نتنياهو: حماس طلبت 26 تعديلا في الاتفاق ونحن لم نطلب شيئاً
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، اليوم الأحد 22 سبتمبر 2024، بأن حركة حماس طلبت 26 تعديلا في الاتفاق، وأن إسرائيل لم تطلب شيئاً.
وأضاف نتنياهو خلال مناقشات مغلقة في لجنة الخارجية والأمن وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أنه "كانت هناك محاولة للسماح للعشائر في غزة بتوزيع المساعدات الإنسانية، لكنها لم تكن ناجحة".
وادعى أنه ضد السيطرة العسكرية على قطاع غزة، وانه سيتم إيجاد حلولاً أخرى.
وقال "نحن نناقش أيضًا "خطة الأبطال"، فالسيطرة على المساعدات الإنسانية هي عنصر أساسي.
وقالت الصحيفة، إن رئيس الشعبة الإستراتيجية في الجيش الإسرائيلي، إليعزر توليدانو، أطلع الحكومة خلال اجتماعها الأسبوعي، اليوم الأحد، على أنه سيتم تقديم عدة خيارات لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الأيام المقبلة، ضمن "خطة توزيع" تهدف إلى "سلب حركة حماس سيطرتها المدنية على قطاع غزة".
وجاءت تصريحات توليدانو ردًا على سؤال وزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، التي انتقدت ما وصفته بـ"الدائرة المفرغة" في قطاع غزة، التي بموجبها "تسمح إسرائيل لحماس بالسيطرة على المساعدات الدولية الواسعة التي تدخل إلى القطاع، مما يعزز من حكمها في القطاع".
وقال توليدانو إن "الموضوع قيد الدراسة بكافة جوانبه"، بحسب "يسرائيل هيوم"، وأضاف أنه "في غضون يوم أو يومين سيتم عرض الخيارات المختلفة لتغيير الجهة المسؤولة عن التوزيع على نتنياهو". ورجحت الصحيفة أن تشمل هذه الخيارات سيطرة الجيش الإسرائيلي على توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وذكرت أن نتنياهو أكد صحة تصريحات المسؤول العسكري، واعتبر أن "انتقادات ستروك في مكانها ومعروفة" للجهات المعنية.
وكانت الصحيفة قد كشفت أن نتنياهو أبلغ قيادة الجيش بأنّ عليه الاستعداد لتغيير طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بحيث لا تصل إلى حركة حماس، مطالبًا بتوزيعها تحت إشراف الجيش في مناطق محددة فقط تخضع لسيطرته، وليس في كل مكان في القطاع.
وأفادت الصحيفة بأنّ نتنياهو قال، خلال جلسة للحكومة: "أنا مقتنع بقدرتنا على القيام بذلك، وأتوقع من الجيش الإسرائيلي ترتيب أموره من أجل هذا الأمر، ومكان البدء بذلك هو شمال القطاع"؛ فيما نقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة، قولها إن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، ممتعض من هذه الخطوة.
ويدعي وزراء في الحكومة أنه لا يطرح كلّ البدائل كما يطالبه الوزراء ورئيس الحكومة. في المقابل، يقول الجيش والأجهزة الأمنية إن خطوة من هذا النوع ستتطلب موارد بشرية كبيرة لا يمتلكها الجيش. ومنذ عدة أشهر، يدفع وزير المالية، الوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب وزراء آخرين بهذا الاتجاه.
وفي اجتماع الحكومة الماضي، قال نتنياهو: "نحن نسعى لقطع ذراع حماس. نحن نحرز تقدمًا بشأن (القضاء على) القدرات العسكرية، وقدرتهم على العمل محدودة لكنها لم تختف. وبما أنّ القضاء على القدرات السلطوية (حكم غزة من قبل حماس) هو أيضًا أحد أهداف الحرب، فإنّ خطة التوزيع (المساعدات الإنسانية) التي نناقشها هذه الأيام هي في الحقيقة الأهم".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو والعودة إلى الحرب
لا شك في أن نتنياهو يخطط، علناً، بأن يوقف مسار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ليعود إلى الحرب. فقد وقع على الاتفاق، مكرهاً، استجابة لرغبة ترامب الذي كان يريد تسلّم الرئاسة الأمريكية، وغزة في حالة وقف إطلاق النار.
وجاء الاتفاق بأغلبية بنوده استجابة لشروط المفاوض الفلسطيني. فكان أول يوم في تنفيذ الاتفاق، إعلاناً بانتصار المقاومة، بعد حربين، بريّة وإباديّة تدميرية، امتدّت لخمسة عشر شهراً، تقريباً. ويا للحالة النفسية والوضع السياسي، اللذين كان نتنياهو عليهما، ذليلاً مهزوماً يتفجّر حقداً وغضباً.
مع كل خطوة في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق كان انتصار المقاومة والشعب، يتأكد. وكان نتنياهو، يحاول التعطيل والتأجيل. ويحاول أن يظهر، بصاحب السطوة أمام حملات داخلية ضدّه، ولا سيما تذكيره، بوعيده، أن يُحقق من خلال الحرب، نصراً مطلقاً.
التفسير الوحيد لفشل نتنياهو، في عرقلة تنفيذ المرحلة الأولى، بالرغم مما فعل من توتير وتعطيل، خصوصاً في تطبيق البروتوكولات الإنسانية في الاتفاقية، كان انقياده لترامب، وخوفه منه. لكن مع سعي مستمر، لاستمالته في السماح له بالعمل في المرحلة الثانية، باتجاه تعطيلها. بل العودة إلى الحرب ثانية.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.هذا ولعل طرح ترامب، لمشروع تهجير فلسطينيي قطاع غزة، وما لاقاه من معارضة فلسطينية وعربية وإسلامية ودولية، دفعا ترامب، لدعم نتنياهو، ليلعب دوره في المرحلة الثانية. ولكن من دون أن يوقف، مساعي مندوبه الخاص ويتكوف، المكلف بمواصلة تطبيق الاتفاق، من أجل تحرير كل الأسرى المحتجزين. الأمر الذي جعل الموقف الأمريكي، أمام مفترق طرق، أحدهما راح يشجع نتنياهو، كما يدعي نتنياهو، والآخر لم يأخذ من ويتكوف، صلاحية عدم المضيّ في المرحلة الثانية، من الاتفاق.
ولهذا دخل الوضع الآن، في مواجهة احتمالين: الأول، تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بكامل بنوده (شروط المقاومة)، بإتمام تبادل الأسرى كاملاً، وانسحاب الجيش الصهيوني، من كل قطاع غزة، وإعلان وقف الحرب، بضمانات دولية وعربية. والثاني، تعطيل المضيّ في تطبيق الاتفاق، والعودة إلى التأزيم، وصولاً إلى الحرب، كما يريد نتنياهو.
إن موقف المقاومة (المفاوض الفلسطيني) هو الأقوى من الناحية السياسية، ومن ناحية صدقية الموقف، والحرص على تلبية الاتفاق، واحترام بنوده، والتزام الوسيطين المصري والقطري، فيما الموقف الأمريكي، في حرج من عدم احترام توقيعه، فضلاً من حرج نتنياهو، داخلياً، بسبب موضوع عدم إطلاق كل الأسرى، وما يواجه من ضغوط مختلفة.
من هنا، فإن موقف نتنياهو ضعيف جداً، سياسياً في العودة إلى الحرب، مما يُضعف موقف ترامب، إذا ما أعطاه الضوء الأخضر، ليخرّب الاتفاق، ويعود إلى الحرب الخاسرة من جديد.
ومن هنا، فإن إصرار المقاومة، من خلال المفاوض الفلسطيني، على تنفيذ الاتفاق، بكل بنوده، كما وقع عليه، والرفض الحازم، لأيّ طرح يخرج على هذه البنود، لا سيما إقحام موضوع سلاح المقاومة، أو بقاء قوات احتلال. فالسلاح، موضوع يتعلق بحماية أمن الشعب، وحقه بالمقاومة، وعدم عودة نتنياهو، للحرب والعدوان متى شاء. وهو موضوع، لم يتطرق له اتفاق وقف إطلاق النار، والمُوَّقَع عليه.
ولهذا فالمتوقع تراجع ترامب، وإجبار نتنياهو على قبول التفاوض كما يريد ويتكوف، بعيدا من شن الحرب التي يسعى لها. وإن كان استبعاد الحرب من قِبَل نتنياهو يشكل ضرباً من المخاطرة في تقدير الموقف، حيث يتوجب أن يبقى الأصبع على الزناد.