موقع 24:
2025-02-01@20:24:53 GMT

الأمير عبدالله الفيصل.. "منارة أدبية" خلّدها التاريخ

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

الأمير عبدالله الفيصل.. 'منارة أدبية' خلّدها التاريخ

بينما تحتفل السعودية بيومها الوطني المبارك، يستحضر موقع 24 لمحات من سيرة شاعر سعودي أصيل، كلماته منارة خالدة مدى التاريخ، الأمير عبدالله الفيصل، رحمه الله، الذي يعتبر من أبرز قامات الشعر العربي المعاصر، بشقيه الفصيح والشعبي، وقد حملت قصائده سمات جميلة مثل العذوبة والسلاسة والشجن، وصدق العاطفة التي تخللت أشعاره وغزله العفيف.

وتغنى عدد من كبار نجوم الغناء العربي بقصائد أمير السعودية عبدالله الفيصل، نالت تلك الأغاني شهرة كبيرة في الوطن العربي، وممن تغنى بشعره كوكب الشرق أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ونجاة الصغيرة وعزيزة جلال، بالإضافة إلى الموسيقار طارق عبدالحكيم، ومحمد عبده وطلال مداح، بالإضافة إلى المنشد والقارئ الكويتي مشاري العفاسي وغيرهم .
وكان الأمير عبدالله الفيصل قارئاً نهماً في عدة ميادين كالتاريخ والسياسة والثقافة والفكر، ولكن الشعر تربع على القائمة المفضلة لقراءاته، وقد قرأ لكبار الشعراء القدامى والمعاصرين وتأثر بأشعارهم، وظهر ذلك جلياً في بعض قصائده، وذكر: "أحببت كثيرًا من الشعراء لا أستطيع حصرهم، في العصر الجاهلي طرفة بن العبد والنابغة الذبياني وامرؤ القيس وعنترة، ومن العصر الأموي عمر بن أبي ربيعة، ومن العصر العباسي المتنبي، ومن الشعراء المعاصرين إبراهيم ناجي وأحمد شوقي وعلي محمود طه وبدوي الجبل وعمر أبو ريشة".
وتنتمي معظم قصائد عبد الله الفيصل إلى المدرسة الرومانسية بما تحمله من عاطفة جياشة ولمحات وجدانية وإنسانية عالية، وقد كتب قصائده بلغة فيها الكثير من الألم الإنساني والأحزان، وكان يوقع قصائده باسم "المحروم"، وحول ذلك قال: "الحرمان مرادف للشقاء أو بداية له أو هو دليل عليه، والشقاء عكس السعادة، والسعادة ما هي؟ وفي أي شيء تكون؟ هل هي في المنصب والجاه؟ أم هي في الإمارة والوزارة؟ أم هي في الشباب والجمال؟ أم هي في الثروة والمال؟ إن كانت كذلك فأنا سعيد كل السعادة، ولكن السعادة ليست في كل هذه الصفات والمميزات!! إن مقرّها في النفس، ومنبعها الإحساس، فأنت سعيد إذا أحسست بالسعادة ولو فقدت كل أسبابها الظاهرة ومقوماتها المعبرة، فأنت محروم من السعادة ولو اجتمعت لك كل مقوّماتها واعتباراتها، لماذا؟ لأن إحساسك متأثر بعوامل أخرى من الألم والأسى تشغله وتستأثر به عن الشعور بالسعادة، لهذا وحده أنا محروم".

وعن طفولته يقول في ديوانه الأول "وحي الحرمان": "تربيت في كنف جدي العظيم - الملك الراحل عبد العزيز - أمدًا لم يزدْ على 5 سنوات تركت في نفسي على قصرها أبلغ الآثار، ثم تولَّت تربيتي والدتي التي كنتُ وحيدها في هذه الحياة، فكرَّست كل جهدها ووقفت حياتها في سبيل تنشئتي نشأة صالحة، وحافظت عليّ في صدق وإيمان من الوقوع في مهاوي الزلل، وعلمتني بحق أن أعرف مَن أنا، غير مذكية فيَّ الغرور، ولكن لتعدّني لما يتطلبه وضعي في المستقبل، ولتفهمني أن عليّ نصيبًا أوفى من أي نصيب"
انحاز الأمير عبدالله الفيصل للشعر التقليدي، وصرح بذلك عدة مرات، وعارض نداءات تجديد وتحرير الشعر العربي، خاصة شعر التفعيلة وقصيدة النثر، وظل وفياً للقصيدة العمودية التقليدية، وقال عن ذلك: "ظهرت بعض الأشكال والأنماط والمدارس الشعرية والألوان المختلفة التي صادفت هوى أو رفضًا من قبل المثقفين، لكن السمة البارزة هي أن التجربة الشعرية تعكس طبيعة كل مرحلة، ولذلك فإنه لا يمكن القول إن شعر شعراء الماضي كانوا أفضل من شعراء هذا العصر أو العكس؛ ذلك أن لكل مرحلة تفكيرها وظروفها ومعالجتها ومقاييسها الخاصة".
صدرت عدة دواوين شعرية للفيصل، منها: ديوان " وحي الحرمان" واشتمل على قصائده الفصحى الأولى، ونشره عام 1953،ونال الديوان شهرة واسعة، وتغنى بعدد من قصائده أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وغيرهم من كبار نجوم الغناء العربي، ثم صدر له ديوان آخر اشتمل على قصائده الفصحى الأخرى، بعنوان "حديث القلب" عام 1970، وقد ترجم إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والروسية، بالإضافة لديوان ثالث، اشتمل على قصائده النبطية، وصدر عام 1985، وعنوانه "مشاعري"، وله أيضا ديوانان هما "وحي الحروف"، و"خريف العمر".

كتب عن شعر الأمير عبدالله الفيصل العديد من الباحثين والنقاد، ومنهم الدكتور طه حسين، والدكتور أحمد كمال زكي، والشاعر صالح جودت، ونشرت دار سعاد الصباح كتابًا نقديًا عن الأمير عبدالله الفيصل شارك فيه العديد من النقاد.
وقال عبد الله بن إدريس الشاعر السعودي المعروف: "إن عبد الله الفيصل شاعر يشبه الشعراء القدامى كعمر بن أبي ربيعة المخزومي، ويمتاز شعره بالعفوية وشبوب العاطفة الخصب والموسيقى الكلاسيكية وهو من دعاة مذهب الفن للجمال أو ما يعرف بـ "الفن للفن"، وفي غزل الشاعر الأمير عبد الله الفيصل سمو روحي يرقى بالحب إلى آفاق سامية ويرى أن أسمى ما في الحب هو العفاف".
كما ناقشت عدة رسائل جامعية شعر الأمير عبدالله الفيصل، وتم تكريمه في العديد من المحافل السعودية والإقليمية والدولية، حيث حصل على العديد من الأوسمة والجوائز منها، الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من مجلس أمناء أكاديمية العلوم الثقافية المتفرعة عن (مؤتمر الشعراء العالميين)،و جائزة (سولاتراز) الثقافية الفرنسية، وهي الجائزة الدولية الكبرى للشعر الأجنبي التي تمنح كل عام لأحد كبار الشعراء غير الفرنسيين في العالم، حيث حصل على اللوحة الألفية لمدينة باريس من السيد جاك شيراك عمدة باريس وقتذاك في عام ١٩٨٥م وتمنح عادة لرؤساء الدول أو رؤساء الحكومات أو لرجالات الفكر والإنجازات العلمية من جامعة السوربون.

روائع خالدة:

وفي مطلع قصيدة (ثورة الشك) التي غنتها كوكب الشرق يقول الأمير عبد الله الفيصل:
أَكَادُ أَشُكُّ في نَفْسِي لأَنِّي***أَكَادُ أَشُكُّ فيكَ وأَنْتَ مِنِّي
يَقُولُ النَّاسُ إنَّكَ خِنْتَ عَهْدِي***وَلَمْ تَحْفَظْ هَوَايَ وَلَمْ تَصُنِّي
وَأنْتَ مُنَايَ أَجْمَعُهَا مَشَتْ بِي***إلَيْكَ خُطَى الشَّبَابِ المُطْمَئِنِّ
كَأَنَّ صِبَايَ قَدْ رُدَّتْ رُؤاهُ***عَلَى جَفْنِي المُسَهَّدِ أَوْ كَأَنِّي
يُكَذِّبُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ قَلْبِي***وَتَسْمَعُ فِيكَ كُلَّ النَّاسِ أُذْنِي
وَكَمْ طَافَتْ عَلَيَّ ظِلاَلُ شَكٍّ*** أَقَضَّتْ مَضْجَعِي وَاسْتَعْبَدَتْنِي.
كما يقول في مطلع قصيدة (من أجل عينيك) التي غنتها أم كلثوم أيضًا:
من أجل عينيك عشقت الهوى***بعد زمان كنت فيه الخلي
وأصبـحت عينــاي بعــد الكــرى***تقول للتسهيـــد لا ترحــلي
يا فاتــنًا لـولاه ما هــزني وجـــد***ولا طعم الهــوى طـاب لــي
هـــذا فـــؤادي فامتـــلك أمــــره***فاظلمه إن أحبـبت أو فاعدلِ.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السعودية الأمیر عبدالله الفیصل عبد الله الفیصل الأمیر عبد العدید من

إقرأ أيضاً:

جامعة رسمية.. منارة العلم أم ساحة العبث الإداري؟

#جامعة_رسمية.. #منارة_العلم أم #ساحة_العبث الإداري؟

بقلم: أ.د. #عزام_عنانزة

هل نحن أمام مسلسل هزلي جديد في جامعة رسمية؟ أم أن هذا جزء من خطة ممنهجة لإفراغ المؤسسات من عقولها وإغراقها في مستنقع العشوائية؟ فبعد سنوات من الحديث عن التطوير، والنزاهة، والحوكمة الرشيدة، نفاجأ بقرارات إدارية أشبه بالمسرحيات الهزلية، حيث تم خلال السنوات الثلاث الماضية نقل ثمانية موظفين من الدائرة القانونية إلى مواقع وظيفية لا تمت بأي صلة إلى اختصاصاتهم، رغم أنهم جميعًا يحملون شهادات البكالوريوس في القانون، وبعضهم يحمل درجتي الماجستير والبكالوريوس، بينما يمتلك آخرون رخصة مزاولة المحاماة.

هذا القرار العبثي لا يمكن وصفه إلا بأنه “ضربة معلم” في إهدار الموارد البشرية والمالية. فبدلًا من الاستفادة من هؤلاء القانونيين في قضايا الجامعة المتزايدة أمام المحاكم، يتم إقصاؤهم إلى مواقع لا علاقة لها بالقانون، وكأن المطلوب هو تفريغ الدائرة القانونية من أصحاب الكفاءة، وربما استبدالهم بأشخاص آخرين على المقاس، وفق معايير لا علاقة لها بالمهنية أو المصلحة العامة. والسؤال الذي يطرح نفسه: أين الجهات الرقابية مما يحدث؟ أين هيئة النزاهة ومكافحة الفساد؟ أين ديوان المحاسبة؟ أين مجلس الأمناء؟ أم أن الجميع منشغلون بأمور أخرى أكثر “أهمية”، تاركين الجامعة تتحول إلى نموذج صارخ لسوء الإدارة؟

مقالات ذات صلة تقرير هيئة النزاهة ومكافحة الفساد: توصية مهملة تكشف عمق التجاوزات / وثائق 2025/02/01

الغريب أن هذا العبث الإداري يأتي في وقت تعاني فيه الجامعة من قضايا متراكمة في المحاكم، وديون متزايدة، وأزمات مالية خانقة، فكيف يمكن تفسير قرار يضعف الدائرة القانونية بدلًا من تعزيزها؟ هل المطلوب أن تغرق الجامعة أكثر في المشاكل القضائية، أم أن هناك مصلحة خفية وراء هذا القرار؟ ثم ماذا عن توصيات هيئة النزاهة ومكافحة الفساد التي أوصت بالتعاقد مع محامٍ جديد عبر عطاء معلن وفق أسس واضحة؟ لماذا لم يُؤخذ بهذه التوصيات؟ أم أن إدارة الجامعة قررت أن تنتهج سياسة “أذن من طين وأذن من عجين”؟

ليس هذا فحسب، بل إن هذا القرار الفريد من نوعه يعكس استهتارًا غير مسبوق بمبدأ التخصص والعدالة الوظيفية، حيث يتم التعامل مع الموظفين وكأنهم قطع شطرنج تُحرّك وفق أهواء شخصية أو مصالح خفية. في أي منطق إداري يمكن نقل قانونيين إلى مواقع لا تمت بصلة لمهنتهم، بينما الجامعة بأمسّ الحاجة إليهم في ساحات المحاكم؟ هل أصبح معيار الكفاءة هو الولاء، وليس الاختصاص؟

هذا النوع من القرارات لا يضر فقط بالموظفين المعنيين، بل يعكس حالة من التخبط والفوضى داخل الجامعة، حيث تغيب الشفافية في اتخاذ القرارات، ويُسمح بتمرير إجراءات تضر بالمؤسسة أكثر مما تخدمها. إن الجامعة ليست مزرعة خاصة، بل مؤسسة أكاديمية وطنية، يُفترض أن تُدار وفق مبادئ الحوكمة الرشيدة، لا وفق أهواء شخصية أو مصالح ضيقة.

إذا كان هناك من لا يزال يتساءل عن سبب تفاقم المشاكل المالية والإدارية في الجامعات، فليتأمل هذه القرارات العبثية التي تعكس كيف يتم إهدار الموارد بشكل ممنهج، وكيف يتم استبعاد الكفاءات وتهميشها، وكيف تتحول المؤسسات الأكاديمية إلى ساحات للعبث الإداري.

الآن، دعونا نسأل بصوت عالٍ: هل سيُحاسب من أصدر هذا القرار؟ هل ستتحرك الجهات الرقابية لوضع حد لهذا النوع من التلاعب بمقدرات المؤسسات العامة؟ أم أننا سنكتفي بإطلاق آهات الاستغراب والاستنكار دون أي تحرك حقيقي؟ إن كان هناك من لا يزال يؤمن بسيادة القانون والعدالة، فإن هذه القضية يجب أن تكون اختبارًا حقيقيًا لمصداقية الجهات الرقابية، وإلا فإننا نفتح الباب لمزيد من الفوضى، ومزيد من العبث بمؤسساتنا الوطنية.

إن الجامعة ليست ساحة للتجارب الفاشلة، ولا مختبرًا لقرارات ارتجالية يدفع ثمنها الوطن والطلبة والعاملون فيها. المطلوب الآن ليس الاستنكار فقط، بل محاسبة المسؤولين عن هذه القرارات الكارثية، وإعادة الأمور إلى نصابها قبل أن تتحول الجامعة إلى نموذج فاضح لسوء الإدارة وانعدام الكفاءة.

مقالات مشابهة

  • الأمير خالد بن سلطان الفيصل يتعرض لحادث انقلاب في رالي حائل.. صور
  • جامعة رسمية.. منارة العلم أم ساحة العبث الإداري؟
  • رئيس الدولة يعزي هاتفياً في وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود
  • في هذا التاريخ... حزب الله سيُشيّع نصرالله وصفي الدين
  • الملك محمد السادس يعزي العاهل السعودي في وفاة الأمير محمد بن فهد
  • الملك يعزي خادم الحرمين الشريفين في وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز
  • محمد جبريل.. قامة أدبية أثرت المكتبة العربية بـ 50 كتاباً
  • الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
  • عبارات عن عيد ميلاد الملك عبدالله الثاني
  • أبو خالد.. في القلوب