وقفة: الرئيس السادات صاحب فكر عالٍ وجسور (1)
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
وقفتنا هذا الأسبوع حضراتكم مع اقتراب ذكرى نصر السادس من أكتوبر على الكيان الصهيونى لابد من إعطاء هذا الرجل القائد بعضا من حقه، فالكثير قرأ السادات جيدا والكثير أيضا لم يعرف السادات جيدا، الرئيس السادات من وجهة نظرى اتخذ أخطر قرار ممكن أن يتخذه رئيس أو قيادة دولة فى التاريخ.
لماذا ذكرت ذلك لأن السادات قبل يوم السادس من أكتوبر٧٣ بيوم لم يكن هناك نصر فى العصر الحديث، لأي دولة عربية أو إسلامية على الكيان الصهيونى يرتكن عليه فى اتخاذ قرار الحرب وخاصة أنه قبلها بست سنوات حدثت نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧، وأي قرار بإعلان الحرب جديد دون النصر يعنى قتله سياسيا وشخصيا إلى الأبد، وليس هو فقط بل يجر معه مصر والأمة العربية والإسلامية للسقوط المدوى لسنوات طويلة بل يمكن لقرون.
ولذلك السادات باتخاذه قرار الحرب مهما كان تأكده واطمئنانه لإعداد جيشنا الإعداد الأمثل، كان وقتها أصعب من اتخاذ قرار ملياردير فى صالة روليت يلعب على أمواله جميعها، وأي رئيس أو قيادة وقتها كان فى الغالب سيؤثر السلامة ويقول لك وأنا مالى أنا عايش عيشة الملوك سأصيف فى أجمل المنتجعات فى الصيف وأتمتع بمتع الرئاسة أجمل استمتاع، وليس لى دخل بمغامرة قد لا تكون محسوبة بشكل جيد.
ولكن لأنه كان وطنيا جسورا وله سابقة وطنية لم يحظى بها أحد قبله ألا وهى اتهامه بقتل أمين عثمان رئيس الوزراء الأسبق وقتها.. إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع ونستكمل بقيتها الأسبوع القادم أدعو الله أن أكون بها من المقبولين وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.
اقرأ أيضاًيوم السلام العالمي: نحو بناء مجتمعات للتعايش
تعلم الأطفال
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس السادات
إقرأ أيضاً:
«عشاء» غيَّر العالم!
هذه قصة عشاء غيَّر العالم.. هل تعلم أن أوباما كان السبب في تغير حياة دونالد ترامب، ودخوله معترك الرئاسة، ورغبة الأخير في كسر أنف أوباما وخسارته مرتين.. مرة هزم هيلاري كلينتون وهو يدعمها، فلم تصل إلى البيت الأبيض.. ومرة أخرى هزم كامالا هاريس فأخرجها من البيت الأبيض، فلم تعد رئيسة ولا نائبة رئيس؟!
كأن ترامب قرر أن يهزم أوباما وبايدن وكلينتون وهاريس.. والحزب الجمهوري كان يعرف أن ترامب هو الوحيد القادر على هذا، فلم يرشح أحداً آخر ضده كمرشح عن الحزب الجمهوري.. وبالفعل نجح ترامب.. أتكلم بغض النظر عن كونه الأفضل ولكنه الأقدر على اجتياز الانتخابات!
بدأت القصة في إبريل 2011، أي بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) وتنحي مبارك، بدأت تشتعل ثورة أخرى في أمريكا.. حكايتها أن الرئيس الأمريكي وقتها، باراك أوباما، انهال على دونالد ترامب بالسخرية أمام الحاضرين وأمام الإعلام، بينما جلس ترامب يشاهد وعلى وجهه علامات الغضب!
هذا العشاء داخل البيت الأبيض مثَّل لحظة فارقة نعيش تبعاتها اليوم، وفقاً لوثائقي «فرونتلاين»، حيث إن إهانة ترامب علناً من قبل الرئيس الأمريكي وقتها، دفعت بترامب لشد العزم على الترشح للرئاسة بعدها، وهو ما أوصلنا لليوم، حيث يعيش ترامب نشوة الانتصار بولاية ثانية في البيت الأبيض.. فلا تبحث عن أسباب كراهية ترامب لأوباما.. بدأت من هذه الليلة وبدأ التحدي!
وقتها في 2011، قرر أوباما تقديم فقرة كوميدية نحو ترامب، في «تقليد السخرية اللاذع»، الذي يقوم به رؤساء أمريكا عادة خلال عشاء في البيت الأبيض، يوجهون فيه مزاحهم نحو شخصية مختارة من المؤثرين في المجتمع، ووقع الاختيار وقتها على دونالد ترامب!!
أوباما سخر من العديد من نظريات ترامب، كما سخر من ظهوره المستمر في التلفزيون ببرنامجه الشهير «ذا أبرنتس».. ذات مرة سألت المذيعة ترامب: ماذا لو فقدت ثروتك بالكامل؟، فقال لها: ربما أترشح للرئاسة.. ويبدو أن أوباما شاهد هذه الحلقة فأراد أن يسخر منه، لأنه جمهوري يريد أن يأخذ الرئاسة من الديمقراطيين، ونجح بالفعل!
في ذلك العشاء، كان أوباما لاذعاً بسبب عداوته مع ترامب، وتجاوب الحضور مع أوباما، بينما لم يتقبل ترامب السخرية، حيث ظهر جاد الملامح.. هذه الليلة أثرت في ترامب كثيراً، وقرر بعدها العزم على الترشح للرئاسة، وفقاً لوثائقى «فرونتلاين» الذى استند إلى تصريحات شخص مقرب من ترامب.. وقال مستشاره السياسى ستون: «أعتقد أنه في تلك الليلة قرر ترامب الترشح للرئاسة.. لقد حفزته كثيراً. أراد أن يريهم جميعاً»!
باختصار؛ هذه لحظة فارقة، ومُزحة حولت حياة ترامب والعالم، واعتبرها منحة وفرصة، لم ينم ليلته لأن الرئيس حانق عليه، ولكنه راح يفكر كيف تصبح فرصة للحركة، وتحرك داخل الحزب فأصبح مرشح الحزب الجمهوري، وتحرك في الشارع فأصبح الرئيس، وأسقط أوباما ومن يدعمهم، وخرجوا جميعاً من البيت الأبيض!.