تعزيز دور الأسرة وحماية المجتمع
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
محمد بن رامس الرواس
الأوطان التي ترضى الضياع لقيمها ومبادئها هي في الحقيقة تتخلى عن استقلاليتها ومصيرها، وهي بلا شك تحكم على نفسها بالزوال والفناء، وعُمان وطن القيم والمبادئ والأصول الراسخة كجباله الشمَّاء، ولذلك فإنَّ التوجيه السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- خلال اجتماع مجلس الوزراء في صلالة، بأهمية تحصين المجتمع من كل الجوانب وتعزيز دور الأسرة، يأتي في سياق التفاعل الإيجابي من لدن جلالته مع المُتغيرات التي تحدث في عالم اليوم، علاوة على كون هذه التوجيهات بمثابة مُحددات وطنية يتعين أن ننطلق في مساراتها بكل إخلاص وولاء للقائد والوطن.
وكوني مهتم بشؤون علم الاجتماع وتنمية المُجتمع، فقد وجدت أن الرسل والأنبياء وأولي الأمر- جزاهم الله خير الجزاء- حرصوا على مُعالجة التحديات المجتمعية، واستمروا في طرح كل المبادئ والقيم التي تضمن للأسرة بقاءها وكينونتها واستمراريتها، باعتبارها نواة المجتمع، والمجتمع أهم ركن من أركان استقامة ونمو الأوطان. ولا ريب أنَّ القيم والمبادئ التي تحكم نظام الأسرة في ديننا الإسلامي الحنيف، بمثابة نجوم وكواكب تُنير لنا الطريق في صحراء هذه الحياة القاحلة، من خلال ما نادت به الرسائل السماوية من سمات وعادات أخلاقية، وأولى آباؤنا وأجدادنا الكرام عناية خاصة بها.
واليوم.. وإن لم نُعالج وضعنا كمجتمعات لوجدنا أسرنا ومجتمعاتنا غارقة في ظلام دامس من الجهل والانحراف، وسنشاهدها تذوب وهي تتلقى الجرعة تلو الجرعة من مصادر الهلاك، كالمثلية والإلحاد والشذوذ، وغيرها من الآفات التي باتت تهدد المجتمعات وقيمها الأصيلة.
إنَّ القيم التي يجب أن تصاحب الأسرة في مستقبل حياتنا لم يعد يوجهنا إليها اليوم سوى قرآننا الكريم وديننا الحنيف والسنة المطهرة لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وأولياء أمورنا الكرام من الحكام والسلاطين والعلماء الصالحين، الذين يبحثون عن استقرار أوطانهم ومجتمعاتهم، قاصدين ومتأملين أن يعيدوا توجيهها لأن تكون مجتمعات آمنة مستقرة ثابتة مُكتسية بالإيمان والصلاح؛ لكي يتحقق لها الفلاح، وتتوشح في صميم مبادئها وتصرفاتها، بما يجعلها متمسكة بأخلاقياتها التي هي بمثابة السور الآمن لها.
كانوا يقولون قديمًا إن لكل تربة نبات ينبت فيها، ولكل زمان نبات ينمو فيه، وإننا نرى في هذا الوقت أن الغرب يُصدِّر لنا الكثير من العلوم المغلفة بقيم ومبادئ لا تتفق مع ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا، وتريد أن تزرعها بيننا وفي مجتمعاتنا. ولقد رأيناهم ينشرون فلسفة الكفر والإلحاد من خلال وسائل إعلامهم وأفلامهم، وتقديم ذلك لضعفاء النفوس والإيمان ويتغنون معه بالحرية، وكان هناك إقبال من أناس ضعيفي الإرادة والعزيمة وانحدروا معهم وانساقوا في تدهور مريع.
لقد رأينا كيف أن الأسرة الأوروبية انطفأت فيها قيم وعادات جعلتها مُتلبدة وباردة المشاعر منزوعة الإحساسن بالغيرة والأنفة ونبذ الرذائل، غير مستمسكة بأي قيم وأخلاق تحميها وتحصنها.
لذلك.. وجب علينا نحن المسلمين أن نتبع كل توجيه حكيم من قائد رشيد وعالم رباني فطن، يرشدنا إلى أهمية الأسرة ومكوناتها الأصيلة، وقيمها العُليا التي يجب المحافظة عليها والذود عنها بكل جهدنا، كي تظل مجتمعاتنا تحيا في أمن وأمان ورضا من الله.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيس الدولة وملك الأردن: تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة ولبنان
أبوظبي (وام)
بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مع أخيه صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك، خاصة في المجالات التنموية، وغيرها من الجوانب التي تعزز آفاق الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين على مختلف المستويات.
جاء ذلك خلال لقاء صاحب السمو رئيس الدولة أخاه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، الذي وصل العاصمة أبوظبي أمس في زيارة أخوية إلى دولة الإمارات.
واستعرض صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجلالة الملك عبد الله الثاني، خلال اللقاء، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خاصة المستجدات في قطاع غزة ولبنان، مؤكدين في هذا السياق أهمية تكثيف الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في القطاع ولبنان، وضمان الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني، وتوفير الدعم الإنساني الكافي لهم، كما شددا على الموقف الإماراتي الأردني الثابت تجاه الحفاظ على وحدة لبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ووقوف البلدين مع الشعب اللبناني الشقيق.
أخبار ذات صلة الإمارات تدعو إلى خريطة طريق لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الإمارات تغيث النازحين في شمال غزةوأكد صاحب السمو رئيس الدولة وجلالة ملك الأردن، ضرورة تكثيف العمل من أجل منع اتساع الصراع في منطقة الشرق الأوسط، والذي يهدد أمنها واستقرارها، إضافة إلى إيجاد مسار واضح للسلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس «حل الدولتين»، ويضمن تحقيق الاستقرار والأمن للجميع. كما أكد الجانبان حرصهما المتبادل على مواصلة التشاور الأخوي بشأن مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة.
وكان صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين قد وصل البلاد في وقت سابق أمس، حيث كان في استقبال جلالته في مطار البطين، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومعالي حميد عبيد أبوشبص، رئيس جهاز الإمارات للمحاسبة، ومعالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وعدد من كبار المسؤولين.
ويرافق جلالة ملك الأردن خلال الزيارة كل من دولة الدكتور جعفر حسان، رئيس الوزراء، ومعالي أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، وعدد من كبار المسؤولين.