من الشوفان إلى ماء الأرز.. حقيقة أحدث مشروبات إنقاص الوزن الرائجة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تتدفق اتجاهات وصيحات إنقاص الوزن على منصات التواصل الاجتماعي، ويتم تضخيم كل اتجاه والترويج له من خلال مجموعة من المؤثرين، معتمدين على قوتهم التأثيرية لدى متابعيهم، إذ يشير موقع "ميوز فايند" إلى أن 92% من المتابعين يثقون بالمؤثر أكثر من الإعلان.
ومن بين الاتجاهات الأكثر حداثة مشروب الشوفان الهلامي ومشروب ماء الأرز وغيرهما من المشروبات المماثلة، فما حقيقة هذه الاتجاهات وهل تساعد حقا في إنقاص الوزن؟
مشروب الشوفانيتكون مشروب الشوفان الهلامي من مزج نصف كوب من دقيق الشوفان وكوب من الماء وعصير نصف ليمونة، ويتم تناوله في الصباح على معدة فارغة، وينتشر على منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم "أوت زمبيك" كحيلة تسويقية ذكية من خلال ربطه بعقار "أوزمبيك" لعلاج السكري، الذي زادت شعبيته مؤخرا لقدرته على مساعدة الأشخاص في إنقاص الوزن.
يوثق المؤثرون تجاربهم مع المشروب وكيف ساعدهم في تقليل شهيتهم والحد من رغبتهم في تناول الطعام وتحقيق أهدافهم في إنقاص الوزن، ويزعم البعض أنه يساعد على خسارة نحو 18 كيلوغراما خلال شهرين.
وبدورها، تحذر باحثة السمنة بجامعة نيويورك دكتورة ميلاني جاي من هذه الحميات الغذائية "المبتذلة"، التي تؤدي إلى "هوس غير صحي بفقدان الوزن" و"علاقة سلبية بالطعام".
وتقول لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إنه لا توجد أدلة علمية أو بيانات تشير إلى فعاليته، وإذا كان الناس يستخدمون هذا المشروب لإنقاص الوزن؛ فمن المحتمل أن يكون ذلك بسبب سعراته الحرارية المنخفضة واستخدامه بديلا لوجبة غذائية صحية متكاملة، ففي حين يحتوي نصف كوب من الشوفان على 150 سعرا حراريا، فإن وجبة إفطار متوازنة من المفترض أن توفر 500 سعر حراري.
وتضيف ميلاني أنه من المرجح أن يفقد أي شخص وزنا إذا تناول دقيق الشوفان وحده من دون أي إضافات كل صباح، وذلك بسبب محتواه من الألياف، ومن المعروف أن الألياف تستغرق وقتا في الهضم وتساعد على الشعور بالشبع، وقد يلاحظ المرء انخفاضا في الميزان ناتجا عن فقد الماء أو الأنسجة العضلية، إلا أنه ليس انخفاضا في الدهون ومع العودة إلى نظامه الغذائي المعتاد فسوف يستعيد الوزن مرة أخرى.
وتلفت اختصاصية السمنة إلى أنه من غير المنطقي أن يكون مزيج الشوفان بالماء بديلا حقيقيا لأدوية إنقاص الوزن التي تحاكي هرمون "جي إل بي 1" بما يرسله من إشارات إلى الدماغ تعزز الشعور بالشبع، إذ إن الشوفان مثله مثل باقي الأطعمة يطلق كمية ضئيلة من هذا الهرمون وغير طويلة الأمد كما في الأدوية.
صيحة ماء الأرزويعد ماء الأرز حيلة أخرى من حيل فقدان الوزن المنتشرة مؤخرا، ويُعد من خلال نقع نصف كوب من الأرز غير المطبوخ لمدة ليلة كاملة ثم تصفيته وتناول الماء النشوي المتبقي في الصباح على معدة فارغة.
ويزعم أنصار هذا الاتجاه أنه وسيلة فعالة لإنقاص الوزن وتعزيز الشعور بالامتلاء وقمع الشهية، وادعي أحد المستخدمين أنه فقد ما يصل إلى 27 كيلوغراما في غضون شهرين، ومن هنا جاءت التسمية "رايزيمبيك" لاعتقادهم أنه يحاكي تأثير دواء "أوزيمبك".
وسيلة غير فعالةومن جهتها، تعتقد اختصاصية التغذية ليزا موسكوفيتز أن "رايزيمبيك" ليس وسيلة فعالة لإنقاص الوزن، ومن غير المرجح أن يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير، إذ إن فقدان الوزن الصحي والمستدام لدى غالبية الناس ليس بهذه البساطة، وإنما يتحقق بتبني عادات الأكل الصحية وممارسة الرياضة بانتظام، لذا فإن هذا المشروب يعطي شعورا زائفا بالأمل لدى الأشخاص الذين يعانون السمنة أو زيادة الوزن.
وأضافت لموقع "هيلث لاين" أن هذا المشروب لا يخلو من المخاطر الصحية المحتملة، إذ إن تناول أي شيء غير مطبوخ أو نيء يترك دائما احتمالية الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، لا سيما أن الأرز يعد أحد المصادر الرئيسية للزرنيخ ويمكن أن يزيد ماؤه من تركيز هذا المعدن الثقيل السام والتعرض له.
وأوضحت موسكوفيتز أن الفائدة الرئيسية من "رايزيمبيك" تتمثل في استهلاك مزيد من النشا المقاوم الذي ينظم مستويات السكر في الدم ويعزز صحة الأمعاء وتكاثر البكتيريا النافعة، وهو أمر مهم لتحسين وظائف المناعة والصحة العقلية، ولكنها تفضل الحصول على النشا المقاوم من مصادر غذائية أخرى مثل البطاطس.
بدائل صحية للنشا المقاومتشير الأبحاث إلى أن النشا المقاوم يقلل من خطر الإصابة بالسمنة ويعزز إنقاص الوزن، كذلك تشير التوصيات العامة إلى تناول 15 إلى 20 غراما يوميا من النشا المقاوم، وهي نسبة أعلى بكثير مما يوفره ماء الأرز الذي يوفر أقل من 0.6 غرام، وهذه بعض الطرق الصحية لاستهلاك مزيد من النشا المقاوم وفق ما ينقله موقع "ذا كونفرسيشن":
الأرز المطبوخ والمبرد: يؤدي ترك الأرز المطبوخ في المبرد إلى زيادة محتواه من النشا المقاوم (ينبغي حفظه في الثلاجة بمجرد وصوله إلى درجة حرارة الغرفة). البقوليات: تحتوي على نسب عالية من النشا المقاوم، وثبت أنها تساعد في التحكم في الوزن عند تناولها بانتظام. البطاطس المطبوخة والمبردة: يؤدي طهي البطاطس وتركها بضع ساعات على الأقل إلى زيادة محتواها من النشا المقاوم. استشارة اختصاصي التغذيةوبشكل عام، إذا كنت ترغبين في إنقاص وزنك، تنصح الأبحاث الحديثة بالابتعاد عن أي مؤثر على منصات وسائل التواصل الاجتماعي يدّعي أن لديه أحدث الحلول الغذائية، وفي عام 2019 توصلت دراسة أجراها فريق من جامعة غلاسكو على أكثر 9 مؤثرين شهرة في المملكة المتحدة، ووجدت الدراسة أن 8 منهم فشلوا في تلبية المعايير الغذائية أو تقديم مراجع تستند إلى أدلة حول ادعاءاتهم الغذائية، وغالبا ما قدموا آراءهم على أنها حقيقة، في حين قدم واحد فقط معلومات دقيقة وجديرة بالثقة.
كذلك، أفادت المعاهد الأميركية للصحة بأن مثل هذه الأنظمة الغذائية التي يتم الترويج لها يمكن أن تعزز فقدانا سريعا للوزن بسبب تقييد السعرات الحرارية، وبمجرد استئناف الشخص نظامه الغذائي الطبيعي يستعيد ما فقده من وزن، كذلك فإن هذه الاتجاهات تغذي دافع الناس نحو البحث المستمر عن حلول سريعة لا تساعد في الواقع على المدى الطويل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات دقیق الشوفان إنقاص الوزن نصف کوب من ماء الأرز فی إنقاص
إقرأ أيضاً:
علاج فعَّال للسمنة.. عقار «مونجارو» هو الحل
كشفت دراسة إيطالية حديثة، أن “عقار مونجارو”، الذي يوصف بأنه “ملك” حرق الدهون، يساعد في تقليل الوزن بشكل فعّال ومستدام لمدة تصل إلى 3 سنوات، خاصة بين النساء”.
وأظهرت النتائج أن “المشاركين في الدراسة “700 رجل وامرأة”، الذين استخدموا الحقن الأسبوعية من “مونجارو” خسروا ما يصل إلى 30 بالمئة من وزنهم خلال ثلاث سنوات، مقارنةً بـ10بالمئة فقط في مجموعة الدواء الآخر، وكانت النتائج أكثر وضوحًا لدى النساء، حيث فقدن في المتوسط 31 بالمئة من وزنهن، بينما فقد الرجال حوالي 26 بالمئة”.
وأشار الباحثون إلى أن “نسبة كبيرة من المشاركين استمرت في فقدان الوزن لفترة أطول، إذ وصل 82.7 بالمئة إلى مرحلة ثبات الوزن بين الأسبوع 36 و48، مقارنةً بـ74.5 بالمئة من الرجال الذين بلغوا هذه المرحلة مبكرا، والأهم، أن 87 بالمئة من المستخدمين حافظوا على فقدان 20 إلى 25 بالمئة من وزنهم الأصلي حتى نهاية الدراسة”.
وقال الطبيب لوكا بوسيتو، من جامعة بادوفا والمشرف على الدراسة: “تحليلنا طويل الأمد لمادة تيرزيباتيد يُظهر أن فقدان الوزن بشكل فعّال يمكن أن يستمر حتى ثلاث سنوات لدى مجموعة متنوعة من البالغين”.
وكانت دراسات سابقة، بيّنت أن “فعالية مونجارو في إنقاص الوزن تتفوق على “سيماغليوتايد”، المكون الأساسي في حقن أوزيمبيك وويجوفي، وجميعها تنتمي إلى فئة الأدوية المعروفة باسم “ناهضات مستقبلات GLP-1″، والتي تُقلد هرمونات الجهاز الهضمي لتقليل الشهية وإبطاء عملية الهضم”.
الجدير بالذكر، أن هذه الأدوية أثارت جدلا واسعا، حيث “كشفت صحيفة “الصن” البريطانية، “عن وفاة 82 شخصا في المملكة المتحدة بعد استخدام أدوية خسارة الوزن والسكري مثل أوزيمبيك ومونجارو”، وفقًا لبيانات وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية .
يذكر أن “مونجارو” هو عقار يستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، ويعمل هذا الدواء على تحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم من خلال تعزيز وظيفة خلايا البنكرياس لإنتاج المزيد من الأنسولين، وتقليل كمية السكر التي ينتجها الكبد، وعادةً ما يُستخدم كجزء من نظام علاج يشمل النظام الغذائي والتمارين الرياضية لتحقيق أفضل النتائج، وينتمي “عقار مونجارو” إلى فئة الأدوية المعروفة باسم “ناهضات مستقبلات GLP-1″، والتي تعمل على تقليد هرمونات الجهاز الهضمي لتقليل الشهية وإبطاء عملية الهضم، وأثبت فعالية إنقاص الوزن مقارنة بعقاقير أخرى مثل “سيماغليوتايد” المكون الأساسي في حقن “أوزيمبيك” و”ويجوفي”.
والجدير ذكره أيضا، أن “شبكة عين ليبيا”، تقو باستمرار بعرض أحدث الدراسات بكافة المجالات، ولكن تنصح بعدم استخدام أي عقار دون استشارة طبيب مختص”.
قرص يومي لإنقاص الوزن
كشفت دراسة حديثة “عن قرص يومي لإنقاص الوزن قد يتم إطلاقه بشكل واسع في المملكة المتحدة مع بداية العام المقبل”.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، “يعتمد عقار “أورفورغليبرون” الجديد على نفس آلية حقن “أوزمبيك”، وذلك من خلال استهداف المستقبلات (GLP-1) المعروفة بقدرتها على كبح الشهية وإعطاء شعور بالشبع لفترات أطول”.
وخلال الدراسة التي شارك فيها 559 شخصًا، “أظهرت النتائج أن أولئك الذين تناولوا الجرعة الأعلى من الدواء حوالى 7.2 كغ، أي ما يعادل 7.9% من وزن أجسامهم، واستطاع 65% منهم خفض مستويات السكر في الدم إلى ما دون الحد الأدنى المعروف لمرض السكري، كما شهد بعض المشاركين انخفاضًا كبيرًا في مستويات السكر في الدم لدرجة أن الحالة دخلت مرحلة “استقرار”.
وأعلنت شركة “ليلي”، المصنعة لهذا الدواء، أن “القرص اليومي قد يتم طرحه عالميًا في حال الحصول على موافقة الجهات التنظيمية، ومن المتوقع أن يكون هذا القرص أرخص وأكثر ملاءمة للاستخدام مقارنة بالحقن، وسيمكن تخزين القرص في درجة حرارة الغرفة وتناوله في أي وقت، مما يُتوقع أن يستقطب جمهورًا أوسع، خاصة لأولئك الذين يفضلون الأقراص على الحقن”.
وعبرت البروفيسورة راشيل باترهام، نائبة الرئيس الأولى للشؤون الطبية الدولية في شركة “ليلي”، عن تفاؤلها بقولها: “قد يوفر “أورفورغليبرون” خيارًا جديدًا واعدًا لأكثر من 75% من مرضى السكري من النوع الثاني الذين يفضلون الأقراص على الحقن”.