اليوم، علاوة على كون هذه التوجيهات بمثابة مُحددات وطنية يتعين أن ننطلق في مساراتها بكل إخلاص وولاء للقائد والوطن.

وكوني مهتم بشؤون علم الاجتماع وتنمية المُجتمع، فقد وجدت أن الرسل والأنبياء وأولي الأمر- جزاهم الله خير الجزاء- حرصوا على مُعالجة التحديات المجتمعية، واستمروا في طرح كل المبادئ والقيم التي تضمن للأسرة بقاءها وكينونتها واستمراريتها، باعتبارها نواة المجتمع، والمجتمع أهم ركن من أركان استقامة ونمو الأوطان. ولا ريب أنَّ القيم والمبادئ التي تحكم نظام الأسرة في ديننا الإسلامي الحنيف، بمثابة نجوم وكواكب تُنير لنا الطريق في صحراء هذه الحياة القاحلة، من خلال ما نادت به الرسائل السماوية من سمات وعادات أخلاقية، وأولى آباؤنا وأجدادنا الكرام عناية خاصة بها.

واليوم.. وإن لم نُعالج وضعنا كمجتمعات لوجدنا أسرنا ومجتمعاتنا غارقة في ظلام دامس من الجهل والانحراف، وسنشاهدها تذوب وهي تتلقى الجرعة تلو الجرعة من مصادر الهلاك، كالمثلية والإلحاد والشذوذ، وغيرها من الآفات التي باتت تهدد المجتمعات وقيمها الأصيلة.

إنَّ القيم التي يجب أن تصاحب الأسرة في مستقبل حياتنا لم يعد يوجهنا إليها اليوم سوى قرآننا الكريم وديننا الحنيف والسنة المطهرة لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأولياء أمورنا الكرام من الحكام والسلاطين والعلماء الصالحين، الذين يبحثون عن استقرار أوطانهم ومجتمعاتهم، قاصدين ومتأملين أن يعيدوا توجيهها لأن تكون مجتمعات آمنة مستقرة ثابتة مُكتسية بالإيمان والصلاح؛ لكي يتحقق لها الفلاح، وتتوشح في صميم مبادئها وتصرفاتها، بما يجعلها متمسكة بأخلاقياتها التي هي بمثابة السور الآمن لها.

كانوا يقولون قديمًا إن لكل تربة نبات ينبت فيها، ولكل زمان نبات ينمو فيه، وإننا نرى في هذا الوقت أن الغرب يُصدِّر لنا الكثير من العلوم المغلفة بقيم ومبادئ لا تتفق مع ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا، وتريد أن تزرعها بيننا وفي مجتمعاتنا. ولقد رأيناهم ينشرون فلسفة الكفر والإلحاد من خلال وسائل إعلامهم وأفلامهم، وتقديم ذلك لضعفاء النفوس والإيمان ويتغنون معه بالحرية، وكان هناك إقبال من أناس ضعيفي الإرادة والعزيمة وانحدروا معهم وانساقوا في تدهور مريع.

لقد رأينا كيف أن الأسرة الأوروبية انطفأت فيها قيم وعادات جعلتها مُتلبدة وباردة المشاعر منزوعة الإحساسن بالغيرة والأنفة ونبذ الرذائل، غير مستمسكة بأي قيم وأخلاق تحميها وتحصنها.

لذلك.. وجب علينا نحن المسلمين أن نتبع كل توجيه حكيم من قائد رشيد وعالم رباني فطن، يرشدنا إلى أهمية الأسرة ومكوناتها الأصيلة، وقيمها العُليا التي يجب المحافظة عليها والذود عنها بكل جهدنا، كي تظل مجتمعاتنا تحيا في أمن وأمان ورضا من الله.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المخرج من دائرة الجهل التي تتميز بها دول العالم الثالث وتتجلي في الحروب الأهلية

المخرج من دائرة الجهل التي تتميز بها دول العالم الثالث وتتجلي في الحروب الأهلية ... المخرج هو التعليم والتعليم والتعليم !!..

ابننا العزيز المهذب الجنتلمان الأستاذ علي شندوق الشاعر والرياضي المطبوع الذي جمع بين المساقين العلمي والأدبي في بوتقة نادرة وعبر بها الي دنيا الابداع .
اولا السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
اطلعت اليوم علي ورقة صادرة منكم تحوي صيغة السؤال الاول لمادة الرياضيات للجالسين لامتحان الشهادة الابتدائية .
طالما أن العمل صادر منك ونحن نثق فيك كل الثقة في علمك وادبك وأسلوب حياتك ولا بد أن هذا العمل الهام سيكون إن شاء الله سبحانه وتعالى فأل حسن وطريق معبد للنجاح والفلاح في هذه المادة التي استعصت مؤخرا علي الكثيرين وانا منهم وقد استعصت علي من زمان حتي قبل أن تتحور الي كائن جديد يخيل الي أنه ليس فيه غير س و صاد والدالة ورسومات احيانا اراها مثل الكتابة الهيروغلوفية أو المسمارية ودائما اتحسر علي علم الحساب وثمن رطل السكر والملح وحساب المثلثات والجبر والهندسة والرسم البياني ورغم كل ماكانت تحويه حديقة الرياضيات من كل روض زهرة ومن كل ماء قطرة ولم يحدث أن رسبت في هذه المادة مطلقا لكن كان بيني وبينها بعد المشرقين وكنت اهرب من حصة الرياضيات واتعلل بأي سبب رغم أن الأساتذة الذين درسوها في حنتوب كانوا علماء بها نالوا تدريبهم الخارجي في بريطانيا التي لا تغيب عنها الشمس .
ابننا الأستاذ العزيز المهذب الجنتلمان علي شندوق هل هذه الرياضيات الحالية التي تدرس في بلادنا في مرحلة التعليم العام هل هي بديل للرياضيات التقليدية ؟!
ولماذا أسموها الرياضيات الحديثة لأنها كما وضعوا لها حيثية أنها عمود فقري لعلوم الكمبيوتر وفيما بعد للذكاء الاصطناعي ؟!
طيب اذا كان أمثالي ليس بينهم ود لا بالقديم ولا الجديد من الرياضيات فهل ستكون لنا مدارس خالية من لغة الأرقام هذه خاصة ونحن لسنا من أنصار الكمبيوتر ولا الموبايل ونري أن هذه الأجهزة مهمة في بعض الأحيان ولكن ليس في كل الوقت وقد أصبح الانشغال بها أكثر من العمل بالشيء المفيد وربما عند البعض صارت مضيعة للوقت ووصلت بالكثيرين الي درجة الإدمان مما استدعي فتح مشافي لعلاج هذه الحالات المستحدثة في تطور البشر الذين كانوا ينعمون بالهدوء والسكينة فقلب الموبايل مواجعهم وسلب النوم من جفونهم وجعلهم يعيشون في عزلة مجيدة !!..
شكرا ابننا العزيز المهذب الجنتلمان علي شندوق فجزاكم الله سبحانه وتعالى خيراً علي مساهماتكم المقدرة في كافة المساقين العلمي والأدبي وتفوقكم في الشعر وقد قرأت لأحد الفلاسفة والمفكرين أن الشاعر هو خير من يجيد في ميادين البحث والاستقصاء فهنيئا لك بهذه النعمة ونتمني لكم دائما دوام الصحة والعافية والسرور وراحة البال وراحة الضمير .
ودمتم في رعاية الله وحفظه .

عمكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • من خلال هذين المثالين، تدرك اختلاف القيم والمبادئ بيننا وبينهم
  • مكتبة القاهرة الكبرى تناقش "دور بيت العائلة في تعزيز قيم المواطنة"
  • استشارية توضح دلالات الأظافر التي تأخذ شكل الملعقة وأسبابها الصحية..فيديو
  • محافظ ذمار يبحث تعزيز العمل التعاوني ودعم المبادرات المجتمعية
  • مناقشة تعزيز جهود العمل التعاوني في ذمار
  • الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية: الإمارات مثال في بناء المجتمع الصحي وتمكين الأسرة
  • الجامعة العربية: الإمارات مثال في بناء المجتمع الصحي وتمكين الأسرة
  • اليمانيات يتحدّين الحصار الاقتصادي بالزراعة المنزلية
  • شما بنت محمد تستعرض تجربة الإمارات في تعزيز التسامح والتعايش
  • المخرج من دائرة الجهل التي تتميز بها دول العالم الثالث وتتجلي في الحروب الأهلية