علاج يزيد من العمر الصحي للمبيض
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
كشفت دراسة أميركية حديثة عن علاج جديد لإصلاح إنتاج الهرمونات الأنثوية ودعم الصحة العامة للمبيض.
وأجرى الدراسة على فئران مسنة باحثون في جامعة نورث وسترن الأميركية، ونُشرت يوم 16 سبتمبر/أيلول الجاري بمجلة "جيروساينس"، وكتب عنها موقع "يوريك ألرت".
ما المبيض؟ومبيض المرأة هو المصنع الذي تنمو فيه البويضات كما تُنتج به عدة هرمونات تنظم كثيرا من العمليات المتعلقة بالدورة الشهرية والحمل و كثافة العظام والمزاج.
اكتشفت هذه الدراسة الحديثة طريقة جديدة لزيادة "العمر الصحي" للمبيضين، مما يعزز الحفاظ على صحة هذا العضو ويمنع التغيرات الرئيسية في وظائفه المرتبطة بالتقدم في العمر.
يشير مصطلح "العمر الصحي" إلى الفترة التي يظل فيها العضو سليما وخاليا من الأمراض الخطيرة أو المزمنة.
قالت مؤلفة الدراسة فرانشيسكا دنكان، الأستاذة المساعدة في أمراض النساء والتوليد في جامعة نورث وسترن، "لقد ظل متوسط سن انقطاع الطمث ثابتا على مر السنين، لكن النساء يعشن أطول من ذلك بعقود بسبب التقدم الصحي والطبي"، وأضافت: "بما أن البيئة التي نعيش فيها قد تغيرت، يتعين على وظيفة المبيض التكيف مع هذه التغيرات لضمان عمل العضو بشكل متوازن، مما يساعد في الحفاظ على صحة المرأة لفترة أطول".
استخدم الباحثون في هذه الدراسة دواء "بيرفينيدون" (Pirfenidone)، الذي يستخدم عادة لعلاج التليف الرئوي. إلا أن هناك بعض الأبحاث الأخرى التي تدرس العلاجات الدوائية الأنسب لعلاج تليف المبيض، إذ إن دواء بيرفينيدون أحد هذه الخيارات.
وأوضحت دنكان أن "هذا الدواء غير جاهز بعد للاستخدام في التجارب البشرية لهذا الغرض، نظرا لآثاره الجانبية الكبيرة مثل سمية الكبد، رغم أننا لم نلاحظ هذه التأثيرات في الفئران"، وأضافت أنه مع ذلك "تُظهر هذه الدراسة إثباتا لمفهوم إمكانية علاج تليف المبيض وتحسين صحته العامة. ونعمل حاليا بشكل مكثف على تطوير دواء آمن وفعال يمكن استخدامه لعلاج هذه الحالة عند الإنسان".
في هذه الدراسة الجديدة، التي أجريت على فئران التجارب لدراسة إمكانية التقليل من تندب وتليف المبيض، أظهرت النتائج -إضافة لذلك- زيادة في أعداد جريبات المبيض، وتحسين الإباضة، والحفاظ على مستويات الهرمونات الطبيعية.
تركز هذه الدراسة على طرق تحسين صحة المبيض بشكل عام، حتى يتمكن من الاستمرار في إنتاج الهرمونات المهمة في وقت متأخر من حياة المرأة، إذ إن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين و البروجسترون يؤدي إلى تسريع فقدان صحة العظام، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. كما يمكن أن يؤدي انخفاض الهرمونات إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ويمكن أن يؤدي إلى انخفاض الوظيفة الإدراكية والمزاج.
وقالت دنكان: "عندما نحسن صحة المبيض بشكل عام، فإننا نعالج جميع المشكلات، حيث سيكون لديك بويضات قادرة على دعم الخصوبة بالإضافة إلى استمرار إنتاج الهرمونات الأنثوية"، مضيفة أن هذا هو "الحل الجذري لهذه المشكلة".
هرمونات المبيض
يفرز المبيضان هرمونين (الإستروجين والبروجستيرون)، ولكل منهما دور أساسي في عمليات متعددة، وإليك بعض التفاصيل الإضافية ذات الصلة وفقا لموقع هيلث لاين:
1- الحمل: يعد الإستروجين ضروريا لإعداد الجسم للحمل، كما يعتبر البروجسترون ضروريا للحفاظ على الحمل.
2- تنظيم الدورة الشهرية: ترتبط المستويات المنخفضة والمرتفعة من هرمون الإستروجين بمشاكل الدورة الشهرية. كما تتسبب المستويات المنخفضة من هرمون البروجسترون في بعض هذه المشاكل.
3- الصحة النفسية: تقلل العلاجات التي تحتوي على الإستروجين من خطر الاكتئاب لدى النساء بعد انقطاع الطمث. ويعتقد أن البروجسترون يلعب دورا في تنظيم السلوك النفسي.
4- زيادة الوزن: ترتبط المستويات العالية من هرمون الإستروجين و البروجسترون بزيادة الوزن.
5- صحة العظام: ترتبط المستويات المنخفضة من هرمون الإستروجين و البروجسترون بضعف صحة العظام.
6- وظائف الدماغ: ترتبط المستويات المنخفضة من هرمون الإستروجين بتقلص وظائف الدماغ. كما يؤثر انخفاض مستويات البروجسترون في إضعاف وظيفة الجهاز العصبي المركزي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من هرمون الإستروجین هذه الدراسة
إقرأ أيضاً:
150 عاما من الحياة: تكنولوجيا خارقة تعيد تشكيل مصير الإنسان
صورة تعبيرية (مواقع)
في زمن تتسارع فيه الإنجازات العلمية بسرعة غير مسبوقة، لم تعد فكرة العيش حتى سن 150 عامًا محض خيال علمي. بل تحولت إلى هدف جريء تسعى وراءه نخبة من العلماء حول العالم، مستندين إلى ثورة في علم الوراثة والتكنولوجيا الحيوية وعلوم الأعصاب. السؤال الذي كان يُطرح بحذر قبل سنوات، أصبح اليوم في صلب نقاشات مراكز الأبحاث:
اقرأ أيضاً من الأرض إلى السماء.. هل بدأ عصر السيارات الطائرة؟ 24 أبريل، 2025 وداعًا للتسوس: طرق مبتكرة لحماية أسنانك قبل أن تفكر في زيارة الطبيب 24 أبريل، 2025
هل نستطيع إبطاء الشيخوخة، أو حتى عكسها؟:
الشيخوخة لم تعد "حتمية بيولوجية"... بل تحدٍ قابل للاختراق
لطالما اعتُبرت الشيخوخة عملية طبيعية لا مفر منها. لكن المفهوم بدأ يتغير جذريًا. الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الشيخوخة ليست سوى نتيجة تراكمية لأخطاء بيولوجية قابلة للتصحيح – مثل تلف الحمض النووي، تراجع إنتاج الخلايا الجذعية، واختلال التوازن الهرموني.
من خلال الهندسة الجينية وتقنيات تعديل الحمض النووي (مثل CRISPR)، أصبح من الممكن إعادة "برمجة" الخلايا لتجديد نفسها وإصلاح التلف الذي يؤدي إلى أمراض الشيخوخة.
أدوية تعيد عقارب العمر؟:
التجارب السريرية على أدوية مثل الميتفورمين والراپاميسين تُظهر نتائج واعدة، ليس فقط في إبطاء مظاهر الشيخوخة، بل في تعزيز الأداء الذهني والبدني لدى كبار السن. هذه العقاقير تعمل على تحفيز المسارات الحيوية المسؤولة عن "الصيانة الخلوية"، وهي العملية التي تفشل مع التقدم في العمر.
ويؤكد الباحثون أن هذه الأدوية قد تكون مجرد البداية، مع دخول الذكاء الاصطناعي على خط تطوير جيل جديد من "عقاقير إطالة العمر".
العلاج بالخلايا الجذعية: إعادة تدوير الجسد:
واحدة من أكثر التقنيات إثارة هي العلاج بالخلايا الجذعية، الذي يهدف إلى تجديد أنسجة الجسم بالكامل، من الجلد وحتى القلب والدماغ. هذه الخلايا الفتية، القادرة على التحول إلى أي نوع من الخلايا، تُستخدم الآن في تجارب طبية لإعادة تنشيط الأعضاء التي شاخت.
ومع دعم تقنيات الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، يتحدث العلماء عن إمكانية "صناعة أعضاء جديدة بالكامل"، ما قد يجعل استبدال الأعضاء التالفة عملية روتينية في المستقبل.
هل نحن جاهزون لمجتمع يعيش فيه البشر 150 عامًا؟:
العقبة الأكبر قد لا تكون تقنية، بل اجتماعية وأخلاقية. كيف سيبدو العالم إذا زادت معدلات الحياة بهذا الشكل؟ هل نملك الموارد الكافية؟ وكيف سنعيد تشكيل أنظمة التقاعد، والعمل، والتعليم؟.
الإجابة معقدة، لكن المؤكد أن البشرية على مشارف تغيير جذري في تصورها عن الزمن والحياة.
السباق مستمر. والتغيير أقرب مما نعتقد:
في مختبرات من كامبريدج إلى طوكيو، تُجرى تجارب قد تغيّر كل ما نعرفه عن الشيخوخة. وإذا استمر هذا الزخم العلمي، فقد نشهد خلال عقود قليلة ولادة أول جيل من البشر "طويلي العمر" الذين لا يشيخون بالمعنى التقليدي.
ختامًا: إلى أين نحن ذاهبون؟:
ما بين التفاؤل والتشكيك، تظل تكنولوجيا مكافحة الشيخوخة واحدة من أكثر مجالات الطب إثارة للجدل والإعجاب معًا. هي ليست مجرد محاولة لإطالة العمر، بل سعيٌ لتحسين جودته، وتحقيق معادلة صحية طالما بدت مستحيلة:
عُمرٌ طويل… وجسد لا يشيخ.
فهل نعيش يومًا نحتفل فيه بعيد ميلادنا الـ150 بشيء من النشاط والحيوية؟ العلم وحده هو من يملك الإجابة… لكن كل المؤشرات تقول إن المستقبل لن يُشبه الماضي أبدًا.