الأطباء في الإمارات يعيدون السمع لسيدة فلسطينية بعد 10 سنوات من المعاناة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
قبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كانت الأدوية التي تدخل إلى القطاع شحيحة، ولم يكن علاج أمراض خطيرة كالسرطان في متناول الكثير من مستشفيات القطاع ومرافقه الصحية، ما كان يضطر الأطباء إلى التصرّف بما يتاح لديهم من أدوية.
الفلسطينية ضحى عاشت تلك المحنة واقعًا، وتعايشت مع آثارها الجانبية العميقة طوال نحو عقد كامل من الزمن، إلى أن نجحت سلسلة عمليات جراحية معقدة أجريت لها في الإمارات، في أن تعيد إليها قدرتها على السمع.
القصة بدأت قبل 19 عامًا عندما اكتشف الأطباء إصابة ضحى بسرطان الدم، مع إصابتها بإعتام عدسة العين، ما استدعى تطبيق بروتوكول علاجي عالي المخاطر، تضمن وقتها إخضاعها لجلسات مكثفة من العلاج الكيماوي في غزة، بالإضافة إلى الجراحة.
وعالجت العملية الجراحية بصرها، كما أوقفت كثافة الجرعات الكيماوية وسُمّيتها العالية سرطان "اللوكيميا"، لكنها من جانب آخر أثرت مباشرة على سمعها، طوال السنوات العشر الماضية، وأصابتها بحالة حادة من فقدان السمع العصبي الحسي العميق في الأذنين، نجمت عن تلف حاد في خلايا الأذن الداخلية، ومنعت تحويل الاهتزازات الصوتية إلى إشارات عصبية ونقلها إلى الدماغ.
تواصل صعب.. وسط الحرب والنزوح
وبعد سنوات من محاولات استخدام الأجهزة السمعية المساعِدة التي أبقت قدرة تمييز الكلام لديها دون 50% في الأذنين، وصعوبات جمّة في التواصل مع محيطها الخارجي، تلتها أشهر صعبة من النزوح المستمر مع أسرتها خلال الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، استطاعت ضحى الوصول إلى أبوظبي ضمن مبادرة الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، لعلاج 1000 طفل من المصابين و1000 من مرضى السرطان من أبناء غزة في مستشفيات الدولة. وهي المبادرة التي أدت إلى إجراء العديد من العمليات الجراحية وتصميم الأطراف الصناعية لمئات الفلسطينيين، سواء في مدينة الشيخ شخبوط الطبية أو مدينة الإمارات الإنسانية وغيرهما من المراكز والمؤسسات الصحية في الإمارات.
وفور وصول ضحى إلى الإمارات، بدأ فريق طبي متخصص في مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي تصميم مسار علاجي جراحي متكامل خاص بها.
وتوصّل الفريق الذي يضم تخصصات عدة إلى ضرورة إجراء عملية زراعة قوقعة سمعية ثنائية، نظرًا للتلف البالغ الذي تعرضت له الأذن الداخلية منذ سنوات.
وقال الدكتور أحمد الشامسي، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، والمتخصص في جراحات زراعة القوقعة السمعية الاصطناعية والذي قاد الفريق الطبي: "أجرينا تقييمًا شاملًا وفحوصات متعددة لحالة ضحى فور وصولها من غزة، ووصلنا إلى ضرورة إجراء عملية زراعة قوقعة سمعية".
وأضاف: "عمل الفريق في أبوظبي بكامل طاقته قبل وخلال الجراحة التي استغرقت 4 ساعات وتكللت بالنجاح، ونحن سعداء بكوننا جزءًا من مبادرات دعم أهلنا في غزة وفلسطين، وحريصون على أداء واجبنا الطبي هذا تجاه كل إنسان نستطيع تقديم خبراتنا وعوننا له".
وبعد أسبوع من النقاهة التي أعقبت العملية الجراحية، بدأ الفريق الطبي تفعيل القوقعة السمعية الثنائية التي تم زرعها، واستطاعت ضحى أن تسمع من جديد وتعافت بشكل شبه كامل، وسط فرحة الطاقم الطبي الذي تابع حالتها في مدينة الشيخ شخبوط الطبية.
وقالت ضحى: "فقدت الأمل على مدار السنوات العشر الماضية في تلقي العلاج وعودة السمع لي، لكنني وجدت الأمل بفضل الله في الإمارات.. شكرًا لقيادة الدولة والكادر الطبي على تأمين الحياة الكريمة والعلاج لنا".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الحرب الإسرائيلية الحرب الحرب الإسرائيلية على غزة الحرب على غزة الفلسطينية الفلسطيني فی مدینة الشیخ شخبوط الطبیة فی الإمارات
إقرأ أيضاً:
الإمارات تستهدف استقطاب 1.3 تريليون درهم من الاستثمار الأجنبي المباشر خلال 6 سنوات
أكدت وزارة الاستثمار، أن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار تُعد محوراً أساسياً لتحقيق رؤية الإمارات الاقتصادية الطموحة.
ونوه سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” إلى إطلاق الوزارة ورقة بيضاء حول البيئة الاستثمارية في الدولة خلال مشاركتها في المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس 2025”.
وأوضح أن هذه الورقة تستعرض المكانة الرائدة لدولة الإمارات بوصفها وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة بفضل بيئتها التشريعية المرنة، وحوافزها الداعمة، وبنيتها التحتية المتقدمة، مؤكداً أن رؤية الإمارات تهدف إلى جذب استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 1.3 تريليون درهم خلال الفترة من 2025 إلى 2031، لتسريع التنويع الاقتصادي وترسيخ مكانتها قوة استثمارية عالمية عبر القطاعات ذات الأولوية، ما يجعلها واحدة من أفضل 10 وجهات عالمية للاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وقال وكيل وزارة الاستثمار إن مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في الناتج المحلي الإجمالي الوطني بلغت 6% في عام 2023 ونستهدف زيادتها إلى 8% وفق الاستراتيجية الوطنية للاستثمار.
وأكد سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار أن دولة الإمارات باتت مركز جذب عالميا للاستثمار يحقق قيمة دائمة للمستثمرين ويساهم في نمو الاقتصاد العالمي الشامل من خلال بيئتها الاستثمارية المواتية والداعمة للمستثمرين وارتباطها بالأسواق العالمية والتجارة ورأس المال واستقطاب المواهب من حول العالم.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار تهدف إلى تعزيز جاذبية الإمارات مركزا عالميا للتجارة والاستثمار من خلال تحسين سهولة مزاولة الأعمال وتقديم المزيد من الحوافز للمستثمرين وتوفير أطر تنظيمية مبسطة حيث احتلت الإمارات المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة في استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي في عام 2023.
وقال إنه في خضم المشهد العالمي التنافسي، تُعد دولة الإمارات نموذجاً يحتذى في تعزيز استدامة الأعمال والنمو الاقتصادي عبر تبني نهج يركزٍ على المستثمر في جميع السياسات والأطر التنظيمية التي تسنّها وفي إطار رؤية “نحن الإمارات 2031″، نهدف إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على الابتكار ومدعوم بالاستراتيجية الوطنية للاستثمار.
وأضاف سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمارأن الاستثمارات الأجنبية المباشرة تُعد ركيزة أساسية لهذه الرؤية وتعمل محفزا لنمو الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز بيئة ريادة الأعمال من خلال إنشاء منظومة متكاملة تركز على الأعمال حيث يعتمد هذا التوجه على بنية تحتية قوية ومتطورة وقدرات رقمية حديثة بالإضافة إلى إطار مؤسسي داعم يشمل الاتفاقيات الثنائية وزيادة الوصول إلى الأسواق من خلال اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة. وأكد أن هذه العناصر مجتمعة تعمل على توفير أساس للابتكار، وتعزيز المرونة ودعم الاتصال العالمي يمكّن الكيانات الاقتصادية من الازدهار في عالم مترابط موضحا أن الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات عزز مكانتها مركزا تجاريا عالميا حيث ترتبط بـ 260 وجهة طيران مباشر، كما تبعد الدولة مسافة 8 ساعات بالطائرة عن ثلثي سكان العالم، بالإضافة إلى اتصالها بـ 150 ميناء عالميا فيما تمتلك الإمارات بنية تحتية متقدمة للطيران والنقل البحري تربط الأسواق في جميع أنحاء العالم ما يفتح آفاقاً واسعة للتجارة الدولية ويرسخ مكانة الدولة بوابة رئيسية للأسواق سريعة النمو في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وأشار إلى أن الشراكات الدولية القوية تلعب دوراً محورياً في تحقيق هذا النموكونها ضرورية لتعزيز الانتعاش الاقتصادي المشترك ودفع حدود الابتكار.. في حين تلعب اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة لدولة الإمارات دوراً أساسياً في تعزيز التجارة العالمية.
وقال إنه في هذا السياق، وقعت دولة الإمارات العديد من اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الاقتصادات الكبرى و115 معاهدة استثمار ثنائية أخرى.
وأضاف سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمارأن النهج الوطني تجاه الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي يندرج في صميم رؤية وزارة الاستثمار لبلورة مستقبل الاقتصاد الوطني والاقتصادات العالمية بشكلٍ عام وتعمل دولة الإمارات على تقديم رؤى جديدة حول سبل الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لتحقيق نمو مستدام وشامل من خلال الاستثمار المستدام في التكنولوجيا.
وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031 تترجم رؤية الإمارات لضمان استعداد الاقتصاد الوطني للمستقبل وتحليه بالمرونة اللازمة لدمج إمكانات الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والطاقة والبنية التحتية والتي تهدف إلى مضاعفة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي الوطني من 9.7% إلى 19.4% بحلول عام 2031 واستثمار 100 مليار درهم من القيمة الاقتصادية خلال السنوات العشر القادمة في القطاعات التحويلية مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة.
وقال سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار إنه تم تطوير 778 مشروعاً متعلقاً بالذكاء الاصطناعي بقيمة 26.8 مليار دولار على مستوى العالم خلال الفترة من 2016 إلى 2023 وذلك وفقاً لقاعدة بيانات الاستثمار الأجنبي المباشر “fDi Markets” فيما تتصدر دولة الإمارات مسار التحول الرقمي في المنطقة حيث تطور منظومة متقدمة للابتكار التكنولوجي والحلول القائمة على البيانات ويتجلى ذلك في استثمار مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في مجموعة G42 بأبوظبي لتعزيز قدراتها في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي ودعم توسعها العالمي.
وأضاف أن دولة الإمارات تعمل على بناء قدرات قوية في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني وستواصل التركيز على الاستثمارات الاستراتيجية في مشاريع الذكاء الاصطناعي ومشاريع التحول الرقمي الأخرى.
وأشار سعادة محمد عبد الرحمن الهاوي، وكيل وزارة الاستثمارإلى استقطاب الإمارات 30.7 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في عام 2023 على الرغم من التحديات التي يفرضها المشهد العالمي الحافل بالمتغيرات مؤكداً مواصلة البناء على هذه الأسس في ظل الالتزام الراسخ ببناء مستقبل اقتصادي أفضل إذ يُشكل التنوع الاقتصادي والاستدامة أبرز ركائز الاستراتيجية الوطنية للاستثمار مع التركيز على القطاعات ذات الأولوية بما فيها التصنيع والخدمات المالية والنقل والخدمات اللوجستية والمرافق والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.وام