جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-18@09:38:04 GMT

غدة الإرهاب تُفرز قيحها في لبنان

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

غدة الإرهاب تُفرز قيحها في لبنان

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

يبدو أنَّ الكيان اللقيط سيستمر في إرهابه بصفته وشخصه، بعد أن فشلت غُدد أدواته- مثل داعش وأخواتها- في تنفيذ عملياته الإرهابية نيابة عنه، فها هو يسير متبجحًا مُتغطرسًا فوق جثث الأبرياء وجراحهم بإرهابه في لبنان،  الذي كان يُدير أدواته التي اصطنعها خارج جرائمه التي يرتكبها بنفسه داخل فلسطين.

كيان لن يكون له قبل ولا بعد، وغدة إرهابية، كبرت وتقيحت في مدار الإرهاب وفنونه، والإرهاب شرط وجود هذا الكيان الذي زرع في تربة لا تقبله.. أشك في مقدرتي على اللحظة التي أبدأ فيها عندما أروم ولوج خبايا كيان هو الإرهاب؟، ولا المعاني والمسميات التي يدركها القارئ الكريم، والرسائل التي يتسلمها العالم، وهو يشاهد غدة الإرهاب هذه تتقيح بنتانة في لبنان، ولا المتاهات والأدوات التي يستخدمها الكيان اللقيط؟، ولا إلى أين يأخذ البشرية جمعاء بإرهابه؟ إنها أسئلة أجد نفسي من خلالها في مناخ عالمي يضع كمامات لكي لا يشم رائحة تقيح غدة صهيونية سرطانية عانى من نتانتها  وقيحها المسموم جسم الأمة العربية منذ 76 عامًا.

بدأت المنطقة العربية تعرف معنى الإرهاب ومسمياته منذ اليوم الأول الذي زرع فيروس الإرهاب في فلسطين، على ما أذكر كانت بذرته الأولى النتنة، هي المنظمات الصهيونية- الهاجانا وأخواتها- التي مارست جرائم إرهابها البشعة في حق سكان الأرض، حدد الكيان اللقيط كيفية انتشار فيروسه عسكريًا وأمنيًا، استهدف حق الحياة للبشرية، لكنه هذه المرة طور "كروسومات" فيروس إرهابه، خرق كل خطوط القواعد في لبنان.

تشغلني قضيتان أساسيتان: العدالة الدولية، والحرية.. إن شتى مظاهر الظلم الدولي تثيرني بجزئياتها الصغيرة، وتملؤني غيظًا، فلا أجد في غير الكتابة للتنفيس عن ما تحمله نفسي، مع إيماني بأنَّ العدالة تستطيع أن تقضي على هذا الظلم.. إلا أنَّ الخطر يكمن في تمدد غدة الإرهاب هذه، وأولئك الذين تتقاطع مصالحهم معها، ويحافظون على الأمراض التي يعاني منها واقع الأمة، ويزيدونها تعقيدًا وخطرًا، لتبقى الحاجة إليهم قائمة باعتبارهم خبراء بدائها، وعرّافو دوائها.. هكذا عاشت غدتهم التي زرعوها وتكاثرت كالعلق على جسد الأمة، وبخاصة فلسطين وما حولها.. إن نقمتي هذه، تجعل كتابتي أحيانًا أشبه ما تكون بتقشير في تقيح هذه الغدة الخبيثة لتبقى مفتوحة - رغم بشاعة رائحتها - أمام شمس العدالة والحرية.

أحدد في موضوعي طبيعة انشغال الشعوب بهذه الغدة السرطانية في جسد الأمة العربية والإسلامية، تتخذ هذه الطبيعة أساسًا واضحًا، منذ 76 عامًا، كما إن شعوب المنطقة خبرت خطر هذه الغدة الإرهابية، ونالتهم نتانتها كل هذا الزمن الطويل، وكان الشعب الفلسطيني، واللبناني، والسوري، والمصري، والأردني، هم أول من تقايؤا بشاعة إفرازات أس شرنقتها، ولن تزول إلا باجتثاث كيانها من جسد الأمة.. قاومته الشعوب، وخاضت معه الحرب تلو الأخرى، بصورة متصلة ومتقطعة منذ عام 1948م، حتى يومنا هذا.

لقد أثر كل ذلك في مسيرة أطول قضية تحرر في هذا العالم الظالم، وكان الأساس الراسخ لمجمل هذه المسيرة مقاومة الظلم والظلمة، وإزالة الورم الخبيث الذي أصاب الأمة.. إذا كانت المقاومة اليوم هي محصلة لأشكال معاناة الشعب الفلسطيني، فإنها كذلك هي حصيلة لنضال الأمة التحرري.. بدأ نضالًا متفرقا في مرحلة، كانت ميادينه حامية بين مضامين القومية الوطنية والصهيونية، فتخلخلت قيم وأعراف الوحدة العربية.. في المرحلة نفسها تفجرت ثورات، إلا أن فلسطين بقيت تنزف، ونال شعبها عذابات إرهاب الكيان اللقيط، أعانه في ذلك طغاة العالم وأثرياء الحروب، كما ظلت شعوب الأمة تدافع عن أوطانها، آمنت بالمقاومة، وبضرورة وحدة ساحاتها في نضالها ضد غدة الإرهاب الكبرى في المنطقة، والتصدي للاستغلاليين من حماتها، والانخراط في صفوف مُتراصة للدفاع عن إنسانية الإنسان، واسترجاع الحقوق بالقوة، لأن ما أخذ بالقوة يُستعاد بالقوة.

لكن.. هل نحن متفائلون؟ نعم بضرورة تشخيص جسد الأمة تشخيصًا دقيقًا.. نعم بضرورة إجراء عملية جراحية ناجحة لزوال غدة الإرهاب العسكري في غزة، ولبنان، واليمن، وسوريا، والعراق، وإيران، الذي رام الكيان إلى تكبير حجمها، وتوسيع رقعة مساحتها، بمساعدة العالم الظالم الذي تقاطعت مصالحه معه، بهدف القضاء على المقاومة، وتفتيت حواضن بيئتها.

لقد فشل الكيان اللقيط، ولم يستطع تحقيق ما رام.. ها هو يفجر غدة إرهابه الأمنية في لبنان لذات الهدف.. لكن كل جرائم إرهابه ترتد في شرنقة إرهابه خبالًا يتبعها وبال عظيم.. لقد زادت حصانة وحدة الشعب اللبناني، وأصبح أكثر قربًا من مقاومته.. لا عدو للبنان إلا الكيان اللقيط، وأدركت شعوب الأمة كلها وأحرار العالم، أن شرنقة غدة الإرهاب وأسها هو الكيان اللقيط، وعدو الإنسانية جمعاء.

نعم.. يبدو أنَّ عملية تقيح غدة الإرهاب في لبنان، أسقطت الشرنقة الكبرى، وغددها المعاونة والمساندة في مستنقعات التخبط والزوال، إن الكيان اللقيط عندما فرز قيح غدته في لبنان أبرز بما لا يدع مجالاً للتأويل والتحليل بأنه بؤرة الإرهاب العالمي، وأنه يعيش خيبة وإفلاس قياداته وجيشه ومنظومته الأمنية، وأسقط مجتمعه في مستنقع الخيبة والكآبة والإحباط..

ولذا يُمكن القول إن الكيان اللقيط منذ زرعه في جسد الأمة حمل في تكوينه جينات غدة الإرهاب والحروب، تضخمت عبر أفعاله وجرائمه، وإشتهاء القتل والدماء، وفي أيامه هذه تفقست بإرهاب التكنولوجيا لترتع جرائمه العسكرية والأمنية كالطاعون، ليكثر ضحاياه من الأبرياء، والعالم الظالم ينظر ويتفرج، لذلك تلفظه الأرض، وتطرده الإنسانية، وتقاومه شعوب الأمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

العدوان الأمريكي على اليمن.. حربٌ بالوكالة عن الكيان الصهيوني ودفاع عن جرائم الإبادة

يمانيون/ تقارير باتت الولايات المتحدة الأمريكية أسيرة للمصالح الصهيونية، ومكبلة بقيود الولاء المطلق لتلك المصالح منذ نكبة 1948، حتى لو دفعها ذلك لارتكاب أبشع الجرائم؛ وليس أفظع من مشاركتها للكيان في جرائم حرب الإبادة في قطاع غزة على مدى 15 شهرا، وها هي مستمرة في المشاركة في ارتكاب تلك الجرائم في دعمها المطلق للكيان في فرص حصار تجويع وتعطيش سكان غزة في جولة جديدة من حرب إبادة همجية أخرى تقف خلفها واشنطن.

منذ إعلان قيام الكيان الصهيوني، وحتى اللحظة ورؤساء البيت الأبيض في تسابق على إظهار ولائهم وتفانيهم في حب الكيان الغاصب، وغض الطرف عن التصرفات الهمجية والأفعال الشنيعة والجرائم البشعة التي يرتكبها هذا الكيان المؤقت، والتي تتناقض مع أي قيم أو مبادئ أخلاقية أو إنسانية؛ بل إنها لا تغض الطرف عنها وحسب، بل تشارك في تلك الجرائم، وتدعمها بالمال والسلاح على مرأى ومسمع من العالم كله.

باستمرار، تتبنى واشنطن المواقف الصهيونية الممقوتة، وتقف حائط صد بـ”الفيتو” الأمريكي أمام أي إدانة في مجلس الأمن الدولي ضد الممارسات القمعية والوحشية والفاشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، الذى لا حول له ولا قوة ، حتى وإن تغيرت تلك الإدارات الأمريكية بين ديمقراطية أو جمهورية؛ فالقرار الأمريكي مستلب صهيونيًا؛ وقرار الأمم المتحدة مستلب أمريكيًا، في تحد واضح لقيم الحضارة الإنسانية.

الدعم الأمريكي الدائم غير المحدود لهذا الكيان العنصري طوال تاريخه ليس مفاجئًا للمراقبين والمتابعين للشأن الأمريكي، فأمريكا تتحدث بلسان الكيان الصهيوني، وتدعمه ماديا بلا حساب، وعسكريًا بلا حدود ، وترتبط معه بعلاقة متشابكة ليس لها نظير.

ها هو دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الـ45 يقوم وإدارته المتطرفة وجيشه الفاشي بالعدوان على اليمن، ويحارب بالوكالة عن الكيان الصهيوني المجرم الذي يستبيح دماء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ويحاصر قطاع غزة المدمر ، ويمنع عن سكان القطاع الغذاء والماء والدواء، ويمارس بحق سكان غزة أبشع الجرائم؛ التي يندى لها جبين الإنسانية.

سكان غزة اليوم محاصرون، ويكاد يفتك بهم الجوع والعطش والمرض، بينما جميع الأنظمة العربية والإسلامية لاذت بالصمت باستثناء اليمن، باستثناء صنعاء.

ولهذا فقد أثار حفيظة العدو الأمريكي والبريطاني الموقف اليمني القوي المساند لغزة ولمظلومية الشعب الفلسطيني، وذلك في كون اليمن قرر أن يستأنف فرض حصار خانق على الكيان الصهيوني الغاصب في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب؛ وهو ما أفقد العدو الأمريكي والبريطاني صوابة، وقرر استئناف حربه على اليمن في جولة جديدة من حرب بالوكالة عن الكيان الصهيوني ؛ فقرر قصف المدنيين الآمنين في بيوتهم ومساكنهم ومحلاتهم في صنعاء وصعدة وذمار وعمران ومأرب وغيرها من المناطق انتقامًا للكيان الصهيوني المجرم.

التصعيد الأمريكي الإجرامي، الذي استهدف المدنيين هو دليل واضح على مدى جرم العدوان الذي لم يفهم أو لا يريد أن يفهم أو بالأصح هو يفهم أن الموقف اليمني الإيمانية والإنساني الثابت في مساندة أبناء غزة وفرض الحصار البحري على العدو الصهيوني يستند إلى خلفية ما يفرضه الكيان الغاصب من حصار وتجويع بحق سكان غزة، لكنه ربما لا يريد أن يفهم أن الموقف اليمني ثابت ولا يمكن التراجع عنه، لو أطبقت السماء على الأرض.

يؤكد الشعب اليمني دائمًا استعداده التام لمواجهة قوى “الهيمنة والاستكبار” العالمي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي ترتكب وارتكبت أبشع الجرائم في اليابان وفيتنام والصومال وأفغانستان والعراق وغيرها من بلدان العالم تحت ذرائع واهية وحجج إمبريالية.

العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم على اليمن هو امتداد للدور الأمريكي البريطاني المستمر في دعم جرائم الإبادة الجماعية وسياسة التجويع الممنهجة التي يقوم بها كيان العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.

لكن الموقف اليمني الإسنادي لغزة ينطلق من مبادئ ايمانية إنسانية أخلاقية راسخة باتجاه فرض معادلة حصار بحري شديد على الكيان الغاصب؛ دون أي استهداف للملاحة الدولية؛ بل إن واشنطن باستئناف عسكرتها للبحر الأحمر هي مَن تهدد الملاحة الدولية.

ولدأبه على قلب الحقائق يحاول الأمريكي والبريطاني عاجزًا عبر وسائل إعلامه تصوير هذا العدوان الغاشم على اليمن على أنه يهدف إلى حماية الملاحة الدولية.. بيد أن الحقيقية الجلية والواضحة للعيان أن هذا العدوان هو دعم للعدو الإسرائيلي وعسكرة للبحر الأحمر ومصدر تهديد حقيقي للملاحة ولأمن المنطقة، ويمثل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية وتهديد للسلم والأمن الدوليين.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا
  • العدوان الأمريكي على اليمن.. حربٌ بالوكالة عن الكيان الصهيوني ودفاع عن جرائم الإبادة
  • وزير الدفاع يحذر كل من يُساند الكيان الصهيوني
  • بالفيديو- آثار الغارات التي استهدفت البيوت الجاهزة في ساحة يارون ليل أمس
  • فجوات كبيرة بين الكيان الإسرائيلي وحماس، بحسب مسؤول إسرائيلي
  • طوني فرنجية في ذكرى كمال جنبلاط: ألف تحيّة لوليد جنبلاط الذي يلعب اليوم دور صمّام الأمان
  • كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان
  • رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع : الدعم العسكري الذي قدمته اليمن لغزة تاريخي وغير مسبوق
  • موقع صهيوني يؤكد فشل الكيان والتحالف الدولي في مواجهة التهديد اليمني