تصعيد لبنان.. هل فات أوان المفاوضات أم تقدم غزة مفتاح الحل؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
انتقل التركيز الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة إلى الجبهة الشمالية، بالتحديد بعد إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إعادة المدنيين الإسرائيليين إلى منازلهم شمالي البلاد ليصبح هدفا من أهداف الحرب .
ومع هذا الإعلان والتصعيد على الجبهة اللبنانية، التي شملت استهداف قيادات بارزة بحزب الله اللبناني، وأجهزة النداء (البيجر) واللاسلكي، تراجع الحديث بشكل كبير جدا عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة المختطفين.
واعتبر محللون في حديثهم لموقع الحرة أن هذا الخفوت في الحديث عن المفاوضات والتركيز على التصعيد ضد الحزب المقرب من إيران، يسعى من خلاله نتانياهو إلى استغلال الأغلبية الداعمة لاستهداف حزب الله في الشمال، بجانب انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في غزة بشكل عام.
ولقي العشرات مصرعهم وأصيب الآلاف إثر تفجيرات طالت أجهزة النداء واللاسلكي في مناطق متفرقة بلبنان، وأيضًا خلال ضربة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية أسفرت عن سقوط 45 قتيلا على الأقل من بينهم قيادات بارزة بحزب الله.
"رسالة للقاصي والداني"وقال المحلل السياسي الإسرائيلي، مردخاي كيدار، في حديثه للحرة، إن التصعيد ضد حزب الله والجبهة الشمالية هدفه إيصال "رسالة للقاصي والداني بأننا لسنا مدن القصير أو الفوعة ولا مضايا حتى يوجه لنا الضربات ولا نرد".
والمدن الثلاث التي تقع في سوريا كانت مسرحا لعمليات حزب الله حينما كان يدعم قوات النظام السوري في قتاله ضد قوات المعارضة المسلحة.
قتلى في لبنان و"آلاف الإسرائيليين بالملاجئ".. تصعيد متسارع بين حزب الله وإسرائيل قال حزب الله اللبناني، الأحد، إنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية عائدة لشركة إسرائيلية شمال مدينة حيفا، وذلك في "رد أولي" على تفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي كانت في حوزه عناصره في وقت سابق هذا الأسبوع.أما المحلل الفلسطيني عبد المهدي مطاوع، فقال إن نتانياهو قرر التركيز على الجبهة الشمالية "بعدما وجد أن استطلاعات الرأي في إسرائيل تدعم عملية عسكرية ضد حزب الله".
وأوضح في تصريحات لموقع الحرة أنه أيضًا وجد "دعما من الولايات المتحدة لعملياته في جنوب لبنان، حيث وصفتها بالعادلة"، مشيرا إلى تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، بأن واشنطن ترغب في إعادة المواطنين على جانبي الحدود اللبنانية والإسرائيلية إلى منازلهم.
وأضاف مطاوع أن تحركات نتانياهو التي "استخدم فيها ضغطا عسكريا قويا، إما ستقود إلى اتفاق بشأن منطقة الحدود ووجود حزب الله بها، أو إلى حرب شاملة يحاول إجبار الحزب فيها على الانصياع".
وأعلن حزب الله (المصنف منظمة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى)، الأحد، أنه "استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية عائدة لشركة إسرائيلية" شمال مدينة حيفا، وذلك في "رد أولي" على تفجير الآلاف من أجهزة البيجر واللاسلكي.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أن "أكثر من 100 صاروخ" أطلقت من لبنان صباح الأحد، وأن فرق الإطفاء تعمل على إخماد حرائق اندلعت على أثرها، وذلك بعد ساعات من توجيهه ضربات جوية مكثّفة ضد أهداف للحزب في لبنان.
بدورها، قالت وكالة الأنباء اللبنانية، الأحد، إن "60 غارة إسرائيلية تستهدف مواقع في قرى قضاء النبطية منذ ساعات الفجر".
"فصل الجبهتين"ومنذ بدء التوترات بين إسرائيل وحزب الله، لطالما أكد الأخير أنه يعمل "كجبهة إسناد" لحركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) خلال الحرب في غزة، وأكد أنه لن يتوقف عن استهداف شمالي إسرائيل إلا مع وقف الحرب في القطاع الفلسطيني.
جنود إسرائيليون في جنوب غزةويرى المحلل الإسرائيلي، يوآب شتيرن، في حديثه لموقع الحرة، أن إسرائيل تحاول حاليا "الفصل بين جبهتي الشمال وغزة، ولكن الأمور هنا ليست بيدها بشكل كامل، إذ لا يمكنها إجبار حماس أو حزب الله على ذلك".
كما قال المحلل الفلسطيني أيمن الرقب، أنه "في العادة أي حروب يرافقها مفاوضات وعلى الأرجح ستكون هناك مفاوضات رغم مرارة الوضع. بالتأكيد غزة بحاجة إلى هدنة وتنتظر أن يكون هناك صوت يدفع باتجاه عمليات القتل ضد الشعب الفلسطيني".
لكنه أوضح أن العرض المطروح حاليا لوقف إطلاق النار "لن تقبل به حماس، إذ يدعو إلى خروج قياداتها من القطاع"، مضيفًا في حديثه للحرة أن نتانياهو على الجانب الآخر "يعتبر أن استمرار المعارك يقوي جبهته مجددا ويعيده إلى المشهد كمنقذ لدولة إسرائيل".
تقرير: إسرائيل عرضت "مقترح خروج السنوار" على إدارة بايدن كشفت شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن مستشار بارز لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عرض على الإدارة الأميركية مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار وتحرير المختطفين في قطاع غزة.الجدير بالذكر أن شبكة "سي إن إن" الأميركية، قالت في تقرير لها، السبت، إن مستشارا بارزا لرئيس الوزراء الإسرائيلي "عرض على الإدارة الأميركية مقترحا جديدا" لوقف إطلاق النار في غزة وتحرير المختطفين لدى حماس، يشمل "ممرا آمنا" لخروج زعيم الحركة الفلسطينية، يحيى السنوار، من القطاع.
ونقل التقرير عن قناة "كان 11" الإسرائيلية، أن المقترح "من شأنه أن يقود إلى نهاية دائمة للصراع في غزة، ويسمح بالإفراج عن جميع المحتجزين دفعة واحدة مقابل سجناء فلسطينيين لدى إسرائيل، مع توفير ممر آمن للسنوار للخروج من غزة".
وكانت ردود فعل واسعة، ظهرت عقب الكشف عن المقترح سابقا، أشارت إلى أنه "لن يكون مقبولا لدى حماس"، التي بدورها لم تعلق عليه.
"غزة مفتاح الحل"وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، السبت، إنه لا يزال يرى سبيلا لوقف إطلاق النار في غزة، لكن الولايات المتحدة "لم تصل بعد إلى مرحلة نكون فيها مستعدين لطرح شيء على الطاولة".
من جانبه قال مطاوع للحرة: "لا أعتقد أنه ستكون هناك أي صفقة، وسيتجمد وضع غزة حتى نهاية الانتخابات الأميركية، وبناء على من سيفوز، سيحدد نتانياهو خطواته المقبلة".
أما الرقب فأوضح أن الوضع في القريب متجه نحو ما يمكن وصفه "بحرب استنزاف، ومع حصول نتانياهو على الدعم العسكري المتواصل، سواء من واشنطن أو دول غربية أخرى، سوف تتأثر الفصائل التي تواجهه بشكل أكبر".
وخرجت مظاهرات حاشدة، مساء السبت، تطالب بعقد صفقة لإطلاق سراح المختطفين في غزة، في استمرار لفعاليات تتكرر بشكل متواصل، تطالب باستقالة نتانياهو.
تصعيد إسرائيل وحزب الله.. "مخاوف أميركية" من حرب واسعة و"آمال" بالدفع نحو الدبلوماسية قال مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس جو بايدن، "قلقة للغاية" بشأن خطر اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، في ظل التصعيد غير المسبوق منذ اندلاع الحرب في غزة قبل نحو عام.لكن المحلل اليميني كيدار، يرى أن "حماس لا تريد صفقة، والمظاهرات يتم استخدامها سياسيا ويتعاملون مع المسألة التي يطرحونها كمركز الكون في إسرائيل، والأمر ليس كذلك".
اليساري شتيرن، قال للحرة إنه "خلال الشهر الماضي كان واضحا أن مساعي الوساطة والمفاوضات فشلت، وبسبب انتهاء العمليات العسكرية الكبيرة في غزة، وبات لا يوجد مكان لمناورات كبيرة أخرى، اتجهت أنظار إسرائيل شمالا".
وتابع: "أعتقد أن حماس كانت تنتظر لترى نتائج المواجهة بين إسرائيل وحزب الله. ربما كانت تأمل ولا تزال، بأن تفتح جبهة أكبر من قبل إيران وحلفائها في المنطقة، ونرى حرب شاملة".
لكنه عاد وقال: "لا أستبعد أنه خلال أسابيع ستكون هناك عودة إلى مفاوضات، خصوصا أن غزة مفتاح الحل، فحزب الله لا يرغب في فتح جبهة كاملة فهو يقوم بما يقوم به لدعم حماس".
ورأى المحللون أنه لا يوجد من يرغب في اندلاع حرب إقليمية شاملة في المنطقة، فقال الرقب: "قد تكون هناك حرب بين حزب الله وإسرائيل كما حدث في غزة، ولن تدخل إيران بشكل أساسي في المعركة".
ورأى شتيرن أن "جميع الأطراف لا تريد حربا إقليمية، سواء إيران أو حزب الله أو إسرائيل، وكل الأطراف. حرب كهذه سيكون لها تبعات قاسية جدا على الجميع".
وأضاف: "كما يقال: يمكن معرفة كيف تبدأ حربا، لكن لا يمكن معرفة كيف تنتهي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إسرائیل وحزب الله الولایات المتحدة لوقف إطلاق النار حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
2025.. عام الحساب بين نتانياهو وإيران
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن عام 2025 سيكون عام الحساب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وإيران التي تعد العدو اللدود لبلاده.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن نتانياهو على استعداد لتعزيز أهدافه الاستراتيجية وتشديد سيطرته العسكرية على غزة، وإحباط الطموحات النووية الإيرانية، والاستفادة من تفكيك حلفاء طهران وهم حركة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، وإزاحة الرئيس السوري بشار الأسد.
انتصارات نتانياهووأشار تحليل للصحيفة إلى أن انهيار الأسد، والقضاء على كبار قادة حماس وحزب الله، وتدمير بنيتهما العسكرية، يمثل سلسلة من الانتصارات الضخمة لنتانياهو.
ويقول مراقبو الشرق الأوسط إن إيران تواجه خياراً صعباً: إما أن تستمر في برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تقلص أنشطتها الذرية وتوافق على المفاوضات.
وقال جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "إن إيران معرضة بشدة لهجوم إسرائيلي، وخاصة ضد برنامجها النووي. ولن أتفاجأ إذا فعلت إسرائيل ذلك، ولكن هذا لا يعني التخلص من إيران".
ومن جانبه قال المحلل الفلسطيني غسان الخطيب في إشارة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب: "إذا لم يتراجع الإيرانيون، فقد يضرب ترامب ونتانياهو إيران، حيث لا شيء يمنعهم الآن". وزعم الخطيب أن القيادة الإيرانية، التي أظهرت براجماتية في الماضي، قد تكون على استعداد للتنازل لتجنب المواجهة العسكرية.
Analysis | 2025 will be a year of reckoning for Benjamin Netanyahu as the Israeli leader is set to cement his strategic goals: tightening control over Gaza, thwarting Iran's nuclear ambitions, and capitalizing on the dismantling of Tehran's allies.https://t.co/ARyx6CXtHi
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) December 20, 2024 تحجيم إيرانومن المرجح أن يشدد ترامب، الذي انسحب من اتفاق عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية بهدف الحد من أهداف طهران النووية، العقوبات على صناعة النفط الإيرانية على الرغم من الدعوات للعودة إلى المفاوضات من المنتقدين الذين يرون الدبلوماسية كسياسة أكثر فعالية على المدى الطويل.
ووسط الاضطرابات في إيران وغزة، ستلعب محاكمة نتانياهو طويلة الأمد في قضايا الفساد، والتي استؤنفت في ديسمبر (كانون الأول)، دوراً حاسماً في تشكيل إرثه. وللمرة الأولى منذ اندلاع حرب غزة في عام 2023، تولى نتانياهو إجراءات مجلس الحرب التي قسمت الإسرائيليين بشدة.
ومع اقتراب عام 2024 من نهايته، من المرجح أن يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس التي استمرت 14 شهرًا في غزة وتحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين، وفقاً لمصادر قريبة من المفاوضات.
ولكن غزة ستظل تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية في غياب خطة أمريكية بعد الحرب لإسرائيل للتنازل عن السلطة للسلطة الفلسطينية، والتي يرفضها نتانياهو. وأظهرت الدول العربية القليل من الميل للضغط على إسرائيل للتنازل أو دفع السلطة الفلسطينية المتدهورة لإصلاح قيادتها لتولي السلطة.
وبالنسبة لنتانياهو، فإن مثل هذه النتيجة ستمثل انتصاراً استراتيجياً، وترسيخاً للوضع الراهن الذي يتماشى مع رؤيته: منع قيام الدولة الفلسطينية مع ضمان سيطرة إسرائيل طويلة الأمد على غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
نتانياهو يلمح إلى فتح "جبهة ثامنة" للحرب الإسرائيلية - موقع 24قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، اليوم الأربعاء، في كلمة ألقاها أمام الكنيست: "نحن نخوض حرباً على 7 جبهات، وربما تنضم إليها جبهة أخرى"، دون أن يذكر ما يعنيه بتلك الجبهة الجديدة.واندلعت حرب غزة عندما اقتحم عناصر حماس إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة.
وردت إسرائيل بهجوم جوي وبري أسفر عن مقتل 45 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، ونزوح 1.2 مليون شخص.