قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كانت الأدوية التي تدخل إلى القطاع شحيحة، ولم يكن علاج أمراض خطيرة كالسرطان في متناول الكثير من مستشفيات القطاع ومرافقه الصحية، ما كان يضطر الأطباء إلى التصرّف بما يتاح لديهم من أدوية.
الفلسطينية ضحى عاشت تلك المحنة واقعًا، وتعايشت مع آثارها الجانبية العميقة طوال نحو عقد كامل من الزمن، إلى أن نجحت سلسلة عمليات جراحية معقدة أجريت لها في الإمارات، في أن تعيد إليها قدرتها على السمع.


القصة بدأت قبل 19 عامًا عندما اكتشف الأطباء إصابة ضحى بسرطان الدم، مع إصابتها بإعتام عدسة العين، ما استدعى تطبيق بروتوكول علاجي عالي المخاطر، تضمن وقتها إخضاعها لجلسات مكثفة من العلاج الكيماوي في غزة، بالإضافة إلى الجراحة.
وعالجت العملية الجراحية بصرها، كما أوقفت كثافة الجرعات الكيماوية وسُمّيتها العالية سرطان "اللوكيميا"، لكنها من جانب آخر أثرت مباشرة على سمعها، طوال السنوات العشر الماضية، وأصابتها بحالة حادة من فقدان السمع العصبي الحسي العميق في الأذنين، نجمت عن تلف حاد في خلايا الأذن الداخلية، ومنعت تحويل الاهتزازات الصوتية إلى إشارات عصبية ونقلها إلى الدماغ.


تواصل صعب.. وسط الحرب والنزوح
وبعد سنوات من محاولات استخدام الأجهزة السمعية المساعِدة التي أبقت قدرة تمييز الكلام لديها دون 50% في الأذنين، وصعوبات جمّة في التواصل مع محيطها الخارجي، تلتها أشهر صعبة من النزوح المستمر مع أسرتها خلال الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، استطاعت ضحى الوصول إلى أبوظبي ضمن مبادرة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، لعلاج 1000 طفل من المصابين و1000 من مرضى السرطان من أبناء غزة في مستشفيات الدولة. وهي المبادرة التي أدت إلى إجراء العديد من العمليات الجراحية وتصميم الأطراف الصناعية لمئات الفلسطينيين، سواء في مدينة الشيخ شخبوط الطبية أو مدينة الإمارات الإنسانية وغيرهما من المراكز والمؤسسات الصحية في الإمارات.
وفور وصول ضحى إلى الإمارات، بدأ فريق طبي متخصص في مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي تصميم مسار علاجي جراحي متكامل خاص بها.
وتوصّل الفريق الذي يضم تخصصات عدة إلى ضرورة إجراء عملية زراعة قوقعة سمعية ثنائية، نظرًا للتلف البالغ الذي تعرضت له الأذن الداخلية منذ سنوات.
وقال الدكتور أحمد الشامسي، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، والمتخصص في جراحات زراعة القوقعة السمعية الاصطناعية والذي قاد الفريق الطبي: "أجرينا تقييمًا شاملًا وفحوصات متعددة لحالة ضحى فور وصولها من غزة، ووصلنا إلى ضرورة إجراء عملية زراعة قوقعة سمعية".
وأضاف: "عمل الفريق في أبوظبي بكامل طاقته قبل وخلال الجراحة التي استغرقت 4 ساعات وتكللت بالنجاح، ونحن سعداء بكوننا جزءًا من مبادرات دعم أهلنا في غزة وفلسطين، وحريصون على أداء واجبنا الطبي هذا تجاه كل إنسان نستطيع تقديم خبراتنا وعوننا له".
وبعد أسبوع من النقاهة التي أعقبت العملية الجراحية، بدأ الفريق الطبي تفعيل القوقعة السمعية الثنائية التي تم زرعها، واستطاعت ضحى أن تسمع من جديد وتعافت بشكل شبه كامل، وسط فرحة الطاقم الطبي الذي تابع حالتها في مدينة الشيخ شخبوط الطبية.
وقالت ضحى: "فقدت الأمل على مدار السنوات العشر الماضية في تلقي العلاج وعودة السمع لي، لكنني وجدت الأمل بفضل الله في الإمارات.. شكرًا لقيادة الدولة والكادر الطبي على تأمين الحياة الكريمة والعلاج لنا".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية الحرب الحرب الإسرائيلية على غزة الحرب على غزة الفلسطينية الفلسطيني فی مدینة الشیخ شخبوط الطبیة فی الإمارات

إقرأ أيضاً:

فصائل فلسطينية تعقب على خطاب نصر الله

عقبت فصائل فلسطينية ، اليوم الخميس 19 سبتمبر 2024 ، على خطاب الأمين العام لتنظيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله.

نص بيانات الفصائل الفلسطينية كما وصلت وكالة سوا الإخبارية

حركة حماس - تصريح صحفي

نثمّن في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الذي جدّد فيه التأكيد على الموقف المشرّف والمقدّر  للمقاومة الإسلامية في لبنان في مواصلة جبهة الإسناد والدَّعم لقطاع غزَّة والضفة الغربية و القدس المحتلة وللمقاومة الفلسطينية، حتى يتوقّف العدوان النازي وحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة.

إنَّ هذا الموقف الذي يشكّل لدى شعبنا ومقاومتنا محلَّ تقدير واعتزاز، ليعدُّ صفعة في وجه نتنياهو وحكومته الفاشية، وإجهاضاً  لمخططاتهم  في ضرب جبهة  إسناد شعبنا ومقاومتنا في قطاع غزَّة؛ عبر العملية الإرهابية الوحشية المروّعة التي ارتكبها العدو الصهيوني ضدّ الشعب اللبناني الشقيق يومَي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

نؤكّد أنَّ إرهاب العدو الصهيوني، بتصعيده كلّ أشكال القتل والمجازر والإبادة الجماعية ضد المدنيين، في فلسطين ولبنان، قد تجاوز كلَّ القيم والشرائع والقوانين الدولية، ممّا يجعله كياناً مارقاً، بات يشكّل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة والعالم؛ وعلى المجتمع الدولي التحرّك لنبذ هذا الكيان، وعزله، ومحاكمة قادته على جرائمهم.

نجدّد إشادتنا وتقديرنا لجهاد وتضحيات الإخوة في حزب الله، ومشاركتهم الفاعلة والمؤثرة في مسار معركة طوفان الأقصى، ونؤكَّد أنَّ هذه التضحيات الجسام

تصريح صحفي صادر عن لجان المقاومة في فلسطين  : 

نثمن و نعتز ونفخر بما جاء في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اكد فيه على الموقف البطولي والشجاع والعروبي والإسلامي بالإستمرار بنصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة رغم المجزرة الصهيونية الهمجية التي استهدفت الشعب اللبناني .

موقف السيد حسن نصر الله يؤكد بأن حزب الله يدرك أن العدو الصهيوني لا يفرق بين لبناني وفلسطين ومدني ومقاوم وان الطريق الوحيد لمجابهة بربريته وهمجيته هو مواصلة حالة الإشتباك والمواجهة حتى وقف العدوان الصهيوني وحرب الابادة الجماعية على قطاع بشكل فوري ونهائي .

خطاب الفصل للسيد حسن نصر الله حمل رسالة واضحة وحاسمة لكيان الصهيوني وقيادته الدموية المجرمة بأنه لا يمكن ابداً فصل الساحات والجبهات رغم كل الجرائم الدموية الصهيونية التي تخطت كل الحدود .

رسالة حزب الله وعلى لسان الأمين العام السيد حسن نصر الله للعالم وللإدارة الامريكية المجرمة للجمهور الصهيوني وقادته الفاشيين ان قلب المعركة ومفتاحها هو قطاع غزة   ، اما أن ينتهي العدوان على غزة او ستستمر المواجهة.

نتوجه بالتحية الى الشعب اللبناني الشقيق وإلى المقاومة الإسلامية في حزب الله وإلى سيد القول  والفعل والميدان سماحة السيد حسن نصر الله على مواقفهم المشرفة في دعم وإسناد شعبنا ومقاومته رغم الألم و التضحيات الجسام .

الجبهة الشعبية تشيد  بخطاب  السيد نصرالله  ورسالته القوية أن جبهة الإسناد لن تتوقف حتى وقف العدوان على غزة وقدرة المقاومة  على تجاوز  جريمة التفجيرات الواسعة في لبنان

- تشيد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بما جاء في الخطاب الذي ألقاه السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله اليوم في أعقاب التفجيرات الإجرامية الواسعة  الغادرة  التي استهدفت المدنيين في لبنان.

- ⁠تأكيد السيد نصرالله على أن جبهة الإسناد اللبنانية في الشمال لن تتراجع حتى يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، هو عهد الوفاء والإصرار على إسناد المظلومين من أبناء شعبنا وإسناد مقاومته الباسلة.

- وجه السيد نصرالله في كلمته  رسالةً قوية للعدو الصهيوني أن لا استقرار في الشمال إلا بوقف العدوان على غزة؛ كما طمأن الجماهير بأن بنية المقاومة اللبنانية قوية وصامدة ولن تهزها أو تضعفها التفجيرات الصهيونية الإجرامية، وأن قدرتها على مواجهة أي تصعيد أو عدوان على لبنان تتزايد، وأنها قادرة ليس فقط على الصمود، بل على تجاوز كل مخططات الاحتلال لإضعافها واستنزافها، وذلك بفضل حنكة وخبرة المقاومة في التعامل مع هكذا أحداث، وبفعل صمود الحاضنة الشعبية التي تدعمها بكل قوة.

- إن الجبهة الشعبية ترى أن خطاب السيد نصرالله يعكس ثقة في قدرة المقاومة على تجاوز الضربات، ومواصلة تطوير إمكانياتها واستخلاص العبر من التفجيرات  الصهيونية الارهابية الغادرة  الواسعة، والاستمرار بفرض معادلات جديدة على العدو الصهيوني، وتأكيده أيضاً على أن المقاومة اللبنانية مستعدة لكل الخيارات، وأن الرد على جرائم الاحتلال قادم لا محالة.

- تؤكد الجبهة ثقتها بأن المقاومة في لبنان  وقوتها وإلتفاف الوطني حولها ، كما  كل جبهات الإسناد، وستواصل الضغط على الاحتلال حتى يوقف حرب إبادته على القطاع، مشددةً على أن دماء الشهداء في غزة ولبنان واليمن هي شهادة على صمود المقاومة، وأن النصر حليفها على هذا الكيان الصهيوني الهش الذي لا مستقبل له.

 

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • جامعة كفر الشيخ تنظم اختبارات لتحديد الفريق المتأهل لبرنامج «العباقرة» غدا
  • 5 أشكال للشركات التي يِمكن تأسيسها في الإمارات..تعرف عليها
  • أزمة اقتصادية تهز إثيوبيا.. انهيار العملة يفاقم المعاناة
  • انتظام أعمال الكشف الطبي في جامعة كفر الشيخ 2024
  • وسائل إعلام فلسطينية : ارتفاع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي جراء قصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب مدينة غزة إلى 22 شهيداً
  • ألو الشرطة أنا قتلت مرات أبويا.. الحكاية الكاملة لسيدة الإسماعيلية
  • مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: المعاناة في غزة تفوق التصور
  • هندسة كفر الشيخ تستعد لامتحانات القبول لطلاب الدبلومات والمعاهد الفنية غدًا
  • فصائل فلسطينية تعقب على خطاب نصر الله