الاحتلال يبدد أحلام الطفل وحيد الغلبان في أن يصبح لاعب كرة قدم
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
تبدد حلم الطفل الفلسطيني وحيد الغلبان (13 عاما) من قطاع غزة، في أن يصبح لاعب كرة قدم محترفا بعيد المنال، بعدما تعرض لإصابة شديدة بقصف إسرائيلي غيرت مجرى حياته.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أُصيب الطفل "الغلبان" فبترت قدمه ويده فيما فقد إحدى عينيه، بشظايا صاروخ ألقته مقاتلات حربية صوب هدف بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كان قريبا منه.
وهكذا تحولت أحلام الطفل الصغيرة من التألق في رياضة كرة القدم، إلى استكمال علاجه في الخارج وتركيب أطراف صناعية، تعيد له الحياة من جديد في ظل نقص الإمكانيات في قطاع غزة.
ويعاني القطاع من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية والغذاء وحليب الأطفال، نتيجة الحرب والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وتغلق إسرائيل معابر القطاع خاصة معبر رفح الحدودي مع مصر الذي سيطرت عليه في 7 مايو/ أيار الماضي ودمرته ما حال دون خروج آلاف الجرحى والمرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج في الخارج.
12 ألف جريح بحاجة للسفر
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن 12 ألف جريح بحاجة إلى السفر للعلاج في الخارج.
وفي 11 يوليو/ تموز الماضي، كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن "شظايا الأسلحة الإسرائيلية ساهمت في ارتفاع معدلات عمليات بتر الأعضاء لدى الفلسطينيين بشكل مثير للقلق منذ بدء الحرب على قطاع غزة".
ونقلت الصحيفة عن 6 أطباء أجانب عملوا في مستشفيين بغزة (الأوروبي والأقصى)، قولهم إن العديد من الوفيات وعمليات بتر الأطراف جاءت نتيجة إطلاق صواريخ وقذائف إسرائيلية مصممة لانتشار الشظايا، في مناطق مكتظة بالمدنيين".
وحولت الإصابة حياة الطفل "الغلبان" المليئة بالحيوية والحماسة إلى جزء من الماضي، بعدما بات يعجز عن المشي وحيدا حيث بات يعتمد على كرسيه المتحرك للتنقل إلى مسافات بعيدة.
وبينما فقد الطفل إحدى عينيه، فإن عينه الثانية تحتاج إلى عمليات جراحية كي تبقى سليمة، وفق قول عائلته.
كما تعرضت يده لبتر يجعل من أداء أبسط الأنشطة اليومية "أمرا في غاية الصعوبة"، ما يفاقم من معاناته بعدما حُرم من استكمال حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم محترف، وفق ما قال للأناضول.
وداخل منزله بمدينة خان يونس، يحاول أصدقاء "الغلبان" مساعدته في التغلب على الضغوط النفسية التي دمرت طموحاته وآماله في الحياة، بعدما تعرض للبتر وفقد عينه.
وعن أمنياته التي بدلتها الحرب الإسرائيلية المتواصلة، قال الغلبان إنه يأمل أن يغادر قطاع غزة لتلقي العلاج اللازم من زرع أطراف اصطناعية تعيد له الحياة من جديد.
استعادة أحلامه وطموحاته
وتابع أن تركيب هذه الأطراف من شأنه أن يمنحه فرصة، لاستعادة أحلامه وطموحاته التي سلبتها الغارة الإسرائيلية.
واستكمل قائلا: "أتمنى العودة للعب كرة القدم مع أصدقائي والعودة لحياتي الطبيعية"، متسائلا بصوت حزين: "ما ذنبنا فيما حصل؟ نحن أبرياء".
وعن ظروف إصابته، قال الطفل إنه أصيب بقصف من طائرة إسرائيلية في أبريل الماضي، أثناء ذهابه لتفقد منزله بمدينة خان يونس بعدما سمع أنباء آنذاك عن انسحاب الجيش من المدينة.
وأضاف: "القصف أدى إلى بتر قدمي ويدي وقلع عيني، وإصابات في جسدي، حيث لا تزال شظايا عالقة في رئتي، فيما أصيب الكثيرون معي، حيث بترت أطراف لهم".
وفي 7 أبريل الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي انسحابه من خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية فيها كانت تهدف إلى استعادة محتجزين إسرائيليين لدى حركة "حماس"، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
وأثرت العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة بشكل كبير، حيث خلفت دمارا واسعا في الطرق والمنازل والبنية التحتية.
وكان الفلسطينيون في مدينة خان يونس قد نزحوا من منازلهم خلال العملية البرية الإسرائيلية، إلى مناطق قريبة من مدينة رفح ومناطق الوسط في دير البلح في ذلك الوقت، حيث لجأوا للسكن في خيام وفي أماكن للنزوح مثل مراكز ومدارس ومستشفيات.
هويدا الغلبان، والدة الطفل، لا تتوانى عن تقديم الدعم النفسي لـ"وحيد" في محاولة منها للتخفيف من وطأة الضغوط النفسية التي أثقلت كاهله بعد إصابته.
وتحاول الغلبان، وفق قولها، استبدال الطاقة السلبية لدى طفلها المُصاب بـ"روح إيجابية تمنحه الحياة مجددا".
وفي 3 سبتمبر/ أيلول الجاري، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" إن أطفال غزة "بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة.. لا يوجد مكان آمن للأطفال مع تفاقم الأزمة الإنسانية".
وتقول والدة الطفل للأناضول: "تعرض طفلي لقصف من العدو (الإسرائيلي) بعد (أنباء) انسحاب الجيش من خان يونس، حيث انتقلنا من رفح (المدينة التي نزحنا إليها) إلى موقع منزلنا في منطقة معن، وهناك تعرض للقصف الذي أدى لبتر في قدمه ويده وإصابة عينه".
وتأمل الغلبان، أن تتم مساعدة طفلها بالسفر خارج القطاع لتلقي العلاج، ليعيش كباقي أطفال العالم، ويعود لمقعد الدراسة ولعب كرة القدم التي يحبها.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "أطفال غزة يموتون ويعانون إصابات خطيرة وصدمات نفسية، ويشاهدون والديهم يُقتلون وتُدمر منازلهم" جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل على القطاع.
وفي 21 يوليو الماضي، قالت الأونروا في منشور على حسابها عبر منصة إكس، إن "فرقها بغزة رغم التحديات المستمرة، تواصل تقديم دعم الصحة العقلية لأطفال القطاع الذين يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية غزة الأطفال غزة الاحتلال أطفال حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة خان یونس
إقرأ أيضاً:
انقطاع الكهرباء عن غزة.. شلّ كافة مرافق الحياة
#سواليف
يشهد قطاع #غزة المحاصر #أزمة_إنسانية متفاقمة نتيجة استمرار #انقطاع #التيار_الكهربائي منذ اندلاع #الحرب في 7 أكتوبر 2023، ما أدى إلى #شلل شبه كامل في مختلف مناحي الحياة، لا سيما في قطاعي #الصحة و #المياه. يأتي ذلك في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل، يشمل فرض المزيد من #العقوبات_الجماعية التي تهدد حياة ملايين المدنيين في القطاع.
اليوم الخميس، أكد مدير العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة محمد ثابت، أن انقطاع الكهرباء عن القطاع المحاصر، مستمر منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وقال ثابت في تصريحات له، إن “الاحتلال قطع الكهرباء عن محطة تحلية مياه تم إمدادها بحوالي 5 كيلو واط من منظمات دولية، وكانت تخدم مليون نازح وتوفر لهم المياه العذبة، وتم تشغيلها في 14 ديسمبر 2024 قبل أن يقرر الاحتلال إيقافها”.
مقالات ذات صلة حراك جامعة اليرموك: علامات استفهام كثيرة حول دائرة الاستشارة المحيطة بـ “الرئيس” 2025/03/10وأضاف: “جميع مرافق الحياة في غزة شبه مشلولة بسبب انقطاع الكهرباء، خصوصا في قطاعي الصحة والمياه”، مشددا على أن نقص مياه الشرب يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير”.
يذكر أنه في 9 مارس الجاري، أعلن الاحتلال الإسرائيلي، وقف تزويد الكهرباء لقطاع غزة، ما سيؤدي إلى توقف فوري لتدفّق التيار الكهربائي إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.
كما نقلت القناة الإسرائيلية 12 عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم، إن الخطوة المقبلة هي قطع الماء عن غزة. ويوم الإثنين الماضي، هدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بقطع إمدادات المياه والكهرباء عن قطاع غزة، مشددا على ضرورة “فتح أبواب الجحيم” عبر هجوم عسكري واسع النطاق يؤدي إلى “احتلال القطاع”.
وفي المقابل، دعا وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير، إلى قصف مخازن المساعدات الإنسانية في غزة، مشددا على أن إسرائيل “يجب أن تقوم في تجويع مقاتلي حماس وأنصارهم” المدنيين قبل استئناف الحرب على القطاع.
وفي تصريحات سابقة لـ “شبكة قُدس”، قالت شركة كهرباء غزة، إن قرار الاحتلال الأخير القاضي بقطع الكهرباء عن قطاع غزة؛ له تداعيات خطيرة وكارثية على الأهالي في قطاع غزة. مضيفة وقف الكهرباء عن محطة تحلية المياه سيؤدي إلى شحّ كبير في المياه وهو ما سيؤدي بالأهالي للتوجه للاعتماد على المياه غير الصالحة للشرب.
وأكدت، أن تبعات القرار ستؤثر على ارتفاع نسبة التلوث في قطاع غزة لأن هذه الكهرباء تشغل مضخة المياه العادمة ومحطات المعالجة وستضطر البلديات إلى التخلص من هذه المياه في البحر ما سيزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض والأوبئة.
وأشار إلى أن زيادة احتمالية الإصابة بالأمراض والأوبئة جراء القرار ستزيد بدورها من الضغط على القطاع الصحي الذي يعاني جراء الحرب.
ومنذ بداية الحرب، يعاني قطاع غزة من انقطاع متواصل في الكهرباء جراء الحصار والقيود الإسرائيلية، حيث تجاوزت خسائر قطاع الكهرباء منذ بداية الحرب 450 مليون دولار.
ووفق كهرباء غزة، فإن 70% من شبكات توزيع الكهرباء مدمرة بشكل كامل جراء الحرب، كما أن 90% من مستودعات شركة توزيع الكهرباء مدمرة بالكامل، كما أن 80% من آليات شركة توزيع الكهرباء مدمرة بشكل كامل جراء الحرب، و100% من القطاع التجاري متوقف بالإضافة إلى قطاع التشغيل. وذكر، أن 51 شهيدا ارتقوا ضمن صفوف كوادر وموظفين شركة توزيع الكهرباء.
وحذرت المقررة الأممية الخاصة بحالة حقوق الإنسان في فلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، من أن قطع الكهرباء عن غزة يؤدي إلى توقف محطات تحلية المياه، مما ينذر بإبادة جماعية، منتقدة عدم فرض عقوبات على إسرائيل.