انطلقت اليوم الجمعة الموافق  قافلتان دعويتان بين الأزهر والأوقاف إلى محافظتي أسيوط (أبو تيج)، وسوهاج (طهطا). 

وتضم  القافلة (عشرة علماء): خمسة من علماء الأزهر، وخمسة من وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع:  "اسم الله الولي".


وقد أكدوا جميعا  أن الله (عز وجل) ولي الذين آمنوا، يتولاهم بعونه وتوفيقه وإحسانه وإكرامه، ويتولى أمرهم كله، نصرهم وهدايتهم ومكافأتهم، فهو السميع دعاءهم المجيب لهم، حيث يقول الحق سبحانه على لسان نبينا صل الله عليه وسلم: "‌إِنَّ ‌وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ"، ويقول سبحانه على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام): "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ‌فَاطِرَ ‌السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"، ويقول تعالى على لسان سيدنا موسى (عليه السلام): "أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ"، ويقول تعالى في أهل الجنة: "لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ".

 

وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يدعو ربه سبحانه، فيقول: (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِى تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا)، وكان (صلى الله عليه وسلم) يقول: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّمَا قْضَيْتَ، إِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ).
وإذا كان اللهُ وليَّك وناصرَك ومعك، فلا يضرك بعد ذلك من عليك ومن معك، حيث يقول الحق سبحانه: "‌أَلَيْسَ ‌اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ"، ويقول سبحانه: "وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا"، ويقول تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ"، وأولياء الله تعالى هم محبوه ومتبعو سبيله، حيث يقول سبحانه: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ ‌لَا ‌خَوْفٌ ‌عَلَيْهِمْ ‌وَلَا ‌هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
ومن صفة الولي من عباد الله أنه يحب الله (سبحانه وتعالى)، ويحب رسوله (صلى الله عليه وسلم)، ويحب مَن يحب الله (عز وجل)، ويحب من يحب رسوله (صلى الله عليه وسلم)، يعمل بطاعة الله (عز وجل) فيجده حيث أمره، وينتهي عن معصيته فلا يجده حيث نهاه، فلا تنال الولاية إلا بالإيمان الصادق والعلم الراسخ والعمل الصالح، والاهتداء بهدي الكتاب والسنة، حيث يقول سبحانه: "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئًا وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ".
والولي الحق يعمر الدنيا بالدين، مؤدٍّ للطاعات، وقَّاف عند حدود الله، لا يأكل إلا حلالًا، ولا يُطعم أهله إلا حلالًا، فولاية الله تقتضي أن تحب الله، وأن تحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، حتى يحبك الله ورسوله، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَــا، وَأَنْ يُحِبَّ المَـرْءَ لاَ يُحِبُّـهُ إِلَّا لله، وَأَنْ يَكْـرَهَ أَنْ يَعُـودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ).
 إن ولاية الله تعالى تتسع لتشمل جميع خلقه رزقًا وتدبيرًا وإحاطة علم، يقول الحق سبحانه: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ"، ويقول سبحانه: "ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ"، ويقول تعالى: "وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ"، ويقول سبحانه: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".
ولا شك أن المؤمن الحق الذي يستشعر ولاية الله تعالى له، يرضى بقضائه سبحانه وقدَره، فيطمئن قلبه، ويسكن فؤاده، حيث يقول الحق سبحانه: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ".
 

 وقد شارك في القافلة كل من:
1. الشيخ/ مختار عيسى دياب - مدير عام الإدارة العامة للدعوة والبر والأوقاف - السلطان الفرغل- أبو تيج
2. الشيخ/ علي محمد حسين - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ منصور- أبو تيج
3. الشيخ/ محمد علي محمود منصور - إمام وخطيب  - النور المحمدي- الأقادمة
4. الشيخ/ عبد العظيم محمود محمد - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - السلام زغلول- أبو تيج. الطريق
5. الشيخ/ رجب عبدالعليم إسماعيل - إمام وخطيب - آل حمد- الفليو
6. الشيخ/ علي محمد جابر - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ عبد الله- الفليو
7. الشيخ/ محمد عبد الله محمد - إمام وخطيب - الكبير- البلايزه
8. الشيخ/ محمد عثمان محمد - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الرحمن مساكن- البلايزه
9. الشيخ/ يونس خلف يونس إسماعيل - إمام وخطيب - الحبيبي- الزرابي
10. الشيخ/ عمرو عبد الرحيم عبد العال - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - عبد المنعم رياض- أبو تيج
ثانيًا: مديرية أوقاف سوهاج (طهطا)، وبيانها كالتالي:
1. - الدكتور/ محمد حسني عبد الرحيم - مدير المديرية - الحاج عبد العال- طهطا 
2. - الشيخ / أحمد محمود كمال الدين - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ رفاعي- طهطا 
3. - الشيخ/ محمد أحمد عبد الحميد - مدير إدارة - آل نفادي- طهطا 
4. - الشيخ / إسلام جاد عبد اللطيف - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الكشاكي- طهطا
5. - الشيخ/ محمد محمد إبراهيم أبو العلا - إمام وخطيب - الرضوان- الساحل
6. - الشيخ / مصطفى ضاحي عبد الرؤوف - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - البريدي- طهطا
7. - الشيخ/ منتصر أحمد عمر عبد المغيث - إمام وخطيب - الحاج إبراهيم- الساحل
8. - الشيخ / محمد أحمد حديوي - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ صالح- طهطا
9. - الشيخ/ أحمد عادل أحمد محمد - إمام وخطيب - العلوية- طهطا
10. - الشيخ / أحمد عمر أبو ضيف - واعظ بمجمع البحوث الإسلامية - الشيخ عبد الله- طهطا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمد مختار جمعة سوهاج اليوم الجمعة وزارة الأوقاف أعضاء التعاون المشترك شيخ الأزهر أحمد الطيب الدكتور محمد مختار جمعة علماء الأزهر علماء الأزهر الشريف

إقرأ أيضاً:

استقبال رمضان.. 4 وصايا تستعد بها قبل بداية شهر الفرحة

يستعد المسلمون لاستقبال شهر رمضان 2025، حيث تستطلع دار الإفتاء مساء يوم الجمعة المقبل ، هلال شهر رمضان 1446 هجريا، بواسطة مراصدها الشرعية المنتشرة بأنحاء الجمهورية.

الاستعداد لـ شهر رمضان 1446

وكشفت الدكتورة فتحية الحنفي من علماء الأزهر الشريف عن 4 وصايا استقبال شهر رمضان، وهي:

1. نحمد الله ونشكره علي أن بلغنا هذا الشهر الكريم.

2. اختلي بنفسك واعترف بذنبك، وناجي ربك بالتوبة الخاصة والاقلاع عن الذنوب.

3. التركيز للاستفادة من كل ثانية ودقيقة وساعة من هذا الشهر الكريم بالذكر والدعاء وتلاوة القرآن والتصدق والإحسان.

4. اغتنم أفضل الأوقات في هذا الشهر وهو بعد صلاة الفجر وساعة الغروب، قال تعالي " وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب".

الحكمة من تصفيد الشياطين فى رمضان ؟ 

وشهر رمضان هو شهر تُصَفَّد فيه الشياطين وتُترك إلى نفسك، والاستعداد لشهر رمضان لا يكون إلا بالاستعانة برب العالمين، وربنا سبحانه وتعالى علمنا طلب العون منه في الفاتحة التي نتلوها في كل صلاة ونقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قدم العبادة على الاستعانة؛ لأن الاستعانة فيها نوع دعاء، ولابد علينا من أن نقدم العبادة على الطلب؛ فما كان له - سبحانه وتعالى - مقدَّم على ما كان منه ، فلابد علينا أن نستجيب لله:{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} حتى يستجيب دعاءنا.

والاستعانة بحسب الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، هي الثقة بالله، وهي التوكل على الله، وهي إفراد الدين وإخلاصه لله، مبينا أن الاستعانة أمر خطير مهم يجب ألا يكون إلا بالله فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، يقول ربنا سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} فأمرنا أن نستعين إليه سبحانه وتعالى بالعبادة، بالصلاة وهي ذروة الأمر ورأسه يقول عنها رسول الله ﷺ: (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) والحمد لله أن عبر بالفعل ولم يعبر بالاسم فقال: (كفر) ولم يقل (كافر)؛ فإن كثيرا من المسلمين يتكاسلون في الصلاة وهم على إسلامهم عصاة يجب عليهم أن يرجعوا إلى الله، وأن يستعينوا به - سبحانه وتعالى - عن طريق الصلاة.

وتابع: فلنتمسك بالصلاة، والنبي ﷺ يقول: (واسْتَعِينوا بالغدْوَةِ والرَّوْحةِ وشيءٍ منَ الدُّلْجة) أي في حضور الجماعات بالمشي إليها أطراف النهار، وشيء من الليل، فأمرنا أن نحضر الجماعات في الصلاة، وجعل صلاة الجماعة فوق صلاة الفذ المفرد بخمس وعشرين درجة أو بسبع وعشرين درجة، فلا تحرم نفسك أيها المؤمن من حضور جماعات المسلمين والتي فرط فيها كثير من الناس. الاستعانة قبل رمضان حتى إذا ما دخل كنت متعرضا لنفحات الله.

مقالات مشابهة

  • استقبال رمضان.. 4 وصايا تستعد بها قبل بداية شهر الفرحة
  • أهالي كفر الشيخ يطلقون قافلة محملة بـ100 طن مساعدات لغزة
  • البحوث الإسلامية: حملة حلالا طيبا تعزز الوعي الديني والثقافي لمواجهة الممارسات الضارة
  • ما هو أول واجب على المؤمن معرفته؟ علي جمعة يكشف عنه
  • شهيدُ القرآن
  • البحوث الإسلامية يطلق المسابقة الرمضانية لمجلة الأزهر بعنوان وفي أنفُسكم أفلا تبصِرون
  • الجندي ومساعد وزير الخارجية يلتقيان مبعوثي الأزهر أثناء دورة تدريبية بمجمع البحوث
  • بتوجيهات شيخ الأزهر.. أول رد رسمي من مجمع البحوث الإسلامية لمواجهة خطر المراهنات الإلكترونية
  • البحوث الإسلامية ينظم ندوة بكلية التربية بنات بعنوان التوازن في تربية الأبناء
  • علي جمعة: أول واجب على المؤمن هو معرفة الله